الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيبة المنصورة بين بيان دار الافتاء وبيان شيخ الازهر

هادي المهدي

2020 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بلغنا مطلع هذا الاسبوع خبرا من مركز ايجا بمحافظة الدقهلية مفاده أن طبيبة تسكن بإحدى قرى المركز توفيت بإحدى المستشفيات المخصصة لعلاج المصابين بفيروس كورونا بعد أن انتقلت اليها العدوى من إحدى الحالات المريضة أثناء مخالطة الطبيبة الراحلة لها وحين علم أهل القرية التي تسكن بها الطبيبة تجمهر عدد من شباب القرية قاطعين الطريق على سيارة الاسغاف التي كانت تقل حثمان المتوفاة رافضين دفنها في مقابر القرية ظنا منهم ان في ذلك خطرا عليهم بامكانية انتقال العدوى من الجثمان لأهالي القرية .
عقبت دار الافتاء علي الواقعة وعقب عليها أيضا شيخ الأزهر وقد اتفق الاثنان علي إدانة الواقعة إدانة صريحة غير أن مبررات الإدانة اختلفت بين هذا البيان وذاك وقد أردت أن أعقب علي ذلك .
أما بيان دار الافتاء فقد وصف الطبيبة بالشهيدة وأوصى أن يتم التعامل مع مثيلاتها معاملة الشهداء وتكريمها تكريم الشهداء .
بيان شيخ الأزهر والذي كان مصورا فقد أكد فيه على أن كل مصري يتعرض للوفاة جراء هذه الأزمة هو مواطن مصري يجب التضامن معه وتكريمه وأي فعل ضد ذلك فهو مناف للأخلاق وللدستور الذي يؤكد علي مساواة جميع المواطنين .
دعوني أثني علي حديث شيخ الأزهر الذي انطلق من الدستور والأخلاق الذي يتفق عليهما كل مصري يؤمن بالقيم الأخلاقية العالمية والدستور كعقد اجتماعي , أما بيان دار الإفتاء فقد حمل مصطلحا تراثيا " شهيدة " ينتمي إلي التراث الاسلامي وحتى إن انتمي في وقت مبكر من المسيحية الي التراث المسيحي الا ان مدلوله في الذهنيى المسيحية يختلف عن مدلوله في الذهنية الاسلامية فضلا عن ان صدوره عن مفتي الديار الاسلامية يجعله موجها للمسلمين فقط وهذا ما يضعنا أمام تساؤل من مواطن مسيحي مثلا فماذا ان كانت الطبيبة المتوفاة بالفيروس مسيحية .

ختاما نؤكد مرارا وتكرارا علي أن المصطلحات التراثية لم تعد ذات جدوى في أوقات الأزمات وعند توجيهها الى الرأي العام الوطني كون هذه المصطلحات في غالبيتها نتجت في زمن ما قبل دولة المواطنة التي أنتجت مفاهيم جديدة سوت بين المواطنين أمام الدولة وأمام القانون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah