الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف زيدان الذي كُنت أمقتهُ

محمد أبوزيد محمد

2020 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت يومًا امقت زيدان، هذه حقيقة ربما يَغار عليه مئات الشباب من محبيه ومتابعيه الذي شاهدتهم ملتفون حوله بحب ويتناقشون وكأنهم مع اب او صديق وليس مع مفكر كبير ذاع صيته ارجاء المعمورة كما سمعت عنه وهذا مالفت انتباهي له لا شك، تلك الصورة التي ذكرتها اخيرا بأحدى محاضرات ساقية الصاوي “عام إعادة بناء المفاهيم” الذي دعاني إليها احدهم في عبارة نصيحة” في دكتور اسمه يوسف زيدان تابعه هيخرجك من اللي انت فيه ده!

تلك العبارة تعقيبًا مما استفزه من أمري آن ذاك، الأمر ربما يصعب ذكره ولكن للتجارب إفادة، في بداية عام ٢٠١٣ بعد انجراف تام وشغف مميت بالانجراف وراء تيارات الإسلام السياسي، لا أعلم مادعى ذلك الشغف بداخلى! ربما كان جهلا أو شعور بأني اريد لقب “شيخ” فالجهل يخلق في النفس نقص واللهث وراء مايراه الناس كمال ورجل الدين في مجتمعنا، يُعطا له قدرا وفير من الأحترام والتبجيل مرّ الوقت في تنقلي بين فروع ذاك التيار وهذا مرجعه لبيئة عملي بأختصار تناقلت سريعاً بين الدعوة والتبليغ، إلى السلفية ومن ثمَّ الإخوان تعاطفًا وليس إنتماء، ولم تطيق نفسي المكوث طويلا وهذا لايمنع التأثر بعض الشئ والتصلب والجمود، أصبحت امقت الجميع، ومن الطريف كان حلمي اعتلي المنبر وألتحق بمعهد إعداد الدعاه ولم يقتصر الأمر على ذلك فكنت اذهب وراء رجال هذا التيار محافظات، القصد اني مع اول محاضرة له كنت امقته فذلك الرجل كما سمعت عنه ضمن عناصر مؤامرة بروتوكولات حكماء صهيون.


عندما سمعته وكأنه سحر او ماء عذب أطفأ تلك النيران بداخلي حتى هدأت قليلا وإذا هدأ العقل اتضحت الرؤية أمامه وتفكر بشكل صحيح، المحاضرة هذه كانت عن المخطوطات وقد استطرد د. يوسف حديثه عن النصوص الاؤلى الكتاب المقدس والنص الثاني السنة والثالث العلماء والمفسرين وهنا اتضح الأمر امامي وبدأت أفكر واسترجع المشهد كله مما قرات في كتب السالفين مما اتبعتّ، وطرأ في ذهني الأمر الذي كان كمطرقة أحدثت نزيف بعقلي وقلت ” هل يعقل انا كل ذلك وهم فألتقيت بكتبه: دومات التدين واللاهوت العربي وعزازيل وغيره أما عن المرأة فألتقيت بظل الأفعى الأمر تغير تماما انقلب على عقبيه وبدأت اتبع أثره وذهبت وراءه في كل مكان.

معهد الدعوة تبدل حلمه بأني اللتحقت بجامعة القاهرة ” التعليم المفتوح” وقد حصلت في هذا العام درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، حلم الدعوة اصبح سراب وتبدّل بحلم آخر بأن أكون قاص وكاتب ، تبدلت تماما، فكرة الوصاية والحصول على اللقب تلاشت، حاولت أن انتهز اي فرصة لأصل إليه، التعامل المباشر معه كان له بعد آخر تحول من استاذ لي إلى اب وصديق فتعلمت منه، اني احاول ان اكون انسان، فذلك كفيل أن يشغلني بنفسي، تعلمت ان اكون انا، هكذا نصحني مباشرة، ورغم ذلك الحب أخشى أن اقترب منه ليس رهبة بل لهيبته ولكن إنسانيته وبساطته التي تنطوى بداخل تلك الهيبة والوقار، جعلته لي ابي هذه ليست مداهنة أو مجاملة لأكتسب بها شئ ما، فقد تعلمت منه أن الكلمات الصادقة تصل واعلم انها ستصل اليوم تذكرت المشهد الذي رأيته فيه مع الشباب الذي كانو ملتفون حول اب وصديق ومعلم، هذه المرة انا داخل الصورة وآخر حلم تبدل اني قد ذكرته في مناقشة لصديقي إحدى المرات وكنا نقول في صوت واحد سيأتي يوم ونسرد لأبنائنا اننا عشنا عصره بينما احلم انا واقول سيأتي يوم وأقول انا تلميذ يوسف زيدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟