الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحقق الفن ما يعجز عنه القلم والكلمة

خالد بهلوي

2006 / 6 / 5
القضية الكردية


هل يحقق الفن ما يعجز عنه القلم والكلمة
لأول مرة أشاهد مجموعة من الفنانين يخرجون عن الحالة السائدة المألوفة المتعارف عليها ألا وهي حب الذات المغروزة بالفطرة عند كل إنسان والحضور الشخصي والسعي وراء الشهرة والنجومية وراس المال
مبتعدين عن الغرور والأنانية ومغريات الحضور في المناسبات العامة متفقين بكل انسجام مشكلين اتحاد الفنانين الكرد يظهرون في المناسبات الوطنية والقومية على خشبة مسرح متواضع بسيط دون ديكور أو إضاءة
لكنه كبير في حجمه وتواضعه ومعنوياته التي تدل على الثقة بالنفس بالاعتماد على الألحان التي تقدم لتكمل الكلمات والأداء سحرا وذوقا فنيا متميزا وتدخل الفرحة والبهجة في قلوب كل من أحبهم أو عشقهم والذين لا يترددون يتهافتون على سماع أغانيهم والتصفيق لهم مطولا سواء أكان تحت أشعة الشمس الحارقة أو تحت وابل المطر
مع بداية المهرجان الغنائي وبمناسبة الأول من أيار وتضامنا مع العمال في عيدهم بدأ عريف الحفل ليقدم الفنان الأول ثم الثاني وهكذا في حلقة متسلسلة منسجمة ومتفاهمة كل ينتظر دوره ليقدم أجمل ما لديه وما حفظته ذاكرته من أغان جميلة وإلحان شجية معبره عن ذات الأصالة والفلكلور لتملا الأجواء صخبا وفرحاً والفضاء أملا" بان الفنانين الكرد لديهم القدرة على التآلف والتعاون والانصهار في لوحة جميلة يشرف عليها فنان متواضع في هيبته ماهر صادق في كلماته المؤثرة والتي تعكس مدى قدرته على إدارة دفه الاتحاد لتشكل لوحة فنيه متكاملة لا أفضل ولا أجمل
إن أفضل صفات الفن الحقيقي شعبيته إن يحمل التراث والطابع الشعبي ويعبر عن هموم وأراء وروح المواطن ويعكس تطلعاته وأفاق تفكيره بكل صدق وأمانه

لان الموسيقى لغة عالمية والغناء تدخل القلوب في أي لحظة مهما كان وضعك وظروفك النفسية فأبمكانك أن تسمع لفيروز وتسمع مقطع موسيقي لفنان موهوب وأغنية فلكورية لأنك ستجد فيه التعبير عن الذوق الفني عن الأصالة المتجذره في أعماق التاريخ
وخاصة الألحان التي تستند على التراث الخير المعطاء رغم غيابه عن ساحة الفعل والتأثير و الكلمات الجادة التي تعبر عن نفسها وتنطلق عبر الحدود والمدن دون جوازات سفر وتصل إلى باقي الشعوب والمجتمعات حاملة هويتها القومية والطبقية منعكسة أراء وأفكار ومواقف عملَ مدروس مبرمج منظم يخدم فكرة وقضية بالتكاتف مع الأقلام والطاقات والمواقف التي طالما حملها غيرهم عبر الأجيال المتتالية 0
أننا جميعا مدعون إلى تطوير الأذواق الفنية وبشكل مستمر ومحاربة الفن الهابط والمبتذل والذي أصبح سوقه دارجاً وخاصة في الفضائيات التجارية والتي أخترع سوبر ستار ونالت من الاهتمام والدعاية والرعاية والمتابعة اليومية وهدر أوقات الملايين من الشباب والشابات المراهقين والمراهقات أكثر من أي مهرجان أو مسلسل أو ارتفاع في أسعار المواد والكشف عن محاسبة فاسد عملاق كان احد أركان حيتان الفساد أو إعلان عن مسابقة لتشغيل عمال جدد
أن الفن يؤثر على تطور المجتمع ويشحذ الهمم ويوحد الآراء والأفكار فكم جميل أن نرى أكثر أفراد المجتمع تنوعاً واختلافاً في الآراء والأفكار تردد بصوت واحد أغنية لفنان أو لفرقة فنية عريقة جادة ملتزمة بهموم وآمال جماهيرها الواسعة وتخزن في ذاكرتها الكلمات المعبرة بحيث يشعر كل مستمع أنه يعكس مواقفه وأماله وتوجهاته 0
ويبرز دور الفن في تربية المجتمع لما له من قوة تأثير على الإنسان فهو يعكس المشاعر وعواطف الناس ويستطيع أن يقوم بدور أيجابي ثوري وفعال أمثال الفنان العالمي تيودور اكس اليوناني والفنان مرسيل خليفة واحمد فؤاد نجم وفرقته
ويستطيع أن يكون رخيصا مبتذلا تجاريا تلاقي أذانا صاغية بالاعتماد على جمال وجسد المراة شبه العارية واللقطات الجنسية المثيرة مستغلين جوع شعوب منطقتنا وهوسهم الجنسي و بذلك يحطمون أمال وأحلام الطبقات الفقيرة والأقليات الباحثة عن حل لهمومها التي قد تجد أفضل وسيلة للتعبير عن مكامن مواقفها وآراءها هي الموسيقى والغناء في ظل غياب الكلمة الصادقة البعيدة عن مصالح فئات واسعة من الجماهير والقلم الجريء الذي يكشف عن مواقع الخلل ويطالب بالعدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات

يقول لينين: الفن للشعب وعلى الفن إن يمد جذور عميقة في اشد الجماهير الشغيلة كثافة وان يكون مفهوما بالنسبة له محبوبا وعليه أن يوحد بين مشاعر وأفكار وإرادة هذه الجماهير وان يسمو عليه وان يوقظ الفنانين ويسعى إلى تطويرهم
هل يستطيع اتحاد الفنانين الكرد أن يوحد المشاعر والأفكار التي عجز عنها القلم والكلمة
لنترك الايجابه للزمن الكفيل بتوضيح الحقيقة كاملة
ونذكر اتحاد الفنانين الكرد بان يكونوا على مستوى المهام المناطه بهم في إيصال اللحن والموسيقى والكلمة الجادة والمعبرة عن تطلعات شعبهم الذي يتمسك بكل سبل النجاة من هموهه
لتصل آماله وأحلامه إلى مستوى أحلام وآمال كافة شعوب الكرة الأرضية
أملين بان لا يغيب شمس اتحاد الفنانين الكرد وان لا يكونوا فناني المواسم والمناسبات وان يتواجدوا بين الجماهير 0
ومع الجماهير يزدهر اتحادهم وينبت ورودا وأزهارا في كل شارع ومنزل لتجعل المدينة كلها حدائق وبساتين وارفة الألحان تلهم وتوقظ النائمين المهملين اللا مبالين بالفن والتراث متجاهلين قوة وأهمية وتأثير الفن على عقول وممارسات وأفكار الجماهير
ختامها نأمل أن لا يصبح اتحاد الفنانين كمطربي الصالونات ومطربي الملوك والأمراء أيام زمان
وان يبقى هاجسهم زيادة شعبيتهم وجماهيريتهم بتقديم الأفضل والأجمل والاميز بعيدا عن القالب التقليدي بحيث يشعر كل شاب صغير وكل شيخ كهل بانه صوته الذي يشدوا بعيدا في الفضاء الخارجي لأنها الغذاء الروحي الوحيد لتقدمهم ونجاحهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة