الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الي الاستاذ عامر الامير و كل من يهمه الامر: مازال إسمه يسوع لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم

أسعد أسعد

2006 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يسوع الناصرى مازال يُضطَهد و يُطارد حتي بعد صلبه و موته و قيامته بألفي عام . فان تعاليمه و حياته الكاملة النقية و محبته للانسانية جمعاء تُقدّم تحديا لكل فلسفة و قيم إجتماعية بشرية و دينية مهما كان مستواها الفكرى و القيَم التى تُروّج لها .... و الحياة النقية التى دَعى اليها يسوع تُقدّم تحديا أخلاقيا للفكر البشرى المنغمس في ملذات إمتاع الذات و ظلمات و دهاليز مبررات السلوك المتمسك بفكر الالحاد و الجرى و راء مظاهر الوجود و الكون ليجد في غوامضها ما يبرر تحرره من المطالب الادبية لتسامى النفس البشرية كما غرسها في الضمير الانسانى ذلك الخالق و المهندس الاعظم للكون.
فلقد أتى يسوع الي هذا العالم بعمل الهى ففى أصل وجوده الازلى قد كان هو الصورة الاصلية التي علي شاكلتها و نمطها أوجد موجد هذا الكون الانسان من التراب من العدم. لأن يسوع هو الكمال التام و القانون و الشريعة و هو الجوهر و الصورة التى تُرى لمن لا يُرى و مع ذلك لم يأت ليملك و يتملّك و يفرض السيادة و المهابة على البشر.
فرغم أنه لم يكن شخصا عاديا و لم يكن مجرد نبيا فلم يكن هدفه إرجاع الناس الى شريعة الله و أن يفرض عليهم إتّباع قوانينه و وصاياه ... ففى أيامه كان البشر في كل العالم المعروف آن ذاك قد تخطوا كل الخطوط الحمراء و تجاوزوا كل الحدود و المحظورات و تسابقوا في إختراع الشر و العنف و القسوة و القتل و الاغتصاب و فشل الانبياء و الرسل و العلماء و الفلاسفة و الحكام و العقلانيون في الحد من طوفان الطغيان البشرى في الشر و الانحطاط الاخلاقى و العيشة البهيمية و تجاوزت التصورات البشرية كل الحدود في إختراع المعبودات و الالهة و مزجوا خيالاتهم بثقافات أساطير الهند و أسرار مصر و فلسفات اليونان و شعوذة غابات إفريقيا و أسحارجبال شمال أوروبا.
و عرف يسوع أنه قد ضاع من البشر القدرة على الخضوع و فارقتهم القوة على الطاعة و انعدمت منهم الطاقة على عمل الصلاح فلم يبق أمام هذا الانهيار التام الا أن يلقى الانسان مصيره المحتوم الذي كتبه بيديه و هو الدمار الكامل و الفناء الابدى بانفصال تام عن مُبدِعَه و موجِدَه و بارئ وجوده علي كوكب الارض. فلقد أفسد الانسان ذاته و أفسد معها الخليقة كلها التى خُلِقَت من أجله لكي يحفظها و يسود عليها فكتب الانسان بنفسه نهاية مؤلمة لحياته بعيدا عن خالقه
لذلك فقد أسس يسوع الناصري بأعماله و حياته الكاملة المثالية و موته و قيامته التى قدّمها للبشرية جمعاء بُرهانا على الحب الالهى الذى للاسف يرفضه البشر و لا يقبلوه فقدّم يسوع بموته و بحياته إنجيلا أى بشرى و خبرا سعيدا لكل العالم كل من يقبله للحياة الابدية.
و على مر العصور هاجم الكثيرون يسوع و إنجيله و لأنهم لم يجدوا في سلوكه و سيرة حياته عِلّة و احدة تؤخذ عليه و تقلل من شأن كماله التام فراح البعض يُركّز هجومه على أنه كانت ليسوع طبيعة إلاهية لا يمكن لبشر أن يعيش مثالها و بناء عليه يجب أن نتركه و شأنه إلاها فى السماء و البعض الاخر راح يبحث عن طريق يقلل فيه من شأن يسوع فاخترع عنه الحكايات و أنه كواحد منا يحب إمرأة و يمارس الجنس و يتزوج و ينجب فهو مجرد بشر عادى و واحد من البلايين في هذا العالم فلنتركه و نبحث عن آخر.
و البعض ذهب ليشكك في طبيعة يسوع و قدومه الى العالم فلجأ الى قصص الخيال و وصف أمه و خالته أنهما من راهبات الزنى في المعابد الوثنية حملتا سفاحا ثم خرجتا الينا لتوهمانا أنهما قد حملتا قُدسيّا بروح من الله و الغرض هو وصم يسوع ذلك المعلم النقى الذي لم توجد في سيرته و لا كلماته هفوة و لا زلة لسان و لم توجد فى أعماله إلا العطاء و الشفاء و الحب و النقاء فذهب هؤلاء يلطخون أمه و عائلته في أدق أسرارهم و إتّبعوا ظلام عقولهم فى خرافات كي يطمسوا الحقيقة الناصعة كالشمس بل و أفضل لمعانا منها و هى أن يسوع كان في كل حياته أعظم إنسان لامست قدماه هذه الارض التى يحاول فلاسفة الظلام إخماد نور الحق في عقل كل مَن يستطيعون الوصول اليه من البشر الذين يعيشون عليها.
و هكذا دخل المستر براون بشفرة دافينشى القصة الخرافية التى هى من باب ما يسمي في لغة الفن و الادب بالخيال العلمى دخل الي عقول الملايين عن طريق نظرية المؤامرة الكاثوليكية التى اتهم فيها الكنيسة باخفاء سر خطير و هو زواج يسوع من مريم المجدلية و سارة الابنة نتاج هذا الزواج و هروبها الى أوروبا و مغامرات فرسان المائدة المستديرة و التمبلارز و باقى الاساطير فركّز الملاين أفكارهم على شخصية خرافية نزعها مستر براون من شخصية مريم المجدلية الحقيقية و هى إمرأة عادية ضمن آلاف ممن شفاهم يسوع كان هو قد حررها من آلآم و أمراض كانت تعانى منها فركّز أفكار الملايين عليها و على أسطورة الابنة السرية و على ما سماه بكذب و خداع الكنيسة الكاثوليكية أما يسوع فلنتركه في حاله بعيدا و لنُركّز معا على الاسرار و الغموض و المغامرات و أساطير المؤامرات.
لقد نسى العديد النظرية القائلة إن ما بُنى علي باطل فهو باطل فراحوا يكيلون و يقذفون قاذورات أفكارهم علي كل من هو حول يسوع من عائلته و تلاميذه و أتباعه لكن يسوع بقى شامخا متعاليا لانه أسس كلامه على نقاوة حياته و أبلغ دعوته لانجيله بايجابية أعماله التى لم يجرؤ انسان على أن يناقض لا كلمة و لا حرف و لا حركة و لا ساكنة منها الى يومنا هذا و بقى تلاميذه الذين شهدوا لحياته و أعماله و كلماته و صلبه و موته و دفنه و قيامته و انطلاقه الى السماوات بقوا صامدين أمام العالم و ختموا كلّهم شهادتهم بدمائهم التى بذلوها في مختلف بقاع الارض التى انطلقوا اليها ليذيعوا إنجيل محبة الله للبشر فجازاهم البشر بسفك دمائهم بابشع الطرق و التنكيل أحيانا.
و الان راحت المعاول البشرية الحانقة على يسوع تهدم ما تراه من إيمان به في قلوب البشر الذين قبلوا يسوع ربا و مسيحا مخلصا و روحا كامنا محييا فى كل قلب يقبله و تكاتل على يسوع كل الحانقون على أخلاقياته و تعاليمه و تضحياته و مثاليته المطلقة الكل يريد هدمه و تحطيمه و النيل منه و تحويله الى مجرد شخص أسطورى لا وجود له.
و كانت أسطورة و رواية شفرة دافينشى فرصة ليخرج علينا دعاة ظلام الفكر المخالف لكل منطق و كل عقل يسعي و يطلب الحق و ها هو الاستاذ عامر الامير يخرج علينا مهللا لكتاب و رواية شفرة دافينشى و كأنها الحق الحقيق و الصدق الصديق و يتجاهل الحلقة أو المؤتمر الصحفى الذي عقده مخرج الفيلم و الفنيون العاملون معه و الممثلون المشتركون فى التمثيل (وقد أذيعت هذه الحلقة ليس على الفضائيات الاجنبية فقط بل و العربية أيضا) ليقولوا للجمهور علانية أنه مجرد عمل فنى من باب قصص الخيال الاسطورى قصدوا به فقط التسلية لمحبى فن السينما و الخيال و طلبوا أن كل من يعتقد أن الفيلم يسئ اليه الا يشاهده و أصر الجميع على إنهم يقدمون عملا فنيا بحتا لا يمت للحقيقة و لا للدين و لا للتاريخ بصلة.
لكن لابد من تلطيخ يسوع الذى بذل نفسه لاجل الجميع بما فيهم كل من كرهوه فجمع عليه الاستاذ عامر الامير أسماء يسبقها لقب دكتور مثل سيار الجميل و سيد القمنى و كاتب عراقي آخر لا يذكر الاستاذ عامر إسمه جمعهم كلهم على يسوع لينهش الجميع فى حقيقة وجوده و نقاء حياته و تضحية دمه الذى بذله لاجل البشرية جمعاء. فلما لم يدركه هؤلاء تحولوا و جعلوا منه أسطورة لا وجود له في التاريخ البشرى و خرافة خيالية و نسوا إن ملايين البشر قبل قسطنطين و قبل الكنيسة الكاثوليكية و قبل آريوس و أثانثسيوس و مجمع نيقية ملايين بما فيهم كل تلاميذ يسوع الذين عايشوه و عاينوه قد قدموا حياتهم و عُذّبوا و قُتلوا نتيجة للشهادة التى حملوها عن يسوع و حياته و موته و قوة قيامته و عمل روحه في تغيير حياتهم و إنتشالهم من الضياع و من الظلام الفكرى و الروحى.
و الى اليوم رغم أنف دان براون و شفرة دافينشى و عامر الامير و شلة الدكاترة الذين جمعهم على يسوع سيبقى يسوع هو هو أمسا و اليوم و الى الابد إسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية