الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك غازي بين جدلية ،،،، الموت والقتل والاغتيال

ستار الجودة

2020 / 2 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الملك غازي ....بين جدلية الموت ،والقتل،والاغتيال
لازال موت الملك غازي ثاني ملوك العراق يكتنفه الغموض ويشوبه الشك ، و احداث مثل هذه لا تسقط بالتقادم و تبقى نقطة جدل عند الأوساط المهتمة بالسياسة والتاريخ الذي يمثل صيرورة الحياة البشرية التي تهتم في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية ،ويهتم بجميع القضايا ولا تتساقط عند أعتابه القضايا المتأرجحة بين الشك واليقين ويبحث في دائرة الحق والوثائق الدامغة. موت الملك غازي ابن الملك فيصل الأول ، ثاني ملوك العراق خلال الفترة 1933-1939 م ،أخذ مساحة واسعة في دائرة الجدل ، فمنهم من أشار انه مات في حاث سير بعد ان اصطدمت السيارة التي يقودها بنفسه بعمود كهرباء ، أدت الى وفاته حسب البيان الرسمية في حينه ، الا ان احد الشهود وهو "المحامي هشام الدباغ " قال في مذكراته، انه وفي إحدى لقاءاته بالملكة عالية زوجة الملك غازي في قصر الرحاب قبل وفاتها بأنها قالت له بأن الإنكليز هم وراء مقتل الملك وان اليد التي نفذت ذلك هي يد أحد الآثوريين  وأن شقيقها قد علم بعد إتمام الاغتيال ولكنه و بناء على نصيحة نوري السعيد قد أسدل الستار عن ذلك الأمر .
دعونا وإياكم ، ندخل في تفاصيل التفاصيل لنقف على ناصية حقيقة الأمر ،في قراءة تاريخية للأحداث وسيرة الملك ،وفي قراءة تأريخية في الأسباب التي سبقت مقتل الملك غازي

وكما أسلفنا بانه لا زال الغموض يكتنف تلك الحادثة بالرغم من كشف النقاب عن الكثير من الاحداث التي تؤكد بدون أي شك أن الحادث امر دبر بليل من داخل فصر الزهور. او في مبنى السفارة البريطانية، نشرت مجلة الكاردينيا مجلة ثقافية عامه رئيس تحريرها جلال چرمگا مقال عن الملكة عالية ، في سكرات الموت (وبعد ذلك بدت الملكة وكانها تصحو من كابوس ودب فيها النشاط وطلبت رؤية اخيها عبد الاله فجاءها بعجلة وقلق وارتمى على قدمي اخته الملكة دون ان ينبس بكلمة فسحبت الملكة رجليها وهي تقول استغفر الله يا اخي عبد الاله كان ابني فيصل يتيم الاب وعما قريب سيكون يتيم الام ايضا فعدني ان تكون له ابا واما (فأغفر لك كل ما مضى..) "
واراد عبد الاله ان يقاطعها الا انها ردته بحزم عدني امام الدكتور فهو شاهدي في دار البقاء.. وكررت ذلك مرتين فتمتم بالوعد وخرج من الحجرة وهي تتبعه بنظراتها الباردة ثم تساءلت الملكة ، ......وهنا يسال سائل عن ماذا تغفر له الملكة"

"من هو الملك غازي
هو غازي بن فيصل الأول بن حسين بن علي الهاشمي ولد في ( 12 آذار 1912 – 4 نيسان 1939).
و هو الأبن الرابع للملك فيصل الأول من زوجته حزيمة بنت ناصر. ولد في مكة وعاش في كنف جده حسين بن علي شريف بمكة، قائد الثورة العربية والمنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين ومنادياً بعودة الخلافة للعرب.
تعلم غازي القراءة والكتابة عندما ارسله الشريف حسين جده في الحجاز إلى قرية رحاب مع ابن عمه عبد الاله وبعد ان نوقشت مواد القانون الاساسي وتم تعيين غازي وليا للعرش عام 1924 وكان عمره حينذاك 12 عاما فقط.
 سافر غازي إلى العراق وتتلمذ على يد وزير المعارف ساطع الحصري، وكان الملك فيصل يعمد إلى احضار الامير غازي في جميع مقابلاته الرسمية ولقاءاته بهدف تعليمه أصول السياسة ،إرسل غازي إلى انكلترا ونزل في بيت الاسقف جونسون واشارت التقارير التي رفعت من هناك عن تطور ملحوظ في القابليات الفكرية مقابل ضعف في القدرات الرياضية والميكانيكية وتم قبوله على هذا الاساس في كلية هارو واتم فيها اربع سنوات عاد بعدها إلى العراق في الأول من ايلول عام 1929.
التحق في دورة الكلية العسكرية الملكية العراقية باسم ( الشريف غازي بن فيصل ) وكانت الكلية في هذه الفترة موضع عناية ورعاية الملك فيصل الاول . وقد مكث الشريف غازي اربع سنوات وفق منهج اعد لانهاء المدة مع دروس اضافية في اللغة العربية والتاريخ الاسلامي والجغرافية التحق بهذه بالكلية العسكرية بعد مجيئه من كلية هارو في انكلترا حيث لم يتسن له ان يدرس فيها هذه الدروس الاضافية المذكورة.

دور الملكة عالية في حياة الملك غازي
الملكةعالية.. أول وآخر ملكة في العراق لم تحصل امراة على لقب (ملكة) في تاريخ العراق المعاصر سوى الملكة عالية التي حصلت عليه بعد زواجها من ابن عمها الملك غازي في اليوم الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 1933
والملكة عالية ليست زوجة ملك فحسب وانما من عائلة مالكة فابوها هو الملك علي بن الحسين وعمها الملك عبد الله والملك فيصل الاول وجدها الشريف حسين اما اخوها فهو الوصي عبد الاله الوصي على عهد العراق ما بين (1939 ـــ 1953) وهناك ابنها الملك فيصل.

في يوم 18 أيلول 1933، أعلنت خطوبة الملك وعقد قرانه على ابنة عمه عالية بنت علي بن حسين بن علي الهاشمي وكانت تكبره بسنة فهي من مواليد 19/كانون الثاني/ 1911 ، وفي مساء يوم 25 كانون الثاني 1934 تم الزفاف ، أي بعد تنصيب الملك بسنة ،ورزقت بإبنها الوحيد فيصل الثاني يوم 2 أذار 1935.
كانت  الملكة عالية امرأة نبيلة وزوجة مخلصة ذات ذكاء نادر ولها تأثير في زوجها الملك غازي وهي مستودع ثقته يعهد اليها بأسراره كلها،وكانت مصدر حكمة  سياسية حتى ان شقيقها الأمير عبد الإله وأفراد عائلتها كانوا يأخذون بجميع  نصائحها، وكان شقيقها يجتمع معها يومياً ليبحث المشاكل التي تعترضه،اذ ان  نصائحها تنطوي على الحكمة.كانت تهتم بالجوانب السياسية والثقافية ، كما كانت تطالع الصحف اليومية العراقية وتؤشر ما يهمها من الأخبار والمعلومات التي يمكن الافادة منها في معالجة أمور البلاد.( وهذا دليل على دور و مشاركة الصحافة في ذلك الوقت في رسم سياسة البلد )
كانت حريصة دائما على مرافقة الملك غازي في معظم جولاته، ولم تسمح لأحد بالتدخل في حياتها الخاصة، حتى الأمير عبد الإله الذي كان يخلق لها الكثير من المشاكل  مع زوجها ، ولهذا السبب كان الملك غازي لايحبذ وجوده في القصر .
شعرت الملكة عالية بالكثير من المخاطر التي تحيط بزوجها الملك غازي الذي كان مناوئاً للسياسة البريطانية،التي جلبت له نقمة الموالين لهم.
وكانت تنبهه أن يكون يقظاً في تصريحاته،وكانت تتابع لقاءاته جميعها مع الشخصيات السياسية وتراقب المكالمات الهاتفية التي كان يجريها لمعرفة كل ما يحيط به، كما أخذت تحث المرافقين المخلصين على الحرص عليه وحمايته.
من هنا نلاحظ  مدى حرص الملكة عالية على زوجها الذي يظهر في مواقفها الجريئة والحازمة التي تبين مدى درايتها في ما يحيط بزوجها الملك، كما جرى في انقلاب بكر صدقي في التاسع والعشرين من تشرين الأول 1936، حيث كانت تتصرف بهدوء وبشكل طبيعي، مما دفع سندرسن الى القول بأنها كانت على علم بالانقلاب، فقد كانت ملازمة للملك بكل صغيرة وكبيرة.
وعند حدوث الفاجعة الكبيرة التي أنتهت بوفاة زوجها الملك غازي خرجت من القصر عند سماعها نبأ الاصطدام في الرابع من نيسان 1939، وأسرعت الى مكان الحادث وسط الظلام ولحقت بالحرس وبينما كان الملك مسجى والدم ينزف منه إنكبت عليه وأخذت تصرخ لجلب الأطباء لبذل كل الجهود الممكنة لإنقاذه، قائلة أريده أن يفتح عينيه سريعاً أريده أن يتكلم، وفي هذه الأثناء أنسحب احد الأطباء طالباً من الأمير عبد الإله شقيق الملكة عالية ووالدتها الملكة نفيسة تهدئة الملكة وتذكيرها بأنها والدة طفل وعليها الاهتمام به ورعايته وأن تفكر بصحتها.
وجاء في إفادة الملكة”إن زوجها كان يذهب كل مساء إلى قصر الحارثية فيبقى فيه حتى منتصف الليل ثم يعود وينام في الحال وفي تلك الليلة عاد مبكراً على خلاف عادته فما كان يشرع في خلع ملابسه حتى رن جرس الهاتف، وبعد مكالمة قصيرة عاد فلبس ثيابه ليتوجه بسيارته الى قصر الحارثية قائلا أن الشخص الذي كان ينتظره قد حضر الآن وبعد مدة قصيرة جيء به مقتولاً يقولون أن سيارته اصطدمت بالعمود الكهربائي وأصيب بجرح بليغ في رأسه”.
كانت الملكة مدركة المؤامرات التي تحاك ضد زوجها ويظهر ذلك عن طريق تأكيدها المستمر على المرافقين له بأن يلازموه ويحيطوه بحماية كاملة وحول هذاالامر يروي المحامي هشام الدباغ الذي حكم عليه بالإعدام لقيادته المظاهرات الجماهيرية في الموصل أبان مقتل الملك غازي التي توجهت إلى القنصلية البريطانية وقتل فيها القنصل البريطاني وكان للملكة اثر كبير في أبدال حكم الإعدام الصادر بحقه إلى الأشغال الشاقة وكانت تقدم له المساعدة طوال مدة وجوده في السجن كما كانت تستضيفه بين الحين والأخر بعد خروجه من السجن، وقد ذكر "المحامي هشام الدباغ "عن إحدى لقاءاته بالملكة عالية في قصر الرحاب قبل وفاتها بأنها قالت له بأن الإنكليز هم وراء مقتل الملك وان اليد التي نفذت ذلك هي يد أحد الآثوريين  وأن شقيقها قد علم بعد إتمام الاغتيال ولكنه بناء على نصيحة نوري السعيد قد أسدل الستار عن ذلك.
(إذن كانت الملكة تعلم بان اخيها له يد في مقتل الملك ولم تغفر له الى ان أخذت العهد منه قبل وفاتها برعاية ابنها الملك فيصل ،كما أسلفنا في بداية الموضوع )
وبعد وفاة الملك غازي فضلت الملكة عالية إبقاء المرافقين المخلصين والمقربين للملك لمرافقة أبنه الملك فيصل الثاني ويشير محمد حسين الزبيدي بأن المرافق سامي عبد القادر قد أخبره، بأنه بعد مقتل الملك غازي بقي مرافقاً للملك فيصل مدة طويلة وفي أحد الأيام طلب منه الوصي عبد الإله بأن يرافقه إلى قصر الزهور وفي اثناء لقائه بالملكة عالية طلبت من الأمير عبد الإله أبقاء سامي عبد القادر مرافقاً للملك فيصل الثاني قائلة له”أن سيدي الملك غازي أمرني بأن سامي هو الذي يربي الملك فيصل”لكن عبد الإله لم يجبها وبعد مدة نقله إلى البصرة.، "لماذا نقله إذن مادمت الملكة قد أكدت وصيا الملك الراحل"
وبعد مقتل الملك غازي بدأت الأحداث والتطورات السياسية تتفاقم وظهر دور الملكة عالية السياسي عن طريق إسناد الوصاية إلى شقيقها، حرصاً منها على ضمان بقاء العرش لكن اختيارها كان السبب في كثير من الاضطرابات السياسية، فأشتد العداء للأسرة المالكة، فقد جاء في مذكرات محمد مهدي كبة ( كان عهد وصايته عهد شؤم ونحس على البلاد وأبنائها وعلى الملك القاصر). إذن كل الدلائل تشير إلى مقتل الملك غازي واغتياله ، ولكن المصالح السياسية يبدوا اكبر من فتح الملفات واظهار الحقائق في كل زمان ومكان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلها بجميع كل كاملة
طلال السوري ( 2020 / 2 / 25 - 19:43 )
يعهد اليها بأسراره - كلها -

كانوا يأخذون - بجميع - نصائحها

لمعرفة - كل - ما يحيط به

ويحيطوه بحماية - كاملة -

وأن شقيقها قد علم - بعد إتمام الاغتيال - ولكنه بناء على نصيحة نوري السعيد قد أسدل الستار عن ذلك.
(
إذن كانت الملكة تعلم بان اخيها له يد في مقتل الملك ولم تغفر له الى ان أخذت العهد منه قبل وفاتها برعاية ابنها الملك فيصل ،كما أسلفنا في بداية الموضوع ) ؟؟؟

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة