الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم عن بعد بين الواقع و التحديات

لحسن خياعلي

2020 / 4 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي


بعد التوقف الاضطراري للدراسة و إغلاق المؤسسات التعليمية كإجراء للوقاية من فيروس كورونا ، لجأت وزارة التربية الوطنية إلى التعليم عن بعد ؛ كحل مؤقت يضمن و لو نسبيا استمرار العلاقة بين التلميذ و المدرسة. إلا أن هذا الاجراء شابته مجموعة من العيوب التي قلصت من فعاليته ، و جعلت نتائجه محدودة.
و من أبرز تحديات التعليم عن بعد نذكر :
- تخبط بيداغوجي : إذا كانت الوزارة منذ سنوات قد باشرت عملية إصلاح منظومة التعليم من خلال الانتقال إلى بيداغوجيا الإدماج - و التي جعلت المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية - ، فإن اقتصار التعليم عن بعد على فيديوهات و دروس يأخذ فيها الأستاذ نصيب الأسد ، قد أعاد التعليم المغربي سنوات للوراء ، من خلال اللجوء إلى بداغوجيا الالقاء المتجاوزة.
- غياب تكافؤ الفرص : إذا كان بعض التلاميذ محظوظين لتوفرهم على الامكانيات المادية و اللوجيستيكية التي تمكنهم من متابعة الدروس ، فإن فئات واسعة من الشعب المغربي - خاصة في العالم القروي - أقصيت من هذه الدروس قسرا بسبب الظروف المادية القاهرة و التكاليف الباهضة للأنترنت. فكيف نضمن تعليما متكافئا و الكثير من المناطق القروية لا تتوفر على شبكة الهاتف ؟؟؟؟

- انعكاسات صحية : كل الدراسات الحديثة حذرت من استعمال الأطفال للوسائط الالكترونية ، لما لها من انعكاسات مباشرة و غير مباشرة على الصحة النفسية و الجسدية ؛ خاصة على الأطفال الذين وجدوا اليوم أنفسهم مضطرين للمكوث ساعات طويلة أمام شاشة الهاتف و أمام الحاسوب و التلفاز .
- غياب تكوين الأطر : الكثير من الأطر التربوية وجدت نفسها بين عشية و ضحاها ، منخرطة في التعليم عن بعد إيمانا منها بواجبها المهني. لكن دون أي تكوين بيداغوجي مسبق . فاستعمال التكنولوجيا في التعليم أمر صعب جدا يتطلب إلماما دقيقا بمختلف جوانبه حتى يعطي النتائج المرجوة منه.
- التكلفة المادية الباهضة : في ظل عدم انخراط شركات الاتصال فعليا في إنجاح عملية التعليم عن بعد ، فإن انعكاساته المادية بادية للعيان سواء بالنسبة للأسر التي وجدت نفسها أمام مصاريف إضافية ، أو بالنسبة للأطر التربوية التي لم تقدم لها أي تسهيلات في هذا الشأن ، تيسيرا لمجهوداتها الجبارة في ضمان استمرا ر التحصيل الدراسي..
- مشكل حماية المعلومات الشخصية : الكثير من الأطر التربوية ضمانا لاستمرار التواصل مع المتعلمين و المتعلمات ، لجأوا إلى إنشاء مجموعات في مختلف الوسائط الممكنة ( خاصة الواتساب و الفايسبوك ) و هو ما جعل معلوماتهم الشخصية مكشوفة للجميع ، خاصة رقم الهاتف . و في هذا الصدد تم تداول مجموعة من المقاطع الصوتية التي تسخر من الأستاذ و تكيله كل أنواع السب و الشتم..

عموما فالمرحلة تقتضي انخراط الجميع لتقليص حجم الصعوبات التي تعتري التعليم عن بعد باعتباره ورشا مستقبليا سيضطر الجميع للتعايش معه ، حتى في الظروف العادية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح