الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة تشرين والتنظيم العمالي المدني - حيدر عبد الواحد

منير الكلداني

2020 / 4 / 16
المجتمع المدني


بات من الواضح ان ثورة تشرين هي انتفاضة شعب اشعل فتيلها البسطاء من الكادحين الذين يقتاتون على اعمال بسيطة ويسكنون احياء فقيرة تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة العادية، ثم بدأ ينظم اليها الطلاب والعمال واغلب شرائح المجتمع العراقي الغاضبة من النظام السياسي الذي فشل في توفير ابسط الخدمات العامة بل واستشرى الفساد فيه لدرجة تفوق التصور!.

وفي خضم كل الأحداث والمراحل التي مرت على الثورة التي ضرب فيها الشعب اروع الأمثلة في التلاحم ورفض هيمنة الاحزاب والتسلط الرجعي للمليشيات التي اخذت تتحكم بمصائر العراقيين وحياتهم،في خضم ذلك لم تكن هنالك قيادة لهذه الثورة ولا للثوار لأنها وبكل بساطة ثورة عفوية خرجت من رحم الشعب المثقل بالجراح والهموم والشعور بالإحباط نتيجة فشل الطبقة السياسية في كل شيء ، بما في ذلك توفير الخدمات العامة التي هي حق طبيعي لكن فرد او مجتمع!.

ومع كل هذا كانت الثورة نجحت نجاحًا
فاق الخيال والذي تتوج في كسر شوكة الاحزاب وسطوتها على مقدرات البلاد.
لكن قد تتطلب الامور ويفرض الواقع على الثوار تواجد جهات تقوم بتنظيم الثوار والاهتمام بشؤونهم حتا وان كانت تتواجد بعض التنسيقيات للثوار التي لم تكن على قدر كاف من الخبرة وحتا شهد الحراك بعض حالات التخبط في مسيرة الثورة.

من هنا تبرز الحاجة لوجود تجمعات عمالية ونقابية ليست لأدارة او قيادة الثورة ولكن لكي تحافظ على تنظيم شؤون المتضاهرين ومراقبة اوضاعهم وحقوقهم من الناحية القانوية وتفويت الفرصة على الاحزاب والعصابات استغلال الشباب وذلك عبر زجهم في تنظيماتهم المسحلة التي تلقي بهم في اتون صراعات عسكرية خارج وداخل العراق.
ومن الجيد ان ننضر
الى تجارب الشعوب في مثل هذه الامور والأحداث، ومن هذه الأمثلة ما حصل في ثورات الربيع العربي، على سبيل المثال عندما اندلعت الثورة التونسية تدخل الاتحاد التونسي للشغل وهو اكبر التجمعات التقابية قي البلاد لصالح الثورة ونجح في قلب الموازين لصالح الثوار!.
والمثال الآخر هو ثورة السودان التي نتج عنها تشكيل تجمع المهنيين السودانيين والذي قاد الثورة الى نجاح باهر.

من هنا يجب على النخب والأكاديميين
التفكير في إنشاء اتحاد عمالي مدني يضم القوى الشعبية العمالية الكادحة
والكفائات الوطنية، وذلك حتى ليكون طرف مهم في تحديد المسيرة الوطنية للبلاد والاشراف على النقابات التي هيمنت عليها الاحزاب والمليشيات واغرقتها في مستنقع الفساد والمحسوبية!.

من هنا يتبادر سؤال مهم وهو هل من الممكن تشكيل مثل هكذا اتحاد او حتى رابطة!.
وإذا ما تم تأسيسه هل سيكون باستطاعته
التغلب على التحديات والكم الهائل من المشاكل والتراكمات التي يمر بها العراق في هذه الفترة الصعبة والحرجة!!.

وعلى الرغم من تلك الصعوبات فأذا ما تشكل مثل هكذا اتحاد او رابطة او منظمة فهو بالتأكيد سوف يحسب له الف حساب من قبل الطبقة السياسية الحاكمة والتي قد تضطر لمفاوضته وحتى قد تفكر بمساومته، وبغض النظر انه من سيقدر او يتصدى لمهمة تشكيل هذا الاتحاد المدني الشعبي تبقى هـذه الفكرة مهمة لتحقيق المرحلة الثانية من ثورة تشرين
شريطة ان تكون غير خاضعة لنفوذ الأحزاب و رموز الفساد،او تصبح حزبا اخر من احزاب الفساد ،وتكون عبئا اخر من الأعباء المتراكمة على البلاد، وان تخرج من نطاق المحسوبية والمزاجية وتكون ضمن نطاق الوطنية وتساهم في بناء دولة مدنية متحضرة بعيدة عن الرجعية والطائفية وهو هدف كل عراقي حر يأمل في العيش الكريم.

حيدر عبد الواحد
10 نيسان 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال