الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قياس المسجد على الكنيسة

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلُّ الذين يدَّعونَ القدرة على مواجهة توسع و إرهاب الديانة المحمدية بالمفاهيم الإنسانية و العلمانية المُسالِمة و مبادئ حقوق الإنسان .... واهمون .... واهمون ....
واهمون ...

و يبنون أوهامهم على قياسٍ فاسدٍ .... و هو [[ قياسُ المعبد المحمدي (المسجد) على المعبد المسيحي (الكنيسة) ]] !

يقيسون المسجد على الكنيسة إذ يدَّعون بأننا نستطيع إزاحة المسجد عن ساحة المشهد الحضاري في الشرق الأوسط بنفس الطريقة التي استطاع من خلالها المتنور الأوروبي إزاحة الكنيسة عن المشهد الحضاري هناك في أوروبا ....

فمبادئ الثورة العلمية و حقوق الإنسان ستجتاح العالم المحمدي كما اجتاحت العالم المسيحي مع بدايات العصر الحديث ... و انتشار هذه المبادئ كفيل بإزاحة ثقافة المعبد المحمدي ( المسجد ) عن مسرح الحركة الثقافية في الشرق الأوسط ...

و أقول لهم : هذا غير صحيح .... ! بل قياسٌ فاسد ... و نُسمِّيهِ في المضمار الفلسفي من نظرية المعرفة بال ( قياس مع الفارق ) ...

فلا يجوز قياس المسجد على الكنيسة و لا تاريخ المسجد على تاريخ الكنيسة ، و ذلك لعدم اتحاد العلة في المسجد و الكنيسة ... فمن شروط صحة القياس اتحاد العلة في المَقِيس و المَقِيس عليه ... و هذا غير موجود في قياس المسجد على الكنيسة ، و ذلك {{ لأن :

1) للمسجد مخالبَ و أنياباً أقوى بكثير من تلك التي تمتلكها الكنيسة ... بل قد عاشت الكنيسة لقرون مسالمة بلا أنياب !

2) كما يمتلك المسجد قدرة فائقة على التلون و تغيير السلوك بشكل حربائي نفاقي ماكر ، و ذلك بناء على تغير ظروف و معطيات الظرف المحيط ... بينما امتلكت الكنيسة شخصية ثابتة مسالمة في معظم ظروف التاريخ المسيحي.

3) للمسجد أدوات و آليات خاصة لا تمتلكها الكنيسة بحيث تجعله نظاماً دائم التوسعية بشكل انفجاري غير قابل للهدوء ، فسلوكياته مبنية على أساسيات شخصية مزدوجة متناسبة مع ظروف السلم و الحرب و القوة و الضعف ( الدعوة _ و الإرهاب) و ذلك كله على سبيل الأصالة و البنية التكوينية و التجذر .... }} ....

و ألف خط و خط تحت هذه العبارة !

فالمسجد كائن دائم التوسع بشكل انفجاري ... توسَّعَ و يَتوسَّعُ و يُصرُّ على الاستمرار في التوسع بشتى الطرق الأخلاقية و اللاأخلاقية ...

فهو كائن إرهابي اندفاعي ، مُسيَّجٌ بقوانين و سلوكيات مرعبة ، كحدِّ الردة و جهاد الطلب و عقيدة الولاء و البراء و غيرها من الأنظمة التشريعية المحمدية الشمودوغمائية .... ( راجع مقالتي عن الشمودوغمائية في مجلة الملحدين العرب و الحوار المتمدن ) ...

كما أنه مريض بالفوقية و الازدرائية ... يحتقر و يزدري جميع ديانات و عقائد الكوكب غير المحمدية ، و لا يكتفي بالازدراء السلبي و إنما يمارس الازدراء الإيجابي ، كإقصاء الأفكار الأخرى بشكل متطرف مباغت و عنيف ! بل يدعو علناً و صراحةً إلى وجوب استئصال كل العقائد البشرية اللامحمدية على المدى البعيد ، فهو لا يعترف بأي منظومة فكرية قدمتها البشرية ، باستثناء اعترافه بالديانتين المسيحية و اليهودية على مضض و تحت مسمى أهل الذمة ؛ أي على أن تكونا ذليلتين بصغار و هوان تحت إمرة حذائه مع انصياع تام له ( عن يد و هم صاغرون ) !!! و لا بد من الإشارة إلى أن هذا الاعتراف إنما بشكل مؤقت أيضاً !! فهو و في نفس الوقت الذي يمد خلاله يد الاعتراف و المسالمة لأتباع هاتين الديانتين ظاهراً ، نجده يمارس عملية خبيثة من التطهير العقائدي الممنهج ضدهما من خلال الإكراه المباشر تارة و غير المباشر ( المعنوي ) تارة أخرى على اعتناق المحمدية و ذلك بحسب الظرف و من خلال عدة طرق سأتطرق لها في مقالة أخرى.

كما و ينظرُ المسجد إلى معتنقي الديانات و الأفكار الأخرى كالبوذية و المانوية و الزردشتية و غيرها بدُونِيَّةِ الحيوانات ( أحفاد القردة و الخنازير ) ...

أما الملاحدة و اللادينيين و العلمانيين فهم النجس بعينه ... و يجب قتلهم و إبادتهم !

و من وسائل توسُّعِيَّة المسجد الانفجارية المستمرة ، امتلاكَهُ لسلاحٍ فتاك ألا و هو التقية : أي النفاق و التلون بالوجهين ...

آ_ وجهٌ دعويٌّ تبشيري مسالم يُستخدم في حالة ضعف المحمديين و انكسار شوكتهم عسكرياً ...

ففي هذه الحالة يتم تأويل نصوص الجهاد و تعطيلها و إخفائها تحت الطاولة ، و إبراز نصوص المودة و المسالمة المنسوبة لمحمد و التي يغري ظاهرها بالدعوة للتسامح و التعايش و المساواة بين البشر !

و هنا و في هذه الظروف من الضعف و التقهقر العسكري المحمدي ، يَسخدمُ المسجد سلاح التضليل و الدجل اللفظي ( الدعوة إلى الله ) ؛ أي الدعوة إلى تصديق أكاذيب و خرافات محمد اللامنطقية ... فينطلق الدعاة المحمديون من المساجد لينتشروا بين البشر فيتصيَّدوا الحمقى و المغفلين و المعاقين منطقياً و المتخلفين ثقافياً من خلال بث الأكاذيب و الأباطيل و اللعب على وتر العاطفة الجياشة و خرافات التصوف و الروحانيات و بعص المثاليات التي سرقها من الأديان و العقائد الأخرى ليلمع صورته ... و بذلك تضمن له هذه الاستراتيجية التبشيرية التوسع في حالات ضعف المحمديين ...

و هو ما أسميه 《 استراتيجية التمدد القائم على التضليل المحمدي في حالات الضعف ... 》

ب _ أما الوجه الآخر للمسجد فهو وجهٌ جهاديٌّ عنفي ... حيث يُكشِّر المسجد عن أنيابه و سكاكينه و أحزمته الناسفة فور تمكُّنِ المحمديين من التحكم بأتباع الأفكار الأخرى و الانتصار عليهم عسكرياً أو سياسياً ... فإذا ما سيطر المسجد على مساحةٍ جغرافية معينة ، و كانت كلمة محمد _ الذي يختبئ وراء شخصية الله _ هي العليا ، خرج المحمديون من المسجد يذلون رب العباد و يستعبدونهم و يدوسون كراماتهم فيخيرونهم بين الموت أو الانضمام إلى عصابة و عقيدة المسجد !

و هنا و لاستثمار ظرف تفوق المحمديين عسكرياً و لتحقيق الهدف التوسعي للمسجد ، يتم إعادة تفعيل نصوص و سجعيّات القرآن التي تحض على الجهاد و الذبح و التفجير و قطع الرقاب ، حيث يتم استخراج هذه النصوص من تحت ركام كتب الدروشة و التصوف و الروحانيات التي ينتهي دورها مع بداية مرحلة القوة ... إذ يعود خالد بن الوليد و علي بن أبي طالب و القعقاع و عقبة بن نافع و سيد قطب و أسامة بن لادن و الخميني إلى واجهة المشهد المحمدي ، فيُزال الغبار عن جميع النصوص الإجرامية الجهادية و يعاد استخدامها كمبررات للتوسع العسكري المحمدي الإرهابي ( ترهبون به عدو الله و عدوكم ).

و هو ما أسميه :

《 استراتيجية التمدد القائم على الإرهاب المحمدي في حالة القوة ... 》

و بذلك تضمن هذه المزدوجة النفاقية للمسجد التكيف مع شتى الظروف السياسية و العسكرية ، و من ثم التصاق المسجد و ثباته في المناطق التي يخترقها لوجستياً و ديموغرافياً و ثقافياً ... و هنا نجد أن المسجد كائن مخاطي لزج يلتصق في كل أرض يدخل إليها !

فإذا توسَّع المحمديون عسكرياً ... تقدم مسجدهم ممارساً عملية التغيير الديموغرافي للمناطق الجديدة بشكل صريح و ببراعة و انتظام رهيبين و من ثم التصق كالمخاط ... و بذلك تنتعش عملية المَحْمَدَة ( أو ما يسمونه الأسلمة )؛ أي نشر العقيدة المحمدية في المجتمعات الجديدة التي انضوت تحت حكم المحمديين ...

و إذا تقهقر المحمديون عسكرياً أخفى المسجد أسلحته و لعب دور الموالي للحاكم الجديد مهما كانت ديانته ليحافظ على وجوده ( التصق مرة أخرى ! ) ، ثم ليتسلل و ينشر دعاته بين الناس بندوء و خبث بغية الاستمرار في التوسع الديموغرافي بطريقة سلمية !

فالمسجد حَمّالُ أوجهٍ ... فتارة يكون تكية للدراويش المسالمين ... و هنا يتسلل و يحصل على رخصة الانتشار و التمدد في حالات السلم و انكسار شوكة المحمديين ... و تارة يتحول إلى بؤرة يجتمع فيها الإرهابيون للتخطيط لعمليات الغزو و التفجير و تطبيق الوجه الحقيقي لتعاليم محمد العنيفة.

أما الكنيسة فلم تكن تتمتع بأي صفة من هذه الصفات السابقة إلى أن جاء عصر الكشوفات و طرأ التغيير الكبير على منهجية الكنيسة كما سأوضح فيما يلي.

و بالعودة إلى صفات المسجد مرة أخرى نجد أنه كائن يقحم نفسه في حياة جميع الناس و في كل الظروف و الأحوال ... فها هي أصوات التكبيرات الصادرة يومياً من المساجد خير دليل على عدم احترامه للتعددية و عدم قبوله لوجود لون آخر معه .... ! فأصوات التكبيرات الصادرة من المسجد ( تلعلع ) و تصرخ يومياً عدة مرات و على مسافة من مئات الأمتار المربعة رغماً عن أنف كل إنسان يعيش ضمن تلك الحدود ، و ذلك حتى لو كان غير مقتنع بسخافات و أكاذيب محمد .... !

فالمسجد كائن يصر على تسميعنا قاذوراته الفكرية الرجعية و بالتفصيل ( أشهد ... أن ... محمداً ... رسول ... الله ) حتى في أوقات النوم و الراحة و المرض و التعب ... فهو يريد زرع أكاذيبه في عقلنا الباطن و وعينا الجمعي رغماً عن أنوفنا و ذلك عن طريق تكرار الكذب على مسامعنا :
( أشهد أن محمداً رسول الله )!
( أشهد أن محمداً رسول الله )!
( أشهد أن محمداً رسول الله )! ....

في حين أن جرس الكنيسة يدق بخجل دون الإفصاح عن فحوى العقيدة ! فهي كائن خجول مقارنة مع وقاحة المسجد.

و من هنا نجد أن المسجد _ كما صممهُ القرشيون _ كائن نفاقي متلون ، لزق ، مخاطي ، نزق ، لزج ، التِصاقِي ، حربائي ، متلون ، دموي ، حاد ، مرتفع الصوت ، بلا ذوق ، و لا مراعاة لشعور الآخرين ، دائم التوسع ، لا يعترف بالآخر ، يثير النعرات الطائفية ، له سكاكين و أسلحة مهولة عندما يجد الجد ... كما أنه يغير سياسته و تعاليمه بتغير الظروف المحيطة و يتلون بلون الوسط المحيط كالحرباء ... كما أنه مركز لغسيل الأموال و تمويل الإرهاب المحمدي حول العالم.

و هو كائن حشري بامتياز ... إذ يحشر أنفه في تفاصيل تفاصيل حياة المحمدي ... فيقرر له كيف و متى ينام و يستيقظ ، و كيف يفكر و كيف يأكل و كيف يستنجي و كيف يتغوط و كيف ينكح و كيف يغتسل و أي فردة حذاء يلبس أولاً و و و ...

كما و يرسم أدق التفاصيل المملة و التافهة لحياة الإنسان المحمدي و غير المحمدي الذي قاده حظه العاثر للعيش ضمن المنطقة الجغرافية التي تسيطر عليها الدولة المحمدية.

أما الكنيسة فبالرغم من سيِّآتِها و خرافيّة تعاليمها و شرور باباواتها و محاكم تفتيشها عبر التاريخ ، إلَّا أَنها كائنٌ الأصل فيه عدم التدخل في تفاصيل حياة المسيحي كما أنها لا تتدخل أبداً في حياة غير المسيحي الذي يعيش في كنف الدولة المسيحية ... فهي أنها كائن منكمش على ذاته لا يمتلك استراتيجية توسع حربائية خبيثة مستمرة الانفجار.

فالكنيسة تبدأ بالمحبة و السلام ... فإذا ما فقدَت الكنيسة أرضاً من أراضيها أو اعتُدي عليها تحولت إلى كائن عنيف دفاعياً فقط ... كالحملات الصليبية التي اضطرت الكنيسة إلى إطلاقها بعد سقوط إقليم سوريا المسيحي و العاصمة الدينية للمسيحيين ( أورشليم ) ....

و من يطَّلع عن كثب على تاريخ أوروبا المسيحية يلاحظ مدى الجهد الذي كان يبذله البابا لتحريض الناس على القتال دفاعاً عن مقدسات المسيحية في سوريا و فلسطين و شمال إفريقيا ، و مع ذلك فشل البابا و فشلت حملاته الصليبية أمام خباثة و إجرام المسجد ، و سقطت سوريا مهد المسيحية و أرض المسيح بيد المحمديين إلى الأبد ... و ذلك طبيعي لأن الأصل في الكنيسة أنها كائن مسالم و من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ، و الذي ساعد على الانهزامية المسيحية إزاء الشراسة المحمدية هو عدم وجود دعوات صريحة للقتال في الإنجيل ! لذلك اعتمد البابوات في التحريض الديني على نصوص العهد القديم لخلق أنياب للكنيسة و بالتالي تجييش الناس ضد المحمديين ... و السبب المباشر وراء الاعتماد على العهد القديم هو خلو الأناجيل الأربعة من أي دعوة صريحة واضحة مباشرة للهجوم أو العنف.

فالكنيسة كائن خجول غالباً ، يدعو للمحبة و السلام بشكل حقيقي لا نفاقي ... لا يفرض نفسه على الجميع و لا يمارس الحشرية الفقهية التي تهندس تفاصيل السلوكيات ... أما في مجال العنف ، فلم تمارس الكنيسة العنف قبل عصر الكشوف الجغرافية إلا دفاعاً عن حوزة المسيحية في أوروبا كما أسلفت للتو ...

و هكذا استمرت الكنيسة في طبيعتها السلمية الانكماشية في أوروبا إلى أن استفاق المسيحيون مع بداية عصر الكشوف الجغرافية فلاحظوا أن المحمديين قد احتلوا معظم الكوكب بسبب الطبيعة المثنوية النفاقية للمسجد ( جهاد وقت التمكن العسكري _ دعوة وقت الضعف ) و التي أوصلهتم إلى تخوم الصين .... فأدرك المسيحيون مدى سذاجتهم و ضعف كنيستهم و نزول مؤشر ديانتهم على مقياس الانتشارية التوسعية .... فنظروا إلى الخريطة فإذا بالمسيحية و قد انحشرت في غرب أوروبا و شمال روسيا فقط ... في حين تتربع المحمدية على معظم مساحات قارات العالم القديم و تقاتل على أبواب فيينا ! فشعر المسيحيون بالغيرة من المحمديين و قاموا بإعادة طبخ و تدجين الكنيسة المسيحية لتركيب طقم من الأنياب لها ، فجعلوا منها نسختين ....

النسخة الأولى جهادية توسعية ، حيث قاموا بتهجين المسيحية المتطرفة مع أحكام الجهاد في المحمدية المتطرفة ... فاخترعوا نوعاً من المسيحية الهجومية و ذلك لتطبيقها خارج حدود أوروبا و توظيفها في خدمة الاستعمار .... و من خلال هذه المسيحية المعدلة هجومياً انطلقوا ينشرون المسيحية بالسيف في قارات العالم الجديد على غرار ما فعله المحمديون قبلهم .... !

أما النسخة الثانية فمسيحية مسالمة و مُطعّمة بالمبادئ العلمانية المتوافقة مع حقوق الإنسان ، حيث قاموا بإعداد هذه النسخة لتكون جاهزة للتطبيق في الداخل الأوروبي ، مستغلين مرونة الكنيسة و عمومية تعاليمها و لطفها و عدم تحشرها في تفاصيل حياة المسيحي.

و بهذه الطريقة حققت المسيحية انتشاراً مذهلاً حول العالم لا سيما في العالم الجديد.

النتيجة :

مما سبق أستنتج بوضوح أنه لا يُقاس أصل المسجد على أصل الكنيسة قبل تعديلها أبداً أبداً ... فالمسجد عنيف توسعي شرير صلب ثابت الشخصية ، دموي بمنتهى الصراحة و الوقاحة ، و يشهد بذلك أوضح نصوص القرآن و السنة ... ( ترهبون به عدو الله و عدوكم ...) ( اقتلوهم ) ( جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم ) ... سجعية الجزية ... سجعية السيف ... الخ

أما المسيحية فلا تزال ديانة سلبية مسالمة من حيث الجوهر و النصوص ، لذلك تقوم المؤسسات الكنسية بإقحام النزعة العنفية فيها بشكل مقصود لخدمة الظرف السياسي ....

و لهذه الفوارق و غيرها بين المسجد و الكنيسة لن نستطيع سلوك طريق التنوير الذي سلكه أحرار أوروبا في نهاية عصور الظلام ... لأنهم تعاملوا مع النسخة القديمة من المسيحية قبل تلك المعدّلة ( أي قبل تركيب طقم الأنياب للكنيسة ) .... و بالتالي أمامنا قرون بل ألفيات متطاولة من حروب تكسير العظام مع برابرة محمد من آكلي لحوم البشر ، أعداء الحضارة و الإنسان ...

فيا أيها التنويريون ... #الحق_الحق_أقول_لكم ....

لن يسمح لكم المحمديون بخلق مجتمعات مدنية متحضرة ...

و سأكررها على مسامعكم ... :

لن يسمح لكم المحمديون بخلق مجتمعات مدنية متحضرة مهما بذلتم من جهود في سبيل ذلك ...

و حتى لو حالفكم الحظ و استطعتم بمعجزة ما ، تأسيس نواة مجتمع علماني ، فسيتسلل عندها المحمديون عبر ثغرات المبادئ العلمانية المتسامحة لقلب نظام الحكم من مدني علماني إلى ثيوقراطي محمدي .... ليتوسع المسجد من جديد على جثة العلمانية !!

يقول المحمدي حتى النخاع أسامة بن لادن :

" لو طبق الإمام الحاكم 99% من الشريعة المحمدية و أهمل 1% لكفر بما أنزل على محمد و لوجب خلعه و مبايعة إمام يطبق الشريعة بحذافيرها ) .... و هذا الكلام ليس من بنات أفكار الإرهابي بن لادن بل هو حكم فقهي مجمع عليه في شتى مذاهب الديانة المحمدية حتى تلك الشيعية منها ....

فيجب على العالم و لا سيما الغرب المتحضر _ اليوم قبل الغد _ أن يتوقف عن منح المحمديين المتدينين امتيازات التمتع بظلال العلمانية و حمايتها ....

و لو استمرت أوروبا في انتهاج سياسة التسامح مع المحمديين المتدينين فسيصبح الأوروبي بعد فترة وجيزة ذليلاً تحت حذاء غالبية من وحوش محمد الذين سيكونون قد اجتاحوا أوروبا براً و بحراً و جواً.

و لهذا أرى أنه من الواجب أن يختلف سلوك التنويري الذي يتصدى للمسجد في الشرق الأوسط عن سلوك التنويري الذين قام بالتصدي للكنيسة في نهايات العصور الوسطى في أوروبا !

فلا بد من شمولية تنويرية علمانية من حديد ، تقف في وجه شومودوغمائية الديانة المحمدية التي أحرقت الشرق الأوسط و ابتلعته ...

فالشمودوغمائية لا تزال إلا بشمودوغمائية نقيضة ... فلا يفل الحديد إلا الحديد .... و العين على عبقرية تصميمها لا تقاوم المخرز ... !

فهل يا ترى يكمن الحل بأن يتم غسل المنطقة المحمدية بعصور من اليسار المتطرف الشمودوغمائي الذي سيمحو اليمين المحمدي المتطرف لتعود التربة في الشرق الأوسط صالحة لبذور العلمانية التعددية و النهضة الجديدة ؟

أخشى أن يكون هذا هو الحل الوحيد ، لأنه و مع وجود المسجد باستراتيجياته الانتشارية ستفشل أي عملية ديموقراطية أو علمانية لأنه ببساطة و كما أسلفت لا يمكن قياس المسجد على الكنيسة.

#راوند_دلعو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال صادم جدا
ماجدة منصور ( 2020 / 3 / 29 - 11:14 )
لكنه حقيقي أيضا!!!0
أخشى أن يكون الحل هو صدامات طاحنة!!!0
ففي عصر العولمة....قد جرى عولمة التطرف الديني أيضا 0
كلمة حق لا بد لي من قولها: الدين الإسلامي قد اصبح مشكلة عالمية..فمنذ إسبوعين كنت أتسوق في مول كبير و فجأة إنبثقت أمامنا إمرأة متنقبة مع زوجها و تمسك بيد طفلتها -على ما يبدو- و الطفلة محجبة لا يتجاوز عمرها الست سنوات....صدقني..رأيت أناس قد تركوا مشترياتهم في عربات التسوق و غادروا المول0
الإسلام مصيبة كبرى على البشرية ففيه كل الصفات التي ذكرتها...و لهذا أرى-من وجهة نظري المتواضعة- على إجبار حكام المنطقة العربية على ( إعتناق) العلمانية غصبا عنهم....فلا حل لهم إلا ( بإجبارهم ) على فصل الدين عن الدولة لحين تقليم مخالب الدين كي تتناسب مع المعايير العالمية لحقوق الإنسان0
احترامي لك


2 - الدولة تستطيع ذلك
ايدن حسين ( 2020 / 3 / 29 - 12:15 )
الافراد لن يستطيعوا شيئا
الدولة تقدر
و محمد بن سلمان خير مثال على ذلك
فهو يريد ان يزيح الملالي شيئا فشيئا عن الساحة
لو كان هناك من يضرب على افواه الحويني و محمد حسان و الشعراوي و القرضاوي اشباههم من البداية .. لما وصل الحال الى ما نحن الان فيه
و احترامي
..


3 - لايوكد شئ جاهل ومتوحش في العالم منذ14قرنا كلاسلام
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 3 / 29 - 20:17 )
انظروا مايجري في العراق-البلد الذي كنا نتبجح بحضارة اهله وثوريتهم-يخرج جماهير متظاهرين تحت شعار اجهل من الحيواني -نتحدى كورونا لان الامام الكاظم معنا وتقف جماهير اخرى ضد دفن ضحايا كورونا لانهم يعتبرون هؤلاء الموتى بسبب غضب رباني ووزير الصحه يضطر امناشدة المرجعية الدينيه لايجاد حل لدفن الموتى -وكل هذه البشاعات تجري بفعل الاسلام عدو الانسان والشعوب كم هي بشعة هذه الحاله