الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروح الدينية و جماعات الإسلام السياسي

وائل المبيض

2020 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نلاحظ في زمن الحروب والأزمات والنكبات والهزائم والكساد الإقتصادي والأحوال الإقتصادية والسياسية والإجتماعية المتعثرة،بزوغ الروح الدينية)الروحانيات( لدى الأفراد بشكل ملحوظ، فيهرعون إلى المساجد والكنائس ودور العبادة ليستعطفوا الإله أن يرحمهم ويزيل عنهم الغمة.

ان الروح الدينية لدى الأفراد لا يمكن اعتبارها وهمية غير موجودة، فهي تعتري نفوس الأفراد وتتواجد لدى الجميع، لأن الخوف هو العامل المؤثر فيها، فكلما حضر الخوف حضرت معه الروح الدينية كمتلازمة له، ومن منا لا يخاف !!

تؤكد دراسات الإنثروبولوجيا ونشوء الدين البدائي وتطوره في الديانات الوضعية والسماوية على ارتباط نشوء الدين بعاملين نفسيين أساسيين هما : الخوف والرغبة في الخلود .
في هذا السياق يقول برتراند راسل:" ان الخوف أساس الدين"الخوف من الفقر،الهزيمة،الاشياء الخفية.
أما الرغبة في الخلود، فيرى فيورباخ أن الدين مرتبط بالخوف من الموت، فكل نفس ستفنى، " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة" آل عمران، ما يعني أنها تطمح في عدم الموت عبر الأمل بحياة أخرى .

في كتابه موسوعة العلوم الفلسفية، يؤكد هيغل الأقوال السابقة عبر طرحه "الميزولوجيا" كراهية العقل لنفسه، والتي تنتشر في زمن الهزائم والإنكسارات حيث يصفها بالقول :"يؤدي تقهقر الفكر لسوء الحظ إلى ضرب من كراهية العقل والتفكير".
هنا يتسنى لنا فهم مقصد فيورباخ ان الدين يعني التبعية، ما يعني أن الإنسان يكون بحاجة ماسة إلى كائن أخر مختلف يكون بحاجته كحاجة النور للعين والهواء للرئتين والطعام للمعدة.

ان ما سبق ذكره يؤكد أن هناك تربة خصبة لدى الطبقة البسيطة في المجتمع لإستقبال ايديولوجيا جماعات الإسلام السياسي ؛ حيث تستغل هذه الجماعات الدين كأداة وتوظفه كأفيون كما ذكر هيغل :" الدين أفيون الشعوب "، بهدف السيطرة على العقول لتحويل الأفراد إلى مؤيدين؛ فتعمل على إستثارة عواطفهم وأحاسيسهم بالخطابيات والشعارات الرنانة التي تخاطب الروح بعيدا عن إعمال العقل .
حيث تقوم هذه الجماعات بعملية توظيف إنتقائي وتحريفي للنصوص المقدسة ك القرآن والسنة بما يبرر أفعالها في الوصول إلى كرسي الحكم والسلطة وإباحة المحرم، كإستغلال الأيات الكريمة في مشهد انتحار جماعي فيما عرف ب (مسيرات العودة وفك الحصار) ، حتى وصل بهم الامر إلى تخوين والشك بإيمان كل من لم يشارك فيها .
لقد جاء الدين الإسلامي كثورة إجتماعية على الطبقية والظلم والفقر، في حين أن خطباء الحركات الإسلاموية يطالبون الناس بإلتقام الحجارة واكل الدقة والزعتر والصبر ويضربون لهم الأمثلة حول صبر النبي والصحابة، في حين أنهم يعيشون في قصور عاجية.
كما وأن سيطرة هؤلاء على مقاليد الحكم يجعلهم يسيطرون على كافة المنابر الإعلامية والإجتماعية كسياسة تفرض وجهة نظرهم الأحادية فقط، فيعملون على تثبيط همم الناس في كافة مناحي الحياة، عن طريق دس السم بالعسل وخاصة في خطب الجمع الاسبوعية، حيث توجه الحركات رسائلها إلى الناس بغلاف ديني بشكل يضمن بقاءها واستمراريتها، بأحاديث وقصص حول عدم جواز الخروج على الحاكم وغيره .

ان هذه التشابكية تتطلب منا وقفة جادة أمامها،لتحرير الإسلام من هذه الجماعات،والاتفاق على موضعة الدين في المجتمع بما يحفظ له قدسيته بعيدا عن تطاول أيدي هؤلاء وغيرهم لتبرير مصالحهم السياسية السلطوية بقشور دينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال