الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!

وهيب أيوب

2020 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يرِث الناس أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم عندما يولدون دون أي خيارٍ منهم ...

ثم يكبرون وهم متمسّكون بتلك العقائد ويدافعون عنها بشكلٍ شرسٍ وأعمى ، دون أن يعلموا ما جاء فيها من تعاليم وشرائع غير إنسانية ، تناقض العقل والمنطق والضمير ، ويتعصبون لها ، فقط كونهم ورثوها عن آبائهم وأسلافهم وجماعتهم ...

ثم مع مرور الزمن يبدأون بترداد ذات الأسطوانة التي يردّدها أسلافهم بأن دينهم ومعتقدهم هذا هو الأفضل والأنقى والأصلح من بين كل معتقدات العالم ، وأنهم الفئة التي تُمسك بالحقيقة المطلقة ، وأنهم وحدهم الناجون الذاهبون إلى الجنّة والباقون من الخلق إلى جهنّم ، حيث تنتظرهم المحارق والعذابات ...

يا ترى ؛ كم من الأشخاص في هذا العالم ، يقومون بقراءة ما جاء في معتقداتهم تلك والتمحيص فيها ، وإن كان معتقدهم هذا بالفعل يدعو إلى الفضيلة والعدل والأخلاق للمجتمعات الإنسانية جمعاء ، وأن معيارهم سلوك الإنسان وأفعاله وليس إلى أي معتقدٍ وجماعة ينتمي ...؟

يحتاج الإنسان الذي يمتلك القليل من العقلانية والتفكير الحرّ ؛ حتى يكتشف وبكل سهولة وبساطة ، بعد اطّلاعه على الكتب الدينية التي تحوي أفكار وتعاليم هذا المعتقد ، الورطة والخديعة التي وقع فيها ، وأصبح مجرّد رقماً لا قيمة له في قطيعٍ يسير على سكة قطار لا خيار لراكبيه بتغيير الاتجاه ...

إنها مأساة العقل البشري التابع ، فاقد الحرية والوعي والخيار بتصحيح المسار ، نتيجة سقوطه في فخّ العصبية والتعصّب ، فقط لمجرد أنه ولِد مُصادفةً في أحضان هذه الجماعة أو الطائفة أو تلك ، التي حمّلته وزر معتقداتها دون أي خيار منه ...

ولكن أين مسؤولية الفرد هنا في إعمال العقل والتفكير ...؟!

العجيب ، أنك عندما تقرأ في تلك الأديان والمعتقدات ، ستجِد أن الكل ضد الكل !

وأن كل جماعة تدعو لنفسها وتنفي الآخرين وتقصيهم وتكفّرهم ،

بالضبط كالأحزاب والحركات السياسية ، ولكن من منطق ديني عقائدي ....

ومع هذا يستمر البشر بمعظمهم في السلوك العصبي القطيعي دون أدنى تفكير ...!

لم يكن أينشتاين مجرّد عالم فيزياء ، بل كان صاحب رؤية ثاقبة للمجتمعات والناس ، فهو يقول :

إن 2% من البشر يُفكّرون

و3% يظنون بأنهم يُفكّرون

و 95% يُفضلون الموت على أن يُفكّروا ....!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألحمد للعقل
عباس علي ( 2020 / 4 / 29 - 19:05 )
.أنا قد تركتُ ديني ...
وتطهرتُ من لوثة ألأديان.
وليس في نيتي التطوع لدخول معسكر ديني أخر
أذن أنا أفكر ... أليس كذلك يا أينشتاين !!
.والحمد للعقل

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24