الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (16)

نهويل مورينو

2020 / 2 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية




استقطاب أعضاء جدد وخطر الإنتهازيّة


فقط عبر تجاوز انعزاليّتنا سننتصر، بشكل عام، في المهمّة الكبرى التي وضعناها لأنفسنا: إحضار أعضاء جدد للحزب. الوجه الآخر للانعزاليّة هي الانتهازيّة: إنّنا لا نطرح أنفسنا أمام الجميع على أنّنا حركة من أجل الإشتراكيّة. نفعل هذا فقط عندما يكون الرفيق فعلا قريبا من الحزب. إذا كان ينتمي إلى حزب آخر، أو أخبرنا أن لا علاقة له بالأحزاب السياسيّة، فإنّنا لا نناقش سياسة وينتهي بنا الأمر إلى علاقات غير واضحة، ومشوّشة، أو نتحوّل مباشرة. مثلا: إذا كنّا نتعامل مع ناشط نقابي نتحدّث معه فقط حول القضايا النقابيّة. لا يمكننا إحضار أعضاء جدد إلى الحزب بهذه الطريقة.

كيف نجلب أعضاء جدد؟ ببساطة، نقول لكلّ شخص نريد إحضاره إلى الحزب: “اسمع، أريدك أن تنضم للحزب”. حيثما نذهب، ودون حتّى أن يكون مرحّب بنا تماما بعد، نقول: “أنا من حركة من أجل الإشتراكيّة”. لا يجب أن نخجل من القول إننا من حركة من أجل الإشتراكيّة، ولا من عرض صحيفة الحزب، أو من طلب المال للحزب. كثيرون سيفاجئوننا ويقولون: “هذا ما كنت أتوقّعه، أن تعرض عليّ صحيفتكم الحزبيّة أو تقوم بدعوتي للحزب”. ولا ينبغي أن نكون انعزاليّين إذا ما كانت إجابة أحدهم “لا”. حافظ على الأخويّة كما كانت دوما، ومرّة في الشهر ألحّ ببساطة: “هل أنت متأكد أنّك لا ترغب بالانضمام إلى ذلك الحزب؟”.

من الضرورة خلق تلك الانعكاسات المناهضة للانتهازيّة والانعزاليّة في الحزب، أن نقدّم أنفسنا باعتبارنا حركة من أجل الإشتراكيّة، وأن نعرض صحيفة الحزب لأيّ شخص نتحدّث معه.

يجب أن يعلم الجميع أنّنا من حركة من أجل الإشتراكيّة وأنّنا نريد أن نجعلهم ينضمّون للحركة.

في الآونة الأخيرة كان هنالك إضراب كبير، انخرط فيه الحزب بكامل طاقاته، وقام بقيادته. طوال فترة الإضراب لم نقم بالاستفادة من اجتماعات العمّال المستمرّة الدائمة في “الموجة الشعبيّة”، ولم نقم بالإعلان عن الحزب، أو عقد دورات ومحاضرات حوله. لم يكن هنالك من قال: “أيّها الرفاق، ما يدعمكم بكلّ طاقاته هو حزبي، إنني أتحدّث نيابية عن حزبي، وأقترح عليكم الانضمام لحزبي”. رفيقنا من القيادة الذين كان هناك بدأ بتولّي دورات ومحاضرات، ولكن الأمر بدا كشيء في غاية الغموض: الكلّ كان يعلم أنّه من حركة من أجل الإشتراكيّة، ولكن الشخص الوحيد الذي ما كان ليقول إنّه من حركة من أجل الإشتراكيّة كان هو ذاته.

تناقشنا وقلنا له: “إنّنا نأتي بأعضاء جدد عبر.. إحضارهم”. في اليوم التالي للدورة قال: “حسن، يا رفاق، إنني أدير هذه الدورات لأنني من حركة من أجل الإشتراكيّة، والخطّة التي لديّ، صراحة، أن تقوموا جميعكم بالانضمام إلى حزبي عند انتهائنا من الدورة”؟ الإجابة كانت: “كم لبثنا في انتظار هذا..”. كان هذا أوّل انضمام للأشخاص، على نطاق واسع، كنّا قد حققناه في الآونة الأخيرة.

ينبغي أن تكون لدينا ردّة الفعل تلك التي لدى الحزب الشيوعي أو الحزب العنيد، والمتمثلة بالسؤال أولا: “هل أنت مرتبط؟ إذا افعلها”. وتضيف الستالينية: “تعال إلى مقرّنا، انضم إلينا”. يجب أن يكون لدينا ذات الهاجس: استقطاب أشخاص جدد إلى الحزب.

لتحقيق هذا يجب أن تكون لدينا مهارة لجعل الناس يثقون بنا، ويشعرون بالارتياح معنا. بتجنّب أن نكون مزعجين. بتجنّب إعطاء الأوامر. لأنه كثيرا ما يتكرّر أن نكون خجولين في بدء محادثات حول الإنضمام للحزب، وبمجرد الانتهاء من ذلك، نبدأ بالمتابعة. إنّنا لا نحاول أن نرى إذا كان أحدهم يريد الإنضمام حقّا إلى الحزب أو لا يريد، ولا إن كان مستعدا أو غير مستعد لفعل شيء للحزب. عادة لا يلتحق الرفاق أو يبتعدون عن الحزب لأنّنا نزعجهم أكثر ممّا يفعل المبشّرون. يجب أن ندرك أننا نتصرف وفقًا لما يريده هو (العضو الذي نعمل على استقطابه) أو ما يفكر فيه، وليس وفقًا لما نريده ونفكر فيه.

نناقش قضيّة كبرى مع شخص غير مقتنع أنه لا يجب علينا أن ندفع لتسديد الدين الخارجي. علينا، عوضا عن ذلك، متابعة موضوع آخر، كحقوق الإنسان أو كيفيّة إسقاط البيروقراطيّة، أو لماذا نناضل ضدّ ألفونسين- وهو يكره ألفونسين لأنّه من “حرب العصابات”. ويمكن لهذا الشخص أن يكون رفيقا حزبيّا رائعا، رغم أنّه سيتعبنا أحيانا في كلّ اجتماع حول الحاجة إلى سداد الدين لأن الدين مسألة شرف.

هنالك كثير من الرفاق الذين لن ينضمّوا إلى الحزب أو اجتماعاته. عندما يحترموننا أو يصبحون أصدقاء لنا، سوف يستديروا ليقولوا لنا “كلا”. في النهاية سيأملون أن نقول إنه لا بأس في أنّهم لا يريدون الإنضمام وإنّنا سنبقى أصدقاء ورفاق كما كنّا دوما. دون حتّى أن نعلم كيف سنفعل ذلك. ينتهي بنا المطاف دوما إلى أحد القطبين: إمّا أن يكون لدينا بربري يخشى مفاتحتهم بالانضمام إلى الحزب أو نزعجهم بشكل لا يحتمل من أجل الإنضمام.

كما أنّنا لا نعرف كيف نجعل مجموعة تنضمّ لنا. عندما نتواصل مع مجموعة ينتهي بنا الأمر أيضا إلى التطرّف: إمّا أنّنا نريد أن نجعلهم ينضمّون شخصا تلو الآخر، فرادى، أو أنّنا لا نعرض أبدا على المجموعة ككلّ الإنضمام إلى الحزب، أو أنّنا نقترف هذين الخطأين في ذات الوقت.

إذا أردنا أن نجعل مجموعة تنضم بشكل فردي، مثلا خمسة أو ستة عمال اجتمعوا بنا عند مخرج مصنع وقاموا بشراء صحيفتنا الحزبيّة لأنّهم يرون أنّنا ندعمهم في مواجهة صاحب العمل والبيروقراطيّة، فإنّنا ندمّر المجموعة بالطريقة التالية: نجعل أحدهم ينضمّ، ولكن المجموعة تكون قد خرجت. عاجلا أو آجلا، سيعلم الآخرون أن أحدهم يجتمع منفصلا مع الحزب. إنهم لا يفهمون لماذا. فتبدأ عدم الثقة. “لماذا لم يقوموا بدعوتنا جميعا؟ لماذا يجتمعون من ورائنا؟ ألا يريدون استغلالنا دون أن نشعر؟”. في هذا الجوّ لن نعود قادرين على جعل أي أحد ينضمّ لنا.

ولكن في كثير من الأحيان نذهب إلى التطرّف الآخر: خشية من الخسارة لا نبذل جهدا لجعل كل المجموعة تنضمّ. نفكر كالتالي: “إذا عرضت الأمر الآن على خمسة أو ستّة رفاق فإنني سأحظى فقط بانضمام اثنين أو ثلاثة. الأفضل الإنتظار أكثر، حتّى يكون الجميع مهيّأ”. وعادة نخسرهم جميعا.

لقد تعلّمنا من الرفاق الأميركيين في حزب العمال الإشتراكيين أنّنا لا نربح أبدا دون أن نخسر (أنظر أهميّة الأمميّة: بين أشياء أخرى، تعلّمنا الكثير). هنالك فرصة للانضمام، مثل أيّ شيء آخر. كلّ شخص وكلّ مجموعة بشريّة لديها صيرورة: إذا أتوا إلينا ولم نتشبّث بهم في الوقت المناسب، سيرحلون. واستثنائيا: يدورون في الفراغ. ولكن، في مجموعة ليس كلّ أفرادها بذات الديناميكيّات، يكونون غير مهيّئين للانضمام في ذات الوقت. يجب أن نتحلّى بالشجاعة، والسكينة، لمعرفة أنّنا عندما نعرض على المجموعة الانضمام، فإن هناك ما سنفقده.

إذا كانت لديك مجموعة من خمس رفاق، فإنّنا نختار الوقت لعرض الإنضمام للحزب، ونقول لأنفسنا: “إنّهم خمسة. نعرض الإنضمام لحزبنا. إذا خسرت واحدا، فهذا ممتاز. إذا خسرت اثنين، فهذا جيّد. إذا خسرت ثلاثة، فهذا سيء ولكنّه أفضل من لا شيء، فربح اثنين فقط ليس كارثة. انتهت المشكلة: سوف أحدّد الوضع”. ثم، بيسر، يجب أن نحقق توازنا لنتعلّم. أردنا اكتساب أربعة، وفزنا باثنين فقط، لماذا؟ هل تسرّعنا؟ هل تأخرنا عن التوقيت الأمثل ووجّهنا الدعوة متأخّرين للغاية؟ هل أخطأنا في تشخيص الرفاق؟ ألم نتقن العمل السياسي؟ هل كانت مجرّد علاقات وديّة أو علاقات نقابيّة؟ الخ. وهكذا نتعلّم، وفي المرّة المقبلة نكون أفضل.



ترجمة: تامر خورما
تحرير: فيكتوريوس بيان شمس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين في ميلانو


.. الحكومة تعالج الاختلالات المالية من جيوب المغاربة #المغرب




.. تغطية القناة الأولى للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي لحزب


.. محمد نبيل بنعبد الله : صفقة أكبر محطة لتحلية المياه فازت به




.. علم الحراك الشعبي في سوريا لعام 2011 شوهد وهو معلقا خارج الق