الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين الثقافي والعضوي…… رؤية فلسفية، أم عقيدة لاهوتية؟ ج2

عبد العزيز المسلط
سياسي وباحث اكاديمي

(Abdulaziz Meslat)

2020 / 4 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وهنا تبرز الاشكالية التاريخية "المقدسة"! هل تم الاندماج الاول بين البشري والثقافي عبر وحدات مادية "طين لازب"، أم ان هناك توكيد للحقيقة التي عبر عنها علماء الفيزياء أن الاندماج الاول كان اندماجاً "نووياً". جاء عبر طفرة فيزيائية احدثت تحولاً جدلياً في مفهوم المادة وانتشارها!
ليس لدينا الدليل الحسي على أن تلك الطفرة "الاولى"، أنتجت "آدم" الاول!
لكن من كل بد، ان بعض القراءات المختلفة ايدت هذا الاتجاه بشكل او بآخر! مع انني وبشكل شخصي لا أتبنى هذا المذهب إلا بما تؤكده النظريات التاريخية بتناقضاتها المختلفة!
ما يهمنا! كيف خلق الانسان "الثقافي" الأول؟ وما هي الإرهاصات الكبرى على ان مسألة الخلق والنشأة كانت في بيئة مغايرة تماماً للبيئة الأرضية المادية الموجودة في عالمنا هذا! وهل تقوم مقام التفسير الدلالي للنص الديني بحرفيته! ام ان القضية هي ادراك واعٍ لوجود آخر استحدثته نظريات "تطور" مختلفة جاءت عبر سياق زمني طويل عبرت عنه "النسبية الحديثة"، في الوقت الذي أغفلت فيه بعض العلوم النظرية جانب هام من جوانب التكوين الأول!
لا اعتقد ان الطروحات السطحية التي تناولتها الكتب الدينية القديمة والتي أتت بشكل سردي - قصصي لكيفية الخلق والنشأة، صنعت معادل التأثير الحقيقي التي يمكن أن تسببه النظريات العلمية كالنسبية مثلاً، او نظرية "الانفجار الكوني الأعظم"، لكن من دون ادنى شك تبرز تداعيات الدراسات النظرية -الفلسفية- التي تستقي دلالاتها من صلب النصوص الدينية، عبر صور فيرمولوجية متباعدة التأثير تارة، ومتقاربة تارات.
ويمكن تقسيم العلل الدراسية للبحوث النظرية لهذا التيار الى ثلاثة مسالك رئيسية؛
((العلة ألاولى-الحقيقة الادراكية-الموصوف التجريبي)).
1- العلة ألاولى؛
تابع نشاط علم التشكل البيئي بشكل قوي اهتمامه بهذه الدراسة من خلال تسليط الضوء على فكرة-الطبيعة- الأولى التي تشكّل منها الوجود البشري.
فكان الانصباب العلمي يتركز حول أهمية ظهور بعض الأبحاث التي ترى بأن تاريخ -علم الأركيولوجيا- يعود إلى عصور حديثة نسبياً-، بينما يؤكد البعض وجوده منذ القدم وفي العصور القديمة، حين ذكر التاريخ أن بابل كان لديها اهتمام كبير بالتحري لمعرفة تاريخ الآثار القديمة، حيث عملت الملكة البابلية (بلاشلتي نانوي) على جمع القطع والمفرغات الأثرية وحفظها بمكان خاص ليكون أول متحف بالتاريخ البشري.
وفي مكان آخر أصبح علم التنقيب الأثري أكثر انتشاراً خلال العصور الكلاسيكية التي رافقها ظهور الإغريقية كلغة معتمدة في كثير من دول العالم القديم، شجعت على ظهور علم الآثار، والمهتمين بالتحري عن علم التكوين والنشأة والخلق كانوا في منتهى الإبداع في وصف الآثار (جغرافية التاريخ البشري).
وكان (توكيديدس) من أقدمهم في العمل بهذا المجال في القرن الخامس قبل الميلاد بوصفه آثار اليونان، بينما كان (هيروديتس) أول من سلك طريق المعاينة، والمعالجة، والتنقل، والمسح، والتسجيل في مناطق عديدة بالشرق القديم.
وقد كان حصان السبق لعلماء الإغريق في إيجاد الأدلة التي ساعدت على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة الاولى. أي منذ فجر ولادة الإنسان الأول. وكانوا قد درسوا كل الأدلة التي تساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة القديمة منذ فجر الإنسان الأول!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية