الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست مؤامرة أو مجرد صدفة

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)

2020 / 4 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كعادتنا في تحليل الكوارث والمصائب التي تقع على رؤوسنا ، رافق تفشي فيروس كورونا مجموعة من نظريات المؤامرة التي تدعي أنه نتاج ـأعمال تمت في أحد مختبرات الصين مثلا ، لكن تحليل أجري مؤخرا للفيروس نسف نظرية المؤامرة هذه ، إذ قارن باحثون بين هذا الفيروس والفيروسات السبعة السابقة من أسرة كورونا التي أصابت البشر ومن بينها فايروس سارس ، ووجدوا أن فيروس كورونا المستجد ليس نتيجة عمل مختبر أو فيروس جرى التلاعب به عمدا من جانب البشر " .
لكن إذا لم يكن كورونا مؤامرة دولية ، فمن المتآمر إذن ، ومن المستفيد من هذه الجائحة ؟
هذا السؤال أجابت عنه بعض العناوين الصحفية مؤخرا بعنوان (كوكب الأرض هو المستفيد الأول من جائحة كورونا) !
إذن ليست أمريكا أو الصين أو مصانع الأدوية .. إنه كوكبنا يحاول أن يفتك بنا ويلفظنا من على سطحه بعد أن اقتربنا من القضاء عليه الى الحد الذي بدأنا به البحث عن كواكب أخرى صالحة للحياة!
لم لا ما دام إغلاق المصانع وخلو الشوارع في معظم البلدان بسبب كورونا جعل من كوكب الأرض المستفيد الأول الذي يتنفس الصعداء متمنيا دوام الحال !.
وحسب صور الأقمار الصناعية التي أصدرتها وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية فقد ظهر انخفاضا حادا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين التي تطلقها السيارات ومحطات الطاقة والإنشاءات الصناعية ، وبحسب تلك الصور أيضا فقد اختفت السحابات المرئية من الغازات السامة ، وحالة الاغلاق العام جعلنا للمرة الأولى نرى السماء صافية !
أي أن تفشي الوباء الذي حد من تحركات الجموع البشرية أثر ايجابيا على الأرض والبيئة والمناخ فأصبح العالم أكثر هدوء ، الأمر الذي أثر على الاهتزازات الناتجة عن حركة السيارات والقطارات والحافلات ، فغاب الضجيج وانخفضت الضوضاء الزلزالية من 30 الى 50 بالمئة ، وفي البندقية مثلا عاد السكان الأصليين من طيور البجع والطيور المائية لقنوات المياه التي أصبحت صافية ..
لكن يبدو أن ليس فقط طيور وبجع البندقية الذين احتفلوا بهذه المؤامرة الطبيعية التي حررتهم من المستعمر البشري ، لكن مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تظهر غزلان وحيوانات برية تتجول في شوارع المدن مبتهجة وكأن لسان حالها يقول (وأخيرا رحل البشر) ..
إن فايروس كورونا ، السارس ، انفلونزا الطيور ، جنون البقر ، أنفلونزا الخنازير ، السرطانات .. الخ
كلها أمراض وأوبئة كان مصدرها أكل هذه الكائنات الحية الأخرى على اختلافها .. وليس هناك مرض في العالم أصله نباتي مثلا ! لكننا لم نتعظ
ولا يبدو أننا سننتبه الى أن هذه الأمراض ليست مؤامرة وليست مجرد صدفة بل هو تحذير الطبيعة ، وربما عقاب على اجرامنا بحق الحيوانات والكوكب .
ترى هل وصلت الرسالة ؟
هل نعطي للبيئة حقها ، وهل نفكر بالانتقال لأسلوب غذائي أخلاقي وصحي أكثر يعتمد في الأساس على الأكل النباتي بدلا من سلب هذه الحيوانات أرواحها أو شيها حية كما حدث في الصين عاصمة الوباء .
أستطيع أن أتخيل كيف ستصبح صحتنا ، كيف ستطول أعمارنا ،بل وكيف سيصبح حال الحيوانات المسكينة التي تعيش الجحيم بسببنا،
وأستطيع أن أتصور كيف سيصبح حال الطبيعة التي أفسدناها وغابات استراليا الي أحرقناها وسماء الأمازون التي مزقناها .. ورئة الأرض التي ثقبناها .
ستيفن هوكينج تنبأ بانقراض البشر بسبب مخاطر الحروب النووية والفيروسية والاحتباس الحراري ، إذا لم يتمكن الانسان من احتلال كواكب أخرى قبل حلول هذه الكوارث! إلا هذه الكوارث بدأ تحل..
لكن هوكينج عالم فلك ، ويحق له أن يحلم بالهجرة الى كواكب أخرى ، في حين أن علماء البيئة والأوبئة أحلامهم لا تتعدى الحفاظ على كوكب الأرض وانقاذه ،
أما نحن الشعراء فنحلم بتلك السماء الصافية المليئة بالنجوم التي أشاروا لها ، فطالما هي صافية وجميلة حتما ستكون حياتنا كذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا يحذر من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي|#مراسلو_سك


.. في الذكرى 17 لسيطرتها على غزة...حماس تتمسك بـ-الرهائن- ورقة




.. انهيار السلطة الفلسطينية بالحصار المالي الإسرائيلي|#غرفة_الأ


.. انتخابات إيران.. هل يرجح الحرس الثوري كفة قاليباف على حساب ج




.. مساع دبلوماسية لتجنب المواجهات على حدود لبنان|#غرفة_الأخبار