الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهابيون ذراع الله على الارض … !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يكون عند الله ظل على الارض ، فلم لا يكون له ذراع عليها ؟! يجلد بها اتباعه كل من لا يركع … فالركوع هو الدين ، ولا دين غيره … ومعناه الذل وبدونه لا يوجد دين ، وهو ما يريده الله ويتلذذ به هذا الجبار القهار المنتقم المذل الضار المتعال … ام هناك الاه غيره ؟
لقد تغير مذاق كل شئ … حتى الله لم يعد هو الله نفسه الذي كنتُ اعرف ! لم نكن في زماننا نعرف كلمة اسمها ارهاب ، ولم نسمع ان احدا قُتل او ذُبح او نُحر بالطرق الحيوانية التي نراها هذه الايام … ولم نتخيل ان دينا يسمح لازلامه من زبانية جهنم باقامة مادبة وحشية للفناء والموت والرعب ينحرون فيها رهطاً من الناس في حفل بدائي ، او يحرقون أُناساً وهم احياء في طقس الاكثر رعباً يمكن ان يتصوره انسان ! او يُغرقون اخرين وهم احياء ، او يلقون بأُناس من اماكن شاهقة نحو الارض لتتحطم عظامهم ويتحولوا الى كومة لحم لا حياة فيها … كل هذه الفضائع في سبيل الله !!
( الا يحق للارض ان تسلط علينا دود ارضها ؟! )
كل الذي اتذكره انني شاهدت يوما عندما كنا صغاراً فلماً يحكي قصة القديسة جان دارك ، وكيف اتهموها ارهابيون كما الذين نرى عندنا هذه الايام بالسحر والهرطقة ، واحرقوها وهي حية في مشهد ينطق بلغة صامتة ! وكان حدثاً جللاً فريداً ، ومرعباً بالنسبة لنا ولطفولتنا … وكيف وقفت رافعةً راسها كمعدن لايُكسر ، وبشجاعة وايمان بعدالة قضيتها ، وكانت جميلة اقرب في صورتها الى الملاك حتى بعد ان قصوا شعرها امعاناً في اذلالها !
تسائلنا ببراءة مغسولة بماء الفجر … لماذا يقصون شعرها ؟ حتى انتزعنا مشهد شعرها عن بدائية مشهد الحرق …
وعندما كبرنا عرفنا ان الشعر عند القدماء هو رمز للقوة ، ومن يريدون اذلاله يجب ان ينزعوا عنه صفة القوة هذه ! … الانسان له عدو واحد لا يتغير ( الانسان ) فهو صانع لكل الشرور !
فبدءت النيران تلتهمها من الاسفل الى اعلى ، وهي صامتة تتلوى دون صراخ ، وكأن قوةً ما تسكب في قلبها لعقةً من صبر واخرى من شجاعة ! …ثم اسندت راسها الى العمود ، وهي تتمتم بكلمات لم يصلنا منها شئ ، ولسان حالنا يقول اليست قديسة ؟ يحق لها ان تصلي … ولكن لمن ؟ لمن اعطى التعويذة بحرقها ؟! اي مفارقة هذه واي جنون ! حتى قلنا اخيراً وباعجاب كم هي شجاعة هذه المرأة !
احسسنا بألمها وكانه يصلنا من خلال الشاشة قطرة قطرة وكأننا نحترق معها ! واذكر ان المشاهدين انقسموا من باكي ، الى من غطى عينيه تجنباً لرؤية المشهد وفضاعته ، وحتى بعض الفتيات الرقيقات اغمي عليهن ! ما افضع قسوة البشر من مدمني الاديان !
فالناس بالامس غيرهم اليوم … لم يصلوا الى مرحلة التوحش بعد التي نراها هذه الايام ، فلم نالف هكذا فضاعات ، ولم يخطر ببال احد انه سيأتي يوم ونرى فضاعات اسوء بكثير من ديننا والاهه هذه المرة ، وسيكون عندنا الف جان دارك ! والف مأدبة ذبحٍ ونحرٍ وحرقٍ و و و … !
كان الناس طيبون بسطاء صادقون لم يكونوا كما هم الان … كنا نذهب مجاميع الى السينما ونلعب كرة القدم ولم نكن نعرف ان هذا من الطائفة الفلانية ولا ذاك من الدين الفلاني او العلاني … لا يهمنا ! يبدو لي عندما أتذكر اننا كنا اكثر وعيا ونضجا عما نحن عليه الان رغم طفولتنا !
ولم تكن عندنا نفس كمية الكراهية والاحقاد والنفاق وغيرها من الامراض التي ضخها الدين في وعينا… كنا اقرب الى النقاء والصفاء … لو لم اكن في ذلك الزمان لتمنيت ان اكون !
وعندما انتهى الفلم لم نستوعب وقتها ان على الارض اديان تفعل هذه الافاعيل الفظيعة باسم الرب او الله … لا فرق ، واعتبرنا ان القصة كلها عبارة عن خيال سينمائي ، لا يمت للواقع والحقيقة في شئ ، وكنا نؤمن بان الاهنا لا يفعل هكذا افاعيل شريرة ولا طبعا ازلامه … فهو طيب غفور رحيم بنا وبكل البشر … حتى سخرنا من الاه جان دارك ! وحمدنا وشكرنا الاقدار ان اعطتنا الاها مثل الاهنا منزه عن مثل هذه الاعمال الشيطانية !…
وتراكضت الايام والسنين دون رجعة ، وكبرنا ويا ليتنا لم نكبر ! عرفنا فيها الاهنا على حقيقته كما هو منذ الازل والى ان يتلاشى هذا الوهم فينا كما تتلاشى الرائحة وتتبدد في الكون ! … الاه جبار مستبد ماكر ودائم الغضب لا يقل سوءً عن الاه جان دارك !
انهدم في لحظة … ما اقامه الخيال في سنين !
فادركنا ان الله هو هو لم ولن يتغير ، ولكن الخير والطيبة والبراءة كانت فينا … فكنا نراه على صورتنا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري