الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قد قام

عزيز سمعان دعيم

2020 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أخواتي وإخوتي الأحباء، صغار وكبار... حفظكم وبارككم الرب
عندي لكم خبر مفرح، بشرى سارة، حقيقة مجيدة لكل زمان ومكان، حقيقة أكيدة، لا تتغير ولا تتحول،
المسيح قام،
نعم: هللويا حقًا قام!
هذا الخبر الأكيد والحقيقة المجيدة، هي بُشرى سارة أشرقت على عالمنا منذ ألفي عام، ولا تزال تسطع وتُشع رجاء لبشريتنا، في الأيام الروتينية الاعتيادية، وفي حالات الطوارئ والحروبات وايّام المحن والصعوبات وتفشي الآفات، هي خبر سار لكل البشرية، لكل إنسان، لا فرق في الجنس والدين والقومية: حقًا المسيح قام... بالحقيقة قام
تعلن البشائر حقيقة وبراهين القيامة، وفي كلّ منها براهين ساطعة لامعة لمجد قيامة ربنا المبارك يسوع المسيح، فإذا تأملنا على سبيل المثال في الاصحاح السادس عشر، من البشارة بحسب مرقس، يذكر الوحي حقائق عديدة مرتبطة بمجد القيامة سنتأمل قليلًا بأربع منها وهي:
الحقيقة الأولى قد قام الرب، والحقيقة الثانية قد دُحرج الحجر، والحقيقة الثالثة قَدْ أَخْرَجَ الشر، والحقيقة الرابعة قد نظرته عن قرب.

الحقيقة العظمى الأولى تعلن: قد قام
قد قام الرب، فملاك السماء البهي يعلن للنسوة «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ.
قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا..." (مرقس 16: 6).
فهو الذي تنبأ وأخبر تلاميذه مرارّا وتكرارًا "أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ." (متى16: 21)، وهو الذي "قَدْ تَبَرْهَنَ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ" (أعمال 2: 22) وهو الذي أقام ابنة يايروس بأمر سلطانه على الموت قائلا "«طَلِيثَا، قُومِي!». (مرقس5: 41) أي «يَا صَبِيَّةُ، قُومِي!» (لوقا8: 54)، وأقام الشاب الميت، ابن الأرملة الوحيد، في نايين بسلطانه المجيد، قائلا «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». (لوقا7: 14)، والذي بعدما بكى على قبر لعازر الحبيب، صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!" (يوحنا11: 43-44). وهو الذي بموته تزلزلت الأرض "وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ، وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ." (متى27: 51-53).
بل هو صاحب السلطان، الذي وضَعُ نَفْسِه فدية بموته الكفاريّ على الصليب من أجل خطايانا، واستعادها بقيامته المجيدة لتبريرنا (رومية 4: 25) مؤكدًا "لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا". (يوحنا10: 17-18)، وهو الوحيد الذي صرّح وتمم قوله "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 11: 25) فهو ربّ الحياة ومصدرها، فلا قيامة ولا حياة أبديّة بمعزل عن المسيح.
فهل قام المسيح في حياتك، فقمت معه لحياة جديدة أفضل؟

من حقيقة القيامة تنبثق الحقيقة الثانية قَدْ دُحْرِجَ!...
نعم قد دُحرج الحجر.. ليس ليقوم يسوع، لأنه كان قد قام، بل ليتأكد الجميع من القبر الفارغ المفتوح، إذ أتت النساء فجر القيامة وهن مرتعدات وخائفات وقد تملكهن الحزن الشديد، وكنّ يتسألن: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» (مرقس 16: 3)
فوجدن أنّ الحجر قد دُحرج، ملاك الرّبّ دحرجه، والختم الامبراطوري الروماني قد كُسر، معلنًا نكسته أمام ملك الملوك وربّ الأرباب، والحراس ارتعدوا من الخوف وصاروا كالأموات، أمام سلطان ربّ الحياة، والقبر المفتوح الفارغ يعلن، إنه لم يستطع إمساك رب الحياة في داخله، فانفلت منه مؤكدّا تحقيق النبوة "لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا"، وكانت الأكفان الموضوعة وحدها تعلن، أنه انساب منها كما تخرج الفراشة من يرقتها، والملاك يؤكد للنساء: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا".
الحجر الكبير الثقيل على قبر المسيح قد دُحرج مندحرًا أمام القيامة، فلماذا ترضى بأحجار الخطيّة والهم واليأس والفشل الثقيلة، أن تكتم انفساك وتستعبدك؟ تعال الآن ليسوع مؤمنًا وتائبًا ليدحرج هذه الأثقال عنك، ليسطع نور الحياة والرجاء في القبر المظلم فتتحول حياتك إلى نعيم معه.

أما الحقيقة الثالثة فتؤكد أنه: قَدْ أَخْرَجَ... قد أخرج الرب الشر..
في فجر القيامة ظهر الرّب أولا للمجدلية، ويذكرنا الوحيّ، أن الرّبّ يسوع قد أخرج منها سبعة شياطين، لقد كانت قبلًا مباعة لإبليس وأداة بيده، أما الآن فلا، لقد حررها الابن فصارت بالحقيقة حُرّة. لقد تغيرت عندما دخل الرب يسوع حياتها، فأخرج منها كل ما هو شر وخطيّة وطهرها إلى التمام. فهو الذي تنبأ عنه اشعياء قائلا، «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». (لوقا 4: 18-19).
فهل تفتح باب قلبك ليسوع ليحررك ويطهرك، ويفك قيودك، ويعطي معنى أفضل لحياتك؟ هو مستعد وينتظرك، ألم يحن الوقت بعد؟ هوذا الآن يوم خلاص، هوذا الآن وقت مقبول، فان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم، عجـّل ولا تأجـّل.

والحقيقة الرابعة تعلن: قَدْ نَظَرَتْهُ (11): قد نظرته عن قرب
قد نظرت المجدليّة الرب الُمقام، ورأت أنه حي، فقد ظهر الرّبّ في يوم القيامة أيضًا للنّساء العائدات من القبر، ولبطرس، ولتلميذَي عِمواس، وللتلاميذ في العليّة بغياب توما. وفي عشية اليوم الثامن للقيامة، ظهر مرة أخرى للتلاميذ ومعهم توما، وبعدها ظهر للسبعة تلاميذ على شاطئ بحر الجليل واستمرت الظهورات أربعين يومًا، لكثيرين وفي أماكن عديدة، حتى حدث الصعود، في مشهد ولا أروع، على جبل الزيتون، أمام جماهير المؤمنين، وبعدها ظهر لاستفانوس ولبولس، واليوم يريد ان يظهر في حياتك لتدرك نعمة ومجد القيامة.
قد شكّ التلاميذ أولًا، وكذلك توما إذ كان غائبًا في عشية القيامة، لم يصدق التلاميذ قائلًا، «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ» (يوحنا 20: 25)، حتى ظهر له الرّبّ في عشيّة اليوم الثامن من القيامة ليشفي ضعف ايمانه، فاعترف توما معلنا «رَبِّي وَإِلهِي!». عندها قال له الرّبّ يسوع «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». (يوحنا20: 28-29).
لقد قال الملاكان للنسوة في فجر القيامة "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!" (لوقا24: 5-6). وحتى اليوم مازال الكثيرون يطلبون الرّبّ الحيّ بين الأموات، من خلال طقوس وعادات وتقاليد بالية ومعتقدات بشريّة، ولكن السماء تؤكد أنه حيّ، انتصر على الموت والقبر وهو هنا، حاضر في كل مكان وزمان، ينتظر توبتك وايمانك لتنظر خلاصه، لتؤمن به، فهو الذي ظهر في جزيرة بطمس ليوحنا الحبيب في منفاه مؤكدًا «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ." (رؤيا1: 17-18).
يسوع يريد أن يظهر لك بالإيمان، وأن يتمجد بظهوره في حياتك، افتح قلبك وبصيرتك، وتلذذ بالعشرة معه، لأنه مكتوب ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب.

في الختام سلام
لكل مناسبة رسالة، للميلاد رسالة وللموت رسالة وللقيامة رسالة.
رسالة الميلاد تعلن أنه ولد لنا مخلص وهو المسيح الرّبّ، فالكلمة الإلهيّ صار جسدًا، وعمانوئيل حلّ بيننا.
رسالة الموت تعلن أن المخلص قد أكمل وأنجز عمل الفداء للتمام وفقًا للخطة السماويّة.
رسالة القيامة، تؤكد: أنه قد قام الرّبّ، وقد دُحرج الحجر، وقد أخرج الشرّ، وقد نظروه عن قرب.
حقًا قام وانتصر، الموت والجحيم غلب، وباب الخلاص بالنعمة فتح، لكل من يؤمن به ويُقبل إليه. حقًا في موت المسيح الكفاريّ لأجلنا، وفي قيامته المجيدة «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (1 كو 15: 54-55)
قام من الاموات ليهب حياة للأموات في الذنوب والخطايا، لكل من يؤمن به اَي يُقبل إليه.
قيامته غيّرت حياتي، مثلما فعلت بحياة الملايين وما زالت، وتستطيع ان تغير حياتك أنت، وتهبك قيامة مجيدة من خطاياك، وحياة ابدية لا تنتهي معه.
في وسط صعوبات الحياة اسمعه يقول لكل من ظهر لهم "سلام لكم"، لك سلام بالإيمان به، لأنه مكتوب "وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ." (أعمال 2: 21) فهو الذي وعد "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ." (يوحنا 14: 27). فلنرنم بفرح وابتهاج قائلين "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ولنتهلل به" حقًا "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور"
كل عام وأنتم بكل خير في رعاية الرّبّ القائم من الأموات والحيّ إلى أبد الآبدين.
المسيح قام بالحقيقة قام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عايز أفهم
ماجد الياس ( 2020 / 4 / 9 - 18:06 )

نحن نعرف ان الرومان وضعوا حراسة مشددة على قبر المسيح .. وختموه بختم الدولة - بمعنى أن الاقتراب من القبر ومحاولة فتحه أمر مستحيل

ومع ذلك ذهبت المريمات صبيحة يوم الأحد لتطييب الجسد فى سلام دون اكتراث .. وتساءلن هناك عن شخص يفتح لهن القبر

!!!!!

والسؤال الآن: كيف تجاسرت النسوة على فعل ذلك وهن على علم مسبق بوجود الجند وتلك الحراسة المشددة عند القبر ؟

وحتى لو فرضنا انهن لم يكن يعلمن شيئا عن تلك الحراسة .. ألم يرون الجنود عند القبر لحظة وصولهن الى هناك فى الصباح ؟

أم هل وصلوا الى القبر والجنود غير موجودين والقبر مفتوحا فارغا ؟

فى هذه الحالة يصبح من الضرورى ان نفترض ان الجنود اكتشفوا ان القبر فارغا وتركوا المكان (ربما للبحث عن الجثة) قبل وصول المريمات

بدليل ان المجدلية وقفت تتحاور فى سلام مع من ظنته الجناينى تسأله عن جسد يسوع

وسؤال آخر :

ماذا حدث لمجموعة الجنود الذين اكتشفوا خلو القبر من المسيح فى الصباح ؟
هل أعدمهن بيلاطس ؟

الكتاب لم يذكر شيئا عن ذلك ..

القصة كلها مبهمة


2 - هلاوس
مسافر عبر الزمن ( 2020 / 4 / 10 - 07:59 )
ان ما كتبته هلوسة ناتجة عن الكورونا0
هللللللللللويا


3 - يسوع المسيح قام ... حقا قام
احمد البغدادي ( 2020 / 4 / 10 - 10:50 )
عندما نعترف بأن الرب يسوع المسيح مات من أجل خلاص الإنسان ونثق بوعوده ونؤمن بأنه كان أنسانا كاملا وألها كاملا يمنحنا سلطان وقوة ويزودنا بالروح القدس.... أؤمن أن يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة وأثق انه يغير حياتي ويمنحني القوة والروح القدس له المجد والقوة والملك من الازل إلى الابد


4 - هل المسيح قايمقام
ايدن حسين ( 2020 / 4 / 10 - 13:08 )
كلمة قايمقام .. قائمقام اصله .. قائم مقام
فهل المسيح هو قايمقام
سؤال خطر ببالي
كورونا يؤدي الى ابداعات مجنونة
و احترامي
..

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج