الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يعقوبيان ولوكايدس ومانولي وبهلر

جورج المصري

2006 / 6 / 8
المجتمع المدني


لم أشاهد إلي ألان الفيلم الذي حاز علي العديد من الجوائز وحُرم من جائزة كانت من حقه. وجدت العديد من المقالات عن الفيلم ومعظمها مؤيد بل متعاطف مع هذا العمل. منهم مقال منشور عن الفيلم في احد الصحف تذكر فيه ما جاء عن الفيلم من نقد في احد الصحف الإسرائيلية. مادة مشبعه جدا ولكن ليس من الناحية ألأدبيه لأنني لم أشاهد الفيلم ولا أستطيع أن أكون رأي شخصي عنه. أنما أثار أسم الفيلم في نفسي نوع من الإحساس الغريب بالعودة إلي الوراء سنوات وسنوات كثيرة .

في الصيفيات كنا معتادين أن نذهب إلي منطقة وسط البلد للنزهة او التسوق مع أهلينا وكنا في معظم تلك الزيارات نذهب للغذاء او العشاء في أحد مطاعم القاهرة الشهيرة مثل علي حسن أو العجاتي أو مطعم العائلات ومن ضمن الاميريكين أو جروبي او في المناسبات الخاصة جدا كنا نذهب إلي مطعم أندلسيه في شارع قصر النيل. عند مرورنا بمداخل بعض العمارات العريقة بمنطقة وسط البلد كنا نشعر ببروده الهواء قادمة من بعض هذه المداخل فكنا نقف نتنفس قليل من الهواء البارد وبالطبع أمام تلك العمارات في ذلك الوقت كان يجلس البوابين بملابسهم التقليدية وبشاشه وجهوه أهل النبوة أو الصعيد حيث أنهم كانوا أفضل من يؤتمن علي سكان هذه العمارات وأيضا خير ما يؤتمن علي أسرارها.

كانت أيام رائعة شوارع وسط البلد نظيفة لامعه أنيقة محلاتها مرتبة وبها من أعلي الأذواق من الأزياء و الديكور أيضا. كنا نمتلك سيارة إنجليزية الصنع ولم تكن سيارة شعبية بمعني الكلمة ولكن كانت محلات قطع الغيار في تلك المنطقة بها كل قطع الغيار أللازمة وان لم تكن فهناك مجموعه من ورش الخراطة ألواقعه في منطقة شارع زكي .

ذهبنا الي محل لوكايدس الشهير المتخصص في الكاربراتير وطلبنا بعض القطع لتلك السيارة فقام الخواجة لوكاييدس بنفسه وأعطانا القطع المطلوبة وقام بأعطانا عنوان ورشه خراطة في شارع متفرع من شارع طلعت حرب وأعطانا ما هو المطلوب من الخراط لتعديله في احد القطع لكي تصلح لهذا الموديل . وكان هذا الخراط هو أيضا الخواجة مانولي ولم يستغرق الامر اكثر من 30 دقيقة مابين المشوار و عمل التعديل . و اذكر جيدا ان هذه الخراطة كانت بجوار محل سرور لقطع غيار سيارات الاوبل ... فإثناء انتظارنا أمام ورشه ألخراطه تصادف وجود الحاج سرور صاحب المحل ببشرته السمراء وبشاشه أهل الجنوب ... وتعرف الوالد علي الحاج سرور وتصادف أنهم يعرفون صديق مشترك صاحب اكبر ورش لف مواتير الكهرباء في هذا الزمان بالقللي ولمجرد ان عرف سرور ووالدي ان لهم صديق مشترك الحاج ع .ز صاروا أصدقاء هم أيضا و كأنهم أصدقاء لسنين بل قام الحاج سرور بطلب الصديق وقال له فلان صديقك هنا ومعه ابنه جورج ... فحضر الحاج ع.ز وتحولت الصدفة إلي أجمل أمسية تمتعت فيها بسماع أمجاد الشباب لهؤلاء الأصدقاء. و لم يذكر الدين ولم يذكر أي شيء ينغص صفو هذا اللقاء الجميل بين الأصدقاء. من لم يستطعم طعم الحياة في مصر في تلك الحقبة من التاريخ لم يعرف ولن يعرف ما هو سبب خروج أفذاذ في كل مجالات العلم والحياة في هذه الفترة من عمر مصر.
لقد أخرجت لنا هذه الحقبة من التاريخ رجال ونساء لم تعرف مصر من أمثالهم أو مثالهن إلي يومنا هذا. لان الإنسان المصري كان معجون بالحب لأخيه الإنسان المصري. عاصرت من عظماء مصر ورايتهم وجها لوجه السيدة أم كلثوم ، الدكتور الحفناوي و الدكتور نجيب باشا محفوظ و الاديب نجيب محفوظ الحاصل علي جائزة نوبل ، الكاتب و المفكر ثروت أباظه ، عبد الحليم حافظ ، محمد الموجي ، فؤاد المهندس ، يوسف عوف ، وعبد المنعم أبراهيم ، أسماعيل ياسين ، سعد عبد الوهاب ، أحمد رمزي ، يوسف شاهين لممثل و المخرج ، عماد حمدي ، محمود المليجي ، شادية المغنية و الممثلة ، فاتن حمامه ، عمر الشريف ، حسن الامام ، زهرة العلا ، المشير أحمد إسماعيل علي ، وغيرهم وغيرهم يا الف خسارة عليكي يا مصر. لم اذكر رجال الدين لان أجرهم من السماء ولم اذكر رجال السياسة لان للأسف لم أعرف غير أنهم لصوص مصر الملقبين برجال الثورة. ولكن بدون شك فإنهم أفذاذ في الملوعة والكذب و السرقة فهم أساتذة بدون معلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا