الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن صراحة ابن عبود مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية في السويد

هادي فريد التكريتي

2006 / 6 / 14
المجتمع المدني


قرأت ما كتبه الأستاذ الكاتب رزاق عبود عن المؤتمر التاسيسي للكتاب العراقيين في السويد ، ولا أريد أن ُأعِِرف بأن رزاق عبود ومن خلال كتاباته كان ، وسيبقى ، كاتبا حرا وطنيا وملتزما بقضايا الشعب والوطن ، صريح العبارة ، دقيق المعنى ، إلا أني أسجل عليه وصمه لكل من حضر هذا المؤتمر بوصف ( كتاب السفارة العراقية ) ، وأنا أول من يحتج على هذا الوصف المغاير للحقيقة ، بكوني ، كما هناك الكثيرون غيري ، خارج هذا الوصف المتعسف ، فأن كان بعض الحضور ممن لهم علاقة بالسفارة ، فلا يعني أن شائبة تلحق بوطنية هؤلاء الحضور ، فالسفارة تمثل حكما وطنيا بغض النظر عن كل الملاحظات التي لنا أو لغيرنا عليها ، وتبقى السفارة بيتا عراقيا لكل العراقيين ، سواء أكانوا وطنيين أم طائفيين أم عنصريين ، فكل عراقي هي من تمثله السفرة خارج بلده ، فحضوري لمؤتمر كتاب عراقيين في السويد ، جاء وفق ما هو مثبت في مسودة النظام الداخلي ، الوثيقة المراد مناقشتها لتأسيس هذا الاتحاد ، الاتحاد ( تجمع ثقافي طوعي ديموقراطي مستقل ، يضم كافة الكتاب العراقيين الذين يؤمنون بأهدافه ...بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو انتماءاتهم القومية أو الدينية أو المذهبية ) ، و من شروط العضوية في الاتحاد ، ( يحق لكل عراقي يتمتع بشروط الكتابة والإبداع ويؤمن بالمفاهيم الديموقراطية العامة ، ولم يكن مروجا للثقافة الدكتاتورية ومروجا للإرهاب القومي أو الديني أو العقائدي والتعسف الفكري الآيدلوجي ، أن يكون عضوا في الإتحاد ..) فهل كان من الضروري أن يستثني النظام الداخلي كتابا وطنيين لهم علاقة ما بالسفارة ، وهل السفارة العراقية اليوم كما هو الحال بالأمس ، وكرا للتجسس وإرهاب المواطنين ، وحتى عندما كانت السفارة تمثل النظام الفاشي آنذاك ، أثبتت التجربة خطل رأي مقاطعة السفارة ومراجعتها ، سواء للحصول على وثيقة السفر أم لأي شأن آخر .
السفارة بكل من هم فيها ، موظفون يتقاضون رواتبهم من خزينة الدولة ، وهي لخدمة كل عراقي ، مهما كان شكله ولونه ومعتقده ، تدار بأموال عراقية ، وعلى من يرى فيها نزوعا لموقف عنصري أو طائفي، أو معاداة للوطنية ، على الكتاب الوطنيين فضح هذا التوجه دون هوادة ، وفي هذا الصدد أشار السيد عبود إلى كوني واحدا ممن ( ..لم يستمع أحد إلى تحذيراتهم ، أو ملاحظاتهم ..) فعلى الرغم من اعتراضي على إيراد إسمي الذي لا ضرورة له في مثل هذا الأمر ، إلا أن السيد عبود يجانب الحقيقة ، والحقيقة هي أن كل المؤتمرين الحضور، قد ناقشوا من منطلق المسؤولية كل شأن من الشؤون المطروحة للنقاش ، ورفضوا كل كلمة قيلت بحق السفارة وعنها ، وطالبوا بحذفها بالإجماع ، لذا فقد خلت الوثيقة من كل لفظة بهذا الشان . التحذير الذي أشار إليه الزميل عبود ، هو أن الكتاب طليعة الشعب العراقي في رسم ملامح الحكم الذي يريد ، وربط الكتاب بنهج الحكومة يقضي على كل أفق للتطور ، فكلما ابتعد الكتاب عن قرار الحكومة وسياستها ، حتى وإن كانت الحكومة من الأحزاب والتنظيمات التي تمثلهم ، كلما وضحت الرؤى عندهم في استشراف المستقبل ، وتطورت أساليب معالجة نواقص الحكم ، من هنا كانت تنطلق التحذيرات ، وليس من منطلق آخر معاد للسفارة .

يشير السيد عبود إلى نواقص وسلبيات في المؤتمر ، فهذا صحيح ، خصوصا بعدم حضور كل الكتاب العراقيين في السويد ، وهذا الأمر خاضع لظروف كل من حضر ، أو لم يحضر ، وقد خلا الحضور حتى من الزملاء الذين ساهموا في التحضير لهذا المؤتمر لفترة طويلة ، والبعض قد اعتذر ، كما هناك من أرسل ملاحظاته دون حضوره ، والبعض لم يلب الدعوة ولم يعتذر ، وآخرون لم يتم الإهتداء لعناوينهم ، وهناك من لم تعجبه ، أو لم تتوافق شروط (الإيمان بالديموقراطية والوطنية ، بعيدا عن الطائفية والعنصرية ) مع نزعته الفكرية وتوجهاته السياسية ، وهذا يعني في المقابل ، أن شريحة واسعة ، نتيجة هذه الشروط ، أصبحت خارج الدعوة ، أمر آخر إتسم به المؤتمر قصر الوقت ، وتحديده باربع ساعات ، تخلصا من تكاليف لا قدرة لهذا المؤتمر على سد تكاليف وجبة الغذاء ، ولو ُأستطلعت الآراء قبل عقد المؤتمر ، لكان قد استصحب كل مساهم سندويشة لغذائه من أجل إطالة أمد المؤتمر ، كما كان المفروض أن يدفع كل مساهم بدل الإشتراك مقدما ، لتسديد بعض النفقات ، إلا إن هذا لم يحصل .. من السلبيات أيضا أن يقطع بعض الحضور قرابة 500 كيلو متر مرهقة من السفر المتواصل ، كحالي ، ليدخل القاعة وهو متعب ومرهق ، فعندما يكون الهدف ساميا ، تتلاشى سلبياته التي فاقت الإيجابيات ، إلا أن الروح الإيجابية التي سادت وتمتع بها أعضاء المؤتمر، هي التي كانت سائدة ، رغم كل النواقص والأخطاء ، بسبب أن من حضر كان جادا لتأسيس رابطة أو اتحادا للكتاب .

السيد رزاق عبود رُشح إلى منصة الرآسة ، وحسب علمي لم يعترض ، ولم ُيكرهه أحد على الترشيح ، كثيرون هم الذين رُشحوا من قبل الغير ، إلا إنهم إعتذروا ، ولم يكن هناك إكراه أو فرض لترشيحهم ، فكان السيد عبود واحد من ثلاثة ، ُألقيت عليهم مسؤلية إدارة المؤتمر ، نجاحا أو فشلا ، ولم يبدر من السيد عبود رفضا لهذه المسؤولية ، وترأُس إدارة الجلسة شأن الثلاثة ورهن إتفاقهم ، ولا شأن للحضور في هذا ، والحضور منصاع لقرارهم وما يفعلون بحرية ، إلا أن التلكؤ ، ولا أقول الفشل ، بعدم اتخاذ قرار حاسم وحازم من قبلهم ، في كيفية مناقشة الوثيقة ، هو الذي بدد الكثير من وقت المؤتمر ، وبالطبع السيد عبود يتحمل ثلث المسؤولية ، والثلثان الآخران يتحملهما زميلاه على منصة الرآسة ، ولا دخل لآعضاء المؤتمر في الموضوع .
في منتصف الجلسة أعلن الزميل رزاق عن رغبته لترك منصة الرآسة ، بحجة التعب وألام في الظهر ، إلا أن الحضور عارض هذا العذر ، ولم يفصح عن حقيقة السبب ، كما هي صراحة ابن عبود التي عهدناها به ، إلا بعد أسبوع من انتهاء المؤتمر ، وهذا مؤسف حقا .
لم يكن هناك من يعترض ، فيما إذا كان الزميل عبود يريد أن ( تعقد هيئة الرآسة اجتماعا تداوليا لانتخاب الرئيس ) فهذا شأن هيئة الرآسة إن ( استحوذ على الرآسة زميل عزيز ) حسب وصفه ، لذا ليس منطقيا أن يلقي بالمسؤولية على كل أعضاء المؤتمر ، أو على أشخاص بعينهم ، فالقاء المسؤولية على الغير ليست صفة لكاتب ملتزم بقضايا شعبه ، مثل السيد عبود ، وكما عهدناه به ، وهو من َقِبَل تحمل المسؤوليةلإدارة الحوار والنقاش مع غيره ، دون ضغط أو إكراه .ولم يكن هناك من فرض رأيا أو فرض ترشيح أحد ، فالسيد رزاق يعرف أن البعض حاول أن ُيرشح للهيئة الإدارية ، من لم يكن حاضرا ، وهؤلاء لم يحضروا لسبب قاهر ، لكونهم من ساهم في الإعداد لهذا المؤتمر ، إلا أن الحضور لم يوافق ، كما لم يوافق الحضور على توكيل الغير لإنتخاب الهيئة الإدارية ، وهذا يعنيأن الحرية كانت كاملة ومطلقة للمؤتمر في كل قراراته ، ولم يتدخل أي كان في عمله وقراره .
هذا المؤتمر تعرض لنقد جارح ، وكأن الحضور لم يكن بينهم إلا طلاب عشاء من السفارة ، أو جمهور لحضور حفلة طرب لطلاب الأقسام الداخلية أيام زمان ، أمر مؤسف أن ينحدر النقد لمثل هذا الواقع ، كان بودي لو تمتعت بقراءة نقد بناء ، يعالج كل مفاصل الخلل ، وهي كثيرة ، خصوصا لمن يساهم في وضع اللبنات الأولى لهيئة تلم شمل كل من يستخدم قلمه من العراقيين في السويد ، ولعضد ما يعانية شعبنا من قتل طائفي على الهوية ، وقطع رؤوس ، وتفجير وتفخيخ . إنها اللبنة الأولى لهذا التأسيس ، وعلى الرغم من كل نقد وبأي صيغة كانت فهو يحمل في ثناياه التعديل والتصحيح ، ولا يسعني إلا أن أقول شكرا لابن عبود على صراحته غير المعهودة ، وظلمه للكثيرين ممن حضروا ، وتأشيره لبعض مظاهر خلل فينا ..


13 حزيران 2006












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء