الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟

كريم كطافة

2006 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد ثبت لفقهاء الظلام ومن على طرفي متراس التكفير المذهبي، الجارية فصوله على أرض السواد هذه الأيام وبالدليل القاطع، وبناء على معلومات موثقة بالصورة والصوت، زودتهم بها الملائكة والجن؛ أن الشيطان اللعين الرجيم يكمن في ثلاثة أوكار. لذلك، وما أن تستتب لهم السيطرة على بلدة من البلدات أو مصر من الأمصار، حتى نراهم يسارعون للهجوم المنسق على تلك الأوكار بحزمة واحدة وليس على التوالي.. أول تلك الأوكار هو المرأة، لذا تجدهم يعملون جاهدين على زنزنة هذا الكائن الخطر، قيل لهم أن السيد الشيطان وعلى طول تاريخه كان يدفع للمرأة عشرة دفاتر مقابل استخدامها لأغراضه الشيطانية في علس المؤمنين، بينما في حياته لم يدفع للرجل أكثر من ورقة واحدة لعلس المرأة، هذا لأن المرأة هي أصلاً معلوسة. ثاني الأثافي أو الأوكار، هم الحلاقين والحلاقات، قيل لهم أن هؤلاء شكلوا ميليشيات ومافيات لتهريب النفط من الشمال والجنوب، يصدرونه إلى بلدان الكفر، ليصنعوا منه هناك أدوات تجميل وتزيين، شامبوات، كريمات، صابون، أقلام حمرة، أصباغ وغيرها الكثير، ثم يصدروها لنا، ليجعلوا وجوهنا وهيئاتنا على شيء من الجمالية، الأمر الذي يجعلنا نغتر بحالنا ونلهو عن ذكر الله صبحا وعشية، وهل يسعى الشيطان لغير هذا الهدف، إذن؛ عليهم..!! أقصد على الحلاقين. ثالث الأثافي، هي الموسيقى والغناء، وعلى شهادة الملائكة، أن من الغناء أصوات تتشبه بأصوات الملائكة، ومن الموسيقى ما هو قادر على جعل العبد الحقير يسمو فوق واقعه ويسبح في عوالم من الحبور والمتعة والسمو، الأمر الذي سينسيه واقعه المترع بالتفخيخ والتفجير والدماء، الواقع الذي يجعله في كل ثانية يذكر ربه ويسترحمه.
الغريب في الأمر، أن متراسي التكفير متفقان على هذه الأهداف، كل ينفذها حزمة واحدة في منطقة نفوذه، مما يجعل السؤال القائل؛ على ماذا هم مختلفون ونازلين في بعضهم ذبحاً وسلخاً سؤالاً وجيهاً. لكن ربما يكون الخلاف هو على طول الثوب، لأن أحد المتراسين يريدها خلافة إسلامية بـ(دشداشة) قصيرة ولحية شرعية، بينما المتراس الآخر يريدها كذلك خلافة إسلامية إنما بـ(دشداشة) أطول قليلاً ولحية شرعية. ولا أدري لماذا لم يجدوا لهذه البضعة سنتيمترات في طول (الدشداشة)، تخريجة فقهية ليريحوا المؤمنين من هذا العناء. رغم أن هذا الخلاف (الدشداشي) يقال أن عمره أكثر من ألف سنة.
لا يهم، لعل الله يلتفت إليهم ويسدد خطاهم لما فيه خير المسلمين والمسلمات. خصوصاً وأنهم هذه الأيام منشغلون بمعضلة تبدو جديدة، مع أنها قديمة. هي معضلة كأس العالم أو (إذا صح التعبير) كرة القدم. أحد المتراسين ذو (الدشداشة) القصيرة، حل المعضلة جملة وتفصيلاً بدون تبرير أو تفسير. تحريم كل أنواع الرياضات ما عدا ركوب الخيل والحمير. وكان هذا المتراس حاسماً قاطعاً كالسيف البتار. أما المتراس المقابل ذو (الدشداشة) الأطول؛ فبدا متردداً قليلاً أمام هذه المعضلة، ومنشغلاً بالبحث عن مبررات فقهية وتفسيرات نصية يقدمها لأتباعه، عله يقطع بها دابر الأسئلة المتوقعة. رغم اتفاقه مع المتراس الأول تحريم كل أنواع الرياضات ما عدا السباحة وركوب الخيل والحمير –السباحة فاتت الفريق الأول- لكنه قدم تبريرين مفحمين لمن يريد التطاول عليه بالأسئلة. أول التبريرين جاء على لسان الفريق الذي يلح كثيراً على عبارة (إذا صح التعبير)، لأنه كما يبدو غير متأكد إلى الآن إن كان تعبيره يصح أو لا يصح، قال هذه الفريق وبالحرف الواحد: "مو عيب.. ما تستحون.. رجال لحاياكم وانتم تركضون ورا أهداف كرة القدم.. أليس أحسن لكم لو تركضون وراء أهداف سامية..." طبعاً التعبير له وليس لي، وأنا لم أتتدخل فيه قيد أنملة و(المقال يعبر عن رأي صاحبه). لكنه لم يقل لأتباعه مثلاُ ما هي تلك الأهداف السامية التي عليهم الركض وراءها بدل الركض وراء كرة القدم. لكن التبرير الثاني أو الرأي الثاني من ذات الفريق صاحب (الدشداشة) الأطول، كان فيه شيء من التفصيل؛ حيث سرد صاحبه المبررات والعواقب الوخيمة مستشهداً بما فعلته (كرة جلدية) بأبناء المدينتين المقدستين (النجف) و(كربلاء) من تنافر وتسابب وإطلاق نيران على بعضهم وما تسببه على الدوام من غضب وانفعال يلهي العبد عن ذكر ربه، ليخلص من فتوته الطويلة إلى تحريم الفرجة على هذه الفعالية الرياضية العالمية القادمة، وكتحصيل حاصل تحريم اللعب فيما بعد..
هكذا، كل البلاوي أتتنا من كرة القدم لا بارك الله فيها..!! وأن أبناء المدينتين المقدستين تنافروا وتحاربوا بسبب الكرة الجلدية وليس بسبب تقاسمهم من قبل الأحزاب الدينية. بل كل الذبح الجاري في البلد الآن هو بسبب هذه الكرة اللعينة وليس بسبب الدين وأهداف الدين. لذا، أعتقد أن الفقهاء يسعون هذه الأيام إلى استبدال هذه الكرة الجلدية المدبوغة من جلد الحيوان، برؤوس بشرية غير مدبوغة، تماشياً مع المقدس الذي يأنف الدباغة. لأن رؤوس البشر في معظمها تشبه الكرة وهي كذلك من الجلد، ويقال أن الكرة صنعت بهذا التدوير تيمناً برأس الإنسان والعهدة على القائل.. صحيح أن رأس الإنسان هو كرة مشعرة، لكن هذا ليس بالعائق، ممكن الاستعانة بحلاق شرعي ليحلقه. أظنهم يريدون القول؛ أن هذا الرأس الكرة هو الذي يجب أن يسعى إليه المؤمن لدحرجته بين الأقدام، وليس تلك الكرة المدبوغة من جلد الحيوان والله أعلم. على أية حال، أن كرة الدين تتدحرج في مجتمعاتنا وتلف معها وحولها الكثير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah