الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الحجر (2) وجها لوجه

حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)

2020 / 3 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الاختلاف أو الصراع الذي أصبح موضوع اصطدام بين المجموعتين غيب التراتبية الاقتصادية بين المجموعتين، والتي هي أساس الحقد الاجتماعي عند الطبقتين، فالهامش يرفض الفوقي بسبب غناه والفوقي يكن حقدا اجتماعيا مضادا للهامش الذي لم يعد يستصيغ هذه الفوارق ولم يعتبرها حتمية أو طبيعية، إن الصراع لم يغير رقعته الجغرافية أيضا، كل واحد ظل في مكانه، في حيه، وفي أماكن تسويقه. لقد تحول المشكل، بعد الرهاب الذي حل بمن يعتبرون أنفسهم مالكين للحياة، وإن الآخرين يمثلون خطرا عليهم، إلى بعد ثقافي حول مفهوم الهيمنة وضرورة رضوخ الهامش لأوامره، مثل توجيه الأوامر لهم بإخلاء المكان، أو الامتثال للتعليمات الوقائية، ساد الإحساس عند الهامش أنهم لا يعنيهم الأمر، فهم لم يكونوا يوما، حسب تعبيرهم محل استشارة ولم يشعروا يوما أنهم معنيون لا بالسياسة ولا بالاقتصاد، فهم ليس لهم تقاعد، وليس لهم أجور ولا انخراط في الصحة، فكل المعارك الاجتماعية تدور خارج رحاهم، ولم يفهم الكثير لماذا يجب تغيير نمط عيشهم، هل لحماية أنفسهم أو لحماية الطبقة العليا التي ظلت في الوطن رغم أنفها. لم يعد الخلاف فقط حول تجوال أو مكوث بل امتد عند البعض بإحساس بالاضطهاد. خروج الدولة لتدبير الشأن العام وتدبير الدولة خفف من هذا العنف الذي أخذ في الانتشار على الشبكات الاجتماعية بين محث على الاحتراز وبين رافض لذلك. إن الاحتراز أخذ قوته الشرعية من شرعية الدولة. إلا أن إشكالية التوعية ظلت قائمة، فلم يتم صياغة الخطاب أو التوعية من الطبقات الهامشية وظل الأمر بعيدا ومستبعدا عنهم، من هنا تحل الطبقة الوسطى إن كانت الصغرى أو المتوسطة أو العليا مكان الوسيط في تمرير الخطاب، هذه الطبقة هي جسر وإن كان مكسورا بين الأعلى و الأسفل، اتخذ خطابا ولغة هما أقرب لواقع الهامش، فالرسائل الموجهة للرافضين للفيروس إنتاج من ثقافتهم، بألفاظهم و ألقابهم ، بكلمات تمس مشاعرهم، إن قوة هذه الطبقة في مخاطبة الهامش تكمن في كونها في كثير من الحالات جزء منه، الكثيرون من أفرادها عاش نقلة طبقية عبر الارتقاء الاجتماعي والمهني، هم لازالوا في علاقة جد قريبة بالهامش، الطبقات الشعبية، إن الكثير منهم ولج المعرفة ولكن لم تبعدهم أو تخلق قطيعة مع أوساطهم ولو بوتيرة متباعدة أو وثيقة الصلة، لم تخلق لهم قطيعة جذرية أو الإحساس بالانتماء إلى الأعلى، فهم في انتمائهم الاجتماعي أقرب إلى الطبقات الشعبية السفلية. كذلك الإحساس بانتماء لهؤلاء جعل خطابهم مقبولا وربما ذا مصداقية أكثر لديهم، إن أخذوا به أو لم يأخذوا. يكفي تصفح الكثير من الصفحات لإدراك قرب الخطاب من الهامش. زيادة على ذلك، فالطبقة المتوسطة الصغيرة لازالت على ارتباط أكثر بالهامش. إنها تعيش نفس المشاكل المادية لطبقات الهامش ولها ارتباط اجتماعي وعاطفي معها، من هنا يكون خطاب الطبقة المتوسطة أنجع في التحسيس. هذا لا يعني أنها لا تمارس قوة فكرية داخل أوساطها ولكن خطابها لا يحمل مفهوم السلطة المتسلطة، النافية لوجود وتواجد طبقات الهامش، بل تحمل كثير من التعاطف معها في وقت الأزمة، وإن كانت تظهر بعكس ذلك. يبقى السؤال ما الذي سيقدم لهؤلاء في فترة ما بعد الانضباط، هذا سؤال تعمل الدولة للإجابة عنه في إطار تدبيرها لأزمة جائحة كورونا......
من الأكيد أننا كلنا في ثقافة الاستهلاك اليومي بكل أنواعه ولم نقف يوما لنسائل أنفسنا من نحن؟ من هو الآخر؟ ما الذي نحبه وما الذي نريده؟ علينا أن ندرك أننا في موقف العجز حتى في تدبير حياتنا. سؤال يفرض نفسه علينا للخروج من دائرة الحاجيات البدائية، أي الأكل والشرب والسكن والجنس، قد نرتقي!!! ربما؟
السلام للجميع،......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج