الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزعة الظلامية

اياد حسن دايش

2020 / 3 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


)الظلامية اشد ضررا على المعرفة من ضرر الجهل ومن افة الأمية، لأن مجتمعا جاهلا هو مجتمع حيث الناس لا يعرفون، لكن مجتمع ظلاميا هو مجتمع حيث الناس فية يتوهمون بانهم يعرفون كل شيء او بانهم يمتلكون سر المعرفة .الجهل هو عدم المعرفة، أما الظلامية استحالتها( .يضع الكاتب سعيد ناشيد مجموعة من الخصائص عن (النزعة الظلامية) التي تخيم على اي مجتمع ،لتحوله الى مرتعا لكل الوان الجهل والتخلف والتطرف. ان مجتمع الظلامية هو مجتمع يحجر على السؤال، يستبدل كل سؤال مفتوح، بسؤال مغلق، ليبقى السؤال أو التساؤل محط شك وإتهام .ثمة ما هو اخطر من عدم المعرفة في مجتمع الظلامية،هو توهم المعرفة أي تغلغل الظلامية داخل المجتمع حيث الاعتقاد بإمتلاك المعرفة . الظلامية اشد خطرا وضررا على الحرية من الاستبداد ،لأن الاستبداد هو ان تراقب الدولة الناس وتتسلط على رقابهم، اما الظلامية أن يقوم الناس بالتسلط على رقاب بعضهم البعض، لأنهم يحسبون انفسهم في اقصى مظاهر الحرية .في مجتمع الاستبداد قليل من يخول لهم الحاكم الحق بالجريمة، اما المجتمع الظلامي، فأن اي أحدا هو مخول بواجب الجريمة المقدسة والاقتصاص من الاخر .الظلامية اشد ضررا على الاخلاق العامة من فساد الاخلاق، لان مجتمع فاسد لن يمنعه فساده أن يصبو نحو الاصلاح ،اما الظلامية تلف الفساد بلفافة النفاق عند الاقتضاء والتستسر عند الابتلاء .تحارب الظلامية العلم والمعرفة بدعوا الايمان الجاهز الذي هو أم من العلم ، تقتل الحرية الفردية لتترك مكانها العصاب الجماعي ،تقتل الاخلاق فلا تبقي سوى النفاق والتحايل .الظلامية افة اجتماعية تفتك بالمجتمعات وتقطعها الى اوصال .تقتل الظلامية روح الابداع والجمال داخل المجتمع، تحارب ايضا الحداثة بدعوا الغزو الثقافي. الوقوف امام قيم العقل ومبادئ الديمقراطية بدعوا التمسك بقيم الاسلاف .لطالما صمدت الظلامية اما قوة العقل وصرامة العلم لانها تطحن من يحاول اختراقها، وتنبذ من سعى لإحتوائها . تنتعش في اجواء المشاحنات والملاسنات حيث تزيدها عمرا كثرة المشاحنات والجدالات .تتحول رسالة التنوير من معركة مع خصوم نبلاء يحاورون ويتحاورون ،الى معركة ضد قطاع طرق فكرية ولصوص أدعياء للمعرفة والعلم .الظلامية كما يصفها ناشيد ليست موقفا سياسيا، لان الموقف السياسي يستدعي الارادة ويتطلب القدرة على الاختيار، اما داخل الظلاميات فاننا نتعلم شي وحد فقط، كيف لا نريد شي ولا نختار شيء وبذلك قادرين على فعل اي شي .الظلامية هي الحالة القصوى لإنتفاء القدرة على امتلاك الارادة ،وانحدار القوة على الاختيار وعدم القدرة على اتخاذ القرار .الظلامية حين تسكن في اي مجتمع تجعله مجتمع خاوي غير قابل للامتلاء إلا بالخرافات والجهل .الظلام والظلامية افة المجتمعات التي تريد ان تتخلص من كل مظاهر التيه والضياع والتخلف .ما نحتاجه الان معرفة كمشعل ديوجين ، ليعيد لهذه المجتمعات بريقها الذي سرق منها ونورها الذي أنطفئ.




ومضة :
نسمي عصور الظلام كذلك ، لا لأن النور لا يسطع فيها و لكن لأن الناس يرفضون رؤيته
جيمس ميتشنر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال