الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإله (( النفس )) كما تراه أبكار السقاف فى الدين فى مصر القديمة

جيهان خليفة
كاتبة صحفية

(Gehan Khalifa)

2020 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أى فكرة تموت لحظة التوقف وكذلك أى دين منغلق على يقين عندما بدءت رحلة بحثى عن الإله فى الأديان صدمت بكم التشويه الذى لحق به فالإله هناك يجلس على عرشة الذى تحف به الغيوم جل إهتمامه هو مراقبتنا من أجل تلك الجنة الحسية الخالية من أى لذة روحية أوللزج بنا فى ناره الحامية هكذا صورت لنا الأديان الإله وبرمج عقلنا الجمعى بدون أدى تفكر منه على قبول هذه الصورة بل وعبادتها الله نفس فكرة مجردة هذا ما تحاول أبكار السقاف تلك الرائعة الوصول إليه فى كتابها (الدين فى مصر القديمة )التى تحاول من خلاله البحث عن الإنسان أو البحث عن الله فى الإنسان ، فالسقاف تستحق وبجدارة أن يوضع إسمها بجوار إبن عربى والجيلانى والحلاج شهيد رؤية الحق وهكذا تأتى السقاف لتؤكد مشاهدته ورؤيته .
ما الوجود ؟ وما الأولوهية ؟ بل ما الصرح الذى قام على الوجود والألوهية ؟ ما الدين ؟ بل ما تاريخ الإنسان ؟ وعقل الإنسان ؟ كلها تساؤلات تطرحها السقاف فى بداية كتابها حيث ترى الدين عقيدة صاحبت الألوهية فإذا سألنا كيف نشأ الدين فالجواب بنشأة فكر الألوهية فبين الصلة بين العابد والمعبود يقوم الدين هكذا ترى السقاف . فعندما نريد دراسة الدين لابد أن ندرسة على أسس علمية سليمة من قواعد العلم مثل علم الحياه ،الأجناس ، علم النفس ، فتاريخ النفس البشرية فى تاريخ العقل البشرى .
تشير السقاف : إلى أن فكرة الدين تطورت بتطور مراحل الإنسان فقد نشأ وليدا مر بمرحلة الطفولة التى طبعته بالسذاجة وسرعة التصديق وإعتناق الأوهام عقائد والتشبث بها والإيمان بأنها الحق هذه التصورات تتماثل مع طبيعة حياة الإنسان وقتئذ فى عصور الهمجية والواحدات القبلية وإنتشار البدائى من الأديان ، ثم مرورة بمرحلة الصبا مرحلة التمرد فى هذا الطور يستجيب الفكر الإنسانى لعصور الحضارة وسيادة الأقاليم وإنتشار الشك والتحرى ونسخ قديم بجديد وجديده القديم فى صورة التجديد فمن نفس مادة الأساس قام جديد أديان ، أما فى مرحلة الشباب والنضج فقد أحاط الفكر الإنسانى الدين بالحواس والعاطفة ومن ثم إذداد إيمانه بأنه كان على حق فيما شك فبدأ يفند من القديم مارآه نافع وأتى بجديد من نفس القديم آمن بصحته كل الإيمان فبدأ يسيج عقائده بالقدسية ويحفها بالوحى المنزل بل ويفرض أوامره فرائض هذا الطور مناسب لعصور الوحدات السياسية التى بدءت تتشكل لتعلن قيام رسمى للأديان .
وتقول السقاف :أنه أى الدين قد مر بمرحلة التجربة فأضفت عليه هذه المرحلة الرزانة والمهابة والتعقل هذا هو طور المدنيات والفلسفات ثم ينتهى به المطاف لمرحلة السكينة والوهن فإتسم بسمات المرحلة ومن ثم ركن غلى إلتماس الراحة هذا الطور الذى يستجيب لعصور شاهدت نهاية عهود سياسية وبداية عهود أخرى ومغيب الفلسفات فى ظل هذا الغياب للفلسفة إختار العقل ما قد أتى به من فكر وفلسفات وعقائد الأديان فهذا الطور طور مزج الأديان بالعقليات ومحاولة التوفيق بين القديم من الأديان والحديث وتحميل قديم النصوص بجديد المعانى إبتداع بدعة التأويل وسيادة الدين الرسمى .
كل هذه المراحل التطورية الطبيعة تحكمت فى تفكيرالعقل الإنسانى وحتمت نظرياتة فى الطبيعة وما بعدها التى يقوم عليها الدين .
وبما أن موضوعنا الدين فلابد أن نشيرإلى مصدرين مهمين إنحدرت منهم فكرة الأديان أولهما الطبيعة أو الوجود فقد كانت مشكلة وجد العقل الإنسانى نفسه متجها عبر مراحل حياته التطورية بإيجاد تفسيرات وحلول لمظاهرها المختلفة هذه الحلول تدفقت عبر ينابيع ثلاثه فى النفس الإنسانى الينبوع العاطفى ،العقلى ، النفسى ، عبر هذه الينابيع تغيرت ومازالت تتغير النظرة إلى الطبيعة أو الوجود فعبرها تنحدر عقائد متباينة فمن الينبوع العاطفى تنحدر عقيدة الخلق أما عقيدة الأزلية فمنبعها الينبوع العقلى وأما العقل فى تمام نضجه فيخرج منه الينبوع النفسى فى هذا الجانب يصغى العقل إلى صوت النفس يحمل الحب الذى يشمل الوجود بموجوداته الحب الخالى من أى غاية إلا من الحب فهو من فيض الحب مشيرة الى أن هذا الينبوع تنحدر منه عقيدة الصوفية عقيدة الصدور والفيض .
على هذه الأسس فى التفكير يقوم التفكير الإلهى وبالتالى العقيدة فى ألوهية . هذه الينابيع تتجلى فى مظاهر ثلاثة الينبوع العاطفى يتجلى فى المظهر الإجتماعى أو التألية البدائى ,الينبوع العقلى يتجلى فى المظهر الفلسفى أو التألية العقلى ،أما الينبوع الينبوع النفسى يتجلى فى المظهر الروحى أو التأليه الصوفى
ترى السقاف : انه عندما نفكر فى الإله تحت المظهر الإجتماعى نجده يصطبغ بالتأليه البدائى ففى هذه المرحلة من التفكير الإنسانى بدأت تتجمع الأقاليم تحت سيادة إقليم واحد يربط بينها وحدة سياسية وحدت الآحاد فى واحد وبذلك جرت العقيدة الإلهية الى مصب الوحدانية ولكنها وحدانية مادية خشنة وجافة ، وبالرغم من التطور العقلى للإنسان من الهمجية إلى التحضر والحضارة إلاأن صورة الألوهية مازالت مادية فطرية بدائية ! ححصرتها المكانية فى السماء وقيدتها الجسمانية فى جسم فى هذا الطور أدعى للإله على الجبال تجلى ورؤية وكلام ! فى هذه الفترة من عمر الزمن والعروش الأرضية تقام على الأرض أقيم عرش الإله فى السماء ومع مرور الزمن وتحول الإنسان من طور التحضر إلى المدينة بدء يخلع عن الأولوهية الصبغة التى صبغها بها فى طور حداثتة بدء يتحول من المادية التى صبغ الألوهية بها إلى التجرد إلا أن العقل الجمعى فى مجتمعة بدء يتهمه الحيدة والزيغ والمروق عن موروث الآباء ، وعن التفكير الإلهى تحت المظهر الفلسفى التجريد فى هذه المرحلة من التطور الإرتقائى للعقل الإنسانى لا يعتمد إلاعلى نفسه لا يعتمد لا على نص ولا على نقل فقط إجتهاده الخاص تفكيرة لذاته فالتطور الطبيعى لسنة النشوء والإرتقاء قد طفر به فكرا يستنتج ويدلل ويبرهن ويدفعه متسائلا فينتزع البراهين على وجود إله مع وجود البراهين بدءيجادل الصفات ويناقش الصلة ثم يأتى بحلول للمشاكل الثلاثة التى يشتمل عليها التفكير الإلهى تحت هذا المظهر ، الإثبات إثبات وجود إله ، الصفات التى تتفق والألوهية، والصلة بين الله والوجود ، لقد إنتهى العقل على وجود إله مطلق الوجود وأثبت ذلك بالبراهين سواء براهين ما بعد الطبيعة أو البراهين الطبيعية أو الأخلاقية أدت هذه البراهين إلى الوصول لفكرة تجرد الألوهية تماما إلا من اللامجردات فنفيت عن الإله صفة العنصرية –المكانية - الجسمانية نفيا نفى التجلى والرؤية والمكالمة ، نحن هنا وصلنا إلى الألوهية العقلية – تألية عقلى ، إتجاه العقل الإنسانى إلى دراسة الموجود من حيث ما هو عليه من موجود حسى أو العالم الخارجى غلى الموجود المعنوى أو العالم الداخلى وصل العقل الى أن الموجود المطلق عله وجود العالمين بذلك وصل العقل للدرجة القصوى من التفكير النفسانى التىتسجل له وقوفه فى قمم التفكير الإلهى تحت هذا المظهر .
هنا يبرز سؤال هل مستغنى الموجود المطلق عن كلا العالمين الحسى والمعنوى أم أنه مؤثر فيهم ولهما مبدأ واحد ؟
لإدراك الموجود المطلق طوى الفكرالإنسانى العالم الخارجى عنه باحثا وإتجه إلى العالم الداخلى ليصل بنا الى التفكير الإلهى تحت المظهر النفسى فى هذه المرحلة بلغ تطور العقل الإنسانى القمة وإنبثق أمامه أفق لا نهاية له وفى هذا الأفق اللامتناهى إنبثق تياران متعارضان كلا منهما فى إتجاه فى نهايته يتجلى الإله ، الأول علة الوجود ومنشؤه المفارق والمختلف عنه إختلافا جوهريا وغير خاضع للواقعية التى تسوده أما الأخر يتجه إلى طريق فى نهايته يتجلى الإله غير مفارق للطبيعة اوالوجود ، وأمام ذلك تسأل العقل الله أمتعدد الوجود ، أم تشمل تعدده وحدة سؤال بعث بمبدأين التعدد أى تعدد الوجود ، والوحدة وحدة الوجود ، هذا الإمعان فى التساؤل إنبثق عنه معنيان مختلفان فى أحدهما يظهر الوجود هو وحدة الحق والإله مجموعة أجزائة تسجل (وحدة الوجود الطبيعة ) ، الأخر يتراءى الإله هو وحده الحق وبموجوداتة الوجود شىء فيه ومنه لكن هذا المبدأ تفرع إلى فرعين مختلفين الأول ظهر الوجود مجموعة من الإنبثاقات فاضت عن الإله فسجل وحدة الوجود النفسية أو المذهب الوحدوى أم الفرع الأخر تبدى الوجود مجموعة مظاهر يبدو فيها الإله بصورة حلولية فسجل وحدة الوجود الحلولية أو المذهب الحلولى بهذين المذهبين الوحدوى والحلولى ما الوجود سوى ظلال لحقيقة بذلك العقل الإنسانى إتجه عن الفلسفة العقلية إلى شفافية الروح دخل الأفق الذى تتلاشى فيه الفواصل بين المادة والروح تلاشيا شعت به الروح وإطمأنت النفس إلى وجود النفس !
يصل بنا التفكير النفسى إلى أن الشىء الحقيقى الوحيد فى الكون هو النفس التى أدركت أن الوجود تصورى والكون وهمى سرابى وبالتالى المدرك للوهم ليس بوهم ، والنفس قبس من نفس كبرى هى ماعنه يبحث العقل ويسميها الإله ، الإله النفس والنفس منه قبس ومن ثم معرفته فى النفس كامنه من هنا إستغنى العقل عن مناقشات الإثبات والصفات والصله الإله لا يرتكز فى إثبات وجودة أوذاته إلى الفكر الإله مثبت وجودة عن طريق الإشراق الإله مشرق على النفس يحجبه عنها كثافة الماديات ، الإله يتجلى تجليات فردية خاصة بنورانية تشع داخل النفس تغمرها بحالة لا تتماشى ومعروف أساليب العقل شعور لا يقبل شك فى أن الإله تجلى ! ، الإله لا يتجلى على الجبال ولا يخاطب بكلام فهو نفس النفس شىء مجرد والمجرد إلى الإله إرتفعت النفس بنفسها وإليه صعدت فتجلى لها هنا ينتفى الوحى الهابط ليؤكد الوحى الصاعد .
الدين نشأ متفرقا غير موحد فالدين كوحدة هدف لم يبلغ خلال العهود التاريخية للوادى فلم يسجل لنا التارخ سجل واحد يشير إلى وحدة دينية ومنهجا دينيا مرسوما إنما مزيج من عقائد ينتظمها اللانظام لدين ترتكز وحدته الصورية على وحده شخصية ترتكز بدورها على خليفة الأله فى الأرض ، إرتكاز الحكومة عليه
فى هذه الشخصية كانت تقوم ديانة رسمية للوادى تستمد من إسم الإله القائم لها قائمة .
مع بداية الإتحاد الأقليمى لأقاليم مصر الشمالية والجنوبية بدأت تظهر صورة الواحد فمن ست حاكم الجنوب إلى أوزير حاكم الشمال فكلاهما سبط لحاكم من حكام ماقبل التاريخ مدون إسمه على جدران معبد ادفو ألاوهو (رع ) .
مع سيادة حكم الشمال الأرقى حضارة وأوسع سياسة فقد إمتد لينتزع من ست التاج الأبيض ويضيفه إلى التاج الأحمر الذى يحكم به الأقاليم شرق الدلتا الأمر الذى دفع ست لقتل أخاه أوزير وأقام نفسه مكانه على شطرى الوادى ولأن للأيام دورتها يكبر حورس بن أوزير لينتقم لأبيه ويقتل ست ويقيم وحدة حكومية تحت لوائها إنضوى أمراء غرب الدلتا وتوغلوا فى أقاليم الوادى حتى دانت لهم القبائل جميعا فقامت لهم حكومة ولتظهرلأول مرة عاصمة سياسية ألا وهى أن أو عين شمس صاحب إدماج الأقاليم إدماج رب الإقليم السائد هذا الإدماج دفع العقل الإنسانى إلى وحدانية أشرقت بشروق عين شمس عاصمة للوادى فساد ربها المحلى أرباب الأقاليم التى بدأت تندمج فيها وتتلاشى وتنتشر فيه ظواهر ومظاهر ليطلع رب عين شمس إلها أعلى هو الموجد والموجود فهو الموجد هذه الأرباب التى بها تكمن قواه وتتراءى على شكل مظاهر وظواهر أما هو نفسه فواحد أحد لا يرى !
تستطرد السقاف :موضحة مرور العقل الإنسانى بألوان من الألوهية التى طافت بمخيلته منذ كان عقلا وليد ساذجا قبل أن ينضج فيبدأ نسبتها إلى قوى خفية متمثلة فى الطبيعة ، مع بزوغ عين شمس بدأ العقل الإنسانى يغير نظرته إلى الألوهية يناديه صوت أن للوجود موجد واحد موجد نفسه بنفسه فكر العقل فكان الجواب (أتوم ) كلمة تعنى كل شىء أو الشىء التام ولكن أين هو تساؤل للعقل الإنسانى ليأتية الجواب الشمس ودون أن يدرى ناداها أتوم ذلك الإسم كعبادته دخيل على الوادى ودخل من أطراف سوريا وفلسطين حيث هناك فى الشمال تنتشر عبادة الشمس تحت إسم عدن أو آدان !هنا تجول بالعقل الإنسانى وبمخيلته طافت أحلام السياسة فالفرصة أصبحت سانحة الآن ليمتد سلطانه إلى أطراف سوريا قأتوم سيوطد هذا السلطان بالوحدة مع رع هنا يأت دور الكهنوت ليعلن أن أتوم – رع مدمجا رع فى أتوم رفع إلى السماء رع وبأتوم وحده وجعله آتن أو الشمس وعن العقل الجمعى غاب رع كحاكم من حكام ما قبل التاريخ إنسان مؤلها ليترفع فى سماء مصر إلها ساطعا تغمر أشعته سماء الوادى . بدأ يظهر للدولة دينا رسميا وبدأت الدولة تفرضة على الناس فرضا .
مع بداية قيام الدولة خلعت يد الزمن رداء السحرة وعليه أصبغته برداء الكهانه طوت يد الزمن ساحر القبيلة وغيبته بغياب القبيلة وحولته إلى كاهنا بقيام الدولة ،ولكن ظلت سجيته القديمة ساحرا هى نفيها سجيته الجديدة كاهنا ، بإنتظام الدولة إلى مراتب ودرجات إنتظم الكهنوت الى نظام درجاته ومراتبه تقبض على مختلف الشئون الدينية بإسم الدين بدأت تظهر الآراء الكهنوتية كعقائد دينية فكل مايراه الكهنوت صالحا لحكمة يصوغة عقائد رسمية ، فمن آمن بها تلتصق به صفة الإيمان أما من أبى لها تصديقا فتوصمه بالكفر بالدين الحق فالدين الرسمى أبدا حق.
الدين الرسمى ظاهرة بدأت تسود العقلية البشرية كأثر من آثار الوحدة السياسية ثم كأثر من آثار إنتظام الكهانة إلى نظام بدأ يسود العقل الجماعى دين يفرض عقائدة عليهم فرضا .
عقيدة الخلود
ترى السقاف : حب الخلود طبيعة النفس البشرية التى إمتدت يد كهنوت عين شمس إليها فحولت الخلود إلى عقيدة هذه العقيدة ما هى إلا وسيلة للسياسة وأغراضها ، فالدين بل بالأحرى عقائدة لم يكن إلا وسيلة للإستغلال السياسى وأداه لإدارة دفة السياسات وتوجيه الجماعة المعبر عنها ( كقطعان الماشية ) من هذا الإمتزاج بين السياسة والدين تبرز صورة من صور النمو العقلى والسياسى معا فمنذ بزوغ فكر إتحاد الأقاليم وإقامة نظام سياسى تنتظم فيه وحدة سياسية تضم الجنوب والشمال لم يجد العقل الإنسانى لتحقيق أهداف السياسى أداة سوى الدين لذلك كان ( أوزير ) الوسيلة لتحقيق الهدف المرسوم الإنسان الذى قتل ودفن فى أبيدوس ومن ثم ثأر له ابنه حورس ووحد الشمال والجنوب فى وحدة طبقها رسميا مينا وسجلها التاريخ ، هنا طاح الخيال اللاهوتى فى الألف الرابع قبل الميلاد ليتخذ منه مادة لقصة إعتبرها الأمس مقدسة ويعتبرها الحاضر محض خرافة وخيال جامح ، فبدأ التبشير ((بالسيد الشهيد )) الثاوى فى أبيدوس ولا غرابة فى أن تصبح له قدسية فى النفوس فهو القائم من بين الأموات حيا وأن يصدق العقل الجمعى ذلك فقد جعلت منه الأسطورة ملكا للموتى فقد ضللت العقلية البشرية عقودا بأوزير أو أوزيرويس وشغفها حب التصوير المادى لهذه العقيدة فالصورة الأوزيرية لعقيدة الخلود جعلت الإنسان روحا فقال بالمبدأ الحسى وإعتقد بكينونة مستقلة للإنسان عرفها أنها ((كا )) أما النفس فهى ((با )) وصور الروح على جدران مقابر أبيدوس على شكل طائر وقال أن للإنسان ذاتا ةالكينونة أو الذات ((خو )) الخو فكرة يعرفها الجوهر المضىء فى الإنسان وأنه الجزء القدسى الرابط بينه والألوهية برباط متجانس لقد صور المذهب الأوزيرى الإنسان روحا تنطلق بالموت على شكل طائر قد يكون أخضر اللون حيث يتفيأ شجرة الحياه حتى يوم البعث (( متون الأهرام ))
ترى السقاف : أن العقل الإنسانى حين سطر هذه الأسطورة إنما سطرها فتيا تتنازعه نوازع الفطرة ومنازع الروح لذلك فهى خطوة من الخطى الأولى لتفتح الوعى الإنسانى وتيقظ صوت الضمير .
الإنسان المؤله فكرة كان لها دورها منذ النصف الأخير من عهود الدولة القديمة حتى العصر الهلينى الرومانى هذه الفكرة لم يكن صعبا عبى قبولها فالتفكير الدينى لدى العثل الجماعى لم يكن نقيامن العبادات البدائية وبهذه البدعة من الجالس على العرش فقد تمثل فيه الإله قبضت عين شمس على أمر الدنيا والدين ، أفسحت البدعة الدينية لأوسى رع إلى العرش طريقا فإعتلى إبن الإله العرش بثياب الكهنوت وبلقب الكاهن الأكبر ل ((رع )) مؤسسا الأسرة الخامسة ومن قم كان كل ملوك هذه الأسرة التى جاءت بعقيدة التجسد الإلهى أبناء الإله ! بدعة الإنسان الإله ولع بها العقل الجماعى المولع بالتقديس فد طابت من النفس أن يرى نفسه مظللا بظل الإله بذلك برزت عين شمس مركزا دينيا وعاصنة سياسية بها برز الكهنوت الشمسى على صفحة الوادى من جديد سيدا .
عقيدة التجسد الإلهى
بولادة حورس من إيزيس تولدت فكرة الإله المجسد فى الطفل والإنسان المؤله ثالوث عين شمس العائلة المقدسة الأب والأم والإبن الروح القدس ،ثالوث قدسى فى ظله الإله الأعلى لا تخدش وحدانيته بذلك إعتبر الملك إلن الإله فأصبح العرش وراثيا دعم ذلك بدعة أخرى هى إصطفاء ((رددت )) وتجسد لها الإله بشرا سويا ، تقول السقاف يحتفظ لنا الزمن بالوثائق الدينية الجارية فقراتها فى ثقة تحدث أن (( رددت )) زوجة ((أوسى - رع )) الكاهن الأكبر ورأس كهنوت عين شمس قد إصطفاها الإله من بين النساء فتمثل لها بشرا وكان أمرا مقضيا ثمرته (( أوسر – كاف )) .
المذهب الأوزيرى فى الدين المنفى
برزت منف عاصمة للوادى تحكم شطريه بسلسلة حكام كل منهم (( لحورس الإلهى )) ظل على الأرض ففى كل منهم روحه تحل ليصل حكم الأرض بحكم السماء ببروز منف برز لها رب تعرف من أوصافه صفات الجمال وتناديه (( فتاح )) ولقب بملك الأرضين زعرفت منف أنه لن يوطد لها سلطان على الوادى حتى يكون فتاح كما كان ((أتوم –رع )) للأرباب إلها وهنا بدأ التفكير اللاهوتى فى البحث عن طريق الإدماج ولكن بعقيدة الكلمة والخلق الفكرى طرق العقل هذه الطريقة التى ظاهرها الإدماج وباطنها الإفناء ، وابتدع لونا من ألوان الإلوهه جديدا الكلمة أطرق المعلم الأول أن من نون إنبثق على زهرة اللوتس (( أتوم )) ولكن ((فتاح )) لنون سباق ومن كان لنون سباقا فقطعا هو سباق على أتوم فمن ((فتاح )) يمثل أتوم الفكرة
ومن فتاح يمثل حورس العقل ومن فتاح يمثل أوزير الكلمة . هكذا تسطر النصوص لالتبرز أسبقية فتاح على أتوم فحسب وإنما تفنى أتوم فيه وتجعله منه عنصرا ففتاح الواحد الأعظم هو قلب التاسوع الإلهى ولسانه وهو الذى جاء بالأديان منه جاءت الفكرة ليكون الكون فكان أتوم هذه الفكرة وهكذا فالقوه الخالقة لفتاح هى التى جاءت بالرب الإله آتوم !
هكذا فهم الفهم الإنسانى أن فتاح هو الأعظم وهو الموجد وهو الأقوى دون كل رب وهكذا إتبع الوادى الدين المنفى فى غير إنصراف عن عقيدة أوزير بل زادة تمسك به إعصار الدنيويات والسياسات وهبوب رياح إنهيار الدولة القديمة .
المذهب الأوزيرى فى الدولة الحديثة
ترى السقاف : أنه ومن جديد جاء آمن لكن لن يستطيع آمن الإله الرجل إنتزاع السلطان من ((رع ))الإله النور ويحل محله فألوهة رع متمكنة فى الوادى منذ القدم بفضل كهنوته ، ولكن هناك من الوسائل وسيلة ليست بجديدة على الكهنوت فى مذاهبه المختلفة لتحقيق أغراض الدنيا عن طريق الدين فقد حانت الفرصة للدمج وإبتداع التوحيد من جديد يجب إدماج آمن فى رع وتوحيده واسرع اللاهوت الطيبى يعلن من فوق الأبراج والصوامع هذا الإندماج والإتحاد فلا ينادى آمن بمفردة ولا ينادى رع بمفردة فهما إله واحد له إسمان وليس للكون إلا خالق واحد ((آمن – رع ))هو أحد لا شريك له
قوى كان الكهنوت الطيبى فبهذا الإدماج فقد إمتلك العقل الجمعى الذى غدا يؤمن بأنه لا يرى فى رع إلا آمن . بعد ان إطمأن الكهنوت بانه أفنى رع فى آمن إلا أنه بدأ يشعر بنزوع العقل الجمعى الى فتاح وإلى أوزير لذلك بدأ يقول له إن ((آمن –رع )) خفى وأراد أن يخرج من خفائه فنشر صفاته فى الوجود نشرها عن طريق هذه المظاهر المنتشرة ، وكالشأن فى سائر الأرباب كل صقة من صفات آمن فى مرتبة أدنى يمكن تسميتها رب .
قوى الآن الكهنوت الطيبى فمركز الوزير الأكبر لا يشغله إلا الكهنوت الطيبى هذا المركزمن أهم المراكز فى ذلك العهد وبنفس الوسيلة التى إبتدعها فى الدولة القديمة (( الإنسان الإلهى )) يأتى على العقل الجمعى بعقيدة كثيرا ما ضلله بها فهى مطيته للإستيلاء على الحكم وغير عسير على العقل الجمعى قبولها فقد أصبحت عقيدة محفوفة بالإيمان !
ولكى يثبت العرش الطيبى أمام قلاقل عين شمس لابد أن تقوم على العرش شخصية من نسل رب طيبة ويعاد القديم الراسخ فى العقل الجمعى فكما إصطفى الإله قديما رددت قد إصطفى حديثا (( آح موسى )) فتجسد لها بشرا وبشرها بأن إبنتها سنكون ملكة لانها من نسله على جدران الدير البحرى غربى طيبة مازالت نشرة هذا الميلاد الإلهى معلقة فى سجل الزمن منشورة وبين هذه الجدران حيث يطوف الفكر لتهب منه روح الحقيقة قوية هذا الكتاب يدعو اإلى البحث والتأمل دون التحيز لعقيدة دون أخرى ، العقل الجمعى قاصرا على أن ينظر نظرة شاملة لعقائدة التى يفنى نفسه فى الدفاع عنها وتلهبه الحماسة لأى دين وجد نفسه فى أحضانه وليد وريثا يجن له جنون التعصب معتبره أنه الحق دون غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24