الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستقيم الفصل بين الصهيونية واليهودية !! ؟

عبد الهادي مصطفى

2020 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يمكنك ان تتجلبب بكساء البرجوازيي المتعفن او قميص الحداثيي النتن او لباس اللبراليي المنافق وتدعي مثلهم تماما إنما عن قصور وجهل بضرورة التمييز فيما بين اليهودي والصهيوني في ميدان الصراع.... لك ذلك ايضا في ان تميز بين الاسلامي المتشدد وبين الاسلامي النفتح... لك ذلك طالما لم يقم اي منهما بتهديد حياتك او سلبك بيتك وشجرة الزيتون خاصتك او تصفية أسرتك الصغيرة. لكنني على يقين تام بأن موقفك السطحي هذا سينقلب رأسا على عقب ان حدث لك بعض من هذا وإكتويت بنار الارهاب والتطرف والتعصب الديني المختلف الذي بدأ في تدمير الحضارة البشرية عبر نهج العنف والقتل والقطع والتفجيرات العشوائية انطلاقا من تصنيفات فكرية ودينية لا شأن ولا دخل لك في تحديدها او الايمان او الاعتراف بها.
فكل من يستوطن ويقتات على ارض وتربة فلسطين الزكية من غير الفلسطينيين واختار العيش تحت جناح الكيان الصهيوني وفي كنفه وانخرط في ما يسمى عمليته السياسية او تسبب بأي اذى او ضرر للفلسطينيين او استولى على اراضيهم وحقولهم واستفاد من خيراتها بأي من مسميات القوانين الصهيونية التي ترسخ الاستيطان والتهجير القسري في حق اصحاب الأرض الحقيقيين يعتبرون وبدون أي ذرة من الشك عدوا مباشرا للشعب الفلسطينيين بغض النضر عن موقعهم الطبقي او مهامهم او وضيفتهم عسكرية كانت او مدنية منفتحين في تقبل الفلسطيني او متشددين الى حد المطالبة بالاجتتات.... فجميعم سواء.
فاليهودي البسيط والحاخام المتشدد والمستوطن المتطرف ورجل الأعمال البرجوازي والفيودالي الإقطاعي والبروليتاري والقن العاملان في حقول ومعامل الصهيونية المقامة على اراضي فلسطين المحتلة يهودا كانو او مسلمين متعصبين او منفتحين شيوخا او اطفالا رجالا او نساء ليسوا مجرد صهاينة او يهودا او مواطنين بسطاء يمكن تحييدهم من دائرة الإستهداف في حلقات الصراع المستمرة بل هم أعداءا مباشرين للشعب الفلسطيني ونقيض مباشر ورئيسي لكل حركات التحرر الأممية و لا يختلفون في تصنيفهم وخطورتهم ودورهم الرجعي الدي يساهم يوما بعد آخر في تصفية القضية الفلسطينية قضية عموم الشعوب التواقة للتحرر والإنعتاق من نير سيطرت وسطو الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي،ولا يختلفون في شيئ عن الجندي الصهيوني الذي يوجه فوهة رشاشه القاتل دون رحمة او تمييز لتصفية نساء وأطفال وشيوخ الشعب الفلسطيني خدمتا لمشروع الكيان الصهيوني الغاصب فالجندي يطلق رصاصته لاستهداف الابرياء فيما المستوطنين يهودا او صهاينة يمنحون الشرعية لهذا الكيان في عملياته السياسية وعبر انخراطهم وانضابطهم التام لقوانينه العنصرية منها والاستعمارية وهو نفس السياسي الذي يعطي الشرعية للجندي لقتل الابرياء وتهجيرهم من قراهم وضيعاتهم للاستيلاء عليها عبر سلسلة قوانين بيروقراطية يستفيد منها ومما تدره من خيرات السياسي والجندي والمستوطن والصهيوني واليهودي المنفتح.

فهل يجوز حقا التمييز والفصل مفاهميا او في حقل الصراع والإستهداف بين الصهيوني واليهودي. ؟؟؟
الأغلبية الساحقة تتجه نحو التمييز فيما بين اليهودية كديانة سماوية تنبني على الاعتقاد الالوهي وبين الصهيونية كحركة استعمارية حليفة للامبريالية . وهو نفس الفهم الذي يحاول ترويجه البعض ايضا من داخل الاسلام بضرورة التمييز بين الاسلام كدين سماوي ومعتقد رباني وبين الجماعات الإرهابية المتطرفة بخلفيتها المتشددة ومشروعها الاسلامي المنبني على الارهاب والقتل والقطع والحروب. غير انه ومن خلال هاته الثنائية المتناقضة او التي أُريد لها ان تبدوا كذلك خلافا لحقيقتها التطابقية تظهر في العمق احادية خفية نستطيع من خلالها استيعاب حقيقة الاستغلال القاتل والتضليل المعرفي الجاثم على عقول اغلبية مثقفينا.
فالصراع فيما بين الشعوب الرازخة تحت نير الاستغلال المسلط عليها من قبل البرجوازية وعملائها واذيالها لا يمكن اختزاله في المواجهات العسكرية فقط كون الحروب تعتبر الصوت المسموع لتناقض المصالح السياسية ، انما وجب جرد هذا الصراع في بعديه الاقتصادي والفكري وبتدقيق اكثر في مستواه الاديولوجي حيث عملت الامبريالية في بناء جبهتها القوية على تعزيز موقعها الاديولوجي بتسخير الدين في ثنائية الاسلام واليهودية لتضليل الشعوب ولجم وكبح حركيتها من جهة ثم لتبرير واقعها المأسوي المتردي من جهة ثانية. فلا اظن انه يوجد اسلام منفتح وآخر متشدد ويهودية متطرفة واخرى متفتحة كون الديانتين معا تتكونين من عنصر عقائدي اعتقادي خالص وعنصر تشريعي عملي قح يحمل في طياته مشروع الدولة الدينية الرجعية بقوانينها المتطرفة و اهدافها المتلخصة في القومية اليهودية او دولة الخلافة الاسلامية.
ليس من الغريب ان نجد من بين انصار وداعمي نمط الانتاج البرجوازي شيوخ الاسلام وحاخامات اليهود ومتعصبي كل منهما ممن تم التغرير بهما او اختاروا موقعهما الطبقي عن قناعة دفاعا عن مصالحهما المتناقضة تناقضا جوهريا ومصالح عموم الكادحين، كما انه من العادي جدا ان يتموقع اغلب رجال الدين وشيوخه من داخل البنية التحتية على هرم مالكي رؤوس الاموال بأرصدة خيالية . لان البرجوازية اثتت المشهد السياسي والفكري بتنوع نضري وديني لتعزيز مواقعها في الصراع في جانبه الاديولوجي حيث طورت من اليهودية واستحدتتها في صيغتها الصهيونية كبوابة للسيطرة وتمرير المشاريع وتفكيك الشعوب وترجمة مشاريعها بالشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الثانية. كما دعمت الاسلام السياسي في شكل الاخوان المسلمين في سبعينيات وستينيات القرن الماضي لكبح جماح تطلعات حركات التحرر الوطني بالشرق الاوسط وشمال افريقيا تم لإفشال مشاريع البرجوازية الصغرى بأنظمتها الوطنية والشبه وطنية في مصر والعراق وسوريا وليبيا.
في خظم استتمار البرجوازية للمكون الديني في بنيتها الاديولوجية قامت بتسخير باستغلال نصوص القران واحديث محمد لصناعة مجمعوعة من التنظيمات الارهابية المتطرفة لخدمة مصالحها ثم لتصفية الانظمة النقيضة لها كما حدث مع الاتحاد السوفياتي. حيث قامت البرجوازية بصناعة داعش والدعاية لمفاهيم الجهاد والغزو والتحرر دفاعا عن مشروع الاسلام المتناقض ومفاهيم الفكر التقدمي والثوري ، فسلحتها وزودتها بكل الامكانات علانية او عبر اجهزتها الاستخباراتية لاجتتات حركات التحرر الوطني واغتيال العلماء والمفكرين والرؤساء وكل من يقف ضد نمط الانتاج البرجوازي.
الاسلام السياسي بشقيه _ الاخوان المسلمين _ والوهابي _ داعش ، تنظيم القاعدة.. _ والصهيونية بثائيتها المعهودة :صهيونية / يهودية يعتبران نتاجا مباشرا لسيطرة البرجوازية على الديانتين الاسلامية واليهودية واستغلالهما لترميم نمط الانتاج الرأسمالي وترجمة مشاريعه على الارض ثم لتفكيك الشعوب وضرب تقدميتها واستهداف اي حركة او تنظيم يحاول الانعتاق من اغلال وقيود الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي.
ربما يستوي ويستساغ فهم التمييز بين الاسلامي والمتطرف واليهودي والصهيوني خارج حلقات الصراع وبعيدا عن دائرة المواجهة حيث يمكن اعتبار هذا الفرز الميكانيكي ضربا من الجنون باعتبار المسلم خزينة ودخيرة احتياطية لجيوش الاسلام السياسي بدرجة كبيرة وذخيرة حية قابلة للإشتعال بدرجات أقل للجماعات الارهابية المتطرفة. اما اليهودي فما ينطبق عليه يمكن ان ينطبق على المسلم حيث لا يمكن تحييد تأتيره في ميادين الصراع باعباره يمكن ان يساهم في رجحان هاته الكفة او تلك ان هو اختار الانحياز لاحد الطرفين في مراحل حرجة من مراحل الصدام العنيف والحرج. فمجرد القول بانه مسلم عادي او يهودي عادي اختار موقع اللاموقع والانزياح مرحليا عن ميادين الصراع او اختار موقع الحياد فهو تاتير سلبي ودور قاتل لحركات التحرر التي يمكن ان يقف نجاح مشروعها الثوري على انخراط اكبر قدر ممكن من هؤلاء الضعفاء والمستهدفين بغض النضر عن ديانتهم او معتقداتهم الفكرية والدينية. وطالما هؤلاء المسلمين واليهود اختاروا موقع الحياد من الصراع ورفضوا القيام بدورهم للدفاع عن موقعهم الطبقي الى جانب الفقراء والبؤساء والعمال والفلاحين فانهم يعتبرون نقطة ضعف وموطن استهداف ممكن ويسير تستطيع من خلاله الامبريالية استهداف وحدة الشعوب باثارة النزعات الدينية والاختلافات الطائفية ان هي عجزت فعلا عن دفعهم للتموقع معها بطريقة او بأخرى في نفس الخندق.
ربما يستوي الى حد ما فهم التمييز والفصل الميكانيكي بين اليهودي والصهيوني خارج حدود الصراع حول فلسطين ليس بحدوده الجغرافية ولكن بحدود فواصل ومواقع الصراع التي يمكن ان تتجاوز فلسطين الى مواقع اخرى وهي كذلك فعلا.

غير ان هذا الفهم الأفقي والفصل الميكانيكي ينمحي أثره وتغيب معالمه ومحدداته داخل حدود الصراع حول فلسطين في فهم جدلي يستحضر الاسس الحقيقة بتجلياتها وتاتيراتها المترابطة والمتنوعة باعتبار كل مساهم في الصراع باي شكل من الاشكال وبغض النضر عن موقعه الطبقي او الوضيفي او تموقعه الجغرافي داخل او خارج فلسطين يعتبر ضمن مكونات دائرة تحديد تناقضات القضية الفلسطينية بثنائية النقيضين الرئيسيين وكدا التناقضات الثانوية ومحددات الصراع في بعده الذاتي والموضوعي.
كثيرا ما يتم الفصل بين اليهودية والصهيونية كمفهومين معطوفين الثاني على الأول وهذا دليل اخر على تقاطعاتهما المتعددة إلا أن قراءتهما ممكنة كمفهومين مستقلّين الواحد عن الآخر استقلالاً تاماً مرحليا فقط خارج حدود الصراع فقط أو نسبياً في مراحل الكمونة او الركود الثوري ويمكن أيضاً الجمع بينهما دونما اي ملاحضة للفرق بينهما وهو ما يتحقق جليا داخل حدود فلسطين المحتلة وضمن نطاق الصراع الحالي في مواقع اخرى داخل وخارج جغرافية فلسطين، فلا اظنه يمكن التمييز بين الصهيوني المتطرف وبين اليهودي المنفتح داخل حدود الكيان الصهيوني باعتبار الاثنان معا يستفيدان من خيرات ومنتجات المستوطنات وينعمان بكل استمتاع بخيرات فلسطين المستلبة لتحقيق رفاهيتهما وتوفير سبل عيشهما الكريم على حساب حقوق اصحاب الارض الحقيقيين، كما انهما معا يعيشان تحت كنف الكيان الصهيوني المستحدث ويؤمنان بكل او بعض قوانينه التشريعية والسياسية التي تكرس حقيقة وسيطرة ووجود هدا الكيان على ارض فلسطين في مقابل اجتتات كل القوانين والتشريعات التي من شأنها المساهمة في بناء وهيكلة دولة فلسطين على ارض فلسطين المحتلة.
فاليهودية والصهيونية مصطلحان مختلفان تركيبيا ولغويا فقط غير أنهما يلامسان واحدهما الآخر إلى درجة التطابق في مستويات عدة خاصة في حالات الصراع او داخل حدود فلسطين المحتلة . فـ"إسرائيل"، اسم الكيان الاستعماري الذي أقامته الحركة الصهيونية العالمية على أرض فلسطين في العام 1948، هو اسم يهودي "تناخي" بامتياز ولم يتم استحداته او استقدامه من اي من اللغات والتقافات الاخرى ، فاسم - إسرائيل - يعتبر دليل اخر على شدة التطابق والتقاطع الحاصل فيما بين الصهيونية واليهودية كما ان مجمل المشروع الصهيوني لم يأتي من فراغ ولكنه جاء من داخل منظومة الديانة اليهودية وترجمة لمشروعها وهدفها وكلاهما اي الصهيونية واليهودية يعتبران مركزيتان في صُلب البنية الثقافية السياسية لليهودية والصهيونية معاً لصعوبة الفصل والتمييز بين بعضهما . ببساطة شديدة يمكن اعتبار الصهيونية فقهاً معاصراً او تحديثا وتجديدا طال اليهودية لمسايرة المتغيرات ولتكون اكثر خصوبتا وعطاءا في ضوء المتغيرات التي طرأت على البشرية في خضم الانتقال من نمط انتاج الى اخر.
ان امكن التمييز بين اليهودي والصهيوني ضمن مناطق حلقات وحدود الصراع جدليا فيمكن ايضا التمييز والفصل في حقول الصراع بين الإراهي المتطرف الذي يدافع عن مشروع دولة الخلافة بقوة السلاح وبين الاسلامي الذي لا يعمل على تحقيق ذلك لكنه مؤمن بحتمية عودة دولة الخلافة ولا ضير ولا اشكالية عنده في بناء دولة الاسلام وفق منهاج النبوة على نفس اسس وقوانين ومحددات الدولة العباسية والاموية والعباسية قبل قرون خلت وإن اتيحت له الفرصة المواتية للمساهمة لاجل ذلك فهو على يقين تام على حتمية دوره المساهم وفق تعاليم دينه.
من دون شك فاليهودية والصهيونية تلتقيان في عدة تقاطعات ونقاط مشتركة بل وينسجمان في استراتيجية هدف بناء الوطن القومي لليهود في بعده المبني على اسس دينية محضة مستمدة من كتابهم المقدس ومن بعض المخطوطات التاريخية وحكايات الهيكل كما ينسجمان معا في شوفينية قومية وعرقية في الأسبقية التاريخية لليهود بفلسطين على حساب الفلسطينيبن اصحاب الارض. دون ان ننسى تجسيد الفاشية الدينية المقيتة لدى كل من الصهيونية واليهودية كونهم شعب الله المختار . وهذا هو الطابع الفاشي الرجعي لكليهما .

من الواضح جدا ان الصهيوني واليهودي وجهان مختلفان لعملة واحدة على الاقل ضمن حدود فلسطين الجغرافية وضمن فواصل ساحات ومواقع الصراع في ثنائية طرفي الصراع ... ؟ فهل يستقيم ايضا نفس الفهم والتطابق عندما نتحدث من داخل المنظومة الماركسية. بتعبير ادق، هل يمكن القول باختلاف الشيوعي العبري عن الصهيوني؟؟؟ ثم هل يمكن الحديث عن العمال الصهاينة وفق حدود مقولة ماركس الشهيرة : يا عمال العالم اتحدو...!!! ؟؟؟
التتمة في المحور الثاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah