الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبعض من هذا كان--اعلان سوريا

سلطان الرفاعي

2006 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الكاتب والرئيس التشيكي (فاتسلاف هافل): إن الايدولوجيا، بسبب فشلها الظاهر، فقدت قدرتها الاقناعية، وبالتالي فالسلطات لم تعد راغبة في الإقناع، وإنما في حبس عقول المواطنين. الإنسان غير ملزم إطلاقا بأن يؤمن بكل هذه التعميات ولكن عليه أن يتصرف وكأنه يؤمن بها، أو أن يحتملها بالصمت ويتقبلها، لكي يتعايش مع من يحكمون. ومن هذه اللحظة فانه يعيش في كذب. ولا أحد بعد ذلك يجبره على قبولها. يكفي أن يعيش قريبا منها.

وهذا حال الشعب السوري اليوم، فبعد أربعين سنة من التعمية والتورية والكذب، يجد صعوبة كبيرة في لتأقلم مع واقع جديد، شفاف، نظيف، ليبرالي.

ليس من السهل اليوم على الشعب السوري أن يقبل طروحات جديدة، ومشاريع وإعلانات وبيانات، فقد كفر، وجاع، وضاع، في تلك المتاهات طويلا. المطلوب اليوم خطاب اقتصادي، يلتفت إلى الحالة المزرية التي وصل إليها الشعب السوري. الحالة المزرية في كل القطاعات، وليس فقط في الاقتصاد، بل في التعليم، والتجارة والزراعة والصناعة و----

خطاب يلحظ تيار الشباب الضائع على أرصفة الوطن، الشباب الذي كانت تفتخر به سوريا يوما ما، والذي تحول إلى المخدرات والقوادة والبلطجة.

فكان لا بد من وقفة وطنية واحدة، تتكاثف فيها أيدي أبناء سوريا في الداخل والخارج، من أجل إعلان سوري عام، يلحظ كل المشاكل التي أودت بنا، أو كادت إلى التهلكة، والخراب.





وظهر إعلان سوريا مخترقا الدفاعات الأمنية المعهودة، والتي سعت دائما وأبدا إلى إفشال أي مشروع جماعي، عبر (حسنائها). و استطاع جماعة إعلان سوريا في الداخل والخارج الحفاظ على سرية خطواتهم، حتى لحظة الإعلان. وهي نقطة تُحسب لصالح جماعة هذا الإعلان.

بماذا يختلف إعلان سوريا عن غيره من الإعلانات ؟؟في نهاية الإعلان نقرأ: مشروعنا اقتصادي الهدف سياسي الطابع وطني الدلالة.

أولى إعلان سوريا الاقتصاد من جهة وشريحة الشباب من جهة أخرى ،اهتمامه الكبير. فالفقر والتخلف الذي يعيشه شبابنا اليوم، لا يمكن أن يُنتج جيلا مثقفا متعلما حضاريا، وكذلك النمو الاقتصادي والرفاهة لا يمكن أن نحصل عليهم إلا بتطوير العلم عبر نهضة علمية شاملة تراعي آخر ما توصل إليه من سبقنا في هذا المجال. والأخذ بالتقدم العلمي والتكنولوجي العالمي، إضافة إلى السعي لإقامة مراكز أبحاث علمية ترفد الشباب بنتائجها.

الشعب السوري اليوم لم تعد تعنيه السجالات السياسية ولا المماحكات القائمة بين السلطة والمعارضة، الشعب السوري اليوم، بحاجة ماسة إلى من يُقدم له الحلول الكفيلة بإخراجه من دوامة الفقر والجوع والغلاء التي يعيشها منذ أمد طويل. من غير المعقول، لا بل هي فضيحة مدوية، أن تستورد سوريا المياه من السعودية والإمارات؟ مالذي ينقص حتى تكون سوريا الحضارة من أجمل دول المنطقة؟ ننظر بإعجاب ودهشة إلى كل المدن العربية، ونلاحظ تطورها الكبير، فالزائر لأي مدينة عربية، أو حتى غير عربية، يجد دائما فرقا ملحوظا كل خمس أو عشر سنوات، إن كان من الناحية الجمالية، أومن الناحية البيئية، أو من الناحية العمرانية. الشوارع، الحدائق، التجمعات السكنية. إلا زائر دمشق، والذي يراها في كل مرة أسوأ من المرة السابقة، فالحفر فسي ازدياد، والشوارع في فوضى عارمة، والمناطق العشوائية تنبت كالفطر. والشباب العاطل عن العمل، والصناعات المعدومة، وال-----.

إعلان سوريا، طبعا لا يملك كل الحلول، وكل الوصفات، ولكنه يسعى مع غيره من أجل رفع السوية المعشية للمواطن السوري، عبر زيادة دخله، وتحديث البنية التحتية المدمرة، والعمل على إنتاج السلع الصناعية، بدلا من السلع الأولية. إقامة مشروعات مشتركة لإنشاء مناطق صناعية لجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة من الدول الصناعية، والاتفاق معها على بإنفاق جزء من أرباحها في إنشاء البنية الأساسية اللازمة لجذب الاستثمارات. العصر عصر تكنولوجيا وبالتالي يجب العمل على إنشاء صناعات تقوم على تجميع الالكترونيات، عبر جذب شركات كبيرة وتسهيل عملها من اجل إقامة مصانع في سوريا.توفير البنية الأساسية من اجل جذب الاستثمارات الأجنبية، وخاصة العنصر البشري ، مما ينعكس اجابا على توفير فرص عمل لجيش العاطلين عن العمل المتواجد على ارض الوطن.

العمل الجاد على توفير البنية الأساسية لهذه التنمية في مختلف المرافق وباتساع الوطن، وتحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد نشط قادر على النمو الذاتي، إضافة إلى مد هذا العمل إلى المناطق النائية في إطار التنمية المتوازنة والمتكاملة بين محافظات ومدن سوريا ذلك عبر خطط تنموية حقيقية غير خلبية.

العمل على تنويع مصادر الدخــل والمشروعــات العملاقة والاندماج في الاقتصاد العالمي، والانطلاق بخطى اكبر لتحقيــق أهداف الرؤية المستقبلية للاقتصاد السوري والتنمية المستمرة.

السعي الى تحول اقتصادي استراتيجي ، فلا يبقى معتمداً على دعم الدولة ولا على النفط الذي بشرونا بقرب نضوبه، من خلال تشجيع المبادرات الخاصة والعمالة الوطنية المتدربة والموارد المتجددة المتنامية، وبحيث يؤدي كل ذلك إلى رفع مستوى المعيشة للمواطنين السوريين وضمان استفادتهم أينما كانوا في مختلف المناطق من ثمار عملية التنمية . كما تلحظ الرؤية المستقبلية لاعلان سوريا : توفير إطار اقتصادي كلي مستقر عنوانه تحقيق توازن اقتصادي بين الإيرادات والنفقات، وتنويع مصادر الدخل، وتنمية قطاع خاص كفء وفعال، وتنفيذ سياسات التخصيص، وتنمية الموارد البشرية، وتطوير قطاع المال، والقوانين والإجراءات ذات الصلة بالاستثمار.

العمل الجاد من اجل إشراك القطاع الخاص بشكل اكبر في عملية صياغة وتوجيه التنمية الوطنية سواء من خلال إشراكه في صنع القرار الاقتصادي أو من خلال إعطائه دفعة قوية لبرنامج التخصيص مع تشجيع الاندماج بين المؤسسات المالية لتكون مؤسسات اكبر، ودفع الصناعات السورية للالتزام بمقاييس الجودة لتستطيع المنافسة داخل وخارج الوطن وتحقيق المزيد من الاندماج في الاقتصاد العالمي.

وعن طريق تعزيز دور المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل كعامل منظم في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. والاعتراف بقضايا النساء في التنمية وحقوق الإنسان بنفس الأهمية التي تحظى بها قضايا الرجال، كما أنها تمنح خصوصية لقضايا المرأة بالتشديد على ضرورة القضاء على جميع أنواع التمييز ضدها. وهذه الخطة فريدة من حيث أن أهدافها الرئيسة، ولأول مرة، تولي أهمية خاصة لدور المرأة واحتياجاتها، كما يرى الإعلان، أن المرأة لم تأخذ بعد دورها في اللجان المشكلة، من أجل دراسة وتطوير سبل التنمية في سوريا.



العمل على ضمان استقرار متوسط الدخل الحقيقـي للفـرد عنـد مستوى لائق بتحقـيق معدل نمو سنوي لا يقل عن 3% في الناتج المحلي الإجمالي، والسعي كذلك إلى تنويع مصادر الدخل القومي وتحقيق المزيد في مجال التنمية البشرية بتوفير فرص عمل كثيرة تُغطي ما يُعرف بسوريا بالبطالة المقنعة، وإعطاء دفعة لسياسات التخصيص. فليس من المعقول ،على سبيل المثال: هناك في منطقة الحميدية مبنى لشركة باتا للأحذية، يُقدر ثمنه بحوالي أكثر من مئتي مليون ليرة سورية، وارده اليومي لا يتعدى المئة ليرة وأحيانا لا شيء، وفيما إذا حملناه نفقات الموظفين، فخسارته تكون كبيرة جدا، وبالتالي أليس من الأجدى خصخصته. وعلى هذا المنوال نجد العشرات لا بل المئات من المشاريع الحكومية الخاسرة.

وأذكر مرة كنت في زيارة مدير معمل بقين للمشروبات الغازية، ودخل إليه صحفي يسأله عن نسبة أرباح المعمل، فأجابه: حوالي الثمانين مليون، هذا الحديث جرى في نهاية الثمانينات. تعجبت وقلت له: جيد أرباح جيدة. فقال بالحرف الواحد: لا تُصدق لدينا خسارة حتى اليوم 20 مليون ليرة ولكن يطلبون منا أن نقول هكذا؟

يرى اعلان سوريا ضرورة العمل على تنشيط العلاقات الاقتصادية الإقليمية والدولية لتكون رافداً لدعم سياسات التنمية الاقتصادية، ومواكبة التطورات التي تفرضها العولمة والاتجاه المتزايد للعمل من خلال التجمعات الاقتصادية الأكبر ومواجهة تحديات العولمة من خلال تطوير القدرات الوطنية، وتأسيس الاقتصاد على أسس راسخة من التنافسية والإنتاجية العلمية، ومن خلال الارتقاء بالأجهزة والمؤسسات والاهتمام بالعلم والتقنية والبحث والتطوير، وتوفير المناخ الذي يكفل للقطاع الخاص النماء المطرد والمشاركة الواسعة في صياغة خطط التنمية والسياسات الاقتصادية، ويكسبه القدرة على ممارسة النشاط الاقتصادي بكفاءة ومرونة ويسر، ويمكنه من مواجهة تحديات مرحلة ما بعد الانضمام لأي معاهدات اقتصادية وتجارية مقبلة.

لبعض من هذا كان اعلان سوريا.

من أحد قواعد البيروقراطية البغيضة: الأفضل ألا تفعل شيئا ،لأن من لا يعمل لا يخطئ ، ولا يُسأل عن اللاعمل . ولذلك فان البيروقراطية هي عنصر مناهض لكل ابداع ، وهي ما ابتلينا به من خلال حكم الحزب الواحد. سوريا الحضارة والتاريخ، تأخرت وتراجعت ، وفي تأخرها هذا وتراجعها، لم تقف عند حدود المجتمع التقليدي ، بل توحشت . وهذا ما يحدث وبشكل دوري وبسبب قمع كبير وتطور خجول ، وعندما نجد أن الجميع قد سبقنا، وعندما نصبح عاجزين عن متابعة النزعة الحضارية ، فيؤدي ذلك الى افقار مادي واخلاقي تام.

منع حرية التعبير لفترات طويلة في حياة المواطن السوري والمجتمع تؤدي الى غياب الأفكار الخاصة . وبالتالي سيهرب الناس من تطوير الافكار والمشاعر التي لا يمكن التعبير عنها ، أو التي ستمثل عبئا أو خطورة وأخيرا هل يمكن تصور المجتمع السوري بدون أفكار؟ والى أي مدى لا نزال بشرا، وهذا سبب آخر.



---------------------------------------------------------

علاقتي مع الآخر تؤسس كرامتي الليبرالية الإنسانية، وهي تعني الاعتراف بالآخر كشبيه لي، وبمسئوليتي تجاهه التي يوقظها فيَ وجوده وحضوره.وبالتالي فان مفهوم الكرامة الإنسانية لي كليبرالي تقوم على أساس علاقيّ، وان كرامتي نفسها تتطلب مني احترامي لكرامة الآخر.

إن قيامة الكرامة الإنسانية على أساس علاقيّ يُفيد عدة معانِ.فانه يعني أننا نريد المساواة بين البشر، وأن نعمل على ألا يفرض الأكثر عنفاً أو نفوذاً إرادته على الآخرين، ويُفيد هذا أن نحيا العلاقة مع الآخر كعلاقة تضامن فعليِ تُبرز الاهتمام به، لأننا نحيا الكرامة الإنسانية ونبرهن عليها من خلال التزامات لبراليتنا، تلك الليبرالية التي نترجمها في ابتكار الأفعال والمواقف التي تؤسس هذا الرباط بيننا وبين أخوة لنا في الإنسانية.

ويؤدي أساس الكرامة الإنسانية العلاقيِّ إلى رفض ما هو غير مقبول في زمن ومجتمع ما قد يصبح فيهما كل شيء ممكنا ومسموحاً.لذا علينا إن نرفض ما يجب رفضه،وآلا نستسلم للضغوط ،لان ضميرنا الليبرالي يتكون ويتضح من خلال تحدينا للاستبداد ومقاومتنا له.

إن جميع علاقاتنا الاجتماعية الصحيحة يجب أن ترتكز على الحقيقة والعدالة، التي تقر لكل شخص حقه في العيش الكريم باعتباره بشراً لا متاعاً سائباً.

أما القاعدة الأخلاقية التي تحرم سلب الإنسان حريته واعتقاله لكلمة قالها، أو لفكر نادى به، فليست امتيازاً اًو استثناء لأحد.

على عاتق السياسة يقع دور هام في احترام الكرامة الإنسانية والدفاع عنها.ومن وظيفة القانون،في أي مجتمع،إن يقرّ ويمكّن من قيام نظام اجتماعي تظهر وتتحقق فيه =الإنسانية=بين الناس،ويسمح في قيام علاقات مختلفة في مأمن من العنف ,وسلب الحريات.

في الليبرالية، تقتضي كرامة الإنسان أن يوفر له كل ما يحتاجه ليعيش حياة إنسانية حقيقية، كالغذاء والكساء والمسكن والحق في اختيار الحياة التي يريدها اختيارا حرا، والحق في أن يؤسس عائلة ويربيها، والحق في العمل، والحق في المحافظة على حياته الخاصة وفي حرية عادلة حتى في القضايا الدينية.

في الليبرالية. الاعتقال التعسفي، التعذيب الجسدي والمعنوي، الضغط النفسي، أوضاع الحياة المنحطة، السجن من دون مبرر، الاستعباد، التسلط، انتهاك حريات الإنسان، إن كل هذه التصرفات هي في الواقع شائنة.تلحق العار بالذين يمارسونها على شعوبهم، أكثر مما تلحقه بضحاياه، كما أنها وصمة عار على شرف أي دولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس جديدة عن ثورة المصريين وتمردهم ضد حكم تنظيم الإخوان ف


.. حسن المستكاوى: مش قادر أنسى الذكريات المؤلمة وقت حكم الإخوان




.. 153-An-Nisa


.. كيف استغل تنظيم الإخوان الدين لخدمة أغراضهم وتشويه ثورة المص




.. الخارجية الأميركية.. بلينكن يصدر تقرير الحرية الدينية الدولي