الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هالة زايد … وزيرة على خطّ النار

فاطمة ناعوت

2020 / 3 / 8
المجتمع المدني


د. هالة زايد، بنت مصر الجسور، التي ذهبت إلى خطِّ النار بنفسها، لكي تتعرَّف عن كثب على العدو القاتل في وكره ومخبئه وعقر داره، حتى تتزود بخبراتٍ معملية تعود بها إلى وطنها، فيتسنى لنا بناءُ حصون الوقاية والعلاج على أرض العلم والمشاهدة، وليس على أرض التجديف النظري الهشّ. بتكليف رئاسي حكيم، سافرت وزيرةُ الصحّة إلى مكمن الهلاك، محلّ مولد فيروس كورونا على أرض الصين؛ لكي تجلب السلام لأبناء وطنها.
تقولُ الأدبياتُ الحكيمة: “اِعرفْ عدوَّك.” ومن المستحيل معرفة عدوِّك، إلا حين تشاهدُ أداءه في موطنه محلّ نشأته وحقل انتعاشه الحيوي. هكذا تكون أجلى المعرفة وأوضح الصور وأنصع التجارب. لهذا كان قرار الرئيس السيسي بإيفاد وزيرة الصحة المصرية إلى أرض الوغى في الصين، حيث ذروة نشاط الڤيروس المُهلك، لكي تدخل معامل البحث مع علماء الصين، وتتعرّف عن قرب على آليات مكافحة عدو البشرية الأشرس الراهن. في خطوة مجازفة نبيلة سافرت الوزيرة إلى حقل الخطر من أجل وطنها، حتى تعود لمصر بكافة الوثائق الفنية التي أعدّتها دولة الصين للإجراءات الاحترازية للسيطرة على الفيروس، لكي نبدأ نحن من حيث انتهت التجربة الصينية في التعامل مع ذلك الوباء العالمي، فنوفّر مراحل ونبني على ما بنوا. سافرت الوزيرةُ لكي تقف على أحدث ما توصّل إليه الصينيون من خبرات بشأن التعامل مع "كورونا" المستجدّ على معجم الفيروسات، من أجل التأهب والجاهزية العلمية لأي سيناريوهات متوقّعة في مصر، قد تشكّل خطرًا على صحة المواطن المصري. وفي إطار تلك الزيارة الرسمية التعليمية التثقيفية، قدّمت الوزيرةُ المصرية بشكل رسمي، دعمَ مصرَ، حاكمًا وحكومةً وشعبًا، للشعب الصيني الصديق، في تلك المحنة الوجودية الكبرى؛ وهذا يصبُّ في حقل علوّ اسم مصر وتفرُّدها بين دول العالم، بفضل القيادة الحكيمة التي تنعم بها مصرُ الآن.
ورغم كلّ ما سبق، نجد هناك من أخفق في التقاط المغزى الدالّ والحيوي لتلك الزيارة الرسمية! فراحوا يتربصون كالجرذان خلف أشجار شاشات الحواسيب، ليقذفوا الحجارة على كل جميل في مصر. مترهّلين فوق أسرّة الكسل، لا يجيدون سوى رشق الفاعلين الجادّين الذين يعملون مجازفين براحتهم وحياتهم وحقوق أبنائهم من أجل الوطن الطيب. والحقُّ أن المرءَ لا يندهشُ من أعداء مصر الذين ينثرون سمومَهم الحاقدة حول كلِّ منجزٍ جميل تصنعه مصرُ في رحلة النهوض والتنمية؛ فتلك رسالتُهم في الحياة: محاولة هدم مصر بكل السُّبل الرخيصة والمفضوحة. لكن الدهشةَ المُرَّة تجتاحُنا حين تأتي تلك السمومُ الجاحدة العاقّةُ من أبناء مصر! فأخطرُ عدو، هو عدوّ النفس. لماذا لا نتفقُ، نحن أبناءَ مصرَ، على أن نتركَ الحقدَ على مصر لأعداء مصر، ونتفرّغُ نحن أبناءها، لبنائها والنهوض بها، ثم نرمقُ أولئك الأعداء بعين الإشفاق؟! لمَ نصنعُ من أنفسِنا أعداءً لأنفسِنا، ولصالح مَن؟ لصالح كارهي مصر؟! لصالح تركيا وقطر وقنوات بثّ السموم الحاقدة الكذوب ضد مصر وشعبها؟! أولئك المنبطحون تحت أحذية أعداء مصر في القنوات المعادية لمصر، يتكسّبون من سُباب مصر ويتقاضون رواتبهم مقابل كل حجر يضربون به صرح مصر المنيع. فلماذا تجعل من نفسك جنديًّا مجانيًّا في صفوفهم؛ وهم أعداؤك؟!
تحية احترام للوزيرة الطبيبة المغوار الجسور د. هالة زايد على تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بالسفر إلى جمهورية الصين، محل خط النار وموطن فيروس كورونا الشرس للوقوف مع علماء الصين في معاملهم للتعرف على مراحل تطوّر ذلك الكائن الضئيل الماكر والحصول على أحدث ما توصل إليه العلماء من وسائل مقاومته لمواجهة أي سيناريو قد يُكتب على مصر لا سمح الله، وكذلك مدّ يد المصافحة للشعب الصديق في محنته. تحية احترام للوزيرة التي بدأت حمل حقيبتها الوزارية بقرار إذاعة سلام مصر الوطني، يعقبه قسمُ الشرف المهنى للأطباء في جميع المستشفيات، حتى يتذكّر كلُّ طبيب دائمًا، أنه جندي مقاتل في سلاح فرسان مصر الطبي. حينما بدأت د. هالة زايد مشوارها بذلك القرار، عرفتُ أن الوزيرة تريدُ تكريسَ مبدأ محدد في الأجيال الشابّة من الأطباء، وفي سائر الهيكل الطبي من طاقم التمريض والإداريين وغيرهم. فذلك التكرارُ اليومّي للسلام الوطني، وقسم الشرف الطبيّ، يجعل القائمين على رعاية صحة الناس أن يرهبوا جانب المريض "الضعيف"؛ حين يسمعون النشيد الوطني؛ وكأنما (مصرُ) بكامل جلالها تتوسط لهذا المريض وتنتظر خروجه سالمًا معافى من تلك المستشفى. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م


.. متطوعون يوزعون الحساء على النازحين في العاصمة اللبنانية بيرو




.. جرحى باستهداف مسيرة إسرائيلية شقة سكنية في مخيم البداوي للاج


.. إسرائيل تقطع الطريق بين دمشق وبيروت أمام النازحين




.. مشاهد تظهر تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين اللبنانيين إلى سوريا