الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه بين الظاهر والتطبيق

سلوى فاروق رمضان

2020 / 4 / 7
المجتمع المدني


مدينة ساحليه ، ظواهر أهلها علمانيه ، شاهدنا فيها الفتيات اللاتى تسوقن الموتوسيكلات ، الاختلاط بين الجنسين ، ومقاومه التيار الدينى المتشدد كما فعلو مع الشيخ المحلاوى وأنكرو عليه أن يخلط السياسة بالدين ، و قاومو بلطجه أتباع حازم صلاح أبو اسماعيل، وغيرها من المواقف التى اتخذها أهل اسكندريه لمقاومه التيار المتشدد عندما كان حاكما ،
كيف لمدينة مثل هذه حينما تمر عليها أزمه لا يعلمون أن اللجوء للعلم ولكنهم لجئوا الى التفكير الخرافى ،لدرجه انهم يخرجون متظاهرين ضد فيروس ،بمعنى أصح لماذا أنتصرت العلمانيه على الظاهر ولكن وقت الأزمات نرجع الى جذور التصرفات الغير علميه ،فهل تتخيل أن ناس كان لهم باع طويل فى سقوط الحكم الثيوقراطى ،فى وقت الأزمه يرجعون الى نفس التفكير الخرافى الذى أنتج الحكم الثيوقراطى الذى ساهمو فى اسقاطه !
بصرف النظر عن وجود دعوات خبيثة فعلا لأستخدام الموقف سياسى ولكن على حد تعبير اللواء (محمد الشريف )محافظ الإسكندريه ، أن بعض البسطاء فى الأحياء الشعبيه بالمحافظه خرجو إلى الشارع إستجابه لدعوه البعض للدعاء للرفع البلاء، ومره أخرى وصفهم إنهم على فطرتهم .
ما يهمنى هنا هم البسطاء هؤلاء لماذا لم يكن الإستجابة للدولة ولا الإطمئنان للعلم وكان الإستجابة لتفكير خرافى ؟
فالظاهر علمانى والفطرة سلفية متشدده فالذى حدث فى الإسكندرية يجعلنا ندرك تماما أن الظواهر الجيده المتحرره ليست دليل على عقلية متفتحه فلا تطمئن للظواهر كثيرا لإن فى أى ضغط نفسى سيركن العقل للوعى الأول الذى شكله، وللأسف نحن لم يشكل وعينا التفكير العلمى ،فلم تساعدنا المناهج الدراسيه التلقينيه فى التفكير العلمى ولا المفكرين التنويريين كان لهم تأثير علينا أكثر من الأصوليين وطبعا ولا إعلام معتمد على الإثاره شكل لدينا تفكير منطقى منظم ، بمعنى أصح لم تكن حب الحياة الذى شاهدناه فى الإسكندريه إلا ظاهرة بدون تنظير ،الظاهر العلمانى هذا ليس له تنظير يؤسس ويدخلخل داخل العقل بل كانت ظاهره علمانيه دون فلسفه فرديه تؤمن بها، بل مجرد ظاهره فرضها الواقع ،لذا عندما حدث مأزق رأينا أن الإحتماء والرجوع كان للعقل الأول الذى تشكل على أسس خرافيه ، للأسف إن ما قلته ليس منطبق على الإسكندرية فقط ، بل منطبق علينا جميعا ولكنى أخذت الإسكندرية وما حدث بها من مظاهرات ضد كورونا كمثال ،
والأمثلة كثيرة تدلل على أن (المظاهر خداعه) ليست مجرد مثل بل حكمه حقيقيه ،لان الظاهر والباطن فى كثير من الأحيان بيعانى الفرد من ازدواجيتهم .وهذا ما ينتج سلوك بعيد عن المنطق .
مثل هذه الإزدواجيه ما يحدث فى تركيا ،المفترض إنها علمانية ودستورها علمانى ، جاء إليها حزب يؤمن بدولة الخلافة الإجرامية !هذه الإزدواجية تكشف لنا أن لا فائدة من فرض أى شئ إلا بشكل وقتى ،الأهم ماذا يحدث فى عقل الناس هذا هو المستمر هذا هو الضمان ، قد يكون فرض الشئ له أهميه فى وقته ، كما فرض أتاتورك العلمانية ولكن إن لم يتبع هذا الفرض توعيه حقيقية سينقلب الأمر ،
وهكذا حدث لتونس العلمانية التى خرج منها عدد لا يستهان به من الدواعش .
ومثال أخر قد يأتى اليك أحدهم ليغنى لك (أنا لك على طول) والحقيقه هو يرى نفسه لك وللأخريات ولكن ظاهرة الإخلاص التى ظهر عليها كانت فقط أمر فرضه الواقع .
ومثال أخر حبيبين تعاهدوا عالحب سعداء من المفترض أن يحافظوا على سعادتهم ولكن فى أقرب خطبه جمعه سيتخلى عنها حبيبها ، لإنه أقتنع أن الحب حرام، وفى أقرب فتوى ستسمعها ستتخلى عنه وتستغفر ربنا لإنها بالمثل إقتنعت أن الحب حرام .
الخلاصة
ظاهرة جيدة علمانية، ليست دليل على التفكير العلمانى ،ولكنها ستنقلب الضد تماما ،وسيحدث رده حضارية فى السلوك إذا كانت الظاهرة العلمانية، ليست لها أساس فلسفى علمى شكل وعينا .
لا تبحث عن الظاهر ولكن أبحث عن من شكل الوعى الأول ومن اللاعب الأساسى فى هذا الوعى ،لأنه حتما فى وقت الأزمات سنلجئ له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار