الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين الثقافي والعضوي…… رؤية فلسفية، أم عقيدة لاهوتية؟

عبد العزيز المسلط
سياسي وباحث اكاديمي

(Abdulaziz Meslat)

2020 / 4 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مابين الثقافي والعضوي……
رؤية فلسفية، أم عقيدة لاهوتية؟
ج 1

واحدة من أفضل الصور المعروفة في سقف كنيسة سيستين هي "خلق آدم" التي وضعها مايكل أنجلو والذي يمد فيه الله إصبعه لإضفاء الحياة على آدم. تحمل هذه الموسومة عملاً معرفياً لا يتناقض مع أساطير الأديان لإنها توفر المدى الأرحب لدى القناعات الدينية الراسخة لتحفيز التفكير اللاهوتي.
يساعدنا هذا التفكير في الأعمال الأدبية والفنية واللاهوتية على تطوير المهارات التحليلية وفهم العقيدة بكافة زواياها إنطلاقاً من اركولوجيا الانسان. ويتحقق ذلك من خلال إشراك الإبداعات والإطلاقات المعرفية في إطار اللاهوتية والجمالية والأثر والتأثير في بناء سيرورة فهم تاريخي للواقع الذي تأصلت في العقيدة والتراث الإنساني لدى معظم شعوب الأرض. وفقًا لذلك ، يعزز التحليل الدورمولوجي في الميثيلولوجيا الفلسفية دراسة علم اللاهوت والجوانب الأوسع للمعرفة والتعلم لا سيما القناة بين الفلسفة والدين.
بالنتيجة نحن نتحدث عن اتجاه فلسفي آخر لا يصب في روح تلك اللوحة الجميلة. بل إننا نبحث في كنه الطبيعة الإنسانية للمخلوق الاول البشري "آدم"، الذي تقول الأساطير أنه آتى على غفلة من الزمن، بينما تؤكده الدراسات المختلفة أنه جاء كنمط متفوق على نفسه المادية "البشرية" عبر مراحل التطور المعرفي، والنزوع الفكري-الوعيوي!
يتحدث البروفيسور تان عن ما يسميه هو "ثورة افكار معرفية"، جاءت بوحي كبير من حقائق لاهوتية لم يكن هو ليقتنع بها لولا أنه قرأها من زوايا متعددة، فالوصفات اللاهوتية هي مزيج يتفاعل فيه التاريخي، والإنساني، والجغرافي، والفلسفي وغيره من العناصر التي تتفاعل فيما بينها عبر مساحات زمنية متفاوتة وطويلة تأتينا عبر رسالات وصحف مكتوبة قائمة على إلهام سماوي كما هو الحال في الديانات السماوية، أو عبر استنتاجات فلسفية لاهوتية كما هو الحال في الديانات الأرضية كالزردتشتية والمانوية والبوذية.
في ما نخلص إليه اليوم أن انعقاد علم الآثار الحديث في دورته العلمية المتجددة، ضمن فرع يعرف بعلم "الانسنة"، يمتد متفرعاً من (الأنثروبولوجيا الحديثة) وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي انطلاقاً من حقيقة "الإنسان- البشري الأول" على قاعدة الاهتمام بدراسة البيئة الأثرية للإنسان البشري القديم فحسب، وتناوله بدقة الآثار والأسس المعيشية والاقتصادية في المجتمعات ما قبل التاريخ وما بعده. ووصف وتحديد الحضارات من خلال مفهوم التطور، وتوثيق العلاقة بين علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وعلم الآثار، ودوره في الدراسة المنظمة لأشكال الاستيطان وإظهار المتناظرات الاثنوجرافية، إضافة إلى إعادة تكوين الحياة كاملة قبل التاريخ حتى أصبح اهتمام الأركيولوجيا قائم بشكل رئيسي على فهم الحضارة والتعامل معها من خلال نظرية (علم التطور).
ومن المفارقات الأكثر تحدياً في المنظومة المعرفية الحديثة في علم التاريخ البشري التي واكبتها وثبات هائلة من تطور دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي، هي تلك التي عبر عنها "أوستن هنري لارد" في أربعينيات القرن التاسع عشر في العديد من المواقع التاريخية في إثيوبيا، وشمال وادي النيل وفي مواقع آشورية رئيسية خلال تنقيبه في منطقة الجزيرة السورية هو أهم الاكتشافات البنيوية التي قامت عليها نظرية التطور البشري المعاصر المتمثلة في "نظرية الإنسان الثقافي والإنسان الطبيعي "العضوي". ما يؤكد أهمية أطروحة "كلوديوس ريتش" في أول تأصيل علمي مفصل عن مدينة بابل التاريخية وابتداء الحضارة الاولى هناك.
في الوقت الذي ينفي فيه العالم "الهولندي غروتيير"، ما تناولته طروحات "لارد"، واعتبر ان النيادرتالي الاول كان يعيش في غابات افريقيا الوسطى، وتم اتحاد الكروموزومات الأولى بين العضوي، والثقافي، اي بين البشري، والإنساني في افريقيا وتحديداً في البقعة الممتدة بين جنوب مصر، وشمال أثيوبيا ، وكان هو الخلق الانساني الاول "آدم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا