الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الإسلام- العلمانية أم المدينية

انطلاق الرحبى

2006 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ٱلحديث عن ٱلعلمانية يحتاج منّآ إلىٓ إدراك و تحديد مفهوم ٱلعلمانية هل هو مفهوم معرفىٓ أم إجتماعىٓ أم سياسى . لأنه بدون إدراك و تحديد ٱلعلمانية ينحرف ٱلبحث بقرءه ٱلذى يهدف إلى تعريف ٱلسمات ٱلأساسية للمفهوم عن ٱلحق . أنآ أعتقد أن ٱلجنب ٱلذى نقرأ فيه ٱلمفهوم هو ٱلذى يحدد إن كان ٱلمفهوم معرفيًا أو إجتماعيًا أو سياسيًا . وبمآ إنّى ٱخترت ٱلعنان ( دولة ٱلإسلام – ٱلعلمانية أم ٱلمدينية) أى قرأته فى جنبه ٱلسياسىٓ أى كمفهوم سياسى يتحرك فى ٱلواقع ٱلإجتماعى تحدده هيئة ٱلبناء ٱلفوقى ( ٱلدولة).
ولكن ٱلسياسى ينطلق من قاعدة معرفية أى تحدده وجهة ٱلنظر ٱلتى ينطلق منها فى فعله وعمله ٱلسياسى فهناك إذن علاقة تلازم بين ٱلمعرفى وٱلسياسى وعلى هذا فهناك أكثر من إدراك أو تحديد لمفهوم ٱلعلمانية معرفيًا وسياسيًا بٱختلاف وجهات ٱلنظر فى ٱلواقع ٱلإجتماعى ٱلمختلف. وهذا ٱختلاف أخر يواجهنا فى مسألة إدراك و تحديد مفهوم ٱلعلمانية!. أنا سأنطلق من إدراكى وقرءى للقرءان وما جآء به من تشريع وٱحكام للمجتمع. وبنور وهدى ذلك قام محمد بفعله وعمله ٱلسياسى كنبىّ بتأسيس أول مجتمع مدنى( مدينى) سماه: إنهم أمة واحدة من دون ٱلناس كما جآء فى ٱلصحيفة .( راجع بنود ٱلصحيفة فى سيرة ٱبن هشام). وهذا كان ٱلبند ٱلأول فى ٱلميثاق ٱلجديد ( ٱلصحيفة) للمجتمع ٱلجديد ( المدينة المنورة). وقد ذكرهم فى ٱلمقدمة بٱلعبارة ٱلتالية ( هذا كتاب من محمد ٱلنبىّ بين ٱلمؤمنين وٱلمسلمين من قريش ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم). فتحولت يثرب ومن قدم إليها من ٱلمهاجرين (إلىٓ أمة من دون ٱلناس). مؤمنين ومسلمين متساوين فى ٱلحقوق وٱلواجبات بميثاق إجتماعى توافقوا عليه تحت قيادة رئيسهم ٱلنبىّ محمد على ٱختلاف ألسنتهم وألوانهم وشرآئعهم فى مجتمع مدنى ( مدينى) كان ٱلتجربة ٱلإنسانية ٱلأولى من نوعها وٱلتى دامت عشر سنوات لحين موت ٱلنبىّ ٱلكريم. وٱلذى وضع حجر ٱلأساس للمجتمع ٱلمدينى ٱلقآئم على ٱلتعددية وٱلخيار ٱلمستقل لكل فئة أو مجموعة ترغب بٱلدخول فى ٱلميثاق – ٱلعهد ( ٱلصحيفة) دون ٱلتخلى عن منهاجها ٱلمعرفى وسلوكها وٱسلوب عيشهآ.أىّ ٱلفدرالية ٱلإتحادية ٱلطوعية بمفهوم ٱلحاضر. فلنقرأ فى معنى ٱلمؤمنين وٱلمسلمين فٱلفئة ٱلأولى من ءامن بمحمد كنبى ورسول أتباعه أمّا ٱلفئة ٱلثانية فهم من أسلم له دون ٱلإيمان به ليميزيهم عن ٱلفئة ٱلأولى وهو قول ٱلقرءان " قالت ٱلأعراب ءامنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوٓا أسلمنا ولمّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبكم وإن تطيعوا ٱلله ورسوله لايلتكم من أعمالكم شيئًا إنَّ ٱلله غفور رحيم " 14 ٱلحجرات. فدخلوا فى ٱلميثاق وهو مصداق طاعة ٱلله ورسوله وكانوا مواطنين متساوين مع ٱلأخرين فى ٱلحقوق وٱلواجبات على ضوء ٱلميثاق ( ٱلصحيفة) وهنا تكمن عظمة ٱلتجربة ٱلإنسانية ٱلأولى للمجتمع ٱلمدينى ٱلمنشود ٱلتى تسير ٱلإنسانية إليه بوحدة ٱلزوجين وٱلعلاقة ٱلجدلية بينهما. ٱلمؤمنين وٱلمسلمين فى بنية ٱلوجود ٱلإجتماعى أىّ ٱلحرية ٱلفردية للإنسان فىٓ أن يكون غير مؤمن ولكنه مسالم يشارك أخيه ٱلإنسان ٱلعيش وٱلكسب حتى يصل ٱلمجتمع إلى طور ٱلصلاح فى كل ماينتجه وهو هو نقيض ٱلفساد( إصلاح ٱلأرض بعد موتها) وهو هو طور ٱلخلافة فى ٱلأرض وهو وعد ٱلله للصالحين من عباده. "ولقد كتبنا فى ٱلزّبور من بعد ٱلذّكر أنّ ٱلأرض يرثها عبادى ٱلصالحون" . فأنآ أدعو جميع ٱلحركات ٱلسياسية ٱلتى تسعى فى سبيل ٱلمجتمع ٱلمدينى ٱلمتعدد ٱلذى يقوم علىٓ أساس حرية ٱلرأى والتعبير وٱلعدل ٱلإجتماعى للفرد ٱلإنسان من ٱلناس بدراسة تلك ٱلوثيقة (ٱلصحيفة) ٱلدستور بلِّسان ٱلحاضر لأنها تشكل برأىِ ٱلمنهاج ٱلمعرفى لما نسعى من أجله وهو مشروعنا ٱلمدينى ٱلمتميز للناس أجمعين. مسألة مهمة أخرىٓ أقف عندها وهى تميز ٱلرسالة ٱلإسلامية ٱلتى جآء بها ٱلرسول ٱلكريم محمد فى قول ٱلقرءان " يآأيها ٱلناس إنِّى رسول ٱلله إليكم جميعاً ". وقوله " ومآأمروٓا إلاّ ليعبدوا ٱلله مخلصين له ٱلدِّين حنفآء ويقيموا ٱلصلٰوة ويؤتوا ٱلزكٰوة وذٰلك دين ٱلقيِّمة ". فما هى ٱلميزة ٱلأساسية ٱلتى تتميز بها رسالة محمد بن عبدالله لتكون للناس جميعا فى ٱلقرن ٱلسّابع وٱلقرن ٱلثمانين حتى يرث ٱلأرض عباد ٱلله ٱلصالحون. هى هى وحدة ٱلزوجين ٱلضدين ٱلإستقامة ( ٱلدين ٱلقيم) وٱلحنيفية ( حنفآء) فما هو دليلهما فى الِّسان العربى ٱلمبين. ٱلقيم : من دليل ٱلفعل قوم وهو ٱلأنتصاب وٱلعزم وٱلرفع. ومن ٱلإنتصاب جآء ٱلمستقيم وٱلإستقامة ضد ٱلإنحراف أىّ ٱلثبات. أما حنفآء و حنيف فمن دليل ٱلفعل حنف : ٱلميل عن منهاج ٱلأبآء أو ٱلطريق. فبوحدتهما تميزت ٱلرسالة بأنها للناس جميعا. لأنه أن تحمل ٱلثبات وٱلإستقامة مع ٱلميل( ٱلتغير). هو مايعطى ٱلإمكان ٱلعملى للتطور وٱلتغيير(ٱلسُنّة وٱلجعل) فى ٱلتشريع بأن يتجدد مع تطور ٱلحياة ٱلإجتماعية. ووحدة ٱلزوجين ٱلضدين تميزتآ أساسًا بمفهوم ( ٱلحدود) أىّ رسالة حدودية وٱلحدود من ٱلحد وهو طرف ٱلشىء وٱلحاجز بين شيئين. أىّ ٱلفضآء ٱلذى يتحرك فيه ٱلزوجين ٱلضدين دون أن يتعدآ أو يقتربا من ٱلحدود مما يعطينا متوالية لانهآئية من ٱلإحتمالات على مستوى ٱلتشريع وهو معنى ( إنِّى رسول ٱلله إليكم جميعاً). فوجه ٱلإسلام لرب ٱلعالمين فى دولته ٱلمدينية ٱلتى لآ إكراه فيها على ٱلأخرين. بأن يغيروٓا أو يبدلوا من سلوكهم ومنهاجهم ٱلمعرفىٓ أو ٱسلوب حياتهم كما تريد منك ٱلعلمانية ٱلمعاصرة ذلك ليقبلوك فى ناديهم ٱلإتحادى. ولكنها خطوة على ٱلسبيل حتى يبلغ ٱلمجتمع ٱلإنسانى مرحلة ٱلرشد فيحقق ٱلأخوة ٱلإنسانية بين ٱلناس. وهذا هو ٱلحد ٱلمعرفى ٱلفاصل بين ٱلمنهاجين . ٱلمصيبة أنَّ مايسمى بٱلمسلمين باتوا خارج هذا ٱلتعريف ومنذ قرون طويلة بل أصبحوا حجر عثرة أمام ٱلتطور ٱلإجتماعى للإنسانية لأنهم عاطلين عن ٱلحياة مستهلكين غير منتجين توقف ٱلتطور فى بنيتهم ٱلإجتماعية ٱلصنمية ٱلمستبدة يخافون من ٱلحياة فيمكرون وتمكر ٱلحياة ٱلإجتماعية بهم وهو هو مكر ٱلله وٱلله بالغ أمره . فخرجوا من ٱلحياة . وهو قول ٱلقرءان فيهم " وأورثناها قومًا ءاخرين فما بكت عليهم ٱلسّمآء وٱلأرض وما كانوا منظرين ". فٱلمدينية ليست هيئة واحدة أو تميز واحد أوحد بل هى دين وسُنَّة ٱلتميز فى ٱلواقع. فلكل واقع إجتماعى هيئته وتميزه. وهو هو مظهر ٱلإختلاف فى مستوى تطور ٱلبنى ٱلإجتماعية وٱختلاف هيئات ٱلبنى ٱلفوقية فيها. فهى بهذا ٱلمعنى سُنَّة إجتماعية تمضى علينآ أن نقرأها لنتملكها معرفيًا ليتم لنا تسخيرها ماديًا لخير بلداننا بدلاً من أن نكون حجر عثرة فى سبيل ٱلناس. فإلىٓ أن تكون لنا دولة مدينية تُقرَرُ فيها ٱلحدود داخل ٱلبرلمانات( ٱلمجالس ٱلمنتخبة من قبل ٱلناس ) بٱلبينات ٱلمادية وٱلإحصاء من قبل ٱلعلمآء من كل ٱلفروع ٱلكسبية وٱلحرثية وٱلإجتماعية وٱلسياسية وغيرها ... الخ . وليس من قبل مايسمى بٱلفقهآء وٱلسادة ٱلعلمآء!!. فسنبقى خارج ٱلحياة ٱلإنسانية ٱلمتطورة وٱلمتغيرة مستهلكين غير منتجين. عالة على ٱلناس!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran