الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاهلية الإسلام فى القرن الحادى و العشرون

أمجد المصرى

2020 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن المتابع المدقق و الموضوعي لواقع الإسلام والمسلمين فى القرن الواحد والعشرين يجد العديد من أوجه التشابه بين أحوال مسلمي اليوم وأحوال المجتمع الجاهلي الوثني عند البدايات الأولى لظهور الإسلام فى موقف كلا الفريقين من القدرة على التطور والاستجابة لدعوات تجديد الفكر الدينى و التخلى عن الموروث القديم الذي أصابه الجمود والتكلس .



تفوق النص القرآني فى وصف الموقف المتعنت الذي يخلو من المنطق لأهل الجاهلية من عرب مكة و الطائف من الدين الجديد الذي دعاهم الرسول لقبوله و الدخول فيه ، فسمع منهم حججاً تعكس تعنتهم و ضَعف عقولهم أبرزتها آيات القرآن كالتالى :-



- أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ - سورة ص : ( ٥–٧ ) .



- و إذا قِيل لَهُم اتَّبعوا ما أَنزَل اللهُ قالوا بل نتَّبِع ما أَلفَينَا عَليهِ آباءنَا * أَوَلَو كان آبَاؤُهُم لا يعقِلُون شيئاً و لا يَهتَدُونَ - البقرة : 170 .



بذل نبى الإسلام كل ما بوسعه من جهد و صبر مع العرب من أهل الجاهلية بلا طائل ، و لما يئس منهم نزلت عليه الآيتين التاليتين :-

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا - الفرقان : 44 .

وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ، أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ الأعراف : 179 .


أما العرب المسلمون فى القرن الواحد و العشرين فتتلقى مؤسساتهم الدينية دعاوى التجديد بإعمال العقل فى النصوص الإسلامية الناتجة عن إجتهادات بشرية فى كتب التراث السُنِّى يكون رد فعل كبار مشايخهم أن يصدوا عن سبيل ذلك بكل ما أوتوا من عنت و ضعف عقل متعللين مثلهم فى ذلك كمثل أسلافهم الجاهليون بذرائع واهية مثل أن هذا التراث هو ثلاثة أرباع الدين ، و بأنه الرأى الصائب وفقاً لآراء صحابة الرسول و التابعين ، متجاهلين الحديث النبوي الصحيح : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدد لها دينها .

لذلك فقد أنتج هذا الموقف المعاند العجيب و المعادى للتجديد و إعمال العقل تجمد و تكلُّس الفكر الدينى الإسلامى منذ نحو ألف عام عندما قرر كبار المشايخ و الفقهاء توقف الإجتهاد عند نهاية القرن الرابع الهجرى ، مما كان له أبلغ الأثر فى تخلف المسلمين عامة و على وجه الخصوص منهم أهل السُنَّة و الجماعة عن ملاحقة العصر و مستحدثاته ، لذلك كرهوا العلم و بيئته و الفن و منتجه و صاروا عالة على البشرية بتبوئهم المراكز الأخيرة فى العلوم و الفنون و الآداب حتى إحتلت الأمة الإسلامية موقعها فى ذيل قائمة الأمم

بعد أن فرغ شيوخ الإسلام من الرضا و التسليم بالتجمد و التخلف عن مسايرة العصر ، فقد أطلقوا على عوام المسلمين فى بلداننا العربية و بخاصة فى مصر بلد الأزهر الدعاة و المفتين يحرمون على المسلمين الإستمتاع بكل آلاء الله و نِعَمه التى لا تحصى ، ثم يشرعنون للإرهاب الأسود الذي يزهق مئات الأرواح يوميا فى بلاد المسلمين من مشرقها فى أفغانستان حتى مغربها فى سوريا و العراق و اليمن و ليبيا ، ثم تخطى الإرهاب حدود دولنا الإسلامية ليخترق بلاد المهجر فى أوروبا حتى تدفع دولها المتقدمة ثمن ضيافتها للمسلمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah