الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحولت القضية الفلسطينية من نضال شعب لتحرير ارضه الى مجرد مشروع ربحي للطامحين ، وسبوبة للدجالين والمنجمين والسحرة وهو امر موجع وفي غاية الاسف … !! وتحول النضال الفلسطيني الذي سقط على دربه آلاف الضحايا من خيرة شباب هذه الامة المبتلات بالدين ودهاقنته الذين يحشرونه وانفسهم في كل شئ ! فتحول الى ساحة يلعب فيها خيال الشيوخ الجامح … مهمته اللعب على مشاعر السذج والبسطاء وتكريس ثقافة الاتكال والترويج للخرافات والاوهام … ما دخل الدين في نضال امة من اجل خلاص ارضها ؟ اذا كان من يتصور مثل ما تصور وراهن الحمساويون وزعيمهم الاخواني هنية على الدين كمحرك ومنقذ للقضية فهو واهم ، وكما ترون لم يحصدوا في النهاية سوى الخيبة والفشل ، كما راهن غيرهم على القومية وفشل ، وعلى اليسار وايضا فشل ! الرهان الصحيح : الارادة والعزم والتضحية بلا حدود من الكل !
واليوم يشاهد المتتبع للفيديوهات على منصات التواصل الترويج المخجل لمعجزة قادمة بحسابات قرآنية وتوراتية كما يقولون ! ليس من الشيخ بسام فقط هذه المرة وانما ظهر شيوخ وشيوخ يؤكدون حتمية زوال إسرائيل ! ولهم فرضياتهم وحساباتهم وادلتهم الغريبة والشاذة ! والمصيبة ان اغلب الشيوخ المنجمين هؤلاء اذا لم يكونوا جميعاً فلسطينيون اصحاب القضية ، وعليك تصور مستوى الانكسار والهزيمة التي تمر بها النفسية الفلسطينية من يأس وانكفاء … ! لو استغلوا الوقت الذي يقضونه في البحث عن ادلة من الكتب الصفراء في شئ آخر نافع ومفيد لهم ولغيرهم لربما استفادوا وافادوا اكثر من هذه الترهات !
سأسرد لكم حكاية من التراث : مرة جاءوا بشخص رامي الى الخليفة هارون الرشيد وهو في احدى جلسات الانس والفرفشة كعادت الخلفاء في ذلك الزمان … اخبروا الخليفة بان هذا الرجل الفلتة لديه قدرة ومهارة خارقة فهو يستطيع ان يطلق السهم من بعيد فيخترق ثقب صغير من حلقة صغيرة جداً ، فاعطى الخليفة الاذن للرجل بأن يعرض ما عنده على سبيل المتعة والتسلية … فادى صاحبنا هذه المهارة النادرة امام الخليفة بإتقان ، فتعجب الجالسون لما قام به واستحسنوا عمله … ساله الخليفة : كم من الوقت تقضيه على التدرب على هذا العمل ؟ فاجاب الرجل متباهياً مزهواً ، وهو ينتظر بحرارة المكافأة المجزية التي سيعطيها له الخليفة ، جُلَّ يومي اقضيه في التدريب ، يا مولاي … ! فأمر الخليفة له بالف درهم وان يجلد مائة جلدة … دُهش الحظور لهذا القرار وصُعق الرجل منه ايضاً … فقال الخليفة مفسراً : اما الالف درهم فهي مكافأة له على مهارته ، واما المائة جلدة فهي عقوبة له على تضييع وقته في عمل لا طائل ولا فائدة منه ! والقصص دروس وعبر لمن يريد ان يفهم ويستفيد !
تغص هذه الايام الفضائيات باناس ملتحين يبدو انهم سلفيون ، فتحولت حتمية زوال اسرائيل في ثرثرتهم ليس الى رجاء وامنية ، وانما الى حقيقة تكاد تُرى رؤية العين ! ولكنها هذه المرة غير مقيدة بتاريخ معين وانما مفتوحة قد تحدث غدا او بعد سنوات ، لا احد يدري وعلى الفلسطينيين ان ينتظروا الفرج هذا … المستخلص من الكتب المقدسة ! كما يؤكد ذلك الشيوخ من امثال فلان وعلان دون ذكر اسماء ! وكل ما على الفلسطينين الا ان يستريحوا ويتمددوا فاغري الافواه بانتظار طلائع هذه القوة الغيبية المجهولة التي ستنزل كالصاعقة على اسرائيل وشعبها وتحيلهم الى لا شئ ! واخر يختصر المسافة ، ويؤكد بان علامات خروج الاعور الدجال قد بانت وظهرت دلائلها … فاستعدوا !!
اتتصور الى اي درك والى اي قاع انحدرت هذه الامة فتحولت او حولها ابنائها الى عينة نموذجية من الضياع والمرارة والشقاء الانساني ؟!
وماذا عن آلة الحرب التدميرية التي تمتلكها اسرائيل ورؤوسها النورية ؟ فنجد الحل لهذه المشكلة البسيطة عند الشيخ حسن شباني وغيره الذين يؤكدون بان التكنولوجيا لن يكون لها وجود في المعركة القادمة بين المسلمين واليهود في آخر الزمان ، وانما ستعود المعارك كما كانت ايام الانتصارات الاسلامية الاولى بالفرس والسيف والترس والرمح ، وبما ان العرب مشهود لهم بالمهارة والباع فيها فالنتيجة محسومة سلفاً لصالحهم ، وعلينا ان نُعلم ابنائنا من الان فصاعداً كيفية صنع واستخدام السيف بدل التكنولوجيا التي سيكون اختفائها حتمي بعد ان تقع الحرب التي يتمناها الشيوخ بين روسيا وامريكا وعندها سيستعمل الطرفان القنابل الكهرومغناطيسية التي ستؤثر سلبا على المنظومات الالكترونية في الارض وتدمرها … الى اخر الهرت !
يقول المثل ( الانسان عدو ما يجهل ) وما هذا الطرح الشاذ والمتخلف الا انعكاس على ما يعانيه العقل المسلم المحدود من عقدة النقص ، والاحساس بعقدة الحقارة تجاه التكنولوجيا الخادمة للبشرية كلها ولولاها لما استطاع الشيوخ من توصيل اصواتهم الى اسماع الاخرين ! لا غرابة في هكذا سفسطة وتخريف ، فمدينة العقل العربي اليوم بلا اسوار وابوابها مشرعة تهب عليها الرياح الصفراء من كل اتجاه !
خلاصة مبكية مضحكة مؤلمة … !!
اخيراً :
اذا لم تُردم هذه الحفرة التي تتجمع فيها المياه الآسنة فعلى دنيانا السلام ، ولتذهب فلسطين الى … احضان نتانياهو وزوجته سارة العياره !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بعد تدمير الاحتلال مساجد غزة.. طفل يرفع الأذان من شرفة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تفاجئ الاحتلال بعمل




.. لبنان: نازحون مسيحيون من القرى الجنوبية يأملون بالعودة سريعا


.. 124-Al-Aanaam




.. المقاومة الإسلامية في العراق: إطلاق طيران مسير باتجاه شمال ا