الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة و نار الله الموقدة ..في جيوسياسا النصر العربي و الإسلامي

حمزة بلحاج صالح

2020 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن خيارات العرب و المسلمين محدودة جدا..

لم يترك لنا الغرب خيارات في إتخاذ مواقف داعمة لبعض الدول التي تحاول صناعة الحدث اليوم عربيا و اسلاميا..

من غير أن نسيء فيها إلى بعضنا البعض و من غير أن تكون طائفية و متحيزة و منهكة لقوانا الجمعية..

الفتنة في ديار المسلمين تسكن الشيعة و السنة و كل المذاهب و القوميات التي تنتسب للاسلام و أمته..

لقد تمكن الغرب من تشكيل دقيق لخارطة العقل و الوعي و العالم العربي و الإسلامي..

حيث بات كل خيار مكلف جدا جدا و له تداعياته..

فلا يمكنك مثلا أن تؤيد إيران و حزب الله و هي تؤيد بشار الأسد و سوريا..

رغم علاقته المتوترة بشعبه قديما و حديثا و رغم حال الديمقراطية بسوريا و للأمر تاريخ يعود إلى حافظ الأسد من قبل و قبله..

و رغم ما قامت به روسيا من قتل للأبرياء و لا يمكن إخفاء هذا الفعل..

لكن يستوجب عليك أن تدعمه وفي نفس الوقت أن تجد لإيران و حزب الله كل الأعذار ..

لما يتعلق الأمر بنوايا الغرب المبيتة و على رأسه أمريكا و إسرائيل في إعادة تشكيل المنطقة جيوسياسيا ..

و القضاء على خط الممانعة و تفتيت وحدة التراب و تقسيمها و نهب ثرواتها و إضعاف حزب الله و إيران

إن المعارضة السورية لها حق و إيران و حزب الله لهم الحق و تركيا لها حق..

و الغرب ليس عشقا في الحرية و الديمقراطية و بهدف تحقيقهما في سوريا و لا حبا في شعبها و معارضتها يسعى إلى إسقاط بشار الأسد الذي لا يخفى علينا انه دكتاتور في حكمه..

و إلا ما ترك الغرب شعب مصر بين يدي دكتاتور سفاح حليف الصهيونية و أمريكا الان إنقلب على إرادة شعب بكامله فأين أمريكا و ضمير العالم هنا..

بل هي مصالح الغرب الهيمني الإمبريالي و جنونه و غيبوبته العقلية و إجرامه و ضعف العرب و المسلمين و سوء حكامهم..

و ما يقال في القضية السورية يقال في القضية " العراقية " و " اليمنية " و " الليبية " ..الخ

و يقال في كل ما نعت ب" الربيع العربي" و " الثورات " أو " الإنتفاضات العربية "

و يقال في كل الإحتجاجات العربية ضد أنظمتها الفاسدة..

بل يقال في اخر تطورات الملف النووي الإيراني و علاقات إيران مع أمريكا قبل ترامب ثم بعده فلا يمكنك تجريمها و عتابها و السلط العربية و الاسلامية و العرب و المسلمون مشتتون متفرقون بسبب حكامهم و تخلفهم و عوامل أخرى..

بل مورطون في خيانة قضاياهم و قضايا شعوبهم و أوطانهم..

و المراهنة عليهم اي العرب كحكام و أنظمة خسارة صرفة..

كذلك عن نزعة التوسع الفارسي الإيراني الخفية التي تطفو تارة متجلية وخرى تعتمل تحت الطاولة مقابل نزعة التوسع العربي التي تتصدرها بكثير من الوهن تيارات قومية و اخرى اسلامية و احيانا تتصدرها زورا بعض دول الخليج ..

و غيرها من الإلتباسات و الفتن التي تفتت العرب و المسلمين..

و التي تجعل من تأييدها مثل معارضتها أمر مكلف و له فاتورته الباهظة الكلفة و الثمن...

الحالة العربية الإسلامية بالغة التعقيد تتنزل على الوعي الشعبي العربي و الاسلامية مبعضة و متشظية و متذررة و ملتبسة لتصنع الصراع و الإنقسام..

أن تكون مسلما اليوم أمر صعب و ان تكون عربيا أو أمازيغيا أو كرديا أو درزيا أو علويا ..الخ أمر مكلف و يرادف الحيرة و التيه و الإنخراط في ولاءات لا تخلو من حب تترتب عليه كراهيات ..

إنها " الفتنة " كقطع الليل المظلمة لا تتخذ موقفا إلا و له اثاره الفتنوية الطائفية ضد طرف من إخوانك المسلمين..

الكل على حق و كلهم على باطل في ان واحد - هي الفتنة -

إن هامش الحق و الموقف المحايد محدود بل معدوم و له كلفته و جميع الخيارات مكلفة..

إن الغرب يهيمن و ذلك لضعف العرب و المسلمين إقتصاديا و عسكريا و سياسيا و لخيانات حكامهم التي لا تنتهي..

لا خيار بالنسبة لي غير مكلف جدا و يخلو من ظلم لكن لا مناص من القول :

أنا ضد أمريكا و الدول الهيمنية لتقسيم المنطقة و إسقاط النظام السوري الذي أراه قد ظلم شعبه كثيرا..

فهل تتدخل بقوة إيران و حزب الله و تنهاه و توقف ظلمه نصرة له و تقترح عليه لملمة جراحه رغم صعوبة الوضع الان..

ثم تعمل إيران على أن يتداول في أقرب وقت على السلطة من لا يشتبه فيهم لبيع القضية لأمريكا و الدول الهيمنية مع شرط الاستقلال الايجابي عن تاثير ايران و تركيا معا في القرار في اطار ميثاق يضمن الجوار القريب و تأمين ثغرة النفاذ الى خط الممانعة ..

يبدو الأمر خياليا في سياق الخيانات العربية و الإسلامية و ترقب الأوليغارشية الدولية و تربصها بنا كأمة إسلامية الدوائر ..

لكنه جد ممكن..

نعم أظن ذلك إنه جد ممكن إن أرادوا و أردنا جميعا و ذلكم معنى الحديث " أنصر اخاك ظالما او مظلوما "...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر