الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذ المغربي بين المطرقة والسندان

طيب الفحلي

2020 / 3 / 19
التربية والتعليم والبحث العلمي


"إنّهم يريدون خلق جيل من الضباع
يريدون هدم المجتمع بهدم التعليم
ولهدم التعليم لا بد من هدم المعلم".(محمد جسوس).

إنّ الصمود والقتال في ميدان مليء بالأعداء ليس أمراً سهلاً؟.. وحده الأستاذ في معركة "لامتكافئة"، فكيف يتمكن إذن من البقاء ثابتاً في زمن يتحربأ فيه الجميع؟

الأستاذ، مُربي الأجيال، الأصيل ابن الأصيل.. الذي وإنّ تكالب عليه الجميع يبقى أصيّلاً لا يتغيّر ..

من المعلوم أنّه لا يمكن تدمير التعليم بدون ضرب أهم وأخطر عنصر في الميّدان وهو الأستاذ، لذلك شُنّ هجوم شرس عليه، بدأ بالكاريكاتير ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، تواصل الضغط إلى أقصى حدّ، فأصبحنا نسمع صباح مساء عن الاعتقالات والعنف الذي يطال الأساتذة الشرفاء في مجتمع اختلّت موازينه، دون أنّ يعلم مُعلن هذه الحرب أننا وصلنا الآن إلى الهاوية، إلى نقطة "اللاّرجوع"..الهروب إلى الأمام مستحيّل والرجوع إلى الوراء من أجل الإصلاح غير ممكن..

أظن أنّ التشاؤم لاينفع، والتفاؤل في هذا الوضع ضربٌ من الحُمق أو نوع من "الطوباوية"..


لم يعد الأستاذ المغربي أمام عدو واحد، وإنّما أمام جُملة أعداء، منهم أولئك الذين يسهر على تربيتهم وتعليمهم، أضف إليهم عائلاتهم وأسرهم التي تعتقد أيّما اعتقاد أنّ العدو الأول هو الأستاذ المغربي الذي هو سبب كلّ الحوادث البشرية والكوارث الطبيعية...

وكما جاء في الأثر فإنّ: "أخطر شيء هو أنّ تموت على يد من تقاتل من أجلهم"، وتدافع عنهم، وتفتح لهم الطريق الملأى بالأشواك و تبسّط الصعب، و تيّسر العسير، و تكون لهم أباً و أخاً و صديقاً ورفيقاً.. فيتنكّرون لكلّ شيء دون أنّ يرف لهم جفن، بلّ لو كانت لهم القدرة على المهاجمة لهاجموا، ولو استطاعوا أنّ ينالوا منك لفعلوا، و لو توفّروا على الامكانيّة لتدميرك لسارعوا إلى فعل ذلك... لكنّ ضعفهم ووهنهم وقلّة حيلتهم تجعلهم ضعفاء أمام من خبر المحاكم ومآسيها وواجه الشوارع بذئابها وكلابها..

لهذا وذاك تجد الخنازير و القردة الخرساء يرتعدون عندما تواجههم بحقيقتهم، إنّهم مجرد خنازير تحبّ أنّ تستحمّ في الوحل كما قال هيراقليطس..

لكن على هذا القوم أنّ يفهم بأنّ الضغط يولّد الإنفجار، ونحن على يقين تام أنّه إذا لم يعاد النظر في مجموعة من الأمور سيقع الإنفجار لامحالة، وأنذاك ستفهمون جيدا ما قلناه.


طيب الفحلي كاتب مغربي وأستاذ الثانوي التأهيلي-تخصص فلسفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة