الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله : موجود وغير موجود ؟

احمد مصارع

2006 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الانتحاري من طراز جديد ؟!.
ومن الطرائف الشعبية : الربط الاسقاطي الساخط قول أحدهم :
- صحيح أن ( أبوك رجل علم عظيم , لكن أنت كلب ابن كلب )؟!.
الذين يعيثون بالأرض فسادا باسم الله , فما علاقة اسم الله بفسادهم , وما علاقة علم الذرة , بمن يطلق قنبلة ذرية فوق رؤوس البشرية الآمنة ؟!.
في البدء , لابد من التذكير بأهمية الإشارة , الى أن : البحث عن الله مختص بالقوة العقلية ,وهي القوة المنتجة العلمية الصرفة , وكل محاولة لتدميره سياسيا , فلن يخلو من المغالطات المتحيزة , إن سلبا أو إيجابا .
الشاعر المبدع في الحب , نزار قباني , وقد خطر بباله شؤم أن تكون الحياة من غير حب قال :
الحب بالأرض بعض من تخيلنا لولم نجده عليها لاخترعناه
كل المفاهيم مجازية , وقد يكون مجازها مسبوقا بالواقع , وينبغي عدم تجاهل الفجوة الكبيرة , فيما بين الواقع التصوري , والواقع الفعلي , بل بين مفردات اللغات في تعبيرها النسبي عن الأشياء , ضمن مفاهيم , هي أقرب للخيال منها الى أحجار البناء الملموسة , وما التكنولوجيا العالية ذاتها اليوم سوى الموقف التعسفي غالبا , والمستمد من غموض العلوم النظرية الدقيقة رغم خلبية وضوحها التام ؟
المخترع العلمي غير مسيطر عليه كليا , كما يتوهم البعض , ولمن ينظر بعمق , يستطيع ملاحظة ثغرات كبيرة , ومن غير استطراد , نطرح التساؤل التالي :
لماذا يحدث باستمرار التطور الكمي والكيفي السريع للمنتجات التكنولوجية , حتى وهي في أعلى صورها الراهنة , ولذلك لا يعتبر الاندهاش والعجب , موقفا علميا صحيحا , وبخلاف ذلك تكون طبيعة من يصدر أحكاما نهائية من النوع :
الله غير موجود , أو الإنسان هو الذي خلق الله, وربما كان أقرب للدقة العلمية فيما لوقال : الإنسان هو من اخترع الله , والعكس صحيح أيضا , عند القول : الله موجود , وهو من خلق الإنسان , ومن الضعيف أن يقال بأن الله هو من اخترع الإنسان .
العقل يخترع المفاهيم , وفيها ثغرات كبيرة , لماذا ؟
الحاجة للتطور , والعمل بمعناه الواسع , بقصد الإنتاج بمعناه الواسع أيضا , ولا أريد أن أسارع في الوصول الى جوهر الموضوع , بالقول بأن الإنسان في لحظة زمنية ما من التاريخ الكوني الحديث ما اكتشف الله , وهوان فعل حتى وان اخترع , فالحاجة تتطلب الاختراع .
العلم على الدوام يقوم على مفاهيم يتم ضبطها وتدقيقها , لتعميق أوجه الدقة فيها ,ولكنها أبدا ليست مطلقة , ولو كانت كذلك لكف العلم عن التطور , وكانت نهاية العالم الحقيقية , لا المجازية , وهذا يشير الى الضعف الدائم الموجود دوما في أقوى مفاهيمنا في العصر الراهن , وسيبقى هذا الأسلوب للعقل العلمي , معتمدا مبدأ , البحث عن المزيد من المنافع لصالح البشرية جمعاء , ولذلك فان أول تعسف وسوء استخدام لنظريات العلوم , هو التطبيقات التكنولوجية الضرورية من أجل الإنتاج المادي اعتقادا غير مؤكد بأن ذلك لصالح البشرية جمعاء , ثم يأتي التعسف الموال , حيث يقوم من يمتلك التكنولوجيا باستخدامها بعكس ما خطط لها علميا , وبدون عقدة أسلحة الدمار الشامل , بل على مستوى فردي بسيط , من مثل استخدام سكين المطبخ في جريمة ضد الإنسان - أهواء وإغواء -.
نقرأ المقالة عن الله , وهو مبحث علمي عقلي عميق , فنجد فيها نقمة على سكين المطبخ المخترعة كتطبيق غير مطابق للعلم , أو على اليد الآثمة التي ترتكب تلك الجريمة , فيختلط على القارئ الأمر , فما علاقة الموقف السياسي بالله خالق العقل والعلم ....
يقول بعض الحكماء بأن عقول العامة من الناس في عيونها , والعقل يقول بضرورة قراءة ما وراء السطور , أو ما وراء أن نرى , وألا استوى الأمر بين ما نراه ومالا نراه , فحين تقرأ مقالة عن الله , بينما جوهر المقالة فنون وجنون الطغيان السياسي , فما العلاقة بين الله , موضوع المباحث السامية , غير المتحللة علميا , في معادلة أو قانون , كمن يحمل الأذكياء مسؤولية الأغبياء , وهو مفهوم نسبي غير إطلاقي القصد منه منهجيا بيان مفارقة الحقيقة
الإنسان وجواره المباشر :
قال أحدهم : لو استطاع العلماء تحفيظ أو استظهار القرد لكل محتويات المكتبة البريطانية , فلن يتحول هذا الحيوان الى إنسان , بالمعنى المصطلح عليه , والمقصود بهذه الحكمة , ليس الإنكار لوحدة العالم العضوية , ولكن دفاعا عن دقة المفاهيم , ولنا في قول أبو العلاء المعري : وأكثر الناس بهائم لاعقل لها ..من نوع ترى , ولكن لا تقرأ ما وراء , ووفقا لمقولة غاليليه , من أن الكون كتاب مفتوح على الأبدية , لا يستطيع قراءة أحرفه وكلماته إلا من يتعلم الرياضيات . فالرياضيات هي اللغة التي كتب فيها هذا الكتاب ..؟
أن يتحول مبحث الوحدانية والوجود الأسمى , الى مجرد نزوة أو فورة حماسة سياسية , ففي ذلك خلط شنيع , واستخدام متناقض بشكل شرير , وأقصد بال( شرورية) هنا عدم الإنتاج , لتحقيق النفع العام , الذي يلبي الحاجات المعقولة للبشرية , وفقا للقوة العقلية والعلمية ..
القول بأن العبودية لله , خير وأنفع من القول بأن العبودية للبشر وللحجر , وحين يتمشكل البشر بالاستعباد , ويختلط الرمزي المنتج , مع الواقعي الضار , فالمنتج راق ونافع , وهو في كل الأحوال مخترع ومكتشف لما يحتاجه حقيقة , ويمكن للاقتصاد السياسي أن يتكلم قليلا , ففي المرحلة الوحشية , كان أكل لحم الإنسان لا يستغرق سوى دقائق أو لحظات , بينما استعبادالانسان ( لأخيه ) الإنسان أكثر جدوائية وفائدة من التهامه السريع , ولذلك عد النظام العبودي أرقى بما لا يقاس من أنظمة متوحشة تركت الخضار والفاكهة وتلذذت بأكل لحوم البشرية , وحين جاء وقت قيل فيه أن العبودية لاتكون بين البشر , بل البشر عبيد لله , وهو بغض النظر عن التفاصيل , ليس كمثله شيء , فهو من العلوم المتسامية عن كل أنواع البحوث , بل ومبحث البحوث ,فكان ذلك إيذانا بفاتحة عهد جديد من الحرية الأسمى , في العلاقات البشرية الإنسانية , وليس في التطبيقات الظالمة التعسفية دائما , وغير المبررة في محراب العقل العلمي العظيم ...وكل اقتضاب لا يمكنه سد محل الكتاب ...
قال أحدهم وكان نزقا للغاية :
- بلا الله بلا علوم بلا تكنولوجيا بلا تطور ..بلا حياة ؟
لم أفهم قصده الانتحاري من طراز جديد ؟!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah