الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتهي القول في اثبات رمضان

محمد سمنور

2020 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد الصادق الأمين.
الطريقة الصحيحة لاثبات رمضان هي جعل رمضان تسعا وعشرين يوما فقط.
قال الرسول (ص): (الشهر تسع وعشرون)، وفي روايات اخري (إن الشهر تسع وعشرون)، وكذلك (إنما الشهر تسع وعشرون)، وقالها بالاشارة (الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وخنس الابهام)، هذا جاء في معظم كتب السنة تقريبا.
لكن كلام الرسول (ص) اصطدم بما ألفه العرب واعتادوا عليه من أن الشهور اما تسع وعشرون او ثلاثون، وقد كانوا يجعلون الشهور الزوجية تسعا وعشرين، والشهور الفردية ثلاثين يوما، وعلي ذلك كان رمضان عندهم ثلاثين يوما، فالرسول جاء بأمر غريب عليهم؛ ولكن الرسول (ص) مبلغ عن الله، والله تعالي يريد بالناس اليسر والتخفيف ويدل علي ذلك حديث: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، إن الشهر هكذا وهكذا، وقبض الإبهام في الثالثة)، لذلك أمرهم الله بصوم ايام معدودات من رمضان هي تسع وعشرون فقط، حتي لا يضطروا الي حساب ونحوه. اذن فقد اخذ الأمر جهدا من الرسول حتي يتضح، و في هذا الصدد يأتي ايضا قوله (ص): (شهرا عيد لا ينقصان) فلعله رد علي قائل بأن الشهر "ناقص".
ان مسألة اثبات شهر رمضان وصوم يوم الشك وقع فيها اختلاف كبير وجدل كثير بين فقهاء المذاهب. فقد ألّف كثير منهم مؤيدا ومعارضا لصوم يوم الشك. فمثلا ألّف ابويعلي بن الفراء كتابا يبرهن فيه علي "ايجاب الصوم ليلة الاغمام"، فرد عليه الخطيب البغدادي مفندا قوله، وكذلك فعل ابو مندة الاصبهاني. ثم جاء ابن الجوزي بكتابه "درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم" يرد علي الخطيب. ثم جاء علماء آخرون كلٌ يدعم هذا الرأي او ذاك، منهم ابن عبد الهادي وابن القيم وابن المِبْرَد ومرعي الكرمي والشوكاني، وآخرون. وقد افرد النووي فصل من كتاب المجموع لمسألة صوم يوم الشك تعرض فيها للسجال بين الخطيب وابن الفراء.

كثرة التأليف تظهر عمق الخلاف:
الملاحظ ان الاختلاف الشديد بدأ بعد عصر الائمة الاربعة، فمثلا كل ما يذكره فقهاء المالكية عن قول الامام مالك في المسألة انه جعل فى الموطأ قوله (ص) (فأكملوا العدة ثلاثين يوما) بعد قوله: (فاقدروا له) ، فاستنتجوا أنه مفسر ومبين لمعنى قوله: (فاقدروا له). والحق ان احتدام الجدل وكثرة التأليف في المسألة في ازمنة متاخرة عن عصر الائمة توحي ان امرا ما في غير محله. وكأنما الخلاف مستجد، فلا اظن ان الصحابة والتابعين وصل بهم الخلاف الي هذه الدرجة.
لقد بدأ الخلاف حول بداية الشهر فيما اذا كان يوم الثلاثين من شعبان يصام ام لا، ولكن الخلاف تتطور حتي شمل الطرف الاخر (نهاية الصوم)، فقال بعضهم لا يتم الخروج من رمضان الا بيقين من خروج الشهر، مثلما لا يصام رمضان الا بيقين من خروج شعبان! ولكن وجدنا ان النصوص تخالف ذلك.
وقد وجدنا ان التنازع الشديد في المسألة صاحبه خلط كبير، وهذا ربما كان سببه التعصب المذهبي فكل يبتغي الخروج برأي مختلف يتميز به المذهب.

مخالفة الرسول (ص):
فمناصري المذاهب دون ان يشعروا خالفوا قول الرسول (ص)، وادّعوا ان الصحابة هم الذين خالفوه، وحاشا للصحابة ان يفعلوا ذلك.
الرسول (ص): قال ان الشهر تسع وعشرون يوما فقط: (انما الشهر تسع وعشرون) (صحيح مسلم).
ولكنهم لم ياخذوا قوله (ص) علي سبيل الحقيقة.
قالوا لابد ان يكون الرسول قصد بذلك اما تسعا وعشرين او ثلاثين!!!
هذا علي الرغم من ان الحديث جاء بصيغة الحصر (انما الشهر تسع وعشرون)
لقد اصروا علي ان الرسول قصد اما تسعا وعشرين او ثلاثين بسبب عادتهم في التقويم.
من هنا جاء الاختلاف والانحراف؟

الطريقة الصحيحة:
الطريقة الصحيحة تعتمد علي كون الشهر تسع وعشرون.
الصوم ثلاثين حالة استثنائية عند اغمام هلال رمضان.
كان الصحابة بعد الرسول يصومون تسعا وعشرين يوما فقط بعد ظهور الهلال او بعد ان يكملوا شعبان ثلاثين.
اما الصحابي ابن عمر فقد كانت له طريقته التي فهمها من حديثه الذي رواه عن ثبوت الشهر، وتبعه في ذلك بعض الصحابة.
فقد روي ابوداود: (قال فكان ابن عمر إذا كان شعبًان تسعا وعشرين نظر له فإن رئي فذاك وإن لم ير ولم يحل دون منظره سحاب ولا قترة أصبح مفطرا فإن حال دون منظره سحاب أو قترة أصبح صائما قال فكان ابن عمر يفطر مع الناس ولا يأخذ بهذا الحساب)
ذكر الحديث انه كان -في كل الاحوال - يفطر مع الناس، لكنه عند الاغمام كان يصوم قبلهم.
وطالما انه يفطر مع الناس فهذا يعني انه كان يصوم يوما زائدا عنهم،
وهذا يعني ان ابن عمر كان - عند الاغمام- يصوم ثلاثين
واليوم الزائد انما هو يوم الغمام، وهذا هو معني اكمال العدة الذي تاه الناس عنه.
فالمعني انه عند اغمام الهلال يصام ثلاثين بدايةً من يوم الاغمام الذي في اول رمضان.

اصل عدة الصوم تسع وعشرون:
هنك سؤال مهم: لماذا يكتفي الناس بتسع وعشرين حتي يفطروا سويا مع ابن عمر الذي اكمل ثلاثين يوما
والجواب: لان اصل عدة الصوم تسع وعشرون، واكمال الصوم ثلاثين هي حالة استثنائية عند الاغمام فقط.
فعند الاغمام يصام يوم الاغمام احتياطيا، ثم يصام تسع وعشرون يوما بعد تأكد دخول الشهر، وهذا ما يفعله ابن عمر.
اما الناس فيبدءون الصيام بعد التيقن من دخول الشهر، بعد أن يتم شعبان ثلاثين، لذا يكتفون بتسع وعشرين، لأن هذا هو عدد الايام المطلوب صيامها: (الشهر تسع وعشرون).
وهذا يعني ان الناس كانوا لا يتشددون في صيام يوم الاغمام كما يفعل ابن عمر، لانهم مطمئنون الي صيام تسعا وعشرين يوما قبل ظهور هلال شوال.
ولكن حدث ذات مرة -في عهد علي (رض)- ان ظهر الهلال بعد ثمان وعشرين يوما من بدئهم الصيام، وهذا يعني ان يوم الاغمام الذي افطروه كان هو اول ايام رمضان.
وهذا ما جعل علي وعائشة (رض) يقولان:(لان اصوم يوما من شعبان احب الي من ان افطر يوما من شعبان) وهذه نفسها طريقة ابن عمر.
ولذلك كان معظم صيام الناس تسع وعشرون يوما.
فاذا كان يوم التاسع والعشرين من شعبان ورؤي هلال رمضان صاموا تسعا وعشرين يوما -فقط- ثم افطروا.
واذا خفي عليهم الهلال افطروا اليوم التالي وصاموا بعده تسعا وعشرين يوما –فقط.
وفي حالات قليلة كان لا يُري الهلال ويكون هناك غمام، فالاولي صيام يوم الغمام احتياطيا، ثم صيام تسعا وعشرين بعده فيكتمل الصيام ثلاثين يوما، وذلك عملا بالحديث: (فإن غم عليكم فأكملوا العدة).

معني عدم استقبال رمضان:
وجوب صيام يوم الغمام هو ما عبرت عنه السنة بالنهي عن استقبال رمضان في حال وجود الغيم.
يقول الرسول (ص): (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا العدة، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا) (سنن النسائي)، اي عند الغمام لا تنتظروا حتي تتم المقابلة بينكم وبين الهلال، اي لا تنتظروا حتي يقابلكم الشهر وتستقبلوه، بل صوموا بتقدير ان الشهر موجود في السماء.

الثلاثين من رمضان هو يوم الشك:
وهنا سؤال: ماذا إن لم يظهر هلال شوال بعد اكمال تسع وعشرين يوما بعد رؤية هلال رمضان؟ وكيف يفطر الناس في يوم لم يظهر في ليلته هلال شوال؟
الجواب: اليوم التالي الذي هو الثلاثين من رمضان هو يوم الشك الذي نهي رسول الله عن صيامه، وهذا ببساطة لان الشارع امر بصيام تسع وعشرين فقط في رمضان: (انما الشهر تسع وعشرين)
اما اكمال العدة فمطلوب فقط عند وجود الغيم.

معني اكمال العدة ثلاثين:
واكمال العدة معناه اكمال عدة الصيام، وليس اكمال عدة شعبان او رمضان،
واكمال العدة ثلاثين يكون انطلاقا من يوم الاغمام الذي هو يوم الثلاثين من شعبان، فربما كان هو الاول من رمضان فربما خرج الهلال فحجبه الغمام.
في رواية البخاري: (الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً، فلا تَصُومُوا حتّى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فأكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاثِينَ):
الجزء الاول من الحديث: (الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً، فلا تَصُومُوا حتّى تَرَوْهُ) يعني الصيام تسعا وعشرين يوما بعد الرؤية.
والجزء الثاني (فإنْ غُمَّ علَيْكُم فأكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاثِينَ): حالة استثنائية عند الاغمام، حيث يصام ثلاثين يوما انطلاقا من يوم الاغمام نفسه، ولذلك جاء في بعض الروايات: (فان غم عليكم فصوموا ثلاثين) او (فعدّوا ثلاثين) اي بما فيها يوم الاغمام.
فاذا غابت شمس يوم التاسع والعشرين من شعبان وكانت السماء مصحية عرف الناس ان صومهم تسع وعشرون يوما فقط،
وهذه التسع وعشرين اما ان تبدأ من الغد -في حال رؤية الهلال، او تبدا من بعد الغد -في حال عدم رؤية الهلال.
ولا يصام يوم الثلاثين من شعبان اذا كانت ليلته سماؤها مصحية، وهذا ما كان ابن عمر يفعله. وهنا يمكن ان يستدل برواية البخاري في اكمال عدة شعبان: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)، فقد جاء " غُبِّيَ" وليس "غُمّ"، في اشارة الي خفاء الهلال حال الصحو. "وغبي الأمر عني: خَفِيَ فلم أعرفه. وفي حديث الصوم فإن غبي عليكم أي خَفِيَ ، ورواه بعضهم غُبِّيَ، بضم الغين وتشديد الباء المكسورة لما لم يسم فاعله، ... ويقال: فلان ذو غباوة أي تَخْفى عليه الأمور" (لسان العرب)

لماذا نصوم ثلاثين عند اغمام هلال رمضان:
في حالة وجود سحاب يحول دون رؤية الهلال لا يمكن حساب التسع وعشرين من الغد او من بعد الغد لانه لا يعرف هل ظهر الهلال فاخفاه السحاب ام لا،
والمخرج الوحيد هو ان يصام يوم الاغمام احتياطيا ثم يصام بعده تسع وعشرون يوما هي العدة المطلوب صيامها، اي انه يصام ولا يحسب من رمضان الا اذا ظهر الهلال بعد تسع وعشرين من بدء الصيام بما فيها يوم الاغمام نفسه.
فيوم الاغمام يمكن ان يكون هو الاول من رمضان فلو لم يصم وظهر هلال شوال بعد تسع وعشرين يوما من ظهور هلال رمضان الذي حجبه الغمام، يكون الصيام ثمان وعشرين يوم بالتفريط في اليوم الاول، كما حدث قبل اكثر من ثلاثين عاما، وكما حدث في عهد علي (رض).
فلو افترضنا ان اليوم هو التاسع والعشرين من شعبان، ولم ير الهلال بسبب الغمام، فالايام المؤكدة من رمضان تبدأ من بعد الغد، لان غدا يوم مشكوك فيه.
ولما كانت عدة الصيام المطلوبة هي تسع وعشرون يوما فيجب ان يعد تسع وعشرون يوما ابتداءا من بعد الغد،
ولكن ماذا عن يوم الغد الذي يحتمل انه الاول من رمضان،
يصام هذا اليوم اضافة الي التسع وعشرين التي تبدأ من بعد الغد، فيكتمل الصيام ثلاثين يوما.
فالغرض من صوم يوم الاغمام هو التحسب لظهور شوال بعد تسع وعشرين يوما من الصيام، فعندها يتاكد ان اليوم الاول الذي صيم علي سبيل الاحتياط انما هو الاول من رمضان، وبهذا يكون قد تحقق صيام تسعة وعشرين يوما في رمضان.
اما إن لم يظهر هلال شوال بعد تسع وعشرين يوما من الصيام فان اليوم الأول لا يُحسب من رمضان، فيجب صيام يوم اخر لتكتمل ايام صوم رمضان تسعا وعشرين.

مثال توضيحي:
ولناخذ مثالا توضيحيا:
اذا كان يوم التاسع والعشرين من شعبان يوم خميس، فالصيام يبدأ يوم الجمعة في حالة رؤية الهلال وكذلك في حالة الاغمام،
ففي حال الرؤية يكتفي بصيام تسع وعشرين يوما، فيبدأ الصيام يوم الجمعة وينتهي بالجمعة،
اما في حالة الاغمام فيبدأ الصيام بالجمعة وينتهي بالسبت، الا اذا رؤي الهلال ليلة السبت.
والامر مختلف عندما لا يري الهلال وتكون السماء مصحية،
فهنا يبدأ الصيام بالسبت وينتهي بالسبت.

حديث كريب لا علاقة له باختلاف المطالع:
لفظ (اكملوا العدة جاء مقابله "صوموا ثلاثين، : (فان غم عليكم فصوموا ثلاثين)،
فعن أبي هريرة: إذا رَأَيْتُمُ الهِلالَ فَصُومُوا، وإذا رَأَيْتُمُوهُ فأفْطِرُوا، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فَصُومُوا ثَلاثِينَ يَوْمًا. (صحيح مسلم )
وصوم ثلاثين يعني انطلاقا من يوم الاغمام نفسه.
وهذا ما ينطبق علي حديث كريب الذي فهم منه -بالخطأ- الاعتبار باختلاف المطالع فاهل الشام رأوا الهلال ليلة الجمعة وصاموا يوم الجمعة
اما اهل المدينة فقد رأوا الهلال ليلة السبت، لكنهم كانوا قد بدأوا صيامهم الجمعة -قبل رؤية الهلال- لان ليلة الجمعة كانت غائمة، فصاموا الجمعة علي سبيل الاحتياط.
فالصوم بدأ يوم الجمعة في المدينة وكذلك في الشام.
لكن اهل الشام يعدون تسعا وعشرين، لان كل الايام التي صاموها متيقن انها في رمضان؛
اما اهل المدينة فلابد ان يعدّوا ثلاثين، باعتبار اليوم الاول احتياطيا
اهل المدينة حُسم امرهم، فمنذ بداية الشهر يعلمون ان صيامهم يبدأ بالجمعة وينتهي بالجمعة، وهم يفطرون يوم السبت.
اما اهل المدينة فبنهاية يوم الجمعة يكونوا قد صاموا ثمان وعشرين يوما مؤكد انها من رمضان، اما اليوم الاول فقد كان صوما احتياطيا، ولا يجزي عن رمضان الا اذا رؤي الهلال مساء الجمعة (ليلة السبت)، وهذا ما دعا ابن عباس الا يكتفي برؤية اهل الشام.

الفرق بين صيام اهل المدينة واهل الشام:
اذن الفرق بين صيام اهل المدينة واهل الشام ليس بسبب اختلاف المطالع، فالفريقان بدءا صيامهما في يوم واحد، وانما في نية صيام اليوم الاول عند اهل المدينة، فقد فهم ابن عباس ان ذلك اليوم لا يجزي عن رمضان الا بظهور هلال شوال بعد تسع وعشرين يوما من العدّ، فظهور هلال شوال بعد صيام تسع وعشرين يؤكد ان اليوم الاحتياطي هو الاول من رمضان.

قاعدة الصوم بتقدير الهلال:
وشبيه بحديث كريب ما جاء في صحيح مسلم عن أبي البختري، قال: أهللنا رمضان ونحن بذات عرق، فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله، فقال ابن عباس قال رسول (ص): (إن الله قد أمده لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة). وقد جاء الحديث في باب "بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره"، فهم كانوا قد صاموا بتقدير الهلال بسبب الغمام، ولما رأوا كبر حجم الهلال اطمأنوا الي صحة صيام يومهم الذي صاموه احتياطيا، وظنوا انه يمكنهم الفطر بعد تسع وعشرين يوما، فذكرهم ابن عباس بالقاعدة: انه عند الصيام بتقدير الهلال لابد من اكمال الصيام ثلاثين، لان اليوم الاول غير متيقن انه من رمضان.
اذن فالصيام في الاصل تسع وعشرين يوما عند البدء بعد تيقن دخول رمضان. اما عند الشك في كون يوم الثلاثين من شعبان يمكن ان يكون الاول من رمضان بسبب غيم او قترة فعندئذ يصام ذلك اليوم ويضاف الي اصل العدة فتصبح ثلاثين يوما.

مشكلة المنهج المتبع حاليا:
المنهج المتبع حاليا به عيب كبير، اذ انه يجعل الشهر اما تسعا وعشرين او ثلاثين، لذلك يمكن ان يفوّت الناس صوم الاول من رمضان بسبب حجب الغيم للشهر، وفي نفس الوقت يمكن ان يصوموا الاول من شوال علي انه التاسع والعشرين من رمضان، وربما صاموا الثاني من شوال علي انه المتمم لرمضان، فيكونوا قد صاموا ثلاثين يوما ولكن منها ثمان وعشرين يوما فقط من رمضان ويومان من شوال.

الخروج من الاشكال:
اذا انبني الصوم علي ان الشهر تسع وعشرون او ثلاثون فهذا يسبب مشاكل جمة في الاثبات، فمثلا ليس بالامكان صوم يوم الثلاثين من شعبان احتياطيا مخافة ان يتاخر ظهور شهر شوال فيكون رمضان ثلاثين، وصوم الاحتياط يجعل الصيام في مجمله واحد وثلاثين يوما، وهذا ما اخذه الخطيب البغدادي في رسالته التي رد فيها علي ابي يعلي بن الفراء. فإذا بدأنا من هذه النقطة، نستطيع ان نضيف شيئا يخرجنا من هذا الاشكال، وهو ان رمضان - بعد التاكد من دخوله- لا يصام الا تسع وعشرون يوما فقط ولا يصوم الناس الثلاثين من رمضان مطلقا. ولذلك تتاح الفرصة لصوم الثلاثين من شعبان –عند الاغمام- علي سبيل الاحتياط، فيحاصر الشهر من طرفه الاول، وهذا يمنع الخطأ في الصيام بتاتا.

القاعدة الاولي: الشهر تسع وعشرون:
القاعدة الاولي في فهم منهج اثبات شهر الصيام هي ان عدة الصيام المطلوب صومها هي تسع وعشرون يوما (انما الشهر تسع وعشرون)، وقد اخذ الشارع بالاقل تخفيفا علي المكلفين، وهذه سمة في التشريع الاسلامي، فالاشناق والاوقاص في الزكاة عفو لا شيء فيها، وقد اثبت العلم الحديث ان دورة القمر هي تقريبا تسع وعشرون يوما ونصف، فليس غريبا ان يعفي الشارع عن نصف اليوم حتي لا يتعقد أمر القيام التكليف، وهذا ما اشار اليه قول الرسول (إنا أمة أمية؛ لا نكتب ولا نحسب؛ إن الشهر هكذا وهكذا) ، وقبض الإبهام في الثالثة. يعني ان الله خفف لنا الشهر وجعله لنا تسعا وعشرين يوما فلا نحتاج الي حساب فلكي او غيره، لان أقصي ما نصومه هو ثلاثين يوما، وهي فقط حين يغم الهلال فنصوم ذلك اليوم احتياطا، اما في الاحوال الاخري فيكتفي بتسع وعشرين، و لا نحتاج حتي ان نعرف هل الشهر ثلاثين ام لا لان الشارع بني علي الاقل. يقول تعالي: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ). (2:185)
وفي ايات الصوم في سورة البقرة ذكر الله ان الصوم (اياما معدودات) ثم ذكر انها في (شهر رمضان)، وهذا يشير الي انها اقل من ثلاثين يوما ففي تفسير كلمة "معدودة" في قوله تعالي (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ) قال العز بن عبد السلام: "كانوا لا يزنون أقل من أوقية وهي أربعون وكان ثمنه أقل منها" بما يعني ان البيع كان باقل من اربعين درهما، وعلي نفس المنوال نجد الاشارة في قوله (اياما معدودات) انها اقل من ثلاثين.

الصيام ليس له علاقة بالتقويم:
الصيام يمكن ان يبدأ في الثلاثين من شعبان، فالثلاثين من شعبان يصام عند الاغمام احتياطيا لئلا يفوت صيام يوم من رمضان، واما الثلاثين من رمضان فلا يصام لان عدة صيام رمضان تسع وعشرون وليس ثلاثين. ان الخلط بين عدة الصيام والتقويم هو الذي ادي الي الاضطراب والانحراف في اثبات رمضان، وقد حدث هذا في زمن النبي (ص) نفسه عندما قال لهم الرسول اول مرة ان الشهر تسع وعشرون فقالوا: "ناقص"، فقال لهم الرسول (ص): (شهرا عيد لا ينقصان، رمضان وذو الحجة) فعشرة ذي الحجة تسمي شهر من باب تسمية البعض باسم الكل وهي تكتمل عشرا بيوم العيد، وهو ما ينطبق ايضا علي رمضان فهو يكتمل ثلاثين بيوم العيد، واهم مظاهر العيد هي الصلاة والتكبير وهذا ما اشار اليه القران: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله) (2:185)،

عيد الفطر يمكن ان يكون يوم الثلاثين من رمضان:
ليس من الضروري ان يكون عيد الفطر في غرة شوال، بل قد يكون في الثلاثين من رمضان، فاذا صام الناس لرؤية الهلال مساء التاسع والعشرين من شعبان وأتموا تسعا وعشرين في رمضان يكون اليوم التالي يوم العيد، فاذا لم ير هلال شوال يكون يوم العيد هو يوم الثلاثين من رمضان؛ ويدل علي ذلك ان رجلا كان يصوم الشهر وسرره عملا بالحديث:(صوموا الشهر وسرره) فقال له الرسول (ص): (أصمت من سرر هذا الشهر شيئا؟) قال: لا، قال: (فإذا أفطرت فصم يوما)، وقد فُهم كأن النبي (ص) أمره بقضاء ما فاته، ولكن الحقيقة ان الرجل فاتته سرر الشهر ولكن تبقي مستهل الشهر، فلأنهم افطروا يوم الثلاثين من رمضان فله فرصة ان يصوم غرة شوال.

هنالك يومان للشك: الثلاثون من شعبان والثلاثون من رمضان:
نهي النبي (ص) عن صوم يوم الشك، ولكن هنالك يومان للشك هما الثلاثون من شعبان والثلاثون من رمضان. ولكن وردت في كتب السنة الاشارة الي يوم الثلاثين من شعبان بانه "اليوم الذي يشك فيه من شعبان "وهذا يعني ان يوم الشك بين الشهرين يتعارف عليه بنسبته الي الشهر الذي مضي، ففي سنن البيهقي عن أبي هريرة قال: (لأن أصوم اليوم الذي يشك فيه من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان). وفي مصنف عبد الرزاق الصنعاني عن محمد بن سيرين: (لأن أفطر يوما من رمضان لا أعتمده أحب إلي من أن أصوم اليوم الذي يشك فيه من شعبان)، (وهذا انكره بعض العلماء).
وقد جاء الحديث الذي نهي فيه الرسول (ص) عن يوم الشك بلفظ: (اليوم الذي يشك فيه)، و (اليوم الذي يشك فيه من رمضان). واذا كان "اليوم الذي يشك فيه من شعبان"هو يوم الثلاثين من شعبان فان "اليوم الذي يشك فيه من رمضان"هو يوم الثلاثين من رمضان فهو اذن المقصود بالنهي عن صومه، ولو كان المقصود الثلاثين من شعبان لقال: (اليوم الذي يشك فيه من شعبان)، ثم لو كان النهي عن صوم يوم الثلاثين من شعبان لما صامه بعض من كبار الصحابة والتابعين.

القاعدة الثانية: أي شهر غم هلاله أُكملت عدّته:
عملا بقول الرسول: (فان غم عليكم فاكملوا العدة) والمعني: فاذا غم عليكم هلال رمضان فاكملوا عدة الصوم ثلاثين، الا ان نري هلال شوال قبل ذلك.
فالكلام هنا عن رمضان، ففي رواية لمسلم (فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما)، بمعني: فان غم عليكم هلال رمضان. وفي روية لابي داود: (فإن حال دونه غمامة، فأتموا العدة ثلاثين، ثم أفطروا والشهر تسع وعشرون)، فاتمام عدة الصوم يكون بصوم يوم الاغمام الذي هو الثلاثين من شعبان.
ولكن عبارة (فأتموا العدة ثلاثين، ثم أفطروا) كأنما تعارضها عبارة (عد ثلاثين يوما ثم صام) ففي كلٍ الكلام عن حالة الاغمام، ويتبين بوضوح ان العدّ في العبارة الاخيرة لشعبان، وليس عدة الصوم. وعد شعبان ثلاثين يعارض صوم يوم الاغمام.
العبارة جاءت في حديث لابي داود عن عائشة: (كان رسول الله (ص) يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان، فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام)
والتحفظ من الشهر يحمل معني صوم يوم الاغمام ذاته، فحينما يتم الشهر تسعا وعشرين يُعطي اليوم التالي للشهر القادم، ولكن يجب ان يكون هذا بعد رؤية هلاله، فالتحفظ من شعبان يكون بصوم الثلاثين منه -حال اغمام هلال رمضان- ولكن هذا بعد تسع وعشرين يوما من رؤية هلال شعبان. ولكن اذا غم هلال شعبان يحسب شعبان ثلاثين، اي لا يتحفظ منه، وهذا معني عبارة (عد ثلاثين يوما ثم صام) اي ان المقصود ب (غم عليه) هو اغمام هلال شعبان، فالحديث يعني ان رمضان تكون بدايته اما برؤية هلاله، او بالتحفظ علي الثلاثين من شعبان بصومه، او بإتمام شعبان ثلاثين اذا غم هلال شعبان، وهذا يعني ان الصيام يبدأ بعد تسع وخمسين يوما من اول رجب. وهي نفس القاعدة التي تتبع في رمضان، فحين يغم هلال الشهر يستكمل ثلاثين يوما.

اثبات الشهر حسب الطريقة الصحيحة:
1- اذا رؤي هلال رمضان بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان: يصام رمضان تسع وعشرون يوما فقط، ويفطر بعدها. (إذا رَأَيْتُمُ الهِلالَ فَصُومُوا) ، (الشهر تسع وعشرون).
2- اذا لم ير هلال رمضان بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان وكانت السماء مصحية: يفطر اليوم التالي- الثلاثون من شعبان، ويصام بعده رمضان تسع وعشرون يوما فقط، ويفطر بعدها. (فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)، (الشهر تسع وعشرون)
3- اذا غم هلال رمضان بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان: يصام الثلاثين من شعبان احتياطا، ثم يصام بعده تسع وعشرون يوما لتكتمل عدة الصيام ثلاثين يوما، الا اذا رؤي هلال شوال قبل ذلك. (فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما)، (وإذا رَأَيْتُمُوهُ فأفْطِرُوا).
4- اذا غم هلال شعبان وكذلك هلال رمضان: يعد ثلاثين يوما، ثم يصام بعدها تسع وعشرين يوما يفطر بعدها. (فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام)، (الشهر تسع وعشرون).

امكانية انتهاء التفاوت في بدء ونهاية الصوم في جميع الدول:
لقد كان الصحابة في عهد الرسول وما بعده يصومون تسعا وعشرين في الغالب، بناء علي كون الشهر تسع وعشرين فحسب، أما الآن فمع تقدم العلوم والاستعانة بالمراصد وعلم الفلك يصبح من السهل اقتطاع التسع وعشرين يوما بحيث يكون طرفيها الأكثر دخولا في رمضان.

استمرار الخلاف ناتج عن سوء الفهم والعصبية المذهبية:
بعد أن بيّنا الطريقة الصحيحة لاثبات رمضان نجد انه لا بد من الحديث عن اختلاف فقهاء السلف في المسألة، واسباب استمراره دونما اي تقارب بين الآراء او محاولة للجمع بين الاحاديث التي يظن تضاربها.
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (ص) قال: (الشهر تسعة وعشرون. فلا تصوموا حتى تروا الهلال. ولا تفطروا حتى تروه. فإن غم عليكم، فاقدروا له)(الموطأ)
وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله (ص) ذكر رمضان، فقال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال. ولا تفطروا حتى تروه. فإن غم عليكم، فأكملوا العدة ثلاثين)(الموطأ)
بدأ الخلاف في معني "اقدروا له" و "اكملوا العدة". يقول ابن حجر فتح الباري: " قوله فإن غم عليكم فاقدروا له فاحتمل أن يكون المراد التفرقة بين حكم الصحو والغيم فيكون التعليق على الرؤية متعلقا بالصحو وأما الغيم فله حكم آخر ويحتمل أن لا تفرقة ويكون الثاني مؤكدا للأول وإلى الأول ذهب أكثر الحنابلة وإلى الثاني ذهب الجمهور فقالوا المراد بقوله فاقدروا له أي انظروا في أول الشهر واحسبوا تمام الثلاثين".
ومع ان لكل من الرأيين عيب واضح، لكنهما ذهبا في خطين متوازيين، ولم يلتقيا ابدا، وبهذا ضاعت المسألة بسبب التعصب المذهبي حيث يتبني كل مذهب رأياً معينا، مع التكريس للخلاف بادعاء ان الحق متعدد، وان كل مجتهد مصيب!
عيب رأي الجمهور انه يخالف عمل الصحابي ابن عمر وهو راوي الحديث وادري بمقصوده؛ اما الحنابلة فلم يقدموا تفسيرا لبلوغ عدة الصيام واحد وثلاثين اذا غُمّ هلالي رمضان وشوال.
وكلا الفريقين هوّنا من قول الرسول (الشهر تسع وعشرون)، ولم يحاولا البحث في طريقة لاخذه علي الحقيقة، بل تم تأويله بما انتهي بعدم لزوميته. ولنأخذ امثلة علي اقوالهم المجحفة بحق الحديث:
قال الخطابي في معالم السنن : " وقوله الشهر هكذا يريد أن الشهر قد يكون هكذا أي تسعاً وعشرين وليس يريد أن كل شهر تسعة وعشرون، وإنما احتاج إلى بيان ما كان موهوماً أن يخفى عليهم لأن الشهر في العرف وغالب العادة ثلاثون فوجب أن يكون البيان فيه مصروفا إلى النادر دون المعروف منه"
فهو يقول ان الشهر معروف في العادة انه ثلاثون يوما، فاراد الرسول (ص) ان يصرفهم فقط الي غير النادر، وان المقصود انه قد يكون تسعا وعشرين علي غير العادة!
قال ابن حجر في فتح الباري: "قوله الشهر تسع وعشرون ظاهره حصر الشهر في تسع وعشرين مع أنه لا ينحصر فيه بل قد يكون ثلاثين والجواب أن المعنى أن الشهر يكون تسعة وعشرين أو اللام للعهد والمراد شهر بعينه أو هو محمول على الأكثر الأغلب لقول بن مسعود ما صمنا مع النبي (ص) تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين أخرجه أبو داود والترمذي".
إذن فالعادة وعرف العرب تمنعان من اخذ الحديث بظاهره. ارايت ان كان المشرّع يريد ان يحصر الشهر في تسع وعشرين فماذا يقول؟ وبأية لغة؟
اما ابن تيمية فقد جاء بشئ عجيب! لقد حاول ان يلوي عنق الحقيقة، مدعيا ان كلام الرسول (ص) يُحمل علي المجاز، وبرغم ان رواية لمسلم جاءت بصيغة الحصرالا انه زعم ان لغة العرب تطيق ذلك:
"ومن كلام العرب وغيرهم أنهم ينفون الشيء في صيغ الحصر أو غيرها تارة لانتفاء ذاته. وتارة لانتفاء فائدته ومقصوده. ويحصرون الشيء في غيره: تارة لانحصار جميع الجنس منه. وتارة لانحصار المفيد أو الكامل فيه. ثم إنهم تارة يعيدون النفي إلى المسمى. وتارة يعيدون النفي إلى الاسم" (مجموع الفتاوى).
وجاء بامثلة بصيغ الحصر للتدليل ان الحصر قد يتجاوز المحصور فيه مثل قولهم:
"إنما الألم كذا وكذا"، و "إنما الغني فلان" و "إنما العالم من يخشى الله تعالى"
لكن قول الرسول (ص): (انما الشهر تسع وعشرون) لا يمكن ان يتجاوز فيه الحصر لان المحصور فيه عدد، والاعداد نصوص لا يدخلها المجاز، فالقاعدة الاصولية تقول: "المجاز لا يدخل في النصوص بل في الظواهر فقط فمن أطلق العشرة وأراد السبعة فهو مخطئ لغة" (القرافي: الفروق).
فاذا قلت "انما الصلوات المفروضة خمس" فهل يوجد في لغة العرب ما يجعل الكلام يفيد مثلا ان "الصلوات المفروضة خمس او ست" بما يعني ان الكلام الاصلي انصرف الي النادر او الاقل اوالعرف وغالب العادة!

كل رجل يؤخذ من قوله ويرد:
ان انتقادنا لبعض ما قاله ائمتنا الكبار امثال الخطابي والحافظ العراقي وابن حجر وابن تيمية لا ينقص ابدا من مكانتهم، ولكن نحن نهتدي بما ارشدنا اليه ائمتنا الاربعة المجتهدين، الذين دعوا الي عدم التقليد، اذ انه لا عصمة لاحد، فقد تصيب امرأة ويخطئ عمر ابن الخطاب (رض). الذي لو كان بعد محمد (ص) نبي لكان هو.
لا بد من التدبر والمدارسة، فالقران ميسر للذكر، خاصة وان كثير من العلماء المتقدمين والمتاخرين ظلوا يدعون الي ضرورة تصفية وتنقية تراثنا الديني مما علق به من شوائب طوال القرون الماضية.
لا بد من الاصرار علي طلب العلم والتفقه في الدين، والبحث عن الحقيقة. يقول تعالي:
(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)، وعندما تظهر الحقيقة لا بد من اخذها، فالحق احق ان يتبع، مهما كانت المنزلة العلمية للمخطئين.
نرجو من كل من ادرك الحق ان يساعد علي تبيينه للناس باقصي ما يستطيع. ان هذه نصيحة، والدين النصيحة، لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
الا هل بلغت، اللهم فاشهد.
وما توفيقي الا بالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الا هل بلغت، اللهم فاشهد. هذا البلاغ لمن؟؟؟؟
سمير أل طوق البحراني ( 2020 / 4 / 21 - 11:50 )
انك لم تبلغ وما كتبته كله فانه هراء ولا مكان له من الاعراب في هذا الموقع. الواجب عليك ابلاغه في الصحف الاسلامية وليس في موقع الحوار المتكدن لان هذا السرد لا يمت للحوار المتمدن باي صلة بل ان معطم رواد هذا المنبر الاعلامي التنويري لا يؤمنون بالاديان وسماويتها. اخي الكريم انت حر فيما تعتقد ـ لان حرية الاعتقاد مكفولة للجميع ـ الا ان موقع هذا البلاغ هو الموقع الخطا. اخي الكريم قال وقال وقال وقال لا ميزان له في عصرنا بل الواجب على المسلمين ان ياخذوا بعلم الفلك فهو الحجة البالغة ولا حجة غيره. كثيرا مما روته الاديان عن علم الفضاء والارض وخلق الانسان فنده العلم بالدليل والبرهان واذا كان المسلمون لا زالوا في سبات فهذا شآنهم وكل حر فيما يعتقد ولكن وضع الاشياء في مكانها الصحيح هو الواجب. الاخ الكريم انت نقلت لنا اجتهادات المذاهب الاربعة فقط وهذا تحيز واضح لانك اهملت اجتهادات المذاهب الاسلامية الاخرى وكان المذاهب الاربعة هي الصحيه والبقية هي الخطا وانت تعرف ان كل الاجتهادات مبنية على احاديث ظنية الصدور ولا يجب الاعتماد عليها كما نوهت في عهد التكنولوجيا الحديثة.
نتمنى ان يختفي Corona ببركة الشهر


2 - الصحف الاسلامية لم تقبلنا
محمد سمنَور ( 2020 / 4 / 21 - 18:06 )
الي الاخ سمير البحراني
الصحف الاسلامية لم تقبلنا
لان المسلمين فعلا في سبات
نحن نحاول ان نستيقظ
ونحن نبدأ من داخل تراثنا
نحاول ان نعدل ما استطعنا


3 - السيد الكاتب
على سالم ( 2020 / 4 / 22 - 02:38 )
ارجو ان تعلم عزيزى ان الصيام فى رمضان هو شئ ضار جدا بالنسبه للكثير من المسلمين السذج , خاصه اذا كان الشخص يعانى من امراض مثل السكرى او القلب او الشيخوخه او الهزال والضعف , احيانا تكون العواقب وخيمه ويموت المريض وهو يعتقد انه يطبق شرع الله الحنيف , لذلك يجب ان تدرس دينك جيدا قبل ان تنصح اناس جهله مسالمين ويصوموا الشهر لكن يحدث لهم انتكاسات ويموتوا من جراء العطش والجوع , يجب ان تكون حكيما وحذرا قبل اصداء النصيحه الى القوم


4 - الصيام فرض علي الفقراء الاصحاء فقط
محمد سمنَور ( 2020 / 4 / 22 - 11:11 )
الي اخي علي سالم

الشرع الحنيف دائما في مصلحة العباد
ربما علموا الحكمة من وراء تشريعاته ام لم يعلموا
الصيام معالجة اجتماعية اقتصادية
هو فرض علي الفقراء الاصحاء فقط
والاغنياء يطعمونهم من خلال دفع فديات
الغني ليس واجبا عليه الصوم وانما مستحب ان كان قادرا عليه
وانما الواجب عليه دفع الفدية للمساكين
الفدية طعام فقير واحد عن كل يوم وهي تقريبا ما بين 30-50 دولار عن كل الشهر
الفقير الذي يؤثّر الصيام علي صحته ليس عليه الصيام وانما عليه اثم ان صام وتضرر من الصيام
اوافقك الرأي ان ديني يحتاج الي دراسة ومدارسة لاننا ابتعدنا عن زمن نزول التشريعات


5 - مذهب الحنابلة
بن جرجر ( 2021 / 1 / 23 - 11:10 )
باختصار هذا هو مذهب الحنابلة
بقليل من التعديل
ولم تأت بجديد

اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا