الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهويل .vs التهوين … !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 2 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما تواجه عدوك وانت خائف مرعوب فانك ستُسقط نصف قوتك لصالح هذا العدو ، وتترك له فرصة ذهبية للتغلب والسيطرة عليك ! وعندما تعمل على شئ ما ، وانت في عُجالة من امرك … سيصيبك الارتباك الذي سيؤدي بعملك الى قلة الاتقان ، وربما يوقعك في الفشل .
منطقتنا خاصة والعالم عامة يخسرون الاف الارواح يوميا بسبب الحروب العبثية ، والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية من فقر وجوع ومرض ، ويبدو الامر وكأنه أمر عادي لا يصدر على اثره اي رد فعل لا شعبي ولا حتى رسمي ، الا من غوتيرش الذي لا يملك الا ان يعرب عن قلقه او مخاوفه ويحذر وينذر وينتهي الامر !
ما بال الناس اليوم امام بضعة آلاف قتلهم كورونا يصابون بالهلع وكأن ثعبان لدغهم ؟ فتُغلق الحدود وتتوقف حركة الطيران وتُعطل حركة الحياة ، وتُعزل مدن باكملها وحتى دول … لا مدارس لا جامعات ولا حتى مراسم اعراس ومآتم ولا اي تجمع من اي نوع ، ويصاب العالم بالشلل والشوارع خالية الا من قلة قليلة من البشر ، هل حقا الامر بهذه الخطورة ، والكبار يعرفون ما لا نعرفه من حقائق عن هذا الكورونا ؟ ام ان خطورته تكمن في كونه معدي … اليس الغباء هو الآخر مرض معدي ؟ لم نتعامل معه وكأنه امر طبيعي ؟!!!
لذلك خرجت اصوات عاقلة من هنا وهناك تدعوا الى الهدوء والتركيز في العمل لتقريب فرص النجاح ، والخلاص من هذا الوباء الذي تسلل غدراً من اجل ابادة الجنس البشري … الذي يبيد نفسه بنفسه ولا يحتاج الى من يبيده !!
لا يخلو حدث مهما كان نوعه من نظرية المؤامرة حتى مع كورونا الذي جاء هو الاخر ربما بمؤامرة لتدمير اقتصادات بعينها ، او ربما لخفض اسعار النفط او لافشال حملة ترامب في السباق الرئاسي ! او قد تكون حرب بيولوجية سرية ، او ان هذا الفيروس قد تسلل سهواً او عمداً من مختبرات موجودة في امريكا والمكسيك ، كما يهلوس البعض !
اما الشيوخ فيقولون : ما هذا إلا انذار اولي من رب العالمين وقرصة اذن فقط للعصاة والفجرة والعلمانيين … والاتي اعظم ! واخشى ما اخشاه ان يضيق الله بنا ذرعا لكثرة ما نُقحمه في امورنا الدنيوية نحن العصاة العلمانيون ، اذا لم يكن قد فعل !
وهنا يؤكد الشيوخ من ان النبي كان قد عرف قبل غيره من علماء عصرنا الاوبئة ، وكيفية التعامل معها ، فكان يامر اصحابه ان ارادوا دخول بلدة فيها وباء الطاعون مثلاً ان يمتنعوا عن ذلك ، ويبقى من كان في داخلها حتى يخرج السر الالهي منهم جميعاً !!! وهذا هو ما نسميه اليوم بالحجر الصحي الذي عرفه النبي منذ مئات السنين ، وهو دليل على انه نبي من عند الله ! وكأنهم هنا يشطبون على اكثر من الف واربعمائة سنة ، وهي المسافة التي قطعها الانسان من الكهف الى القمر ، او يفترضون بان الماضي والحاضر لا يزالان في عناق حار مستمر ولم ينفصلا بعد ! ويلغون الجهود البشرية في تقدم وتطوير الحياة في كل المجالات وخاصة الطبية منها خلال ذلك الفاصل الزمني الشاسع !
( الطاعون شهادة لكل مسلم ) حديث رواه البخاري … من ان من يموت بالطاعون فهو شهيد … اما من يموت بالكورونا فلا احد يعرف لحد الان كيف سيتم تصنيفه … هل هو شهيد ؟ ام كافر معاند لشرب بول البعير العلاج الشرعي المقاوم لكل الفيروسات ، والذي سيخرجها من شاربيها كما يخرج الزفير !
لقد كان الناس يموتون لاتفه الاسباب لعدم وجود مضادات لانهم لم يكونوا يعرفون شيئاً من امور الطب ، وهذا امر طبيعي جدا يفرضه الواقع البدائي آنذاك ، فلم المبالغة ايها الشيوخ ، وتنسبون لتلك الفترة ما ليس فيها ! والتي قد تسئ اليها وللدين ، وتحط من عقول الناس ؟ اتركوا الدين لحاله يدافع عن نفسه واخرجوا انتم من الموضوع !
اخيرا :
ما زال العقل عاملاً و محفزاً للعلم … فلا خوف على الحياة ، وليطمئن الوجود ! فسيتوارى بعيداً وهم نهاية العالم التي يستعجلها هذه الايام بعض اليائسين والانهزاميين والدجالين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟


.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى




.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت


.. 143-An-Nisa




.. المئات من اليهود المتشددين يغلقون طريقا سريعا في وسط إسرائيل