الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب: فقدت الحياة معناها

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2020 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب لي أحد المتابعين الرسالة التالية وسمح لي بشنرها دون ذكر اسمه مع ردي عليه

دكتور سامي
ارجو ان تكون هذه الرسالة سرية بيننا.
أنا من خلفية إسلامية وبعد صراع سنتين مع شكوكي في القرآن وبعد قراءة القرآن مرات عديدة بدون قدسية و قراءة نسختك العربية للقرآن والاستماع لصندوق الإسلام للأستاذ حامد عبد الصمد والاطلاع على مصادر القرآن تيقنت ان القرآن هو عمل بشري بإمتياز وانه خليط قصص وثقافات بنت عصر وعلوم القرن السابع.
ففكرت في اعتناق المسيحية وقرأت الكتاب المقدس كاملا من سفر التكوين لسفر الرؤية ووجدته كتاب بشري كذلك.
فحاليا اعاني بشدة من التوهان والحيرة وفقدت الحياة معناها لأني اكتشفت الوهم الذي كنت اعيشه وعوار الدين الذي ورثته وظننته حقيقة مطلقة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فهل هناك نصيحة تصنحني بها. انا في سن اولادك وارجو الا تبخل عليا بتوجيهاتك

أخي الفاضل
شكرا أولا على الثقة
انت لست الأول ولا الأخير الذي يمر بنفس التجربة
وقد نشرت عدة اشرطة ومقالات عرضت فيها تجربتي الخاصة ومعتقدي وردودي على تساءلات المتابعين.
وربما احاول في المستقبل وضع كتيب اختصر فيه ما ذكرته في تلك المقالات والأشرطة.
ويمكنك مشاهدة اشرطتي في سلسلتي: سامي ومعتقداته بالعربية والفرنسية
https://www.youtube.com/playlist?list=PLzMT3msR0dRnPkr2J8kuT-TV55rUc5qN6

وانا لا استغرب ما قلته في رسالتك حول الكتب المقدسة، ولكن استغرب كيف ان شعوبنا مغيبة تعتقد بتلك الكتب، وأتساءل هل هي مغيبة، أم انها مغلوب على أمرها، ومن المسؤول عن تغييبها وإبقائها في معتقداتها. انظر للقنوات الدعوية والتبشيرية وكل يوم ازداد حيرة. وكل مرة تحيلني افكاري إلى أبو العلاء المعري

في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والمسيحُ
هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيحُ
كلٌ يعظِّم دنيه يا ليت شعري ما الصحيحُ

اثنان أهل الأرض: ذو عقلٍ بلا دين وآخر ديِّنٌ لا عقل لهْ

فلا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطروه
وكان الناس في عيش رغيد فجاؤوا بالمحال وكدروه

من الطبيعي ان تحس بالضياع عندما تكتشف بأنه تم التغرير بك وأنك اضعت وقتك في خرافات لا يقبلها عاقل
وإحساسك بالضياع سوف يزداد كلما تبين لك بأنه لا يحق لك ان تبوح بما تشعر به
فقد يكفروك ويتسبيحوا دمك ويقاطعوك
اكتب في الحوار المتمدن الذي يضم قرابة 28 الف كاتبة وكاتب، ويبان لي أن غالبية مفكرينا يمارسون التقية خوفًا على رؤوسهم
ولا عجب ان مجتمعنا ما زال مغيبًا. يقول ابن حنبل: "إذا سكت العَالِم تقية فمتى يظهر الحق"
ولذلك اقترحت في احد مقالاتي اسقاء مفكرينا سطل خمر حتى يفلت لسانهم، وعندها سوف ترى العجب

يقال ان أحدًا ذهب إلى قارئة الفنجان وسألها عن مستقبله. بعد ان تمعنت في فنجانه: تنهدت وقالت: سوف تمر عليك عشر سنين عجاف
فسألها: وبعد العشر سنين؟
أجابته: سوف تعتاد

قلت بأنك في سن أولادي. لا اعرف عمرك، ولكني تخطيت السبعين، وكل يوم تزداد حيرتي. ولكني تخطيت مرحلة الضياع، وبدلا من أن اكون ضحية، تحولت إلى باحث عن الحقيقة، اتصرف كالمزارع: ابذر البذر على أمل ان ينبت، وإن لا آكل منه، فغيري سوف يأكل. وإن لم ينبت، فكل عزائي أني حاولت.
حاول انت ان تتأقلم مع الوضع الحالي الذي تعيش فيه... الذي هو افضل بكثير من الوضع الكاذب الذي كنت تعيشه سابقًا.
هناك مرحلة نقاهة لا بد منها.... مثلما يحدث بعد كل عملية جراحية ومرض عضال
وبعدها سوف تتعافى
لكن حافظ على سلامتك.
.
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في الخمر...دواءنا
ماجدة منصور ( 2020 / 2 / 27 - 10:50 )
لندع كل داعية أو مبشر يشرب سطلا من الخمر قبل أن يقف على منبر الخطابة0
سوف نرى عجب العجاب
عليكم بخمرة البوردو...و إسأل مجرب و لا تسأل حكيم...كما تقول امثالنا0
احترامي للسكرجية و الخمرجية
و بصحتك يا نبي الزمن الأعوج-

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال