الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضات السلام بين تركيا والكردستاني .. مراجعة نقدية للمرحلة السابقة وأخطاء السياسية المرتكبة!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 5 / 1
القضية الكردية


نعلم بأن مع بداية حكومة العدالة والتنمية شهدت تركيا عدد من الخطوات السياسية والاقتصادية تكللت بمشاريع تنموية ساهمت في تقدم تركيا على مختلف الصعد وباتت واحدة من الدول الشرقية التي تحظى بدعم غربي أمريكي، ليس فقط كونها عضواً بالحلف الأطلسي والتي كانت لها الدعم من ذاك الحلف كدولة مواجهة لحلف وارسو الذي أنهار مع إنهيار التجربة الإشتراكية والاتحاد السوفيتي مع بداية التسعينيات والبرويسترويكا، بل لما شهدت تركيا من نهضة اقتصادية وعملية سياسية من خلال مأسسة الدولة وبروز دور منظمات المجتمع المدني بحيث يمكننا القول؛ كانت تجربة ديمقراطية جديدة إلى جانب التجربة الإسرائيلية في شرقنا الملوث بحكومات استبدادية قرووسطية عسكريتارية، مما جعلها مرشحة لتصبح عضوة جديدة في الاتحاد الأوربي حينها .. وهكذا ومن بين الملفات التي شهدت تطوراً ملحوظاً، كان الملف الكردي حيث تم طرح فكرة السلام والحوار بين الحكومة التركية بقيادة العدالة والتنمية وحزب العمال الكردستاني ولكن ولأسباب عدة ونتيجة لأخطاء ارتكبت من قبل الطرفين فقد توقفت تلك المفاوضات للأسف وعاد الطرفان إلى لغة السلاح والحرب والدماء وبخصوص الموضوع فقد قال السيد مدحت سنجار؛ رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في تصريح له مؤخراً وكنوع من المراجعة النقدية، ما يلي: “لا أحد بريء من انتهاء مفاوضات السلام دون تحقيق أهدافها، فحزبنا أيضا يتحمل المسؤولية بقدر السلطة الحاكمة”.

وكذلك فإن السيد سنجار (وفي إجابته عن سؤال بشأن الانتقادات المتعلقة بالتزام الحزب الكردي الصمت فيما يتعلق بقضية حفر عناصر حزب العمال الكردستاني خنادق في بعض المدن الكردية لمواجهة القوات الأمنية في عام 2015، أوضح مدحت سنجار أن إحدى أجنحة الدولة ضيقت تحركات الحزب عقب تجميد المفاوضات في مارس/ آذار 2015 ومارست ضغوطا عليهم، وأوضح أنه: “كان مخططا للحزب الكردي عقد لقاءات السلام الجماهيرية بدءا من أدرنة إلى هكاري اعتبارا من الثامن من يونيو/ حزيران 2015. وحينها كنت قد انتُخبتُ حديثا، لكننا لم نتمكن من تنفيذ هذه اللقاءات. أضعنا فرصة تاريخية للسلام”. وأضاف سنجار أنه في تلك الفترة تم الاتفاق مع الحكومة بشأن وقف حفر الخنادق وسحب المليشيات المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني من المدن لكن إحدى أذرع الدولة عرقلت هذا الأمر، مفيدا أنه كان هناك تحضير للانقلاب على مفاوضات السلام وإنهائها وأنه حذر وزير الداخلية حينها من ذلك) (وذلك بحسب ما أوردتها صحيفة زمان التركية على موقعها الالكتروني). وهكذا يتبين لنا؛ بأن كلا الطرفين وللأسف يتحملان المسئولية السياسية لاضاعة تلك الفرصة التاريخية لتحقيق السلام بين الشعبين.

طبعاً هذه جرأة سياسية من أعلى مسئول في قيادة حزب محسوب على الكرد وقضاياهم وهو يعترف، بل ويحمّل جزء من المسئولية لحزبه والعمال الكردستاني وخاصةً في الخطأ الفادح الذي وقع به الأخير بقضية حفر الخنادق -رغم معرفته وتنويهه؛ بأن تركيا أو على الأقل أذرع في الدولة عرقلت التفاهمات في وقف عمليات الحفر و”سحب الميليشيات”، وذلك بحسب تعبيره- وهنا يراودنا السؤال التالي: هل سنجد داخل أحزابنا وحركاتنا السياسية في روجآفا من يأتي ليعترف بإرتكاب بعض الأخطاء السياسية التي جعلتنا نخسر بعض الملفات والقضايا التي كان يمكن أن نقلل خسائرنا فيها، أم سنحمل كل أخطائنا للآخرين؟! طبعاً السؤال موجه لكل الأطراف وليس لطرف دون الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت