الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمثال يوسف درويش لا يموتون

إلهامي الميرغني

2006 / 6 / 11
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عم يوسف درويش نمط متميز من البشر وهب حياته منذ مطلع شبابه للطبقة العاملة المصرية وللدفاع عن الوطن ، وهو أسطورة بكل ما تحتويه الكلمة من معني لأنه كان يعرف طريقه جيداً.

ناضل لتحرير مصر من الاستعمار الإنجليزي وحين رحل الاستعمار وجاء الضباط لم يغير قناعاته ودفاعه عن العدالة التي وهبها حياته، لم يغير قناعاته في ظل الناصرية ولا تحت وطأة الردة الساداتية وكذلك تحت حكم مبارك لأن بوصلته الطبقية ظلت تعمل حتى آخر نفس، لم تهزمه المعتقلات والمنافي ولم يقهره التعذيب ربما قهره حال اليسار الآن!!!

منذ البداية كان محامي العمال وهبهم الوعي ووهبوه الزعامة التي استحقها عن جدارة وكان لقاءه بثلاثي شبرا الخيمة رحمهم الله جميعاً محمد يوسف المدرك ومحمود العسكري وطه سعد عثمان بداية لمرحلة هامة من تاريخ الطبقة العاملة وتاريخ اليسار خطط لها وأدارها الأستاذ يوسف باقتدار وأستاذية لا اعرف كيف يمكن أن نعوضها بعد رحيله.

عرف أن التنظيم هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الذي ننشده فظل متمسكاً بخياره التنظيمي حتى آخر لحظات حياته وهو درس لكل المنفرطين ، لم تهزمه السنين ولا انهيار التجربة السوفيتية ولكن هزمه ما آل إليه حال اليسار .

كان باحثاً مجداً حريص علي متابعة كل ما يحدث في العالم وترجمة كل ما يستطيع من أجل تطوير وعيناً الثوري ، لم يشكوا ولم يكل ولم ييأس وظل ممسكاً بالقلم سلاحه الثوري حتى معركته الأخيرة.

لقد عرفت عم يوسف منذ سنوات ومنذ اللحظة الأولي تعلقت به وأصبحت عاشقاً له ومريداً من مريديه ومحبي أفكاره ، ومنذ ما يقرب من شهر حدثني هاتفيا اطمئنيت على صحته واطمئن على صحتي وطلب منى بمجرد أن أتمكن من الحركة أن أزوره بصحبة الصديق العزيز صابر بركات .ولكن ها هو الموت يخطف مني عم يوسف قبل أن ألبي الميعاد فيا تري هل يسامحني؟

إن خسارة رفاقي فى حزب الشعب عظيمة ولكنني واثق من أن التراث العظيم الذي تركه عم يوسف بين رفاقه قادر على جعل رفاقه يتحملون الآم الرحيل ووجودنا بلا أب حنون ينتقدنا بعطف ويثور من أجل التصحيح والتصويب.وإنهم قادرين على الحفاظ على ذلك التراث والسير علي نفس الطريق رغم الألم وجراح القلب من أجل أن نكون جديرين بأننا أبناء يوسف درويش وورثة ميراثه الثوري.

سامحني ياعم يوسف فقد أخلفت موعدنا ولكن أعدك فى الغد القريب نلتقي، ولكن إلي أن يتحقق ذلك هل أستطيع أن أكون جديراً ببنوتك ، وهل يمكن أن تتجمع أيادينا لنحافظ على الراية التي دفعت حياتك من اجل الحفاظ عليها مرفوعة.

هل حان الوقت لنتوحد معاً في كيان يساري جديد ، من أجل أن نكون جديرين بتراث يوسف درويش.

نم قرير العين يارفيقنا العزيز وتأكد أننا سنبذل كل ما نستطيع لكي نحقق حلمك الذي وهبته حياتك كي نخطو به خطوات إلي الأمام براية خفاقة عالية.

وأعدك إننا في القريب سنلتقي لنكمل حوارنا الذي لم ينتهي.

إلي اللقاء ياعم يوسف وتأكد انك باقي بيننا وباقي في قلوبنا فأمثالك لا يموتون.

إلهامي الميرغني

10/6/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة


.. الشرطة الإسرائيلية تستخدم مضخات الماء لتفريق متظاهرين طالبوا




.. بريطانيا.. الحكومة الجديدة تعقد أول اجتماع لها عقب الانتصار


.. اللغة والشعرعند هايدجر - د. دعاء خليل علي.




.. مواجهات في تل أبيب بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون