الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله الإبراهيمي في عقوبة السارق !

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله الإبراهيمي في عقوبة السارق ! )

سلسلة بقلم #راوند_دلعو

و كان مما جاء في قديم الزمان ، مسطوراً في كتب الفقه المحمدي الجَربان ... من تخريف و شعوذة و هذيان ، فقه العبودية و السبي و نكاح الغلمان .... أنه يجب قطع يد مَنْ سرق أربعين دولاراً فما فوقها ( نِصَابُ السّرقة) .... و هي نفس عقوبة من سرق مليون دولاراً .... كما أنها نفس عقوبة من سرق ملايين الدولارات بل مليارات الدولارات !

و من فوائد هذه العقوبة اللذيذة أنها تجعل من سارق الأربعين ( 40-$-) معاقاً عاجزاً عن أداء أي مهنة طيلة حياته ....

فكأن هذه العقوبة موجهة له و لعائلته التي يعيلها و ينفق عليها !! ... و لسان حال رب محمد صاحب هذه الشريعة الخارقة الحارقة المتفجرة بالذكاء يقول : موتوا بفقركم يا عائلة سارق الأربعين ، إذ إن أباكم سوّلت له نفسه سرقة وجبة طعام قيمتها أربعين دولاراً ... و بذلك استحقَّ أن يكون معاقاً بطريقة لا يستطيع معها العمل و إعالتكم مدى الحياة !

#الحق_الحق_أقول_لكم .... ركبت براقي ورد ... فارتفعنا و الفضاء يتقاذفنا بين مجراته من نجم إلى نجم ، حتى وصلنا السماء السابعة ... لكنني ، و للأسف ، وصلت متأخراً إذ علقت بالزحمة المرورية ما بين السماء الأولى و الثانية ... حيث احتشد جمع كبير من الملائكة لرجم بعض الشياطين بالشهب الثاقبة ، إذ كان هؤلاء يحاولون التنسط على مكالمات الله السرية !

المهم أنني وصلت متأخراً ، فوجدت الإله الإبراهيمي _ عز و جل _ و قد أدخل رأسه في طبق من اللحم المشوي الطازج ، فالتفت إليّ و هو يمضغ و الدُّهنُ يسيلُ من حواف شفتيه ، و كِلتا شفتيه دلع ...

فقلت له : إنك لتُكثر من التهام الطعام جل جلالك !! و هذا يعني ازدياد وزنك ، مما سيرهق حملة عرشك ! أليس كذلك ؟ ثم أخاف أن تكبر استك أكثر و أكثر مما سيعيقك عن إدخالها في العرش !

فقال لي : نعم ، لقد طلب مني حملة العرش أن أوظف ملكين آخرين ... لكنني أفكر في الأمر ، فالملائكة أولاد قحبة هذه الأيام ... إنهم يرفضون الانصياع ... !!

و فجأة و خلال حديثه تجشأ تبارك و تعالى تجشُّؤَاً شديداً برائحة كريهة ملأَتْ السماء السابعة عفناً ... ثم أدخل إصبعاً من أصابع الرحمن في فمه ليخرج قطعة لحم كانت قد علقت بين أسنانه ...

فقلت له : أأنت بخير ؟

فقال : نعم بخير ، باستثناء بعض التشنجات المعوية ، و البواسير الشرجية التي تؤلمني أثناء التبرز !

فقلت له : أسألك أن تمن على بواسيرك بالشفاء العاجل ، مع تمنياتي لجلالتك بدوام الصحة.

ثم أخرجت رسالة من سرج براقي ورد ... كنت قد كتبتها بقلمي الضوئي ... فوضعتها على مائدة الله و الحقيقة ...

و قلت : هذه أسئلتي اليوم يا الله ، فهل من الممكن أن تتفضل أو تكلف أحد الكهنة بالإجابة ؟

ثم امتطيت براقي عائداً إلى الأرض ... ففتح الله الرسالة ... و قرأ :

عزيزي الله ! بالإشارة إلى تشريعكم المنصوص في كتابكم المضحك و المسمى بالقرآن ، و الذي يقضي بقطع يد سارق الأربعين دولاراً .... أتوجه لجلالتكم بالأسئلة التالية :

أين التوافق بين حكمك بقطع يد سارق الأربعين و قولك ( و لا تزر وازرة وزر أخرى ) !!!؟

ألم يكن أحرى بك أن تراعي مشاعر عائلة السارق و أن تفرض عقوبة يقتصرُ أثرها على شخص السارق دون أن يتجاوزها إلى عائلته التي تنتظر الرزق من يده التي حكَمْتَ بقطعها مدى الحياة مقابل أربعين دولاراً فقط ؟

كما يحق لي أن أتساءل ... أين هو عدلك في جعل سرقة وجبة طعام بأربعين دولار كالسطو على البنوك العظام مع سبق مكر و تخطيط ؟

ثم إن سرقة الأربعين دولاراً عبارة عن ضرر مؤقت يعود على صاحب الأربعين دولاراً بالإنزعاج أو الامتعاض أو تعكير المزاج لمدة ربع ساعة أو عشرين دقيقة على الأكثر ، و ذلك نتيجة خسارته للأربعين دولاراً .... !

بينما قطعُ يد سارق الأربعين دولاراً عبارة عن تشويه و عطالة و إعاقة مدى الحياة ... و خلق لعاهة مستديمة عند سارق الأربعين ... بل تعطيل شامل لحياة من يعيلهم سارق الأربعين سيء الحظ !

ثم فلنفترض يا عزيزي الله أنني قمتُ بسرقة سرج حمار ثمين يبلغ أربعين دولاراً .... ألا يوجد احتمال بأن أتوب في المستقبل ؟؟؟

إذن لماذا تعاقبني بعقوبة يقع علَيَّ ضررها على سبيل التأبيد رغم أن ضرر جريمتي على سبيل التأقيت ؟

و من جهة أخرى ... لماذا تعاقبني بعقوبة أتضرر بها على سبيل التأبيد رغم احتمال توبتي المستقبلية ؟

هل يتساوى المؤقت المحدود زمنياً مع الإعاقة المؤبدة مدى الحياة ؟

كيف نوفِّق بين هذا الحكم الإجرامي بقطع يد سارق الأربعين مع آيات و أحاديث قبول التوبة النصوحة ؟

ثم هل خلا قاموس العقوبات من عقوبات منطقية عادلة كي تلجأ لعقوبة إجرامية تنطوي على قطع عضو من الجسد يؤدي إلى ضرر مستمر مدى الحياة ؟ بل يتجاوز الضرر شخص المجرم إلى عائلته و المجتمع كله !!

ألم يكن حبس أو تغريم سارق الأربعين بكاف ؟

أين أنت يا الله من العقوبة الإيجابية التي تنطوي على تربية المجرم و تدفيعه الثمن بشكل إيجابي ؟

و أخيراً عزيزي الله ، دعني أفاجئُك بأن مما جاء في قديم الزمان ، مسطوراً في كتب الفقه المحمدي الجَربان ... من تخريف و شعوذة و هذيان ، فقه العبودية و السبي و نكاح الغلمان .... أن عقوبة مختلس المليارات وفق شريعتك يا الله .... هي الحبس فقط دون قطع اليد .... بينما عقوبة سارق الأربعين هي القطع و التشويه مدى الحياة !!!

لكأنك تقول للإنسان يا أرحم الراحمين : اختلِس ما شئت من ملايين فلن نقطع يدك ... بل سنحبسك ....

أما لو سولت لك نفسك بسرقة وجبة دسمة بقيمة أربعين دولاراً ... فسنقطع يدك من المعصم لنحولك إلى عاجز مدى الحياة .... !

صديقك راوند

هذا و يُذكر أنني لم أتلقى إلى الآن أي جواب من الله أو الكهنة على هذه الأسئلة ... و لازلت أنتظر !

هامش :

و بعد كل هذا التهريج و التخريف و الزعبرة التشريعية الفاشلة ... يدعي المحمديون بأن ديانتهم مصممة من قبل خالق الكون الذي هندس الكوانتم فيزيكس و الثقوب السوداء !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا