الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير الله ممن سرقوه

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(تحرير الله ممن سرقوه ! )

#راوند_دلعو

دعوني أعترفُ ... نعم سأعترفُ !

لقد حال إرهابُهُم ما بيني و بين رفع ذلك السِّتَار .... لقد حال إرهابُهُم ما بيني و بين إزالة تلك الغَشَاوة ... فقد حاصروني بآلاف النُّصُوص المتوحِّشَة و ملايين الأحكام المُطْلقة و الخيالات الإجراميَّة ....

قالوا لي عندما كنت صغيراً :

{ إذا فعلتَ كذا فمصيرُك النار

إذا شكّكت بكذا فمصيرُك الجحيم

إذا ناقشت المسألة الفلانية فمصيرك جهنم !

لا تسأل عن أشياء إن تُبْدَ لك لن تسرُّك ....

لا تناقش في هذه المنطقة المحظورة ... سيغضب الله عليك عندها ..... و ستحل عليك اللعنة !

فلان ابن فلان ( الذي يأكل و ينام و يتغوط ! ) له التبجيل و التقديس و الحمد و السلام و المرتبة الراقية صلى الله عليه و سلم ... فهو خط أحمر لا تتساءل عن طبيعة أفعاله فهو فوق النقد ... إن طعنت به فمصيرك واد في النار يسمى الويل ....! و عليك اتباعُه من فَم ساكت🤫 !

الخ الخ }

لقد قيدوني بكل النبرات المقدسة و الأعراف المرعبة ... سلسلوني بكل الأوهام و الأساطير المتوارثة .... استغلوا بياض طفولتي .... أشبعوها سحقاً و محقاً .... حاربوني ببراءتي بنقاوة سريرتي الطفولية .... اغتالوني في المهد ... و جنزروني بحديد موروثاتهم إلى اللحد ... فلم ينفعني ذكائي الذي كان أضعف من سطوة جبني و جبروت خوفي من نصوصهم المتوحشة .... نعم لقد كانت مرعبة و مخيفة ....

باختصار .... لقد علّبوني كالكونسروة ... لقد دمغوني كما يتم دمغ الخراف على ظهورها .... لقد قبروني في التابوت الذي ورثناه عن الآباء ! لقد قوقعوني فتحولت إلى مجرد رقم من بين ملايين القطيع.

ثم مر الزمن فنضجتُ أكثر ، و ضعف جبروت خوفي ثم انهار أمام مارديّة عقلي و ثوران أفكاري و بركان تلافيفي الدماغية التي تعقدت بما فيه الكفاية كي أقول : لا !

نعم ثرت أخيراً .... ثرت على إرهاب نصوصهم ... و سلطوية تلقينهم ... و ديكتاتورية أحكامهم ... و شمولية أعرافهم...

لقد كسرت حاجز الخوف ... و مددت يدي إلى ذلك الستار الذي بيني و بين النور ... فنزعته من شروشه ... و نزعت معه الصنم الحقيقي ... ( الدين _ الموروث) ... و كشفت عورة الحقيقة ....

ها هي يدي اليوم و قد عادت إلي مُضرجة بالنور .... مضرجة بالعقل ... مشبعة بالمنطق .... متخمة بالحرية ...
مغموسة بالحقيقة ...

إنه الميلاد .... !

إنه العقل الجريء عندما يتمخض عنه إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ....

أنا اليوم وعيٌ حرٌ جريء ...

أنا اليوم أنتمي لوعيي و عقلانيتي و إنسانيتي فقط ...

و لست خرزة في مسبحة أحد ...

و لا خروفاً في قطيع أحد

و لا تابعاً لأحد ...

هأنذا أستردُّ عقلي من بين صفحات كتبهم الصفراء التي تُفَلسِفُ الخرافة و تُمنطِق اللامنطق و تلمع السذاجة و تبرر التناقض و ترقع الفجوات و تُلبس السخافة ثوب الحكمة ...!

أسترد عقلي من عاداتهم الحمقاء ... و أساطيرهم العمياء ... و سجعهم المريض و ترتيلهم البغيض.

اليوم فقط أستطيع أن أشير إلى ذاتي ب ( الأنا) ...

اليوم أميِّزُ أنايَ بوضوح ... أراها و قد استقلت ... و بعقلانيتها اكفهرَّت ... و بشجاعتها و جرأتها زمجرت فاسبطرّت.

لقد انتصرتُ في حربي معهم و خرجت أخيراً من قُمقمهم ...

خرجتُ من حربي العالمية مع سُرّاق الله .... خرجت و بقايا دم الخرافة يغطي وجهي و جسدي ... خرجت مليئا بجراح الأساطير و طعنات الموروثات ... خرجت أنفض بقايا المغالطات المنطقية من على تلافيف دماغي ... خرجت أكنس غبار الأساطير من ينابيع وعيي.


لكنني لم أخرج وحيداً ... بل أخرجت الله معي ...

نعم ! حررت الله الذي حاربت من أجله على الورق ...

سحبته من بين أكاذيبهم ....

انتشلته من مستنقعات سفسطاتهم ...

أنقذته من أوحال كهنوتهم و مشيختهم.

فككت قيوده و حررته من الأصفاد التي ربطوها بذاته ... أخرجته من دنيويته من ذكوريته ...

حررته من وثنيتهم ... من كتبهم السخيفة ... و مقالاتهم الساذجة.

فالربُّ أرقى من أن يكون حبيس خيال البشر ...

هو أرقى من التشبه بالموجودات و الحوادث ...

أرقى من خضوعه للمنطق البشري ... أرفع من خضوعه للعددية و التعددية و الواحدية و الأحدية و المثنوية و التثليث و التربيع و التكعيب ... لقد حررته من مشابهته للحوادث ... حررته من النزول و الصعود و الكينونة ...

حررته من العرش حَمَلَةِ العَرش و الكرسي و الثرثرة و الكلام و الضحك و الغضب و الحشرية و الانتقام و التبلّي و الإفناء و التَّثَعلُب و الإبادات الجماعية ... حررته من المكر و التردد ... حررته من الإرسال و الاستقبال و التفاعل .... حررته من العنصرية و الاصطفاء و التمييز بين الناس ...

و أخيراً حررته من الشّر نعم الشر ...

و أخيراً أرحْتُ ( أبيقور) في قبره و حللت معضلته من خلال تحرير الله من الشر ... و خلق الشر ...

نعم يا سادتي حررته من هذا الوجود !

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إن الجرأة لهي المكون الأهم في عملية الانتقال إلى النور ... بل إنها أهم من العقلانية ذاتها ... !

عندما كنت صغيراً كان بيني و بين النور خوف من إزاحة الستار ... فخوفي كبَّل ذكائي ... ثم رضختُ للخرافة بمشاعري لا بعقلي.

لذلك أعتبرُ ميلادي الحقيقي يوم كسرتُ حاجز الخوف ...

فلا خير في عقلانية جبانة خائفة .... و كل الخير في ثورة العقل الجريء الشجاع.

يوم قررت أن أنتقل من مرحلة التفكير العقلاني المهزوز الجبان ... إلى مرحلة التفكير العقلاني الجريء الشجاع.

و عندها فقط ، كان الميلاد ! و كان تحريري و تحرير الله من حرامية الله ... من سُرَّاق الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
أودين الآب ( 2020 / 2 / 16 - 11:02 )
اتحفظ على تسمية الخالق بألله او يهوى لأن في ذلك شتم له لأن كلمة الله اسم علم دال على إله المسلمين و يهوه اسم علم دال على إله الكتاب المقدس و هذان الشخصيتان الخرافيتان يستحيل أن يكون احدهم خالق الكون ت


2 - مجرد مقبلات اولية
muslim aziz ( 2020 / 2 / 16 - 14:56 )

وانا المسلم العزيز اتعجب من اناس يدلون باصواتهم على مقالك سيد راوند باعلى علامة 10 ثم لا يبدون رأيا وكأنهم كما قال عنهم القران الكريم(صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون) أما انا العبدُ الفقير الى رحمة ربه فقد أدليت بصوتي على مقالك بعلامة(01) وتعليقي يأتي بعد هذه المقبلات فانتظر إنا منتظرون)
أعجبني · رد · دقيقة واحدة


3 - اين عظمتك يا عبد العظيم؟؟؟؟
muslim aziz ( 2020 / 2 / 16 - 15:39 )

خسئت ورغم انفك، لا نضرب عنق احد ولا نلزمه بالجزية ولا نذله، أما سيوفنا فهي كلمة الحق بوجه الباطل واعلم ايها الملحد الضال ان الانترنت هي نعمة من الله علينا نحن المسلمين لأن من خلالها ازداد الاسلام انتشارا في مشارق الارض ومغاربها فانظر الى ملايين المسلمين في اوروبا وفي امريكا كيف وصلهما الاسلام العظيم.
أعجبني · رد · دقيقة واحدة


4 - هذا هو الله يا راوند
muslim aziz ( 2020 / 2 / 16 - 15:47 )

تحرير الله ممن سرقوه
اي(الله) هذا الذي جئت لتحرره يا راوند؟ تقول جئتَ لتحرره من وحدانيته واحاديته وثعلبيته(فالله ليس ماكرا كما تظن وتزعم) هذا هو الله في الاسلام العظيم(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰ-;-نِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
هذا هو الله في الاسلام( ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
انظر ليس كمثله شيئ( مهما جال او خطر ببالك فالله عكس ذلك) قلتَ وقلتَ وقلتَ ثم لم تأتِ بجديد


5 - ألأنا في قاموس راوند وفي قاموس القران
muslim aziz ( 2020 / 2 / 16 - 15:56 )

اليوم فقط أستطيع أن أشير إلى ذاتي ب ( الأنا) ...
ممتاز سيد راوند انت اكتشفتَ ذاتك (الأنا) وانا اكتشفتُ صدق هذا القران العظيم، ازداد ايماني به ايمانا، فلقد تذكرت بقولك (ألأنا) قول ابليس عندما قال لله(أنا خيرٌ منه) عندما رفض ابليس الخضوع لأمر الله، وها انت سيد راوند تتقمص اليوم دور ابليس(لتقول انا خيرٌ من القران، انا خيرٌ من محمد، أنا خيرٌ من الاسلام،)فأعلم انك إن بقيت على حالك هذه فلن تضر الله شيئا كما جاء في الحديث القدسي

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah