الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( تأملات في وجودنا)

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 3 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قد يبدو من الوهلة الاولى،اننا مركز الكون او على اقل تقدير في مركز المجموعة الشمسية.و ان كل شيء مخلوق لاجل إمتاع انظارنا،و اننا خلقنا في بستان الجنة،و ان صفات الحيوانات حولنا،هي مسخرة لاجل نفعنا او مضرتنا ،كالنحل و البكتريا و الجراثيم و النمل و المفترسات.و يلاحظ من خلال نظرة غير دارسة للحال الحقيقي ان الطير الجميل كالطاووس و الببغاء و السنونو و الكناري و الكروان ،و الاخر القبيح كالغراب،والخفاش هي مسخرة لنا بطبيعتها،و مخلوقة لنا لاجل التمعن في جمالها.نعم تبدو كل هذه الكائنات مخلوقات لاجل كائن متميز و جميل و فريد من نوعه كالانسان لدرجة يستحيل وجود شيء مثله.

ولكن و لكن.يظهر صوت ناعم،من باطن الارض،او قل من فوقها،او من كل الجوانب.ياتي هذا الصوت،من عدة افواه ناطقة بالواقع.جاءت هذه الأصوات من ترنيمة لطيفة،و تامل كثير،من رجل عجوز،تبدو عليه علامات الحزن بشدة.و تشير قسمات وجهه الى ان هناك غريب في هذا الرجل ذا اللحية البيضاء الكثة.عند هذا الرجل،وقف نظام جديد مُؤسس على دراسة الحقيقة و الواقع بدقة و تجربة.هل عرفتموه انه العبقري داروين.و هل عرفتم ترنيمته الشجاعة،انها اصل الانواع و الانسان.التي كانت بمثابة الاساس
المتين الذي أُسس عليه بناء شامخ،بواسطة عظمة من العلماء و الباحثين على مر القرون التي تلت صدور ترنيمة داروين الرائعة.

يخبرنا هذا الصوت الجميل،بأننا بني البشر نخضع لنفس القوانين التي تخضع لها جميع الكائنات.من الحيتان الزرقاء العملاقة العظيمة الى الزباب الشجي و المصير للبحث و و كل هذا الصوت لا ياتي بعشوائية مفرطة او بابتذالوضيع بل بادوات حديثة.يخبرنا ذلك الصوت بأننا نعيش وفقا لقوانين طبيعية التي تحكمنا لا شعوريا،من خلال جيناتنا المتوارثة عبر أسلافنا القدامى.و سلوكياتنا المرتبطة بتلك الجينات.و الصراع من اجل البقاء،و الانتقاء الطبيعي و المنهجي و الغير المقصود و الجنسي و قوانين التمايز.كل هده القوانين نخضع لها واقعيا،و لكن لا شعوبا من قبلنا.

ولقد أدى هدا الصوت اللطيف بما تضمنه من عاصفة عاطفية و دينية كبرى.فوقف السامع لهدا الصوت حائرا متأملا،معيدا شريط عاداته و سلوكياته الروتينية،فبدأ يسئل نفسه،اين اذن قصص الخــلق التي حاكها لنا ابائنا نقلا عن الاجداد،اين قصص التمييز و البطولة و الشجاعة،و اين اخبار التفرد في الخلق و التمركز في المقدمة دائما.اين كل تلك الاشياء،التي توارثناها و عشنا من خلالها حياتنا،هل يمكن ان تهدم بكل هذه البساطة بواسطة صوت بسيط،هل يعقل ذلك؟؟فتأتيه الإجابة بعد عقود قليلة بعد اكتشاف الوراثة و جمالها،و دعم نتائجها ما توصل اليه التطور،بان كل ما جاء به ذلك الصوت البسيط الأنيق قد كان صحيحا و دقيقا بشكل كبير قي مقاييس ذلك العصر طبعا.فيرجع صاحبنا في حيرة اخرى و تامل اخر ليرى مرة اخرى اين هو من هذا الذي يحصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة