الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد حسين فضل الله بين قراءة إنكفائية و قراءة إبداعية تسبح في الأفق الإنساني لنصه

حمزة بلحاج صالح

2020 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" توضيحات حول إشارات مختصرة تتعلق بخصائص مسطوري و تلميحاته حول محمد حسين فضل الله "..

علينا أن نمنح لكل قراءة عمق نظر و فحص دقيق متبصر و عدة مفاهيمية و قدرة على التفكيك من غير بعثرة للأجزاء..

فقد كتب الجابري حول نقد العقل العربي كما كتب غيره و منهم محمد أركون حول العقل الإسلامي..

كتابتين بنزعتين مختلفتين لكن يمكن المقارنة بينهما أو ايجاد التقاطعات و بعض المطابقات بينهما أو التباين و الإختلاف و المفارقات من جهة و الحفر عن الأسرار التي تستوطن نصوصهما..

و إلى يومنا هذا لم يشتغل بعض من إهتم مثلا بمنجز أركون أو غيره إلا انتظاما في نسق الفهم السائد..

كذلك فعل البعض مع " نيتشه " و قد كتبت أنا عنه بعض الشذرات تبين إشتغالي و لو قليلا على نيتشه خارج النسق ذو السطوة و الهيمنة على الفهم الراتب و المتكرر غربيا و كونيا أو حتى عربيا يكرر و يقلد السائد و المستهلك..

و كتب عماد الدين خليل مثلا حول تشكيل العقل الإسلامي أو المسلم و عمر عبيد حسنة و حجي المصري و عبد المجيد النجار و كتب علي الوردي عن مهزلة العقل العربي و هو من عرف بالسوسيولوجي العراقي و غيرهم كثير كان عملهم جميعا مختلفا و بعيدا

كل البعد عن عملي أركون و الجابري..

عندما أتكلم عن السيد فضل الله أو غيره أنا لا أتحدث عن كلام عام أو مكرر و مجتر أو منتظم في مخانق التفكير السائد و لو حمل سمة التنويرأو الاصالة..

إنني أتحدث كمنفلت عن نسق الفهوم المتداولة و السطحية و السجينة أقانيمها و المغلوبة على أمرها..

ثم يجب أن يفهمني من يقرأني عودة إلى إطار خط كتاباتي الأخرى و منها " ورقة طريق " تحدد معالم مشروع نهضوي أنادي للإشتغال عليه و التوسع فيه من خلال نخب قديرة منتقاة بالمجهر و " الملقاط " ..

و الذي لا زلت أواصل التوسع فيه و تنقيحه و سأقدمه كتابا فور ظهور سماته الكبرى..

و أيضا كتاباتي التي لا تعتبر منتظمة في إطار الفهوم المستهلكة السائدة السجينة..

كون السيد و الأخ غسان بن جدو وفقه الله و سدد خطاه كتب حول السيد فضل الله كتابا حول مصطلح و مفهوم نصه فهذا جميل و شكر الله سعيه..

لكن السيد غسان بن جدو كما عرفته و تجلى ذلك في خطابه تغلب عليه في تقديري بحكم طبيعته و مهمته النزعة الإعلامية و لا أقلل من إخلاصه و صدقه و حسن نواياه..

بل لا أظن الكتابات الأدبية و الإعلامية و العامة التي تقف على معجم إصطلاحي لغوي هي التي تهمني و لا هي تلك التي أعنيها..

بل ليس من فائدة تيار فضل الله و قامة السيد محمد حسين فضل الله وغيره من القامات العلمية و الفكرية و الدينية و المعرفية و الفلسفية أن يقرأ قراءة أدبية و تداولية مكررة و عامة..

إن جميع ما أكتبه من إشارات و ملح و تلويحات و تلميحات متعجلة و مختصرة أتمنى أن لا ترد من حيث الفهم الى مرجعية فكرية فهمية دلالية سائدة و شائعة و قبلية تتعلق بفكر السيد حسين فضل الله...

فلا يكون لها مفعولها و لا يبلغ المراد منها و يسجن و ينكمش و يختزل و يساء فهم كل منجز و كسب متميز بهيمنة السائد عليه..

فالأساس عندي و التمايز هو حفر عميق في مرتكزات و أسس و أصول و " ميتافيزيقا " النص و القول تتعدى المتجلي الظاهر منه و العياني و المبصر سطحا و إلا فلا تجديد و لا جديد..

و تتعدى هيمنة و سلطة و سطوة النسق و البنية و النظام فهي تشبه سطوة " الأقنوم" بل " النظام المغلق " أو المدور في حقل المتداول و الشائع بمساحيق و أقنعة التجديد و اللغة و إعادة الصياغة و التلاعب باللفظ و بالمصطلح...

إن السيد فضل الله من خلال ما امل كتابته عنه هو جزء كغيره من الحالات الشيعية و السنية و كغيره من المعارف و العلوم من التراث و الراهن و هي جزء من مشروعي الذي أدعو إليه من ناحية المقاربة و المنهج و أدوات النظر و الإستيعاب و التجاوز..

كثيرة هي القواميس و المعاجم و كثيرة هي الكتابات عن المصطلح و المفهوم و الكلمات المفتاحية التي تردد و تشيع و تتداول حتى في الفضاء الغربي...

شدة الظهور تولد الخفاء ..

كما أن هذا العمل نفسه ليس جمعا و لغة و بيانا و بلاغة و علم مصطلح..

بقدر ما هو ثمرة عمل إيبستمولوجي و فيللولوجي و سيمائي و بلاغي و مفرداتي و نقدي و تحليلي و تركيبي و " نسقي " و " مفهومي " له صلة بكيفية نحت المفهوم و تداوله..

بل صلته بالمجال التداولي و الدلالي عميقة و هي مقاربة نسقية للنص و المنجز و قراءة تحليلية تتبع المفردة و اللفظ في وجهها اللغوي و في سيميائها و في نقدها و موقعها و موضعها و استخداماتها و محمولها الفلسفي و الدلالي و سياقها و مناسبتها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ