الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رثاء عفرين _ أرض الزيتون

حسن كله خيري

2020 / 2 / 22
القضية الكردية


كان نهر عفرين غزيراً عندما رأه أوريا بن حنان لأول مرة ويفيض حتى في الصيف من شدة المياه القادمة من كُردستان العليا.

جلس أوريا على حفته، وبدأ ينزل يداه الكبيرتين إلى النهر، كان متعباً جداً من رحلته بعد لقائه بداود النبي، وهو ينزل يديه فجأة ارتعش قلبه من شدة عذوبة المياه، كان أوريا لا يزال لا يعلم من هم سكان هذه الأرض، حيث جبالُ راسية، وأخضرٌ لا حدود له، كل شيئٍ فيها كان يوحي بأن أصحاب الأرض من الجبابرة حولوا هذه البقعة من الأرض إلى جنةٍ من جنان ربه على الأرض.

بدأ بالتسبيح والتكبير على طريقة بني اسرائيل حيث قومه وأهله والذين تركهم خلفه، كان أوريا يُمجد ويسبح كثيراً على وصوله إلى هذه الأرض الغنية ولم يهلك في الطريق حيث الشعاب والبوادي التي مشى فيها لياليٍ كثيرة، وبعد أن أنتهى جلس على صخرة كبيرة كانت قد أنحدرت من جبل ليلون بشدة من الأعلى، إلى أن أستقرت في الوادي، وأخرج من جيبه شيئاً وإذا به يخرج صخرتين لأشعال النار، بدأ يبحث في الأرض لعله يرى ما يشعله ليسخن به طعاماً ليعده وليسد جوعه.

بعد أن أكل وشرب وأرتاح من عناء السفر الطويل، خالجه النعاس فجأة، وبدأ بالبحث عن مكانٍ مناسب يفترشه لكي ينام، رأى من على مسافة قريبة منه شجرة زيتونٍ كبيرة خضراء مشى إليها وبمجرد أن وصل هبت نسمة ريحٍ هادئة من جهة جبل هاوار، لم يصدق كيف وقع على الأرض لينام، وغطى في نومٍ عميق، ساعة ساعتين ثلاثة، نام طويلاً ليومٍ كامل، بعد أن استيقظ فتح عينيه وإذا برجلٍ ضخم الهيئة يراقبه، وإذ به رجلٌ حثي ذو شاربٍ طويل، ذو قامة متفرعة ووجهٌ يُشرق منه النور كشروق الشمس فوق ليلون، سأله من أنت، وبتعجب كبير من شخصيته الراجلة أجابه أنا أوريا بن حنان وأحد رسل داود النبي.

لم يفهم الفارس الحثي شيئاً، فقط الذي فهمه بأنه رجلٌ غريب وألتجئ إليهم، فأن سمعة رجال الحثيين وشدة رحمتهم قد وصلت إلى البلدان البعيدة، وأن لهم نفوذهم وأسمهم، ومن يلتجئ إلى الحثي سيكون في أمانٍ دائم وسلامٍ على الروح.

صار أوريا واحداً منهم وبدأ يعيش معهم يعمل ويجد إلى أن مات بعد زمن ودفن في نبي هوري، أما الحثيين حيث بدأو هم أيضاً بالتكاثر والعيش في الترف وبناء الأمجاد إلى أن أخذهم الزمن فجأة وغافلتهم رحمتهم وطيبتهم، ذهبوا وأتوا، حاربوا و فتحوا البلدان وبنوا القلاع والمعابد، اعتمدوا على أنفسهم، لكنهم أبداً لم يعلموا أن عدوهم لهم بالمرصاد دائماً، وأنه يخطط ليلاً نهاراً للقضاء عليهم مهما كلفه الأمر _ لم يكن يعلمون بأن أحفادهم سيكونون في عذابٍ أليم من بعدهم وأن جنتهم هذه سوف يدنسها الغرباء وستتحول إلى جحيمٍ فوق رأسهم، وسيدعي الغريب ذوراً بأنه وكيل الله نفسه ووريثه على هذه الجنة الأرضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة