الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الإلكتروني واستغلال الأزمات

عمار يحيى

2020 / 3 / 29
التربية والتعليم والبحث العلمي


نبذة تاريخية
قبل أن نتوسع داخل موضوع هذا المقال، سوف نعرض مختصرا تاريخيا عن بدايات التعليم الإلكتروني كخطوة أولى في محاولة لتوضيح قدم هذا النوع من التعليم ومدى تأخرنا في تطبيقه. فبالرغم من أن هناك محاولات كثيرة أجريت تندرج تحت مصطلح التعليم الإلكتروني كما في جامعة اوهايو عندما قام البروفيسور باختراع جهاز "المعلم الآلي" عام 1924، وأخرى من قبل البروفيسور سكينر في جامعة هارفارد عندما اخترع "ماكنة التعليم" عام 1954 . إلا أن مصطلح “التعليم الإلكتروني” ظهر لأول مرة في اوكتوبر عام 1999م خلال ندوة عن "التعليم بالاعتماد على الحاسوب" في لوس انجلوس . ليشمل هذا المصطلح الجديد كل الطرق التي يتم استخدامها للتعليم عن طريق الآلة. كل الدلائل التاريخية تظهر بأن التعليم الإلكتروني بمختلف مسمياته وطرقه بدأ للأسباب نفسها وهي: السرعة في نقل المعلومة وانتشارها على مدى أوسع، تنوع المصادر الأساسية والثانوية، الدقة وتجنب الأخطاء، منح الفرصة لأكبر قدر ممكن من طلاب العلم، التواصل المستمر بين المعلم والمتعلم، وكل هذه الأهداف تؤدي إلى الهدف الأهم وهو اختصار الوقت.
والآن، بالرغم من اعتراض الكثير من المختصين على انتهاج مبدأ التعليم الإلكتروني في العراق خلال فترة حظر التجوال والحجر الصحي الجزئي في بعض مناطق العراق بسبب فايروس كورونا، بل ومراهنة البعض منهم على فشله عازين السبب في رأيهم إلى عدم توافر الإمكانيات اللازمة، وهو رأي نتفق عليه جميعا، إلا أننا هنا يجب أن نتساءل عن الأسباب التي تؤدي إلى عدم جهوزية الوزارات التعليمية لتوفير بيئة ملائمة للتعليم الإلكتروني؟ سيكون الجواب واضحا: عدم ظهور الحاجة الملحة. إن استغلال الأزمات في تطوير جوانب الحياة مبدأ مهم من مبادىء التطوير الشامل، وهذا ما تحتاجه بالضبط دول العالم الثالث. والاقتراح هنا ينص على تشجيع الهيئات التعليمية على أخذ مبادرة الوزارات التعليمية مأخذا جادا والبدء فوراً بإقامة الندوات التعليمية عبر الإنترنت باستغلال المبادرات العالمية التي تقدمها شركات العالم الكبرى مجانا مثل Google التي تقدم منصة class room والمنصة العالمية Edmodo التي توفر منصات تواصل وتعاون وتدريب للمدارس والمدرسين، حيث قامتا بعرض خدماتهما مجانا للعالم خلال هذه الفترة. بالتأكيد لا أحد يتوقع نجاح منهج التعليم الإلكتروني بشكل كامل، إلا أنها فرصة جيدة بالتأكيد للبدء بدلا من الانتظار وخسارة الوقت اللذان سيؤديان بالتأكيد إلى تأخر التعليم أكثر في العراق.
المصاعب والعراقيل
نتفق مع المعترضين بأن هناك الكثير من المصاعب والعراقيل التي قد تعيق الاستمرار بتطبيق هذا المنهج، والتي يمكن تلخيص أهمها بـ:
1. عدم توفر الانترنت لبعض للطلاب والتدريسيين
2. ضعف الشبكة
3. عدم توفر الأجهزة اللازمة لدى الأفراد
4. انقطاعات الكهرباء المجدولة
5. عدم وجود الوعي اللازم بأهمية هذا المنهج.


الحلول المقترحة
بدلا من عرض والأخذ بهذه المشاكل والعراقيل والتوقف عند هذا الحد، من الممكن طرح البدائل والحلول الممكنة لتطبيق هذا المنهج والذي سينعكس إيجابا على العملية التعليمية عامة واستمرارها ولو بشكل ضئيل بدلا من التوقف الكامل، وتوفير البيئة المناسبة لاستخدام التعليم الإلكتروني مستقبلا بعد انتهاء الأزمة. ومن ضمن العلاجات الموجودة أصلا والحلول المقترحة:
1. التنسيق بين الحكومة وشركات الاتصالات لتوفير خدمة الإنترنت مجانا فقط للوصول إلى المواقع التي سيتم من خلالها تطبيق العملية. وهذا ما تعمل عليه حاليا وزارة التربية في إقليم كوردستان بالتنسيق مع إحدى الشركات المحلية.
2. قامت معظم الشركات العاملة في العراق بزيادة سعات الانترنت المقدمة خلال هذه الفترة، كما أنها تستطيع التركيز على بعض المواقع الإلكترونية دونا عن غيرها. وهي فرصة جديرة بالاستغلال.
3. بالتأكيد، لا يمتلك جميع الطلاب بل وحتى التدرسيين حواسيب شخصية، لكن الجميع يمتلك جهازا ذكيا واحدا على الأقل في المنزل، ولهذا، على الوزارات التعليمية العمل على توفير منصات خاصة بأجهزة الجوال.
4. لا تحتاج أجهزة الاتصال الذكية إلى استمرارية الكهرباء نظرا لاحتواء معظمها على بطاريات ذات عمر طويل، ولكن بالرغم من هذا، وتجنبا لمشاكل تتعلق بالوقت الطويل للمحاضرات، فإن الحكومات المحلية تستطيع التنسيق مع اصحاب المولدات الخاصة ودوائر الكهرباء الحكومية لتوفير الكهرباء خلال الأوقات التي ستعينها الهيئات التدريسية في المنطقة للدراسة عبر الانترنت. ومع هذا، يجب ملاحظة أن الكهرباء تتحسن خلال الفترة الربيعية، وهي فرصة أخرى يجب استغلالها.
5. إقامة حملات توعية عن أهمية التعليم الإلكتروني وفوائده من خلال مواقع الهيئات التعليمية وعبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز.
الفوائد
1. استمرار العملية التعليمية بدلا من توقفها لوقت غير معلوم
2. البدء بمنهج التعليم الإلكتروني كمنهج متقدم للتعليم
3. إعطاء فرصة جدية وإجبارية للطلاب للبدء بتعلم مهارات الحاسوب واستخدام الشبكة العنكبوتية
4. تطوير البنية التحتية للهيئات التعليمية وتوفير المستلزمات الضرورية حتى ولو بشكل بطيء.
5. وضع الطلاب على الطريق الصحيح لاستخدام الشبكة العنكبوتية بطريقة إيجابية والتعرف على المواقع التعليمية العالمية المفيدة التي تعرض الكثير منها دروسا مجانية
6. تهيئة الطلاب والمدرسين على حد سواء للتمرن على استخدام التكنولوجيا المعاصرة ومواكبة التطور الكبير الحاصل عالميا في التعليم.
ومن الجدير بالذكر أيضا بأنه يمكن أن يُطبق التعليم الإلكتروني بشكل جزئي وبخطوات حتى ولو كانت بطيئة، إلا أنها ستكون فرصة لإدراجه مستقبلا كجزء أساسي على لائحة الدروس التقليدية المقامة الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج