الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة الأسد وبراءة داعش

طارق الهوا

2020 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدأت في مدينة كوبلنز الألمانية محاكمة اثنين من رجال الاستخبارات السورية السابقين، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منها التعذيب والاعتداء الجنسي والاغتصاب، في أول محاكمة من نوعها لعناصر كانت تنتمي للحكومة السورية، وأشاد ناشطون بالمحاكمة معتبرين إياها "خطوة أولى نحو تحقيق العدالة لآلاف السوريين الذين يقولون إنهم عذبوا في السجون السورية"، بعد فشل محاولات تأسيس محكمة دولية خاصة لمقاضاة المسؤولين السوريين.
من الذين أشادوا بالمحكمة محامي حقوق الإنسان أنور البني الذي قال: "ستحطم هذه المحاكمة الحصانة التي كان يتمتع بها المجرمون في سوريا، من رأس النظام إلى قاعدته"، ووصفت بلقيس جراح من منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان المحاكمة بأنها "لحظة تاريخية"، لأنه "يجب أن تكون المحاكمة تذكيرا قويا بضرورة مواصلة العمل من أجل محاسبة كل المسؤولين عن الإنتهاكات البشعة التي وقعت أثناء الحرب في سوريا".
مجرد ملاحظات
من اللافت للنظر أن محاكمة عناصر النظام السوري تتم في ألمانيا، الامر الذي يشير إلى سعة رحب الدول العلمانية في استقبال المتشددين ومجرمي الحرب، إضافة إلى عمق تأثير نفوذ الاخوان المسلمين في ألمانيا، وشراءهم ذمم منظمات حقوق الانسان التي لم نرها تنشط ولو شفاهياً ضد ما فعلته 29 دولة ومنظمة إرهابية حاولوا بقيادة حسين أوباما الذي كان يقود من الخلف، حسب ما كان يفتخر، إسقاط النظام السوري، إما بالتواطؤ بالصمت أو بغض الطرف عن تجنيد مواطنيهم للقتال في سوريا، أو بمّد من يريدون إسقاط النظام بالسلاح والمال والفتاوى.
إذا قيل أن هذه المنظمات لا شأن لها بالحروب بل بما يحدث فيها من انتهاكات (إنسانية)، ستبقى هناك أسئلة محيّرة: لماذا صمتت هذه المنظمات الإنسانية عما فعله تنظيم الدولة بأثار سوريا ومدن العراق والايزيديات؟ ولماذا انخرسوا عندما جعلت بعض المنظمات الإرهابية جنود النظام السوري الاسرى جوائز في لعبة دموية يسير فيها طفل مدرّب على القتل بين الخرائب وعندما يجد الجندي الأسير مقيدا يطلق الرصاص عليه وهو يكبّر؟ ولماذا لم تدن هذه المنظمات الانسانية أو تسعى لمحاكمة من فخخ الاطفال والامهات الحوامل لتنفيذ عمليات انتحارية لأنهم بعيدون عن الشبهات؟ لماذا لم يقولوا كلمة واحدة عن أبو بكر الغدادي؟
مبدأ إسلامي
الدفاع عن الحكم مبدأ معروف عند الدول، ولم نجد في التاريخ حاكما يقول لمعارضيه تفضلوا واحكموا بدلا مني، وأمر طبيعي أن يدافع بشار الأسد عن نفسه ونظامه والدولة. عن نفسه لأنهم لو أمسكوا به لكانوا اغتصبوه وقتلوه ودفنوه في مكان ما مثل القذافي، وعن النظام والدولة لأن الأسد رأى ما فعله الربيع الدموي في الدول التي مرت رياحه فيها.
الخلفاء الراشدون لم يشذوا عن هذه القاعدة وحروبهم واغتيالهم واغتيالاتهم أفضل دليل على كذبة الاسلام هو الحل، أو الخلافة الاسلامية هي أفضل أشكال الحكم، لأنهم منذ تركوا الرسول ميتاً لثلاثة أيام وركضوا إلى سقيفة بني ساعدة وتآمروا على علي بن أبي طالب واختاروا خليفة يناسب طموحات الصحابة والخلفاء لاحقاً، بدأ تاريخ لم ينته من الاغتيالات والدسائس وصناعة الاحاديث والاستقواء بها والبلطجة على أراضي الغير.
قال أبو جعفر المنصور مُلخصاً فلسفة أي خليفة في الحكم: والله يا ربيع لو نازعني فيها أحد من الناس لضربت ما بين عينيه بالسيف.
لم يخرج أبو جعفر بما قاله عن فلسفة الرسول نفسه في حكم الناس إذ قال: جُعل رزقي تحت ظل رمحي وجُعل الذلة والصغار على من خالف أمري.
لا علاقة بين حقوق الانسان وبين المسلمين الطامحين للسلطة ولا حتى الاسلام، فحق الانسان الوحيد فيه هو العبادة والقتال في سبيل الله، فحقوق الانسان مصطلح علماني ورد في سياق الدولة الحديثة، وهم لا يعترفون بالدول ولا بالمنظمات ولا بحقوق الانسان، بل يعترفون بالجماعة، ولم يزل الناس يصدقون أطول وأخطر تلفيقة في التاريخ، إنتُهكت بواسطتها حقوق سريان وأشوريين وأكراد وأمازيغ وأقباط ويهود وعرب وغيرهم، ولم يتحدث أي مؤرخ إسلامي عن إنتهاكات حقوق أو طمس حضارات، لأن ما تم كان حقاً من حقوق المسلم وتنفيذا لحكم الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا