الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفرق بين الكاهن المؤرخ مانتيون والشيخ علي جمعة كالفرق بين العقل والنقل
ايمن عبد العزيز البيلى
2020 / 4 / 28العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من هو مانتيون؟
هو مؤرخ مصري من مدينة سمنود محافظة الغربية كان كاهناً لمعبد سمنود في عهد الملك بطليموس الثاني "حوالي 280.ق.م" الذي كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة. أخذ مانيتون هذه المهمة على عاتقه واعتمد في كتاباته على الوثائق التي خلفتها الحضارة المصرية والتي كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد بالإضافة إلى كل ما وجده في متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها ولقد فقدت النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون أثناء حريق مكتبة الإسكندرية ولم يصل من هذا التاريخ إلا قصاصات نقلها بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ يوسيفوس في كتابه "الرد على إيبيون" الذي حاول أن يدافع فيه عن اليهود ذاكراً أنهم هم الهكسوس الذين غزوا مصر بعد انهيار الدولة الوسطى. ومن المؤرخين كذلك المؤرخ الإغريقي جوليوس الذي نقل في مؤلفه بعض أسماء الملوك التي كانت مدونة في تاريخ مانيتون الأصلي
ويرجع الفضل للمؤرخ مانتيون في انه قسم التاريخ المصري الفرعوني حسب الاسر التي حكمت الي (30) اسرة ومن حسن الحظ انه ذكر اسماء الملوك من بناة الاهرامات (عصر بناة الاهرامات (او عصر الدولة القديمة ) وذكر اسم الملك خوفو (خووّ-فووّ) هو اسم الولادة للفرعون المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد. يعرف بالتساوي أيضًا بالاسم الهليني خوبوس أو شوبوس (باليونانية )من خلال المؤرخين الإغريقيين ديودورس وهيرودوت لم يأت في قصاصات مانتيون او من نقل عنه من مؤرخين اغريق اي ذكر لادريس او اخنوخ او نبي
اما الدكتور علي جمعة العالم الجليل مفتي مصر الاسبق فصرح بان النبي ادريس هو اول من بني الاهرامات واعتقد البعض ان مايقوله الدكتور علي جمعة قول جديد او صرح بذلك بعد بحث ودراسة علمية تاريخية استندت الي مصادر اثرية او كتابات تاريخية موثقة لكن نكتشف ان الدكتور علي جمعة هو مجرد ناقل وناشر بتصريحة لما هو مكتوب من مئات السنين في كتب التراث الاسلامي فالطبري وبن كثير وبن الاثير والسيوطي و ابن تغري بردي كلهم كتبوا ذلك وايضا الجغرافي المسعودي الذي كتب عن كيفية نقل الاحجار التي استخدمت في بناء الاهرمات إذ قال (إن المصريين كانوا يضعون الحجر على أوراق البردي السحرية ويطرقون عليها... فيندفع الحجر إلى مكانه بالهرم) تصور هذا السحر هو من بني الاهرامات هذا ا ما اعتقده كتاب ومؤرخي التاريخ الاسلامي ونقل عنهم الدكتور علي جمعه ..أما عن نسبة بناء الأهرامات إلى نبي الله إدريس عليه السلام..فذكرها ابن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) فيقول ( إنه - اي النبي ادريس - قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان فبنى الأهرامات وأودعها العلوم التي خشي من ضياعها)
وبالمقارنة البسيطة جدا بين ماذكره المؤرخين مانتيون وديودرس وهيرودوت وبين ماذكره كتاب التاريخ الاسلامي ونقل عنهم الدكتور علي جمعه وغيره نجد الاتي:
اولا- ان مانتيون السمنودي مصدر موثوق لكل من نقل عنه لانه كان كاهنا لمعبد فرعوني ومن درس التاريخ الفرعوني يعرف تمام المعرفة ان المعبد كان محور حياة المصريين القدماء وكان الكهنة بالمعابد مصدرا لثقة الحكام والشعب معا وبالتالي كان المعبد بمثابة خزينة لكل الوثائق للدولة والافراد وما كان بين يدي ماتيون من وثائق رسمية عن الملوك الفراعنة جعتله يكتب تاريخهم لدرجة ذكر اسماء الملوك واعمالهم ومنهم خو-فو وخع -اف -رع و من - كاو - رع وسنفرو الخ بالاضافة الي حيادته في كتابته لانه كلف من ملك بطلمي ( اغريقي)
ثانيا - كل من نقل عن مانتيون من مؤرخين اغريق ورومان كانو اقرب زمنيا من التاريخ المصري القديم واحداثه وحياة المصريين كانت كما هي عباداتهم وعاداتهم ولغتهم ومعابدهم وبالتالي فنقلهم عن المصريين هو نقل يكاد يكون حيا عن ملوكهم وبطولاتهم الذين يتباهون ويتفاخرون بها امام المحتل الاغريقي او الروماني او الفارسي من قبلهم...... كذلك لغة المصريين وكتاباتهم المسجلة علي جدران المعابد كانت واضحة الفهم لهؤلاء المؤرخين (محتلفي اللغة) حيث كانوا يستعينون بالمصريين في ترجمة وشرح ماهو مسجل علي جدران المعابد
ثالثا- لم يرد ذكر نبي الله ادريس في اي من كتابات مانتيون او اي من هؤلاء المؤرخين ..او وجد له نحت او رسم او تمثال في اي من معابد المصريين القدماء.... الم يذكر بعض مؤةخي التاريخ الاسلامي ان ادريس نبي الله حكم مصر ...فلماذا لم يسجل اعماله كبقية ملوك مصر بعد ذلك؟ او لماذا لم يترك معبده الذي كان يتعبد به لله ؟ ومع انهم ذكروا انه هو اول بني الاهرامات ...كيف يبني هرما ولايبني مسجدا او معبدا لعبادة الله ؟!
وحين نعمل العقل فيما ذكره المؤرخين للتاريخ الاسلامي من المسلمين والذين ذكرتهم سابقا فنجد الاتي:
اولا- هم ابعد زمنيا عن الحقبة المصرية الفرعونية فبينهم وبين المصريين القدماء الفرس والاغريق ( اليونان) والرومان ثم جاء العرب المسلمون في عصر الخلفاء الراشدين ثم عصر الحكم الاموي ثم عصر الحكم العباسي الاول الذي بدا فيه ظهور التدوين للحديث وكتابة احداث الدولة الاسلامية
ثانيا- المعتقد الديني انحرف بهؤلاء المؤرخين عن الحيادية العلمية العقلية واخذهم الي الانحياز الغيبي النقلي فكان لابد لهم من اثبات نسب كل مالم يجدوا له تفسيرا او فهما ولم يرد ذكره في اخبار العرب او الحديث الي (الدين )لاثبات صدق مايسجلوه وبالتالي لجاوا الي العهد القديم والجديد في اصل البشرية بدءا من ادم وحتي رسولنا الكريم(ص) ومن بين هؤلاء نبي الله ادريس الذين ذكروا انه قدم الي مصر وهو من ملك العلم كله بوحي من الله وحكم البلاد وبني اول الاهرامات ورفع الي السماء كما رفع عيسي عليه السلام ومنهم من حاول ان يلوي عنق الحقيقة فشطح فقال ان اوزيرويس هو ادريس ونسي ان اوزرويس هو (اله الموتي )عند المصري القديم وليس بنبي او رسول
ثالثا - ان تصديق ماورد بالعهد القديم عن النبي ادريس من قبل المؤرخين المسلمين وتسجيله علي انه حقيقة مطلقة ويردده الان عالم دين اسلامي كبير كالدكتور علي جمعه يدفعنا الي التساؤل ...الا يعني هذا صدق كل ماورد في العهد القديم ؟ وومن ثم كل من يتحدث عن تحريف العهد القديم والجديد كذب وافتراء؟ الا يعني هذا تصديق ما يروج له الكيان الصهيوني من حقوق تاريخية في فلسطين ومصر والعراق ؟
اننا امام واقع تم تغييب عقله ووعيه فاصبح عاجزا عن التفكير العلمي المنطقي واصبح بين مقصلتين لافرار منهما اما التجهيل عبر التصديق بالمنقول فيصبح اسلامه صحيحا واما الرفض عبر اعمال العقل فيصبح كافرا او مرتدا ...وللحديث بقية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 107-Al-araf
.. 117-Al-araf
.. #شاهد يهود كنديون يقتحمون مبنى البرلمان ويردّدون شعارات مندّ
.. 100-Al-araf
.. 100-Al-araf