الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويعبدون غير الله في العراق آلهة

كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)

2020 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ فجر التاريخ لو أتعبت نفسك بالبحث عن مسيرة المجتمع العراقي وتركيبته الممزوجة بالبداوة المقيته والبدائية الغير قابلة للتطوير ، لوجدت ان المجتمع العراقي حالة فريدة من نوعها على سطح الكرة الأرضية ، ليس هناك مجتمع مشابه لحد قريب للمجتمع العراقي.. حزنهم يختلف، فرحهم يختلف، غناءهم يختلف، حتى اصواتهم في ادارة الحوار مختلفة جدا، تراها عالية حد الضوضاء وفارغة حد الصدى، جعجعة في إناء فارغ..
كل المجتمعات عملت جاهدة على تطوير نفسها والعمل على الخروج من دوائر مغلقة ومعتمة كانت قد فرضت سيطرتها على ارادتهم ، والأمثلة كثيرة جدا ابتداءا من المجتمع الاوربي والأمريكي والأسترالي وحتى الهنود الحمر نزولاً لاقصى الشرق الآسيوي كالصين والكوريتين واليابان وغيرها، كل هذه المجتمعات وغيرها تمكنت من اجراء تحديثات شاملة على طرق التعايش والاستمرار في بناء وجودها ثم لحقتها المجتمعات التي تحاول بناء الإنسان والعمران في آن واحد وبسرعة مذهلة مثل دول الخليج كقطر والإمارات وجنوب أفريقيا ، وفعلا تمكنت هذه المجتمعات من تحقيق النجاح في مشاريعها العملاقة التي من خلالها اثبتت وجودها وأظهرت للعالم حقيقة أعمالها وسوقت طبقات مجتمعية قد تكون نموذجية في هذا العصر.. اغلب هذه المجتمعات ان لم تكن جميعها هي في حقيقتها تعبد الله وتؤمن به ، الا في العراق هذا المجتمع الغريب الذي تراه يمشي كل أيام السنة حافي القدمين لأضرحة القداسة وفي كل ركن من شوارعه حسينية او جامع يرفع فيها ذكر الله حتى انك تعتقد ان هذا المجتمع لا يعرف سوى الله اله اخر.. لكنك لو اقتربت منهم لوليت منهم فرارا ،،! كونهم مجتمع يتقن جيدًا عبادة الأشخاص ويتقرب الى المدعين وصلهم بالله اكثر من تقربهم الى الله نفسه. وهو القائل " انا اقرب إليكم من حبل الوريد " لكن العراقي في تركيبته يحاول بكل ما لديه من قوة ان لا يكون الا اداة مستعبدة بيد شخوص معينين، فلذلك ترى الانقسام المجتمعي هو السمة السائدة في الشعب العراقي. وقد يختلف او يتعدد هذا الانقسام لدرجة ان للقومية نصيب منها والطائفة والعشيرة والمذهب والرقعة الجغرافية والمناطقية .. بل تعدى ذلك حتى اصبح التطرف لحد التشجيع والانقسام والاقتتال بين جمهوري برشلونة وريال مدريد..! وهذا الأمر بكل اشكاله قد ينذر او انذر منذ زمن بعيد بخطورة لا يدركها البعض ولا يعلم حجم الضحايا التي تتساقط بسبب هذه العقليات التي كانت ولازالت تؤمن بالصنمية والتبعية..
وعليه ان لم تكن هناك مؤسسات عملاقة تعمل على اعادة التحديث ورسم الخطط الكبيرة والناجحة لإعادة هيكلة هذا المجتمع. فلن يكن هناك حلًا قياسيًا يمكننا من بلوغ الربع مما وصلت اليه الدول والمجتمعات التي تحيط بنا اقلها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال