الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيزياء مركزية الشمس وفرضية الإله

خالد كروم

2020 / 3 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة :-

تستلزم الفيزياء من الفيزيائي التجرد من افتراضاته المسبقة .....وعواطفه لدخول باب الاكتشاف ....وعكس ذلك يفسر عجز من عجز عن تفسير مركزية الشمس ....والتكمم ....والمادة المضادة ....وثنائية الموجة والمادة....

نفس الأمر الأسطورة عند كل مؤمن لأي دين ...!! وهي أنك لو فهمت ديني وجربته لآمنت به.... لكن في عصر الانترنت هذا سيكون السبب لعدم الإيمان بدينه هو القرف من عقيدته بعد فهمها أو فشلها بعد تجريبها عمليا"....

من ثمارهم تعرفونهم .... سلوكيات المؤمنين استقرار او انحطاط مجتمعاتهم مؤشرات مهمه لمعرفة مدى صلاحية ذالك الدين.....

لنأخذ مثال بسيط في مقارنة ما قام به ....(( القس مندل ))....عند اكتشافه علم الوراثة بأكمله ...مندل بالأصل هو فيزيائي التأسيس العقلي ....وليس بايلوجي لكنه اتجه للبايلوجيا لكن باساليب اختبار فيزيائية ..

لم يفترض شيء مسبق ...لم يفترض أي نتيجة مسبقة لعمليات زرع البذور وتلقيحها ... فقط يجرب و يسجل نتيجة الاختبار....أي لا حكم مسبق للنتيجة....لا افتراضات مسبقة حول الكون....لا جزم بغرض للكون....لا خلط لفكرة دينية بتجاربه....

تجرد مندل من كونه قس أثناء ممارسته الفيزياء داخل البايلوجيا ...النتيجة ... الاستنتاج ... النظرية ...دون عاطفة ودون افتراض غرض ...يمكنك استخدام عاطفتك بعد النجاح ...

الآن لننظر للعكس ... و لحالة التهجين بين الغائية الدينية مثل"ا والبحث العلمي ...عدم اكتشاف الكمومية حصل بسبب عدم افتراض وجود كموم للطاقة ...((بدلا" من كميات-Quantas ))...

وفعل ذلك ...((ماكس پلانك)) ....عدم افتراضهم لان ذلك يعد فكرة مجنونة ...قطة شرويدنكر ... رمز ... لعدم الجزمية ... عدم الحتم...لازال الكثير يرفضها عقليا ... لكنها موجودة....

مبدأ هايسنبرك ... اللا حتمية ... مشهور باسم اللا دقة.....ترفضه العقلية البشرية و حتى هايسنبرگ نفسه لم يتقبل بعقليته ما اكتشف...اكتشاف ديراك المادة المضادة
كان بسبب سيره وراء النتيجة الواقعية....الواقع والحسابات تشير لوجود مادة سالبة او مضادة....لكن المعتاد افتراض أن ذلك غير معقول....

مركزية الشمس ....؟

اوضح مثال على ذلك ... ظل افتراض متروك لانه يهين من قيمة نزول الإله المتجسد المسيح على الأرض برأي ...((المؤمن المسيحي))... حيث يجب أن تكون الأرض المركز كمركز لاهتمام الرب الكوني....

وحتى في الإسلام يجب ان تكون الارض هي المركز لانها مركز افضال الإله القرآني على عباده وعبيده وبالمقابل عليهم الطاعة بالعبادة ...لذلك توجد في الإسلام مركزية البشر بشكل جلي ومنها يجب ان تكون مركزية الارض ..

لننظر لدأب ...((تيخو براهي ))...على تهجين ما تريده الكنيسة مع تمركز الشمس ...
لكن موس أوكام ... كان الأصح ... الشمس هي المركز وفقد كپرنكس حياته لنشر ما استنتجه بالرياضيات دون عاطفة متخيلا ان كونه قس سيعصمه من المحاسبة او على الاقل سيفتح الالباب لكلامه ...

ذهب للمحرقة هو وجيوردانيو برونو ...الذي نظر للنجوم ولم يقل من خلقها بل قال
النجوم شموس وربما عليها كواكب وبشر....فهل وجد الرب المسيح الوقت لزيارتها كلها ....؟!

علم أن النجوم شموس ... قبل ٤ قرون !!

الآن التهجين ...نبوغ المسلمين في صعودهم لثلاث قرون من التاسع للثاني عشر في مجالات عدة كان بسبب توظيف المجالات في الإسلام حصرا ...فالساعة الشمسية المزولة ... لضبط وقت الصلاة....

الجبر والحساب ...لتقسيم الإرث كما تحدد النسب للحصص للارث في سورة النساء
الاسطرلاب لضبط تحركات السفن التجارية وغيرها والتي تخدم أمة الإسلام ... ربما هذه الأكثر انفلات من دعم الاسلام ...

تطور فن الخط لوحده ... لوحده ...كل ذلك يشير لانغلاق على الإسلام حتى داخل فترة الصعود الذهبي لثلاث قرون ...طالبت الكنيسة كالليو ب دعم الكتاب المقدس بحساباته حول المد والجزر فلم يستجب ...

لم يستطع نيوتن تعليل عدم انهيار المجموعة الشمسية بواسطة تبادل الجاذبية مابين الكواكب ومن ثم الفوضى فقال هذه مقدرة الرب ...ففسر ذلك لاپلاس بواسطة نظرية الاضطراب ...(( Perturbation )) ..دون فرضية الإله ... دون غرض ... دون غاية ...انفتح أمامه باب الاكتشاف ...

مندل .. عند اختباراته الصادقة في الفيزياء كان يختبر بقلب كافر بالرب ...الشاطر ... ومزولته الرائعة الدقيقة للصلاة في دمشق....لم تفلح في اكتشافه مركزية الشمس
بل ظل مصر أن الكواكب حتما تدور داخل دوائر موضعية كعجلات ...

كمزدوجة الطوسي .. لان الكون حتما يجري كالساعة ... ميقات .. دقيق مثالي ...
فلم يستطع افتراض ....أن تقهقر المريخ ظاهريا في السماء ....أي هو ليس تراجع أو تقهقر حقيقي ...هو ظاهري ...

كم من القرون استلزم للجزم أن شروق الشمس هو ظاهر فقط ....؟ كم تحتاج من مقدرة لقتل عاطفتك الدينية الغائية الغرضية لكتم الشعور في أن ما تراه علامة إلهية ... آية إلهية ... إثبات إلهي لإقراره ناموسه ...؟!

شروق الشمس وغروبها ظاهر ... ليس واقع ... ليس حق...! الكون تفاعل ليس حق ...لا حق .. من الحقوق ولا حق بمعنى واقع ...حارب الظاهر ... لتصل للواقع دون عاطفتك....هذا ما تستلزمه الفيزياء ...

وهذا ما يبعدنا عن دخول الألفية الثالثة في الشرق الأوسط حيث لا زلنا نعيش في عصر الإيمان الذي تركه العالم ... ليدخل الواقع ...فقط لنتخيل ... الروبوت ...ان استطاع الاستنتاج فسيستنتج دون عاطفة ...

فكرة الألحاد ....

التعمق في مفاهيم الوجود يطرح أمامنا مشاكل عويصة.... منها هو صحة السؤال الذي نَطرحه... قد نطرح أسئلة بخصوص بعض المسائل التي تخص وجودنا تعاني مشكلة في جوهرها وصياغتها.....

خاصة بعدما عرفنا إن بعض سلاسل التفكير المنطقي عِند البشر مكسور عند حد ما من هذا المُنطلق قد تكون بعض الاسئلة الوجودية الكبرى على مر السنين هذه يتبين بعد ذلك أنها لا تترجم الواقع ....ولا تعكس مشكلة في سنخية وأصل الوجود المادي.....

هذا يتوقف على معيارنا لقياس صحة السؤال من عدمه.... فإذا طرحنا مثلا فكرة المعيار الطبيعي..... بمعنى ان يطابق السؤال واقعنا المادي المجرد....

يتبين بعد ذلك أنها لا تترجم الواقع ولا تعكس مشكلة في سنخية وأصل الوجود المادي....فسنبني أساس صحة السؤال من عدمه على مطابقته لواقعنا المادي....

فكرة إن الألحاد جديد العهد هي فكرة خاطئة تمامًا.. دراسة علمية تؤكد أن تأريخ نشاط الالحاد يمتد إلى ما قبل 2500 سنة,...!! الأمر الذي يفني رسوخ قضية أن الدين هو البنية الفكرية الملازمة لعقل الإنسان.....حيث أن حضارات الأرض لم تتعود الأيمان بالآلهة دومًا بالضرورة.....

الألحاد طبيعة الأنسان والدين مجرد إعتقاد دخيل.....ايمان الناس بوجود اله هو بسبب النقص المعرفي لديهم .....حيث كانوا لا يعرفون اسباب الظواهر الطبيعية..... فنسبوها لاله واستمرت هذه الفكرة سائدة الى ان جاء دجالون ادعوا انهم يكلمون هذا الاله وانه ارسلهم.....

حقيقة كان العالم القديم اكثر وعياً وعقلانية قبل بزوغ الاديان الابراهيمية ....وادعائها الاتصال الالهي ليكون محط سخرية من يدعي اتصاله بالرب رسولاً ونبيا مبلغاً بالرسالة ......

الاديان منتج شرق اوسطي صحراوي بدوي متخلف لم تعهده من قبل الحضارات الانسانية القديمة الكبرى .....واذا كان عمر الانسان الهومو ٢٠٠ الف سنة فهذا هو عمر الالحاد.....وعمر الايمان بعمر اليهودية.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا