الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث المسرحي بين الضرورة والاحتمال

أبو الحسن سلام

2020 / 4 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كثيرا ما تغيب بعض الضرورات عن طالب البحث الأكاديمي وعن أحد أساتذة لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة بالمنج أو بعدم المنح أو تعليقه قيد تصويبات رأتها لجنة المناقشة في فرع التخصص العلمي ؛ سواء في المسرح أوفي غير المسرح من الأبحاث والأطروحات الأكاديمية موضوع المناقشة والحكم .
وسهو الباحث عن الالتزام بتلك الضرورة مناط مراجعة؛ الأستاذ المشرف علي البخث ؛ فإن غفل المشرف الأكاديمي عن توجيه الباحث إلي الوفاء بذلك ؛ فوقع السهو في حجر أحد الأساتذة في لجنة المناقشة فالواجب العلمي يدفعه إلي لفت إنتباه الباخث إلي غياب مراعاته لتلك الضرورة ؛ وهنا يكون علي الطالب الباحث تدوين تلك الملاحظة المنهجية – في فترة السماح المتاحة أمامه لائحيا لتغديل وضبط ملاحظات لجنة الإشراف قبل إعتماد منح الدرجة العلمية المقررة ( دبلوم أو ماجستير أو دكتوراه )
أما إذا وقعت حالة السهو أو القصد عن التزام الضرورة المنهجية من أحد الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة والمنح في مساءلة الطالب الباحث ؛ فمن حق الأستاذ المشرف علي البحث التنبيه إلي ذلك في تعقيبه الأخير في نهاية المناقشة – قبل إختلاء اللجنة للمداولة والاتفاق علي منح الدرجة العلمية قبيل إعلانها علي الطالب والحاضرين للمناقشة .
لكن ماهي الضرورة المنهجية ، وما سبب طرح هذه القضية الآن ؟!
مع أن هذه القضية شديدة الخصوصية ؛ إذ هي مقصورة علي محيط أساتذة البحث الأكاديمي و طلابه في مجال فنون المسرح وعلوم ضبط مسيررات أدائها رعاية لسلامة أسس بنائها وحضا علية نماء أساليبها ونجديد نبضات إيقاعها تفاعلا مع إيقاع العصر ؛ إلا إتساع دوائر الدراسات المسرحية في الجامعات المصرية والعربية ، وزيادة إقبال طلاب البحث المسرحي في مصر وفي بعض البلاد العربية مثل ( الكويت – تونس – المغرب – العراق – الجزائر – ليبيا- االأردن – الإمارات - السعودية - السودان وليبيا ) والعبء الواقع علي أساتذة المسرح في ا عشر السنوات الماضية ودورهم في تمليك طلاب البحث المسرحي العربي آليات تأصيل ما حصلوه من معارف وعلوم في مراحل الدراسة قبل العليا ؛ تأصيلا منهجيا في إتجاه تأكيد الظاهرة المسرحية العالمية والعربية وتجديد نبض تجلياتها في اتجاه أنفع وأأرفع ؛ هو الذي يدفعني الآن إلي الكتابة عن تداخل الإنطباعية في تغييب ماهية الضرورات المنهجية عند بعض الأساتذة المنوط بهم التجرد والموضوعية في أثناء مناقشة أطروخات طلاب البحث المسرحي .
ومن تلك الضرورات إحجام الأستاذ إلزان طالب البحث بالنكوص عن رأي طرحه في ثنايا قضية من القضايا التي تناولها في متن بحثه – موضوع مناقشة اللجنة العلمية - من حق الأستاذ أن يناقش الطالب في رأيه وأن يحاجه ؛ وللطالب أن يرجع إلي رأي الأستاذ أو لا يرجع فهو حر في رأيه الشخصي – دور الأستاذ أن يصوب للطالب معلوماته في البحث ، وأن يلفته إلي الالتزام بمنهجبة طرح آرائه بالتزام الموضوعية في الأحكام بعد إسناد طرحه الممهد إليها بمقابسات وشواهد موثوقة من خبرات تداولت معالجة بعض من جوانبها قبل تعرض الطالب لها في بحثه ، مع المقاربة بين تلك الآراء والمفاهيم المقتبسة عبر وتحليلها ومساءلتها وتجنيبها مظاهر التمجيد أو الإقلال من قيمتها . ومن الضرورات أن يلفت الأستاذ المناقش للبحث طالبه إلي ما غفل عن ثبته ثبتا هامشيا وعن ما غفل عنه من مساءلاة الاستشهادات وعن منهجية ثبتها المرجعي وفق أصول الصياغة والثبت المنهجي زمن أهم الضرورات أن يناقش الأستاذ طالبه الباحث في صحة النتائج التي توصل إليها في نهاية بحثه ومدي تطابق تلك النتائج مع الفروض البحثية التي حددها البحث في مقدماته وأن يناقشه في الإشكالية التي أسس عليها البخث زفي أسئلة البحث وتراتبية أقسامه وأجزائه ومدي وفاء عنوان البحث الرئيس والعناوين الفرعية للفصول ولمحاورها أو مباحثها بشمول القضية المطروحة للتناول والمعالجة البحثية باعتبار العناوين فروضا تحقق المعالجات البحثية التي تحتها مصداقية موضوعاتها .
* جلسات المناقشة المسرحية الأكاديمية الميدانية :
من الملاحظات المتكررة في جلسات مناقشة بحث علمي لإطروخة نيل درجة الدكتوراه أو الماجستير . خاصة في مسألة تشكيل لجنة المناقشة .
- بعض الأساتذة المشرفين يكون من الأريخية بحيث يسأل الطالب : تحب مين من الأساتذة من داخل القسم العلميى أو من خارجه يناقشك !!
- بعض المشرفين يختار هو منفردا من يري مشاركته في مناقشة البخث من بين الأساتذة
الذين يرتاح إليهم ويأنس بهم – سواء وافق البحث تخصصه الدقيق أم لا -
- من الأساتذة من يتبادل المشاركة في المناقشة مع زميل له بحيث تنحصر مناقشة كل بحث من الأبحاث التي يشر عليها بينه وزميلة أو زميل بعينه – دون أدني إعتبار لتوافق أو مقاربة تخصصه الدقيق مع موضوع الأطروحة مناط المناقشة – مما يترتب عليه إنتفاء منهجية المناقشة والحكم وإنتفاء الفائدة العلمية وإنتفاء العدل الأكاديمي .
- إصرار أحد الأساتذة في لجنة المناقشة علي إلزام الباحث بتغيير رأيه في موضوع متصل بالعقيدة الدينية أو المعتقد السياسي أو القضايا السياسية بما يتوافق مع معتقدات الأستاذ المنافش نفسه . وقد واجهت أنا نفسي ذلك الموقف في أثناء مناقشة أحد أعضاء اللجنة المناقشة لي في أطروخة الدكتوراه حول ( الإيقاع في المسرح المصري) وإمتناعه عن التوقيع لي منحي الدرجة ؛ محتجا برأي أثبت صخته بشواهده النصية خول خلل منظومة الإيقاغ في التغبير الصوتي لشخصية كليوباترا في ترجمة د. لويس عوض لمشهد اقتحامه وخلفها خدمها لمخدع أنطونيو منفعلة تنفجر غضبا معتقدة أن أنظونيو موجود في نخدعه ؛ ولما لم تجده تصرخ ( أين أنطونيوس ؟! ) وكان اعتراضي علي لفظة ( أنطونيوس) محتجا بأن الفظة ل تعبر عن خالة غضب لأن الرنين الموسيقي لصلصلة حرف السين تحول دون التعبير إيقاعيا عن معني الغصب ، وكان دليلي علي ذلك أن النص الشكسبيري نفسه للعبارة ( wher is he ? ) أين هنو وأن حوارها كله في هذا المشهد كان بضمير الغائب :
( ابحثوا عنه ، فإذا وجدتموه أبلغوه كذا .. ) لذلك قلت إن ترجمة الموقف الغاضب هذا ترجمة حرفية كان الأنسب لتحقيق درامية التعبير الغاضب ، واصلت ذلك الرأي بأصل النص الإنجليزي الأصلي ، وبتبرير ملابسات غضبها وملابسات رد أنطونية علي غضبتها بعد لقائه بها / حيث اعتقدت هي أن أنطونيو ذاهب خلسة إلي روما للقاء فولفيا زوجته ؛ بينما يتضح من تبربر سفره هوو وفاة زوجته فولفيا .
وعلي الرغم مما عرضته من صحة رأييس بالخلل في إيقاع جملةة ( أين أنطونيوس ؟ ) وفي استبدال ترجمتها الأصلية ( أين هو ؟ ) إلا أن الأستاذ وهو المخرج المسرحي الكبير يرفض غاضبا وهو يصرخ : ( هذه ترجمة الأساتذة الدكاترة لويس عوض !! عايز رسالتك دي لما تترجم العالم يقول إيه إنك بتهاجم الأساتذة الدكاترة لويس عوض ؟! )
وهنا قال أستاذي المشرف – رحمه الله – " احذف الفقرة دي يا أبو الحسن " لكني ظبعت الرسالة في طبعات متكررة ولم أخذف جرفا من رأيي العلمي التأصيلي .
ومع ذلك أصر علي عدم منح الدرجة فلما ووجه بأه وقع قبل بدء المناقشة علي تقرير منقرد بصلاحية الرسالة للمناقشة وأنه لا يملك إلا التصويت بالموافقة علي التقدير مخيرا لائحيا بين ( مرتبة الشرف الأولي أو مرتبة الشرف الثانية )
- ومن محاسن الصدف أن إذاعة البرنامج الإذاعي الثاني ( البرنامج الثقافي الآن) قد سجلت وقائع جلسة المناقشة بحضور المذيع ( د. قطب عبد العزيز ) يومذاك من شهر أغسطس 1986 ) .
- تختلف أساليب مناقشة الممتحنين ما بين مناقشة رسالة وأخري . ومن غريب ما يخرج عن الحياد الموضوعي في مناقشة الطالب مفاجأتي باعتراض أستاذه شاركتنب في مناقشة بحث أشرف عليه لطالبة دكتوراه( إزاي مش حاطة آية قرآنية في الصفحة اأولي لرسالتك؟! )
مما أضطررت معه للتدخل : ( وما علاقة ذلك بالحياد المنهجي وموضوع البحث ؟ الأصل عدم إقحام الدين في البحث العلمي )
- ومن الغريب أبضا أن تجد أستاذة تشاركك في لجنة الحكم تعلن بصوت علني : أنا في الحقيقة ما أفهمشي في موضوع التمثيل والإخراج لكني ح ناقشك .. !! ) ولا أدري لم قبلت المشاركة في وضع إسمها في التشكيل من الأساس . عل لأن الطالب وافد كويتي :!!
- ومن غريب ما صادفت في رسالة دكتوراه أشرفت عليها انعكاس ظرف خاص باستقبال الأستاذ الضيف المناقش الذي رأي أن استقبال عميدة الكلية له لم يعادل استقبال أستاذ آخر عضو في لجنة مناقشة الرسالة × فإذا به يصب جام غضبه علي الباحثة ، متجهما في مساءلة الطالبة ( عايزك تجاوبي بنعم أو لا ؟ ) مع تكرار هذه الصيغة مما لا يتيح للطالبة مساحة من عرض رأيها حول موضوع السؤال ؛ فضلا علي قصر مناقشته علي السلبيات علي غير ما جرت عليه أعراف المناقشات العلمية من سعة الصدر ومن البدء بإيجابيات البحث ثناء علي جهد استمر لثلاثة أعوام أو أكثر ؛ قبل الدخول إلي مسالب جهد الباحث .
فضصلا علي مؤاخذة الباحثة علي رأيها حول أحداث يناير 2011 حيث قالت إنها إنتفاضة شعبية بينما يري الأستاذ المناقش أنها ثورة .
ولما كانت الآراء تختلف أو تتباين حول بعض القضايا المسرحية وبعض المفاهيم والتغاسير فقد اختلفت الآرائ حول بعض المسرحيات التعليمية الملحمية واختلف حول تباين فهم مقاصد التغريب الملحمي / فقد رأت الطالبة في تحليلها لمسرحية ( القاعدة واللإستثناء) التي ترجمت في عنوان آخر للمترجم نفسه بـ ( الإستثناء والقاعدة) رأت أن تجاوز الأجير للقاعدة الطبقية التي تقضي بأن الرأسمالي عدو للعامل وأن علي كل منهم عدم التعاطف مع الآخر ؛ لذا فكسر الأجير لهذه القاعدة يعد استثناء طبقي استحق عليه القتل ، بينما رأي الأستاذ المناقش أن القضية قضية خير وشر ، فالأجير أراد صنع خيرا بالرأسمالي وهذا ضد القاعدة لأن الرأسمالي رأي أن تعامل الأجير بالخير مع عدوه الرأسمالي خروج علي القاعدة .
نظرت الباحثة من منظور فهم بريخت المادي الجدلي أن المسألة لا علاقة لها بالخير والشر لأنها علاقة مبدئية لا علاقة لها بالمفهوم الأخلاقي أو المثالي الديني ، وأن بريخت لا علاقة لمسرحه بثنائية الخير والشر ، كما أن مفهوم الخير والشر في الفكر الجدلي المادي مغاير تماما لمفهومه الأهلاقي فمفهوم الشر عند سارتر والفلسفة الوجودية هة ( أن لا تنجح في تحقيق ما تريد ) . والباحثة انطلقت في حكمها من فهم بريختي خالص بعيدا عن الفهم الأخلاقي . فلا مأخذ عليها .
ويتبقي السؤال الأهم حول النقطتين الأخيرتين : لماذا لم تتداخل البقاحثة مع الأستاذ المناقش ردا علي هاتين المسألتين أو إيضاحا لوحهة نظرها ؟
الإجابة : تجهمه وغضبه المنعكس من حكمه علي طريقة استقباله .. انعكاس ذلك علي موضوعية المناقشة والطريقة التي صاغ بها أسئلته اقتصارا علي إجابة بــــ ( نعم أو لا ) ولماذا لم أتداخل في نهاية المناقشة مع الأستاذ المناقش بصفتي الأستاذ المشرف حول هاتين المسألتين ؟ وقوعي في حالة تلطيف الموقف !! وهو حطأ وقعت فيه وهكذا وقع الظلم البين علي الطالبة مع أن الدرجة قد منحت ؛ إلا أن المرارة قد طالتتني وطالت الباحثة والحضور لذلك الموقف غير المنهجي موقف غيبة العدالة المنهجية عند الأستاذ الأكاديمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع