الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكتشفات جينات الشعوب، ونهاية اوهام النقاء القومي العرقي!

سليم مطر

2020 / 3 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ـ العديد من الحكومات والجهات تجهد للتعتيم على هذه الثورة المعرفية التي حطمت عقائدها القومية العنصرية، عن الاصل العرقي النقي!
ـ انتهت اسطورة العروبيين عن اجدادنا (قحطان وعدنان، ويعرب) ونزوحنا من الجزيرة العربية. الشعوب الناطقة بالسامية والعربية، من الاساس مختلطة الاعراق، تمازجت اولا في العراق والشام، ثم انتشرت جنوبا حتى اليمن. قبائل الجزيرة العربية نفسها وحتى عشائر الاشراف، تنتسب الى سلالات واصول متنوعة!
ـ انتهت اسطورة الاصل الآري(الهندو اوربي) للأكراد وللفرس!!
ـ انتهت اسطورة الاصل الطوراني للشعوب الناطقة بالتركية!
ـ انتهت اسطورة الاصل العبري النقي والجد الاعلى(يعقوب) التي تقدسها الحركة الصهيونية!
ـ انتهت اسطورة النازية عن العرق الآري النقي. (هتلر) نفسه منحدر من سلالة(حامية: مصرية ـ مغاربية ـ شامية)، تماما مثل(نابليون) و(اينشتاين)!( )
ـ لتبيان اهمية هذا العلم الجديد في معرفة تاريخ الشعوب، كيف انه حسم الجدل المعروف عن(اصل السومريين) وكذلك(العيلاميين: الاحوازيين)، إذ تأكد انهم يحملون نفس الجينة السامية(J1) أي هم من الجماعات الاولى التي شكلت سلالة الشعوب الناطقة باللغات السامية، (بالتداخل مع السلالة الحاميةE ).( )(سنفصل هذه المعلومة في موضوع خاص قادم).( )
ـ اخيرا انتصرت الفكرة (الانسانية ـ الوطنية)، القائلة بأن: (الشعب والقومية، وحتى القبيلة)، اشبه بـ(بحيرة) تكونت خلال قرون وقرون، من تجمع مياه مختلف(الاصول): انهار وسواقي وامطار. لكن ابنائها يعتقدون بأن (بحيرتهم) تكونت فقط من (النهر الفلاني : اي الاصل والجد الواحد) الذي ينتسبون اليه!
نعم، ان الانسان كالشجرة، ابن الارض والوطن الذي يتجذر ويعيش فيه، والشعب الذي يولد ويختلط ويتربى ببيئته .

تعقيد وخطورة هذا الموضوع
حتى سنوات قريبة، كان (تاريخ الشعوب والهجرات والانساب) يعتمد على مصدرين اساسيين:
ـ مكتشفات الآثار والوثائق القديمة.
ـ التراث الحكائي والاسطوري والديني.
لكن في السنوات الاخيرة قد اضيف مصدرا ثالثا هو (علم جينات السلالات البشرية: Généalogie génétique) الذي يلعب دورا مهما في تأكيد صحة او خطأ التاريخ المتداول للشعوب واصولها وهجراتها وتمازجاتها.( ) ان أول من اكتشف (الجينات Genes الموروثات) العالم البريطاني جيفيرز عام 1984. ان هذا المجال العلمي هو كون معرفي لا محدود ومعقد لتشابكه بالرموز والارقام والاسماء، مع التجديدات المستمرة للبحوث والكشوفات، كذلك هو خطير جدا، لانه يمس مباشرة بواحدة من مقدسات جميع الاقوام والشعوب والقبائل: بانهم انقياء عرقيا وينحدرون من اصل واحد آمنوا به خلال حقب طويلة!( )
ـ لنتخيل رد فعل العروبيين عندما يكتشفون بان قبائل الجزيرة العربية، بما فيهم السادة الاشراف، هم من الاساس خليط من سلالات واجناس مختلفة، مع غلبة السلالات: السامية(J1)، ثم الشرق اوسطية(J2 )، ثم الحامية(E): المصرية ـ المغاربية ( ) بالاضافة الى سلالات عديدة آخرى. وان عرب العراق وباقي الشعوب العربية وغالبية شعوب وقوميات العالم، كل منها تنتمي الى اكثر من 10 سلالات مختلفة من انحاء الارض، مع سلالة او اكثر غالبة!( )
ـ و(القوميون الاكراد) الذين يتفاخرون بأصلهم (الآري ـ الاوربي) بناءا على لغتهم المحسوبة على اللغات الآرية، عندما يكتشفون بانه فقط ثلثهم جيناتهم(آرية R)، والغالبة سامية عربية وحامية: (J) و((E ( )، ومجموع السلالات المختلفة بين الاكراد أكثر من 10. نفس الحال تماما بالنسبة للفرس؟!( )
ـ ويهود إسرائيل، الذين كل عقيدتهم الصهيونية ودولتهم قامت على اساس إيمانهم بأن اصلهم يعود الى (شعب اسرائيل القديمة وجدهم يعقوب)، وفجأة صدمة إكتشفاهم بأن غالبيتهم لا ينحدرون من اصول (سامية يهودية)، بل عربية وحامية واوربية وقفقاسية!؟ بل الاطرف من هذا، ان غالبية اليهود والفلسطينيين يشتركون بنفس الاسلاف القدماء المتنوعي الاعراق( )
ـ والشعوب الناطقة باللغات التركية، التي قدست (عقيدة القومية الطورانية)،عندما تكتشف بان الجينات الاصلية لمنطقة(طوران: آسيا الوسطى):(C, N, Q)، لا تزيد عن(10%) عند الشعوب التركية. وان السلالات (السامية والحامية والشرق اوسطية وألآرية) هي التي تسود بينهم.( )
الخلاصة، ان اكتشافات هذا العلم قد خيبت آمال وشعارات القوميين المؤمنين بالنقاء العرقي والاصل الواحد. وتأكدت الفكرة التي ظل (الانسانيون) منذ القدم يدافعون عنها: ان شعوب واقوام الارض هي تمازجات من مختلف (الاعراق)، اجتمعت وتزاوجت لاسباب جغرافية ومصالحية وثقافية، ثقافية . وأن(القومية واللغة المشتركة) لا تعني ابدا الاصل العرقي والدم الواحد.
إذن بسبب خطورة هذا الموضوع سياسيا، فأن هنالك الكثير من الجهات التي تحاول التعتيم على النتائج بما يخدم مصالحها ويخفيها او يشوهها للتقليل من شدة خطرها على بقاء شعاراتهم القومية والتاريخية والسياسية. او على الاقل العمل على اخفاء هذه النتائج كما يفعل قادة الاقليم الكردي بالاصرار على(آرية وايرانية الاكراد) وانعدام علاقتهم بالعراقيين اخوتهم في الجغرافيا والتاريخ. كذلك العروبيون الذين راحوا يحتالون على صدمة(الجينات) فقسموها عنوة وسذاجة الى (جينات قيسية عدنانية) و(جينات قحطانية يمنية)، بل بلغت السذاجة ان كل جماعة تتهم الجماعة الاخرى بانهم(ليسوا عربا)!؟( )

ماهو هذا العلم؟
بأختصار وتبسيط: يتكون جسم الانسان من حوالي 70 تريليون خلية: أي(70 مليون مليون). في داخل نواة كل خلية، هنالك (23) زوجا من (الصبغيات: كروموسوم Chromesome)، وكل صبغية من اربعة اطراف على شكل(X)، وكل طرف عبارة عن خيوط ثنائية ملتفة حلزونيا تحمل في تكوينها( الحامض النواتي ـ : دنا : (DNA) او(ADN) الذي فيه عدة آلاف من (الجينات: الموروثات)، وكل جينة اشبه بكتاب تحتوي على ملايين (الرموز: Nucléobases)، ومجموعها الكلي في جميع الكروموسومات، ثلاث مليارات رمز(مثل الكلمات في كتاب). !ذن هذه الخيوط الـ ADN عبارة عن ملفات مكتوب فيها كل التاريخ البدني للشخص الذي ورثه من الآباء والامهات، منذ إن وجد الانسان، أي ملايين الاجداد الذكور والاناث!؟ من خلال تحليل هذه (السجلات الخيطية) يمكن تتبع تسلسل الاختلافات والتشابهات في العائلات ثم القبائل ثم القوميات، ثم الشعوب، ومعرفة صلات القرابة بينها، وتمييز نوعية (السلالة القديمة: أي الجدّة او الجد القديم جدا) الذي ينحدر من الشخص، اي ما أسموه(المجموعة المتفردة: Haplogroup: هابلوغروب: السلالة).
بين هذه الازواج الصبغية في نواة كل خلية هنالك (22) منها تسمى(جسمانية: Somatic)، لأنها مسؤولة عن توريث الجنين جميع مكونات جسمي الاب والام، مناصفة بينهما. اما الزوج الصبغي الاخير رقم (23)، فهو متخصص فقط بتحديد(جنس الجنين). وهذا الزوج الصبغي هو الوحيد المختلف بين الرجل والمرأة: عند المرأة(X و X) عند الرجل توجد احدى الصبغتين ينقصها طرف فتكون على شكل ((Y، وهو الطرف الذي يحمل الجينات المسؤولة عن توريث الجهاز النسوي، الذي طبعا لا يحتاجه الذكر. فاذا نقل الاب اثناء الاخصاب صبغية(X) التي تمتزج تماما بصبغية الام (X) فيكون الجنين انثى:(XX). واذا نقل الاب صبغية(Y) يكون الجنين ذكر(XY). وهذا يعني ان الصبغية الذكرية الابوية(Y) لا توجد في جينات الاناث، بل فقط في الذكور.
انواع فحوصات كشف السلالات
هنالك ثلاث انواع من الفحوصات المعروفة لتحديد سلالة الشخص والجماعات:
1ـ الفحص (الجسماني Somatic)، بالاعتماد على جينات الصبغيات الـ(22)، لمعرفة التشابهات الجينية بين الجماعات البشرية. وهذا فحص عمومي وتقريبي لا يعطينا فكرة محددة عن السلالة الابوية ولا الامومية.
2ـ الفحص الابوي (Y-DAN) بالاعتماد على سجل الصبغية الجنسية الذكرية(Y) التي تحتوي على 59 مليون رمز. ويرثها فقط الابن من ابيه ولا ترثها البنت. وهذا الفحص هو الاساسي والسائد لانه يكشف لنا السلالة الابوية، من الاب ثم الجد الاقدم والاقدم الى مئات الاجيال حتى عشرات الالاف من السنين. ان هذه الجينة(Y) الذكرية اشبه بورقة تحتوي على 59 مليون رمز. وعندما تنتقل الى الابن فأن رمزا واحدا يتغير. وحسب كمية ونوعية الرموز المتغيرة يمكننا تقصي عدد الاجداد وتواريخهم التقريبية. أي يمكننا تقسيم الافراد الى سلالات متوراثة، بالاعتماد على تشابه سجل رموز(الصفحة الجينية).
3ـ الفحص الامومي (ADNmt) وهو لا يعتمد على اي من الصبغيات الـ(23)، بل على (عضوية ADN) خارج نواة الخلية موجودة في كل خلية من اجسام الرجال والنساء، وهي مسؤولة عن تكوين الطاقة: مصنع الطاقة. وتسمى(متقدرة، أي الـ : دنا الامومية: DNAmt)، وعددها في كل خلية بين مئات او آلاف حسب وظيفة الخلية، وفي كل متقدرة 16 الف جينة.
رغم ان الاب يمتلك هذه (المتقدرة) إلّا انه لا يورثها الى الجنين، بل فقط الام تنقلها الى الجنين (الذكر والانثى) لانها موجودة مسبقا في بويضة الام. لهذا فأن الرجال والنساء يمكنهم بهذا (الفحص الامومي) معرفة سلالة الام. لكن نقطة الضعف، انها لا تسجل "رمز" كل جيل، بل كل عدة اجيال. فيمكننا فقط معرفة (سلالة جدتنا) البعيدة قبل اربعة آلاف عام وما سبقها.( )
مثال للتوضيح: سلالات الشعب العراقي وقومياته ومناطقه
هذه الجدولين من عملنا بعد جهود كبيرة بالبحث والمقارنة بين نتائج العديد من الفحوصات العالمية، والانتباه الى الاختلافات(احيانا) بين نتائجها.( ).
وهو يدعم الفرضية الواقعية القائلة بأن سكان (بلاد النهرين) الاوائل هم من نفس سلالة ساكني سفوح(جبال زاغاروس، المطلة على النهرين) اجداد الاكراد (مثل الغوت والكاشيون الذين كان يهبطون الى النهرين سلما وغزوا، ويحكمون ويمتزجون بسهولة مع ابناء عمومتهم اهل النهرين). أي هم من السلالة(J) التي منها انحدرت (J1) للسومريين والعيلاميين، وغالبية الناطقين بالسامية. ثم فيما بعد اتت (الهجرات ألآرية) من (جنوب روسيا) التي(كردت)لغة وثقافة (سكان الجبال الاصليين) وميزتهم عن اهل النهرين. تقريبا كما فعل(التعريب) مع باقي (اهل النهرين) بعد الفتح العربي الاسلامي:


السلالات الكبرى السائدة في الشرق الاوسط والعالم العربي واوربا؟
وبما ان تاريخ الوجود البشري قديم جدا يعود الى حقب بعيدة مجهولة(ما زال العلماء في خلاف وجدل حول زمان ومكان اوائل البشر) ( )، فقد تم الاتفاق على ان تحدد السلالات البشرية قبل حوالي 50 الف عام، اي في نهايات العصر الجليدي الاخير الذي دام اكثر من 100 الف عام، وقضى على الكثير من السلالات البشرية القديمة، ومع تنامي الدفئ وذوبان الجليد بدأت الجماعات البشرية تتحرك وتنشط وتكون سلالات جديدة.
تمكنت المختبرات الخاصة وبعد سنوات من الفحوصات الجينية لعشرات الآلاف من الاشخاص من جميع شعوب وقوميات وقارات الارض ذكور واناث، من تحديد السلالات الكبرى التي تنتمي اليها البشرية: 20 سلالة أبوية، واكثر من 20 سلالة امومية. ثم تم تقسيم هذه السلالات الاولى الى سلالات فرعية تنتسب لـ(جد) أقرب زمنا، اي بحدود 10 آلاف عام، وهكذا دواليك أمكن تقسيمها الى فروع اصغر، كل سلالة منها تنتسب لجد قبل قرون، حتى القبيلة ثم العشيرة ثم العائلة. اطلق على هذه السلالات الكبرى، الابوية والامومية، تسميات من حروف: A, H , K…. ( )
وكل واحدة من هذه السلالات وخلال هذه الالاف الطويلة من الاعوام، تفرعت الى سلالات مختلفة. وهذه بعض السلالات الابوية الكبرى( ):
ـ السلالة الاصلية(iJ) تكونت قبل 50 الف عام في الشرق الاوسط(بين شمال العراق وسوريا وايران والاناضول والقفقاس). ثم انقسمت الى (سلالتين) مختلفتين كل منها كونت سلالة عالمية خاصة:
ـ السلالة(i) التي تكونت في البلقان قبل حوالي 25 الف عام، وشكلت اول واقدم سكان اوربا، وتنتشر في انحاء القارة، وخصوصا بين شعوب البلقان والاسكندناف اكثر من 40%. واما في الشرق الاوسط فتوجد بين شعوب ايران 24%، وبين اكراد العراق 16% وأكراد تركيا 25%. وبنسب صغيرة جدا او معدومة، بين اليهود والشعوب العربية، وكذلك التركية.
ـ السلالة (J) التي بقيت في الشرق الاوسط، انقسمت قبل حوال 20 الف عام الى سلالتين متداخلتين (J1) و(J2):
ـ السلالة (J2)، وبقيت في المنطقة حيث ينتشر ابنائها خصوصا في الشرق الاوسط والقفقاس وآسيا والبحر المتوسط، وبين الشعوب الناطقة بالسامية والعربية: بنسبة اقل او اكثر من 25%، بين العراقيين والاحوازيين واللبنانيين واليهود والايرانيين والاكراد الجورجيين، وفي تركمانستان وأوزبكستان وباكستان واليونان والبانيا وأسبانيا. اما في عموم أوروبا وافغاستان والهند فبنسب لا تزيد عن 7.3%
ـ السلالة(J1)، وتكونت عند سفوح جبال زاغاروس وطوروس (شمال بلاد النهرين : العراق وسوريا)، وانتشر ابنائها خصوصا في المناطق التي اصبحت تتكلم باللغات السامية بالتداخل مع(السلالة J2) و(السلالة الحامية:E). وتسجل(J1) اعلى نسبها بين سكان جنوب العراق 80% ، وعموم عرب العراق 64% ، وسريان العراق 28% ، واكراد العراق 11%، واليمن 70%، والاحواز 35% ، وفلسطين 38 % ، وسوريا 33 % ، والجزائر 35 % ، وتونس 30 % ، والاردن 48% وبدو النقب 62%. والسودان حوالي 50%.
ـ السلالة الحامية(E) وهي سلالة تتقاسم الانتشار بين الشعوب الناطقة بالسامية ـ العربية وكذلك اليهود. تكونت في جنوب افريقيا قبل حوالي 30 الف عام . ثم قبل حوالي 18 الف عام انتشرت فروعها المختلفة في مصر والسودان واثيوبيا والصومال وبلدان المغرب، وبلغت منطقة الشام ثم العراق والجزيرة العربية، واختلطت مع السلالة(J) لتكون اساس الشعوب الناطقة باللغات السامية. بتأثير الفينقيين والمصريين والبربر واليهود والعرب، انتشرت هذه السلالة في انحاء الشرق الاوسط والبلقان وعموم البحر المتوسط: اكثر من 20% بين شعوب البلقان، وبين 10 الى 13% في تركيا واسبانيا وايطاليا. ( الطريف انها بنفس النسبة بين يونان واتراك قبرص: 24%!؟). انها السلالة الغالبة(بين 35 الى 70%) في مصر وبلدان المغرب وخصوصا بين الامازيغ(البربر والطوارق). اما في المشرق فأن اعلى نسبها في بلدان الشام إذ تتراوح بين 20 الى 30% ، وخصوصا في الاردن وبين بدو النقب والبحر الميت. وبين 10 الى 15% بين عرب الجزيرة العربية، والعراق. وبين عموم الاكراد حوالي12% ، وتركمان العراق 17%.
ـ السلالة (الآريةـ الهندو اوربية)(R)، تكونت قبل حوالي 30 الف عام، في شمال البحر الأسود وجنوب روسيا، ثم انتشرت في انحاء أوروبا وأيضا في الشرق الاوسط ثم استقرت في الهند. وتعتبر السلالة الأولى في اوربا وتشكل حوالي نصف جيناتهم. ومنها انبثقت قبل حوال خمسة آلاف عام القبائل الناطقة باللغات(ألآرية) التي بفضل اكتشافها استخدام الجياد، تمكنت من الانتشار وفرض هيمنتها ولغتها التي شكلت اساس لغات غالبية شعوب الهند واوربا. اذا اضفنا هذه الجينة(R) الجينة الخاصة بالاوربيين (i) لتشكلان (الجينات الآرية ـ الاوربية)، فانها توجد في الشرق الاوسط بنسب مهمة: عند الايرانين والاتراك والاكراد حوالي 35%، عند العراقيين بما فيهم العرب 17%، وشعوب الشام حوالي 20%.. السعودية 7%.. الامارات 12%. بل حتى بين (بدو النقب الاردنية) 16%؟! اما في مصر وبلدان المغرب، فهي اقل من 9% او معدومة!
توضيحات مهمة..
1ـ ان انتساب (الجينة العرقية) الى شعب ومنطقة، نسبي وليس حصري:
لقد تم تحديد انتساب كل جينة الى عرقية ومنطقة معينة(سامية، اوربية ، قوقازية....)، على اساس غلبتها بين السكان، ولكن هذا لا يعني انها لا توجد في مناطق اخرى بنسب مختلفة، فخلال عشرات الآلاف من السنين كانت البشرية تمتزج من خلال الهجرات والتزاوجات والحروب والاسر والعبودية والتجارة.. الخ. فمثلا ان الجينة(J1) اعتبرت(سامية وعربية) لانها تعتبر هي الجينة الغالبة، إذ تتراوح بين( 30% الى 70%) بين الشعوب الناطقة باللغات السامية واليهود والعرب، ولكنها ايضا منتشرة في انحاء العالم بنسب مختلفة غالبة او قليلة.
2ـ الجينة العرقية، ليس لها أي دخل بشكل الانسان وتكوينه الجسمي:
مثلا، قد يكتشف اشخاص باشكال صينية او اوربية او زنجية، انهم ينتمون الى سلالة ابوية او امومية تعود الى اجناس مختلفة تماما؟! لنفترض ان رجل سامي عربي يحمل الجينة(j) او اوربي اشقر من الجينة(i)، لسبب ما يجد نفسه في منطقة افريقية يقطنها الزنوج. يتزوج بأمرأة افريقية، وطبعا ابنائه الذكور يتزاوجون بأفريقيات، وهكذا دواليك خلال قرون طويلة بحيث انهم يذوبون تماما ويصبحون زنوجا جسما وروحا، وينسون تماما جدهم واصلهم الاول. لكن عندما يفحص احدهم جيناته يندهش انه يحمل جينة جد سامي او اوربي! نفس الامر يمكن ملاحظتة في الاصل الامومي.( )
فمثلا، ان غالبية في السودانيين في الشمال، عرب ونوبيين، يبدون بأشكال افريقية، ولكن غالبية جيناتهم سامية عربية(J1)، لأن اجدادهم الساميون والعرب قد تزاوجوا مع افريقيات! إ
إذن الجينة والاصل السلالي للانسان لا يحدد شخصيته وإنتمائه ولا حتى شكله، بل البيئة التي عاش فيها هو واسلافه. وهذا يعني ان الفحص السلالي ليس له قيمة فعلية للاشخاص، بل قيمته معنوية لارضاء الفضول ليس اكثر. فماذا يعني للعراقي او اليوناني، ان يكتشف ان جدّه او جدّته قبل آلاف الاعوام كان من الصين او افريقيا او اوربا؟
نعم ان (علم جينات السلالات البشرية: Généalogie génétique) له قيمة كبرى لدراسة تاريخ اصول الشعوب وهجراتها واختلاطتها، ودحض فكرة النقاء العرقي والقومي. والبرهان على ان القوميات والشعوب هي عبارة عن (اتحادات ثقافية ـ جغرافية ـ تاريخية ـ مصالحية) وليست عنصرية عرقية!
* * *
لأسباب تقنية لم نستطع اضافة المصادر، كذلك الجداول والصور والخرائط المهمة جدا المتعلقة بموضوعنا هذا. لكن من يرغب بالموضوع كاملا مكملا، فانه منشور في موقعي:
http://salim.mesopot.com/hide-feker/115-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%8C-%D9%88%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%82%D9%8A.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية روسية على إدلب وريفها شمال غرب سوريا


.. اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين ينتهي دون التوصل لاتفاق بشأ




.. سنة تحت القصف: قصص من غزة | تحقيقات بي بي سي آي


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يبث مشاهد لإسماعيل قاآني خلال استق




.. قصف واشتباكات جنوب لبنان