الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صندوق باندورا في العراق

حسن كاظم عبيد

2020 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صندوق باندورا في الميثولوجيا الإغريقية،هو صندوق يتضمن كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن،و وقاحة،وسرقة، وخيانة ،وأنانية،إلى آخره من الشرور.ولم يبقى سوى فقدان الأمل الذي بقي في الصندوق ولم يصب به البشر.ومن ذلك الحين انتشر الشر في جميع المجتمعات الإنسانية.ويمكن القول أن لكل مجتمع شروره الخاصة التي توطنت فيه لأنها وجدت بيئةمناسبة . والملاحظ أن هذه الشرور عند اللتقائها وتفاعلها عبر فترات زمنية وتأريخية مختلفة، تتولد منها شرورٍ أخرى جديدة. وأصبح لكل مجتمع صندوقه الخاص من الشرور.ولكن يحصل في بعض الأحيان وعلى الرغم من وجود هذه الشرور بالفعل في الواقع ،إلا إن الفئات الأوسع من المجتمع لا تعتبرها شرورا تؤثر سلبا على حياته اليومية .وهذه الشرور لا يمكن عدها شروراً إلا إذا أقر وأعترف المجتمع بأنهاكذلك. ودون هذا الإعتراف سوف تبقى هذه الشرور مستمرة في خلق المشاكل والازمات تلوا الازمات، وتعيق حركة تطور وتقدم المجتمع واستقراره .ومن ذلك الحين ناضل كل مجتمع بمحاربت هذه الشرور.فبعض المجتمعات اعتبرت الزلازل والفيضانات والبراكين.. التي تضربه شروره الكبرى التي يعاني منها بشكل دائم لذا أوجب مكافحتها والوقاية من مخاطرها. وبعض المجتمعات عد الجهل والفقر والمرض والبطالة والتفكك وانتشار الجريمة والعنف هي شروره الكبرى التي يعاني منها. ومن أجل الحد من إنتشار هذه الشرور وضعت القوانين والخطط و الستراتيجيات لمنع انتشارها.وفي كل عصر ومرحلة تأريخية يظهر نوع معين من الشر ويطغى على باقي الشرور .فسْادَت العبودية و الإقطاعية والحروب في بعض الأزمنة وسادت الكراهيةو العنصرية والإرهاب في أحيان أخرى، و في كل مرة تكتشف المجتمعات صندوق باندورا وتغلقه لتعيش بسلام وأمان ورفاه، إلى حين فتحه مرة أخرى عن طريق خطأ البعض أو بدافع المصلحة أو الجهل. لهذا السبب أنا أعتبر الطائفية هي صندوق باندورا الذي خرجت منه كل الشرور في العراق منذ فترات زمنية بعيدة وإلى الآن.أذْ أعاقت بناء الدولة وأضاعت فرص التنمية ومزقت النسيج الإجتماعي وفرقت المجتمع إلى هويات وجماعات متقاتلة .وهي اوس الفساد والفوضى وضعف الخدمات العامة والمحاصصة المذهبية والسياسية والتطرف والإرهاب وكل هذه المشكلات "الشرور" وأخرى ملاصقة لها بُنيت على نظام المحاصصة المذهبية والسياسية والأخيرة خرجت من رحم الطائفية.
ومتى ما اغلقنا صندوق باندورا في العراق سيعيش الناس بسلام وأمان ورفاه ولن يتسلط على رقابنا الجهلة والفاشلين والفاسدين والقتلة وسراق المال العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ